سعد بن معاذ
12-08-2005, 02:33 AM
أهل السنة والجماعة في إيران (الحلقة الثالثة)
مجلة السنة
قال أحد المستشرقين: " لولا الصفويون في إيران لكنا اليوم في فرنسا وبلجيكا وأوربا نقرأ القرآن كالجزائريين".
السُّنَّة بعد الثورة
بعد نجاح الثورة الإيرانية (الشيعية) المسماة بالإسلامية سُرَّ بذلك شعب إيران جميعه، ومن بينهم أهل السنة، وذلك لما سمعوا بأن الحكومة الجديدة حكومة إسلامية أساسها العدل وإبادة الظلم، رجاء أن يصلوا إلى حقوقهم الضائعة في حكومة الشاه التي ذاقوا منها مرارة الظلم والطغيان، وظنوا أنه قد آن أوان وصولهم إلى مطالبهم لكثرة ما كانوا يسمعون من الجهات الإعلامية الحكومية سواء من طريق الإذاعة، أو التلفاز، أو الجرائد والمجلات بالشعارات الفضفاضة الخالية عن الحقيقة بمساواة الشيعة والسنة، وبأنهم إخوة لا فرق بينهم، وسرعان ما تأثر بهذه النعرات الجافة كثير من الشعب من أهل السنة، واغتر كثير من زعماء أهل السنة في العالم بذلك، ولم يمض حين إلا وقد اكتشف خواء النعرات السابقة والدعاوى الكاذبة لكثير من الناس داخل إيران وخارجها، والآن بعد مرور أكثر من خمسة عشر عاماً على ثورة الرافضة المسماة بالإسلامية مازال أهل السنة يعانون من الجور والطغيان والاعتداء على حرماتهم وممتلكاتهم ما لم يعانوا مثله في التاريخ من قبل قط إلا في العهد الصفوي، ولكن مع الأسف الشديد لم يجدوا من إخوانهم من يلبي نداءهم عما يعانون من الظلم والجور، ويبلغ للعالم ما يعمله الطغاة والمعتدون عليهم من إلقاء القبض على من له شعور وإحساس وحماس بدينه وشعبه وحقوقه وإدخاله في السجون، والحكومة تحاول أن تغطي كل ما يجري على أهل السنة من الظلم والجور والاعتداء عليهم بجميع الوسائل الإعلامية، فمن هنا خفيت أحوال أهل السنة على إخوانهم المسلمين في العالم.
والآن قد آن الأوان أن تنكشف الحقائق للعالم، وأن لا يخفى على المسلمين تمييز الحق من الباطل، وليس التضييق على أهل السنة في العقيدة فحسب، بل في جميع الشؤون الثقافية والاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية وغيرها وهم يريدون بذلك إبادة واستئصال أهل السنة من إيران، ومن العالم كله إن استطاعوا وهذا ما يتمناه الزعماء ومراجع التقليد الشيعة في إيران كما أعلن في أوائل الثورة في الإذاعة والتلفاز بأننا عازمين بأن نجعل الدولة الإيرانية حكومة شيعية محضة، ويعنون بذلك القضاء على أهل السنة إما باختيار مذهب الشيعة أو بترك البلاد كما فعل أسلافهم في العهد الصفوي مع أهل السنة، وهو المخطط الآن وبدء التنفيذ الفعلي لذلك، والآن نضع أمام إخواننا المسلمين في العالم حقائق ثابتة عن الظلم والاعتداء والتضييق على إخوانهم أهل السنة في إيران ونوضحها كالآتي:
أولاً: محاولة القضاء على عقيدة أهل السنة:
ولا شك أنهم في شعاراتهم في جميع وسائل الإعلام يشيعون الخبر بأن الشيعة والسنة متساويان وهم إخوة، ومقتضى ذلك أن لأهل السنة ما للشيعة في جميع المجالات، بينما الأمر خلاف ذلك.
