أبوحامدالقعقاع
12-03-2005, 08:29 AM
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وعلى كل مَن سار على دربه واتبع هديه وبعد.
عندما قررت جماعة الإخوان المسلمين خوض الانتخابات على اختلاف مستوياتها برلمانية كانت أو محلية أو تلك المتعلقة بالنقابات المهنية ونوادي أعضاء هيئة التدريس، أو الاتحادات الطلابية لم يكن الهدف هو خوض غمار التجربة والوصول لمقاعد مؤثرة لتقديم نماذج متميزة وفاعلة في العمل الشعبي والسياسي فقط، وإنما كان الهدف أيضًا ترسيخ مفهوم ضرورة إقامة المجتمع المسلم كخطوة أساسية وضرورية لإحداث الإصلاح والتغيير المطلوب لإقامة الدولة الإسلامية التي ننشدها والتي بها الخير والاستقرار للمجتمع كله.
وعندما قرر الإخوانُ خوضَ هذه التجربة وتحمُّل تبعاتها كان الهدفُ هو طرح الرؤية الإسلامية وترسيخ مفهوم أنَّ الإسلامَ هو القادر على حلِّ مشاكلنا وانتشالنا من واقعنا الأليم في كافةِ المجالات السياسية والاقتصادية وعلى مختلفِ الأصعدةِ المحلية والقومية والعالمية، ليتحول الشعار الذي اخترناه وهو شعار "الإسلام هو الحل" إلى واقعٍ ملموس.. بمضمون ومحتوي.. وبممارسة وتجربة.. وأداء يجسد النظرية ويقدم الدليل والبرهان على صحتها وإمكانية إقامتها وتطبيقها.
ومن أجل ذلك بذل نواب الإخوان المسلمين السبعة عشر خلال الفصل التشريعي الثامن (2000/2005م) كل جهد ممكن من أجل الوصول لهذا الهدف فكانت مشاركاتهم تحت قبة البرلمان فاعلةً ومؤثرةً، كما هو الحال خارج القبة، وتشهد مضابط مجلس الشعب ومحاضر لجانه النوعية بما قدَّمه نواب الإخوان طيلة خمس سنوات هامة شهدت فيها مصر الكثير من المتغيرات، وتأثرت بكثير من الأمور على المستوى الداخلي والخارجي، كما شهد العالم تغيرًا في سياسته وطريقة إدارته، فالعالم العربي أضيفت إليه فاجعة جديدة هي احتلال العراق بعد الاحتلال الصهيوني لفلسطين منذ أكثر من خمسين عامًا، ولقد أثَّر ذلك على المناخ السياسي داخل مصر وخارجها.
ولقد كان لنواب الإخوان أثرٌ واضحٌ في كل المجالات، ففي داخل البرلمان طُرح الكثيرُ من القضايا في السياسة والاقتصاد والثقافة والتعليم، سواء من خلال استخدام الأدوات الرقابية التي كفلها الدستور والقانون للنواب، أو باستخدام الأدوات التشريعية كحقٍّ أصيلٍ للنائب، وكانت الحكومة تحاول طمس معالم هذا الدور، كما كان لنوابنا صولات وجولات في القضايا العربية والإسلامية التي تتعلق بأمن مصر القومي أو التي تعد مصر طرفًا أساسيًّا فيها أو غيرها التي تمس الدول العربية والإسلامية، فمصر هي القلب في العالمين العربي والإسلامي مهما حاول المغرضون محو ذلك أو إنكاره.
وفي خارج البرلمان كان لنواب الإخوان مساهمات وجهود لتحقيق رغبات أبناء الأمة في الدوائر المختلفة خلال خمس سنوات كاملة هي عمر المجلس في فصله التشريعي الثامن، ولا نكون مبالغين إن قلنا إنَّ القطر المصري كله شعر بها، وما كان لهذا كله أن يتحقق إلا بالجهود التي بُذلت وعلى مدار الساعة، ولم يكن لهذه الإنجازات أن تستمر إلا من خلال اليقين والاقتناع التام بأن "الإسلام هو الحل"، فهذا الشعار وبفضل الله وتوفيقه الذي يحمل مضمونًا ومعنًى وأهميةً لنا ولكل أبناءِ الشعب المصري وللعالم العربي والإسلامي.
