من لبنان
11-26-2005, 05:31 PM
أول ما دخلت طالعني وجهها الندي رغم الأعوام الثمانين التي مرت عليه. ربما مر على ذلك الوجه أكثر من هذه الأعوام لكن نضارة العمر جللته بكل تجاعيده. تبسمت لي وأرادت ان تتعرف الي وتعرف بأية صلة أمت اليها. وعندما عرفت أنني صديقة حفيدتها شعرت بخيبة صغيرة وتلهت بأن طلبت كوب شاي ومن ثم المزيد من السكر والمزيد من الماء. عندما تركتني حفيدتها لبرهة رحت اراقبها: الابتسامة لا تفارق وجهها، وتسلم على كل من يأتي بابتسامة صادقة محبة، وتسأل وتسأل وتنادي حفيداتها وتطلب منهن كل شيء واي شيء. مع ذلك فهي هادئة رصينة لا تحدث اي ازعاج.
ها قد مر يومان وصورتها لا تكاد تفارق مخيلتي. ترى ماذا سيحدث لهذه الابتسامة عندما تتيقن من انها اذا اتصلت بوحيدها سوف لن يرد عليها. ترى ماذا سيحدث لذلك الهدوء عندما تحتاج الى شيء من ابنها ولن يلبيه لها. ترى ماذا سيحدث للفرحة التي شعرت بها عندما رأت بناتها وأحفادها مجتمعين فجأة عندها، وقد اتوا من مختلف اقطار الارض، عندما تعلم ان هذا الاجتماع ما هو الا لوداع وتلقي التعازي بوحيدها الذي توفي على حين غفلة منها.
رحم الله الفقيد ورزق الصبر والسلوان الأم المفجوعة.
ها قد مر يومان وصورتها لا تكاد تفارق مخيلتي. ترى ماذا سيحدث لهذه الابتسامة عندما تتيقن من انها اذا اتصلت بوحيدها سوف لن يرد عليها. ترى ماذا سيحدث لذلك الهدوء عندما تحتاج الى شيء من ابنها ولن يلبيه لها. ترى ماذا سيحدث للفرحة التي شعرت بها عندما رأت بناتها وأحفادها مجتمعين فجأة عندها، وقد اتوا من مختلف اقطار الارض، عندما تعلم ان هذا الاجتماع ما هو الا لوداع وتلقي التعازي بوحيدها الذي توفي على حين غفلة منها.
رحم الله الفقيد ورزق الصبر والسلوان الأم المفجوعة.