فهم أحرار في نشر عقائدهم وجميع شؤونهم، وليس لأهل السنة شيء من ذلك بل الحكومة الشيعية تسعى أن ينقاد أهل السنة لمذهب الشيعة. وذلك لأنهم يدركون بأن حرية نشر العقيدة السنية تعني بطلان عقيدة الشيعة لمعرفة زعماء مذهب الشيعة معرفة جيدة بأن حرية النشر لعقيدة أهل السنة تكشف للناس في العالم فساد عقيدتهم وأفكارهم ومخططاتهم ضد أهل السنة.
وحتى الآن مازالوا يتكلمون في خارج إيران عن حرية أهل السنة في البيان والعقائد ووجود التسوية والاتحاد وعدم الفرقة بين أهل السنة والشيعة، وهذا كله دجل وهم من وراء الستار يخططون لاستئصال وإبادة أهل السنة ((ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)).
ونوضح الآن بعضاً من دسائسهم ومكائدهم:
أ - منعهم أئمة الجوامع لأهل السنة من حرية بيان عقائدهم على المنابر يوم الجمعة:
بينما لأئمة الرافضة حرية تامة في بيان مذهبهم بل والتعدي على عقائد أهل السنة وذلك حيث أنهم عينوا موظفين من المخابرات والمباحث، فمن هنا لا يقدر الخطيب الخروج عن دائرة ما يريدون، وقرروا حضور علماء الشيعة جوامع أهل السنة يوم الجمعة لمراقبة الخطب لتكون حسب ما يريدون عن سياسة الحكومة وعقائد الشيعة.
وليس لأهل السنة إلا إلقاء الخطب العربية أو نصائح عامة لا مساس لها بالعقيدة وإذا خرج الإمام عن حدوده المقرر من قبلهم اتهموه بأنه وهابي يريد نشر الوهابية وبهذا الاتهام قبضوا على عدد من العلماء وأدخلوهم في جحيم السجون، وأخيراً أعدموا عشرات من العلماء البارزين وقبضوا على كل من:
1 - الشيخ العلامة أحمد مفتي زاده (من محافظة كردستان) وذلك لجريمة مطالبته بحقوق أهل السنة وجمع شملهم، وتوفي رحمه الله بعد التنكيل والتعذيب وذلك بعد عشر سنوات قضاها داخل السجن.
2 - الشيخ الدكتور أحمد ميرين البلوشي لأنه أنهى دراسته من الابتدائية إلى مرحلة الدكتوراه في المملكة العربية السعودية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بتهمة أنه وهابي ينشر فكرة الوهابية، وما ذاك إلا لأنه كان له نشاط في الدعوة وبيان العقيدة الصحيحة السنية، فألقي في السجن وعذب أشد التعذيب ثم حكموا عليه بالحبس 15 سنة، ولم يزل إلى الآن مسجوناً في طهران في القسم الخاص.
3 - الشيخ محي الدين من عاصمة خراسان: حيث اعتقل قبل سنوات دون أن يقدم إلى محكمة أو يوجه إليه تهمة إلا أنه كان يرأس مدرسة دينية في خراسان وتأخذه الغيرة على اعتقادات أهل السنة واتهمته الدولة بالوهابية وأنه يريد التفرقة بين الشيعة والسنة وبعد سنتين في سجون الخميني نفوه إلى محافظة أصفهان لسبع سنوات، والآن هو منفي في بلوشستان.
4 - والأستاذ إبراهيم صفي زاده خريج جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض قبل ثلاث سنوات اتهموه بأنه وهابي وضربوه سبعين جلدة في وسط السوق، وأدخلوه السجن، وحكموا عليه سبع سنوات في السجن، وقد أطلق سراحه أخيراً بعد التعهد على أن لا يتكلم في الدين.