وانطلاقًا من هذا الشعار ومن خلال الممارسات الدستورية للتغيير والإصلاح، وجدنا أنه لا إصلاحَ حقيقي دون أن نبدأ بالإصلاح السياسي، ووجدنا أيضًا أن النظام البرلماني هو أقرب النظم التي نقبلها كنظامٍ عامٍّ لدولة إسلامية مدنية، وبالتالي فإنَّ صناديق الانتخابات هي الفيصل والحكم، فنحن نريد للشعب الحرية في اختيار من يمثله، كما نتمنى من هؤلاء الأعضاء بعد أن يضع الناس ثقتهم فيهم أن يكونوا على قدر المسئولية وأن يقدموا مصالح وطنهم وشعبهم على مصالحهم الخاصة أو نظرتهم الحزبية الضيقة.
ونؤكد أنَّ البرلمان هو بوابة التغيير الحقيقية، وهو طريق الإصلاح لباقي مؤسسات الدولة فإن صلُح البرلمان صلُحت باقي المؤسسات وذاق الشعب ثمار جهاده وجهده، وصبره وعطائه وتضحيته..
وما بذله الإخوان من جهدٍ في مختلفِ المجالات التشريعية والرقابية داخل مجلس الشعب أو الخدمية داخل النقابات المهنية والعمالية ليست تفضلاً على الناس، وإنما هي دليل عرفان لتوفيق الله ثم لمَن وضع ثقته ليس فينا كأفراد وإنما من وضع ثقته ومنح صوته للدعوةِ ومنهجها الذي يتجسد في شعارنا الدائم "الإسلام هو الحل".
والله نسأل أن يوفق الأمة ومؤسساتها لما فيه الخير ﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ (غافر: 44)، ونعاهد الله على الاستمرار في السير في ذات الطريق.
فالله غايتنا والرسول قدوتنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا، فهيا إلى العمل، ومعًا نستكمل المسير لتكوين برلمان جديد للفصل التشريعي التاسع، نُعلي فيه وبه صوت الحق ونرعى مصالحَ الشعب ونحترم القانون والدستور والله أكبر ولله الحمد "والإسلام هو الحل".
=================================== =====
منقول بقلم :بقلم: د. محمد مرسي أحد مرشحي الإخوان
عندما قررت جماعة الإخوان المسلمين خوض الانتخابات على اختلاف مستوياتها برلمانية كانت أو محلية أو تلك المتعلقة بالنقابات المهنية ونوادي أعضاء هيئة التدريس، أو الاتحادات الطلابية لم يكن الهدف هو خوض غمار التجربة والوصول لمقاعد مؤثرة لتقديم نماذج متميزة وفاعلة في العمل الشعبي والسياسي فقط، وإنما كان الهدف أيضًا ترسيخ مفهوم ضرورة إقامة المجتمع المسلم كخطوة أساسية وضرورية لإحداث الإصلاح والتغيير المطلوب لإقامة الدولة الإسلامية التي ننشدها والتي بها الخير والاستقرار للمجتمع كله.
وعندما قرر الإخوانُ خوضَ هذه التجربة وتحمُّل تبعاتها كان الهدفُ هو طرح الرؤية الإسلامية وترسيخ مفهوم أنَّ الإسلامَ هو القادر على حلِّ مشاكلنا وانتشالنا من واقعنا الأليم في كافةِ المجالات السياسية والاقتصادية وعلى مختلفِ الأصعدةِ المحلية والقومية والعالمية، ليتحول الشعار الذي اخترناه وهو شعار "الإسلام هو الحل" إلى واقعٍ ملموس.. بمضمون ومحتوي.. وبممارسة وتجربة.. وأداء يجسد النظرية ويقدم الدليل والبرهان على صحتها وإمكانية إقامتها وتطبيقها.
ومن أجل ذلك بذل نواب الإخوان المسلمين السبعة عشر خلال الفصل التشريعي الثامن (2000/2005م) كل جهد ممكن من أجل الوصول لهذا الهدف فكانت مشاركاتهم تحت قبة البرلمان فاعلةً ومؤثرةً، كما هو الحال خارج القبة، وتشهد مضابط مجلس الشعب ومحاضر لجانه النوعية بما قدَّمه نواب الإخوان طيلة خمس سنوات هامة شهدت فيها مصر الكثير من المتغيرات، وتأثرت بكثير من الأمور على المستوى الداخلي والخارجي، كما شهد العالم تغيرًا في سياسته وطريقة إدارته، فالعالم العربي أضيفت إليه فاجعة جديدة هي احتلال العراق بعد الاحتلال الصهيوني لفلسطين منذ أكثر من خمسين عامًا، ولقد أثَّر ذلك على المناخ السياسي داخل مصر وخارجها.