5 - الشيخ نظر محمد البلوشي: كان عضواً في البرلمان الإيراني ومندوباً لإحدى مناطق بلوشستان الإيرانية، وقضى الشيخ سنتين في أشد التعذيب في سجون الخميني، وأخذ منه اعتراف زوراً وجبراً بأنه جاسوس من قبل العراق وإسرائيل يعمل لهم في إيران رغم أنه عالم من العلماء البارزين لأهل السنة معروف لدى الناس، والآن يعيش تحت الحراسة، ممنوع من الخروج إلى بلاد أخرى.
6 - الشيخ المجاهد دوست محمد البلوشي الذي يبلغ من العمر أكثر من ثمانين سنة، قبض عليه لدفاعه عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رسائل عدة وبعد أن قضى سنتين في أشد التعذيب في سجون الخميني نفوه إلى محافظة أصفهان، وبعد سنة أطلقوه، والآن يعيش تحت الحراسة، ممنوع من الخروج من البلد إلا بإذن خاص.
ومولانا عبد الله قهستاني، ومولانا عبد الغني شيخ جامي، ومولانا سيد أحمد الحسيني، ومولانا عبد الباقي شيراني، ومولانا جوانشير داودي، ومولانا غلام سرور سربازي، ومولانا سيد محمد موسوي، ومولانا نورالدين كردار، ومولانا عبد اللطيف، وآخرون من مناطق مختلفة لا نعرف أسماءهم، وقد أطلق سراح بعضهم وبقي الأكثر في السجون بدون أي جريمة إلا أنهم يريدون التمسك بعقيدتهم الصحيحة والبعد عن الخرافات والبدع التي يريد الآيات نشرها.
وكذلك كثير من العلماء الجيدين وشباب السنة يعيشون في سجون الخميني لا جريمة لهم إلا أنهم من مظلومي السنة المتمسكين بعقيدة السنة ويدافعون عن الحق وحقوقهم ومعتقدات السنة.
ب - مرحلة أخرى ذهب ضحيتها المئات من شباب أهل السنة في كردستان:
ووصل الأمر إلى أنهم أصبحوا ينفذون الإعدامات بتهمة الوهابية، فقبل سنوات قامت الدولة الخمينية بإعدام ثلاثة من العلماء البارزين الذين كانوا في سجون الخميني وهم:
1 - الأخ الفاضل ناصر سبحاني من العلماء الجيدين والبارزين للسنة (من كردستان إيران) الذي أعدم في خراسان رمضان 1399هـ.
2 - الأخ الفاضل عبد الحق من خريجي جامعة أبي بكر الإسلامية في كراتشي (باكستان) بعد سنة في أشد التعذيب في سجن الخميني حكموا عليه بالإعدام بأنه وهابي يأخذ ريالات السعودية ويعمل لنشر الوهابية.
3 - الأخ عبد الوهاب صديقي خراساني من العلماء الذين تخرجوا قبل سنوات من جامعة الأشرفية من لاهور (باكستان) بعد سنة في سجن الخميني حكموا عليه بالإعدام.
4 - وأخيراً أعدموا الدكتور مظفريان إمام الجمعة لأهل السنة في شيراز بتهم واهية وأنه عميل أمريكا وأغلقوا الجامع وحولوه إلى محل للأشرطة والأفلام التابعة لحرس الثورة ولا يزال بيدهم.
جـ - طريقة إلقاء المحاضرات وتنظيم الدروس في مناطق أهل السنة:
في الدوائر الحكومية بين الموظفين من أهل السنة من قبل علماء وزعماء الشيعة يتناولون عقائد الشيعة، والجرح لعقائد أهل السنة والنيل من الصحابة عموماً - رضي الله عنهم - بالسب والشتم، ومهاجمة كبار الصحابة وكبار شخصيات أهل السنة من أئمة المذاهب والمحدثين، منهم بعض زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم كعائشة الصديقة وحفصة رضي الله عنهما، والخلفاء الثلاثة (أبي بكر وعمر وعثمان) رضي الله عنهم والأمير معاوية خصوصاً.
د - عدم السماح لأهل السنة ببناء المساجد والمدارس:
من الحقائق المعلومة أن أهل السنة محرومون من بناء المساجد في مناطق أكثريتها شيعة، مثل العاصمة طهران وأصفهان ويزد وشيراز وغيرها من المدن الكبيرة مع أنه يوجد في طهران حوالي نصف مليون من أهل السنة ليس لهم مسجد واحد يصلون فيه، ولا مركز يجتمعون فيه بينما توجد كنائس للنصارى وبيع لليهود وبيوت النار للمجوس وغيرهم، وهم بالعكس يبنون لهم مساجد ومراكز ومدارس وحسينيات في مناطق السنة وفي قرى لا يوجد من الشيعة إلا عدد من الموظفين في الدوائر الحكومية، والآن قررت الحكومة الإيرانية عدم السماح ببناء أي مسجد للسنة في طهران وفي مشهد.
هـ - هدم المساجد والمدارس الدينية السنية:
وصل الأمر إلى هدم المساجد والمدارس في بعض المدن، مثل منطقة بلوشستان مدرسة ومسجد الشيخ قادر بخش البلوشي، ومسجد للسنة في منطقة كيلان في هشت بر، ومسجد في كنارك جابهار بلوشستان.
مسجد في مشهد: الواقع في شارع 17 شهريور، وتوسيع مسجد شيخ فيض شارع خسروي في مشهد في محافظة خراسان، وأخيراً خربوا القسم الجديد للمسجد المذكور، وهددوا بهدم المسجد كلياً وتحويله إلى حديقة لأبناء الصفويين كل هذا بتهم مختلفة. إما أنه مسجد ضرار، أو بني بغير إذن من الحكومة، أو إمام المسجد وهابي، أو بقصد توسيع الشوارع، كل هذا يقوي شوكة الشيعة ويضعف من معنويات أهل السنة، ويقلص نشاطهم، ويشل الحركة والنشاط أمام عقيدتهم (والله المستعان).
مجلة السنة
قال أحد المستشرقين: " لولا الصفويون في إيران لكنا اليوم في فرنسا وبلجيكا وأوربا نقرأ القرآن كالجزائريين".
السُّنَّة بعد الثورة
بعد نجاح الثورة الإيرانية (الشيعية) المسماة بالإسلامية سُرَّ بذلك شعب إيران جميعه، ومن بينهم أهل السنة، وذلك لما سمعوا بأن الحكومة الجديدة حكومة إسلامية أساسها العدل وإبادة الظلم، رجاء أن يصلوا إلى حقوقهم الضائعة في حكومة الشاه التي ذاقوا منها مرارة الظلم والطغيان، وظنوا أنه قد آن أوان وصولهم إلى مطالبهم لكثرة ما كانوا يسمعون من الجهات الإعلامية الحكومية سواء من طريق الإذاعة، أو التلفاز، أو الجرائد والمجلات بالشعارات الفضفاضة الخالية عن الحقيقة بمساواة الشيعة والسنة، وبأنهم إخوة لا فرق بينهم، وسرعان ما تأثر بهذه النعرات الجافة كثير من الشعب من أهل السنة، واغتر كثير من زعماء أهل السنة في العالم بذلك، ولم يمض حين إلا وقد اكتشف خواء النعرات السابقة والدعاوى الكاذبة لكثير من الناس داخل إيران وخارجها، والآن بعد مرور أكثر من خمسة عشر عاماً على ثورة الرافضة المسماة بالإسلامية مازال أهل السنة يعانون من الجور والطغيان والاعتداء على حرماتهم وممتلكاتهم ما لم يعانوا مثله في التاريخ من قبل قط إلا في العهد الصفوي، ولكن مع الأسف الشديد لم يجدوا من إخوانهم من يلبي نداءهم عما يعانون من الظلم والجور، ويبلغ للعالم ما يعمله الطغاة والمعتدون عليهم من إلقاء القبض على من له شعور وإحساس وحماس بدينه وشعبه وحقوقه وإدخاله في السجون، والحكومة تحاول أن تغطي كل ما يجري على أهل السنة من الظلم والجور والاعتداء عليهم بجميع الوسائل الإعلامية، فمن هنا خفيت أحوال أهل السنة على إخوانهم المسلمين في العالم.