ولقد كان لنواب الإخوان أثرٌ واضحٌ في كل المجالات، ففي داخل البرلمان طُرح الكثيرُ من القضايا في السياسة والاقتصاد والثقافة والتعليم، سواء من خلال استخدام الأدوات الرقابية التي كفلها الدستور والقانون للنواب، أو باستخدام الأدوات التشريعية كحقٍّ أصيلٍ للنائب، وكانت الحكومة تحاول طمس معالم هذا الدور، كما كان لنوابنا صولات وجولات في القضايا العربية والإسلامية التي تتعلق بأمن مصر القومي أو التي تعد مصر طرفًا أساسيًّا فيها أو غيرها التي تمس الدول العربية والإسلامية، فمصر هي القلب في العالمين العربي والإسلامي مهما حاول المغرضون محو ذلك أو إنكاره.
وفي خارج البرلمان كان لنواب الإخوان مساهمات وجهود لتحقيق رغبات أبناء الأمة في الدوائر المختلفة خلال خمس سنوات كاملة هي عمر المجلس في فصله التشريعي الثامن، ولا نكون مبالغين إن قلنا إنَّ القطر المصري كله شعر بها، وما كان لهذا كله أن يتحقق إلا بالجهود التي بُذلت وعلى مدار الساعة، ولم يكن لهذه الإنجازات أن تستمر إلا من خلال اليقين والاقتناع التام بأن "الإسلام هو الحل"، فهذا الشعار وبفضل الله وتوفيقه الذي يحمل مضمونًا ومعنًى وأهميةً لنا ولكل أبناءِ الشعب المصري وللعالم العربي والإسلامي.
وانطلاقًا من هذا الشعار ومن خلال الممارسات الدستورية للتغيير والإصلاح، وجدنا أنه لا إصلاحَ حقيقي دون أن نبدأ بالإصلاح السياسي، ووجدنا أيضًا أن النظام البرلماني هو أقرب النظم التي نقبلها كنظامٍ عامٍّ لدولة إسلامية مدنية، وبالتالي فإنَّ صناديق الانتخابات هي الفيصل والحكم، فنحن نريد للشعب الحرية في اختيار من يمثله، كما نتمنى من هؤلاء الأعضاء بعد أن يضع الناس ثقتهم فيهم أن يكونوا على قدر المسئولية وأن يقدموا مصالح وطنهم وشعبهم على مصالحهم الخاصة أو نظرتهم الحزبية الضيقة.
ونؤكد أنَّ البرلمان هو بوابة التغيير الحقيقية، وهو طريق الإصلاح لباقي مؤسسات الدولة فإن صلُح البرلمان صلُحت باقي المؤسسات وذاق الشعب ثمار جهاده وجهده، وصبره وعطائه وتضحيته..
وما بذله الإخوان من جهدٍ في مختلفِ المجالات التشريعية والرقابية داخل مجلس الشعب أو الخدمية داخل النقابات المهنية والعمالية ليست تفضلاً على الناس، وإنما هي دليل عرفان لتوفيق الله ثم لمَن وضع ثقته ليس فينا كأفراد وإنما من وضع ثقته ومنح صوته للدعوةِ ومنهجها الذي يتجسد في شعارنا الدائم "الإسلام هو الحل".
والله نسأل أن يوفق الأمة ومؤسساتها لما فيه الخير ﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ (غافر: 44)، ونعاهد الله على الاستمرار في السير في ذات الطريق.
فالله غايتنا والرسول قدوتنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا، فهيا إلى العمل، ومعًا نستكمل المسير لتكوين برلمان جديد للفصل التشريعي التاسع، نُعلي فيه وبه صوت الحق ونرعى مصالحَ الشعب ونحترم القانون والدستور والله أكبر ولله الحمد "والإسلام هو الحل".
=================================== =====
منقول بقلم :بقلم: د. محمد مرسي أحد مرشحي الإخوان