والآن قد آن الأوان أن تنكشف الحقائق للعالم، وأن لا يخفى على المسلمين تمييز الحق من الباطل، وليس التضييق على أهل السنة في العقيدة فحسب، بل في جميع الشؤون الثقافية والاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية وغيرها وهم يريدون بذلك إبادة واستئصال أهل السنة من إيران، ومن العالم كله إن استطاعوا وهذا ما يتمناه الزعماء ومراجع التقليد الشيعة في إيران كما أعلن في أوائل الثورة في الإذاعة والتلفاز بأننا عازمين بأن نجعل الدولة الإيرانية حكومة شيعية محضة، ويعنون بذلك القضاء على أهل السنة إما باختيار مذهب الشيعة أو بترك البلاد كما فعل أسلافهم في العهد الصفوي مع أهل السنة، وهو المخطط الآن وبدء التنفيذ الفعلي لذلك، والآن نضع أمام إخواننا المسلمين في العالم حقائق ثابتة عن الظلم والاعتداء والتضييق على إخوانهم أهل السنة في إيران ونوضحها كالآتي:
أولاً: محاولة القضاء على عقيدة أهل السنة:
ولا شك أنهم في شعاراتهم في جميع وسائل الإعلام يشيعون الخبر بأن الشيعة والسنة متساويان وهم إخوة، ومقتضى ذلك أن لأهل السنة ما للشيعة في جميع المجالات، بينما الأمر خلاف ذلك.
فهم أحرار في نشر عقائدهم وجميع شؤونهم، وليس لأهل السنة شيء من ذلك بل الحكومة الشيعية تسعى أن ينقاد أهل السنة لمذهب الشيعة. وذلك لأنهم يدركون بأن حرية نشر العقيدة السنية تعني بطلان عقيدة الشيعة لمعرفة زعماء مذهب الشيعة معرفة جيدة بأن حرية النشر لعقيدة أهل السنة تكشف للناس في العالم فساد عقيدتهم وأفكارهم ومخططاتهم ضد أهل السنة.
وحتى الآن مازالوا يتكلمون في خارج إيران عن حرية أهل السنة في البيان والعقائد ووجود التسوية والاتحاد وعدم الفرقة بين أهل السنة والشيعة، وهذا كله دجل وهم من وراء الستار يخططون لاستئصال وإبادة أهل السنة ((ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)).
ونوضح الآن بعضاً من دسائسهم ومكائدهم:
أ - منعهم أئمة الجوامع لأهل السنة من حرية بيان عقائدهم على المنابر يوم الجمعة:
بينما لأئمة الرافضة حرية تامة في بيان مذهبهم بل والتعدي على عقائد أهل السنة وذلك حيث أنهم عينوا موظفين من المخابرات والمباحث، فمن هنا لا يقدر الخطيب الخروج عن دائرة ما يريدون، وقرروا حضور علماء الشيعة جوامع أهل السنة يوم الجمعة لمراقبة الخطب لتكون حسب ما يريدون عن سياسة الحكومة وعقائد الشيعة.
وليس لأهل السنة إلا إلقاء الخطب العربية أو نصائح عامة لا مساس لها بالعقيدة وإذا خرج الإمام عن حدوده المقرر من قبلهم اتهموه بأنه وهابي يريد نشر الوهابية وبهذا الاتهام قبضوا على عدد من العلماء وأدخلوهم في جحيم السجون، وأخيراً أعدموا عشرات من العلماء البارزين وقبضوا على كل من:
1 - الشيخ العلامة أحمد مفتي زاده (من محافظة كردستان) وذلك لجريمة مطالبته بحقوق أهل السنة وجمع شملهم، وتوفي رحمه الله بعد التنكيل والتعذيب وذلك بعد عشر سنوات قضاها داخل السجن.
2 - الشيخ الدكتور أحمد ميرين البلوشي لأنه أنهى دراسته من الابتدائية إلى مرحلة الدكتوراه في المملكة العربية السعودية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بتهمة أنه وهابي ينشر فكرة الوهابية، وما ذاك إلا لأنه كان له نشاط في الدعوة وبيان العقيدة الصحيحة السنية، فألقي في السجن وعذب أشد التعذيب ثم حكموا عليه بالحبس 15 سنة، ولم يزل إلى الآن مسجوناً في طهران في القسم الخاص.
3 - الشيخ محي الدين من عاصمة خراسان: حيث اعتقل قبل سنوات دون أن يقدم إلى محكمة أو يوجه إليه تهمة إلا أنه كان يرأس مدرسة دينية في خراسان وتأخذه الغيرة على اعتقادات أهل السنة واتهمته الدولة بالوهابية وأنه يريد التفرقة بين الشيعة والسنة وبعد سنتين في سجون الخميني نفوه إلى محافظة أصفهان لسبع سنوات، والآن هو منفي في بلوشستان.
4 - والأستاذ إبراهيم صفي زاده خريج جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض قبل ثلاث سنوات اتهموه بأنه وهابي وضربوه سبعين جلدة في وسط السوق، وأدخلوه السجن، وحكموا عليه سبع سنوات في السجن، وقد أطلق سراحه أخيراً بعد التعهد على أن لا يتكلم في الدين.
5 - الشيخ نظر محمد البلوشي: كان عضواً في البرلمان الإيراني ومندوباً لإحدى مناطق بلوشستان الإيرانية، وقضى الشيخ سنتين في أشد التعذيب في سجون الخميني، وأخذ منه اعتراف زوراً وجبراً بأنه جاسوس من قبل العراق وإسرائيل يعمل لهم في إيران رغم أنه عالم من العلماء البارزين لأهل السنة معروف لدى الناس، والآن يعيش تحت الحراسة، ممنوع من الخروج إلى بلاد أخرى.
6 - الشيخ المجاهد دوست محمد البلوشي الذي يبلغ من العمر أكثر من ثمانين سنة، قبض عليه لدفاعه عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رسائل عدة وبعد أن قضى سنتين في أشد التعذيب في سجون الخميني نفوه إلى محافظة أصفهان، وبعد سنة أطلقوه، والآن يعيش تحت الحراسة، ممنوع من الخروج من البلد إلا بإذن خاص.
ومولانا عبد الله قهستاني، ومولانا عبد الغني شيخ جامي، ومولانا سيد أحمد الحسيني، ومولانا عبد الباقي شيراني، ومولانا جوانشير داودي، ومولانا غلام سرور سربازي، ومولانا سيد محمد موسوي، ومولانا نورالدين كردار، ومولانا عبد اللطيف، وآخرون من مناطق مختلفة لا نعرف أسماءهم، وقد أطلق سراح بعضهم وبقي الأكثر في السجون بدون أي جريمة إلا أنهم يريدون التمسك بعقيدتهم الصحيحة والبعد عن الخرافات والبدع التي يريد الآيات نشرها.
وكذلك كثير من العلماء الجيدين وشباب السنة يعيشون في سجون الخميني لا جريمة لهم إلا أنهم من مظلومي السنة المتمسكين بعقيدة السنة ويدافعون عن الحق وحقوقهم ومعتقدات السنة.
ب - مرحلة أخرى ذهب ضحيتها المئات من شباب أهل السنة في كردستان:
ووصل الأمر إلى أنهم أصبحوا ينفذون الإعدامات بتهمة الوهابية، فقبل سنوات قامت الدولة الخمينية بإعدام ثلاثة من العلماء البارزين الذين كانوا في سجون الخميني وهم:
1 - الأخ الفاضل ناصر سبحاني من العلماء الجيدين والبارزين للسنة (من كردستان إيران) الذي أعدم في خراسان رمضان 1399هـ.
2 - الأخ الفاضل عبد الحق من خريجي جامعة أبي بكر الإسلامية في كراتشي (باكستان) بعد سنة في أشد التعذيب في سجن الخميني حكموا عليه بالإعدام بأنه وهابي يأخذ ريالات السعودية ويعمل لنشر الوهابية.
3 - الأخ عبد الوهاب صديقي خراساني من العلماء الذين تخرجوا قبل سنوات من جامعة الأشرفية من لاهور (باكستان) بعد سنة في سجن الخميني حكموا عليه بالإعدام.
4 - وأخيراً أعدموا الدكتور مظفريان إمام الجمعة لأهل السنة في شيراز بتهم واهية وأنه عميل أمريكا وأغلقوا الجامع وحولوه إلى محل للأشرطة والأفلام التابعة لحرس الثورة ولا يزال بيدهم.
جـ - طريقة إلقاء المحاضرات وتنظيم الدروس في مناطق أهل السنة:
في الدوائر الحكومية بين الموظفين من أهل السنة من قبل علماء وزعماء الشيعة يتناولون عقائد الشيعة، والجرح لعقائد أهل السنة والنيل من الصحابة عموماً - رضي الله عنهم - بالسب والشتم، ومهاجمة كبار الصحابة وكبار شخصيات أهل السنة من أئمة المذاهب والمحدثين، منهم بعض زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم كعائشة الصديقة وحفصة رضي الله عنهما، والخلفاء الثلاثة (أبي بكر وعمر وعثمان) رضي الله عنهم والأمير معاوية خصوصاً.
د - عدم السماح لأهل السنة ببناء المساجد والمدارس:
من الحقائق المعلومة أن أهل السنة محرومون من بناء المساجد في مناطق أكثريتها شيعة، مثل العاصمة طهران وأصفهان ويزد وشيراز وغيرها من المدن الكبيرة مع أنه يوجد في طهران حوالي نصف مليون من أهل السنة ليس لهم مسجد واحد يصلون فيه، ولا مركز يجتمعون فيه بينما توجد كنائس للنصارى وبيع لليهود وبيوت النار للمجوس وغيرهم، وهم بالعكس يبنون لهم مساجد ومراكز ومدارس وحسينيات في مناطق السنة وفي قرى لا يوجد من الشيعة إلا عدد من الموظفين في الدوائر الحكومية، والآن قررت الحكومة الإيرانية عدم السماح ببناء أي مسجد للسنة في طهران وفي مشهد.
هـ - هدم المساجد والمدارس الدينية السنية:
وصل الأمر إلى هدم المساجد والمدارس في بعض المدن، مثل منطقة بلوشستان مدرسة ومسجد الشيخ قادر بخش البلوشي، ومسجد للسنة في منطقة كيلان في هشت بر، ومسجد في كنارك جابهار بلوشستان.
مسجد في مشهد: الواقع في شارع 17 شهريور، وتوسيع مسجد شيخ فيض شارع خسروي في مشهد في محافظة خراسان، وأخيراً خربوا القسم الجديد للمسجد المذكور، وهددوا بهدم المسجد كلياً وتحويله إلى حديقة لأبناء الصفويين كل هذا بتهم مختلفة. إما أنه مسجد ضرار، أو بني بغير إذن من الحكومة، أو إمام المسجد وهابي، أو بقصد توسيع الشوارع، كل هذا يقوي شوكة الشيعة ويضعف من معنويات أهل السنة، ويقلص نشاطهم، ويشل الحركة والنشاط أمام عقيدتهم (والله المستعان).