Saowt
11-14-2005, 04:47 PM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله.. أما بعد
كل من لاقيته يشكو دهره *** ليت شعري هذه الدنيا لمن
أحبائي في الله
إن هذه الدنيا لا تخلو من الأكدار ولا تصفو لأحدا أبدا.. ما هى إلا دار امتحان وابتلاء.. ما سرت إلا
وأحزنت.. وما أضحكت إلا وأبكت.. وما وسعت إلا وضيقت
قال الله تعالى: "لقد خلقنا الإنسان في كبد" فهي لا تستقر على حال.. وقال جل في علاه {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} محمد 31
إذا الابتلاء سنة إلهية من الله عز وجل سنة جارية، ماضية.. ولنا في رسلنا الكرام أسوة حسنة فلقد ابتلي جميع الأنبياء وابتلي خير البشرية أعظم بلاء.. فما كان منهم عليهم صلوات ربي وسلامه إلا أن صبروا واحتسبوا أجرهم عند الله.. فمهما كانت مصيبتنا كبيرة وبلاؤنا عظيم فإن أشد بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم..
ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عظم البلاء مع عظم الجزاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط".. فالابتلاء دليل على محبة الله للعبد ففي الحديث الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيرا يصب منه"
يا من ابتلاك الله بجسدك..
يا من ابتلاك بمالك وولدك..
يا من ابتلاك بأحبابك..
ما ابتلاك إلا لأنه يحبك ويريد أن يرفع قدرك في عليين.. ويريد أن يطهرك في الدنيا فقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب له بها درجة ومحت عنه خطيئة) مسلم
يريد أن يرزقك الجنة فإن الجنة لا تنال إلا بالمكاره "حفّت الجنة بالمكاره وحفّت النار بالشهوات"
أيتها الحبيبة اسمعي معي قصة (امرأة من أهل الجنة)
عن عطاء بن أبى رباح قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟
قلت: بلى..
قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: أني أصرع.. إني أتكشف فادع الله لي..
قال: إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك..
فقالت: أصبر.. فقالت: إني أتكشف، فادع الله لي أن لا أتكشف فدعا لها.
فتأملي أختاه هذه المرأة كيف آثرت الجنة على شفائها من ذاك المرض لما تعلم من أن الجنة أعظم المطالب وأجل الغايات، ولعلمها أن الدنيا حقيرة لا تساوي عند الله جناح بعوضة، ومهما عاشت فيها فأمدها قصير وهى إلى انقضاء وزوال..
فيا من ابتلي في هذه الدنيا.. اعلم رحمك الله أن كلما زاد الإيمان، زاد الابتلاء.. وكلما كان الابتلاء هينا، كان الإيمان على قدره
غاليتي اصبري واحتسبي فلك من الله البشرى في قوله "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ {156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{157}" البقرة.
وقوله "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ" الزمر 10.. سبحان الله ما أعظمه من جزاء.. قال الأوزاعي رحمه الله في تفسير هذه الآية: (ليس يوزن لهم ولا يكال إنما يغرف لهم غرفا) فاللهم اجعلنا من الصابرين
اعلم يا أخي أن ما أصابك بقضاء من الله وقدره فهو أعلم بعباده واعلم أن الذي يأتيك من رحيم
فهو أرحم بك من نفسك ووالديك والناس أجمعين.. فلتحمد الله دائما وابدأ لأن البلاء أو المصيبة لم تكن في دينك (فكل مصيبة دون الدين تهون) كما في دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم (ولا تجعل مصيبتنا في ديننا)
فأعظم مصيبة مصيبة الدين.. فالحمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.. وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يحيني وإياكن الحياة الطيبة حياة السعداء وأن يرزقنا الصبر واليقين حتى نقضي هذه الحياة الدنيا والله راض عنا.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
كل من لاقيته يشكو دهره *** ليت شعري هذه الدنيا لمن
أحبائي في الله
إن هذه الدنيا لا تخلو من الأكدار ولا تصفو لأحدا أبدا.. ما هى إلا دار امتحان وابتلاء.. ما سرت إلا
وأحزنت.. وما أضحكت إلا وأبكت.. وما وسعت إلا وضيقت
قال الله تعالى: "لقد خلقنا الإنسان في كبد" فهي لا تستقر على حال.. وقال جل في علاه {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} محمد 31
إذا الابتلاء سنة إلهية من الله عز وجل سنة جارية، ماضية.. ولنا في رسلنا الكرام أسوة حسنة فلقد ابتلي جميع الأنبياء وابتلي خير البشرية أعظم بلاء.. فما كان منهم عليهم صلوات ربي وسلامه إلا أن صبروا واحتسبوا أجرهم عند الله.. فمهما كانت مصيبتنا كبيرة وبلاؤنا عظيم فإن أشد بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم..
ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عظم البلاء مع عظم الجزاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط".. فالابتلاء دليل على محبة الله للعبد ففي الحديث الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيرا يصب منه"
يا من ابتلاك الله بجسدك..
يا من ابتلاك بمالك وولدك..
يا من ابتلاك بأحبابك..
ما ابتلاك إلا لأنه يحبك ويريد أن يرفع قدرك في عليين.. ويريد أن يطهرك في الدنيا فقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب له بها درجة ومحت عنه خطيئة) مسلم
يريد أن يرزقك الجنة فإن الجنة لا تنال إلا بالمكاره "حفّت الجنة بالمكاره وحفّت النار بالشهوات"
أيتها الحبيبة اسمعي معي قصة (امرأة من أهل الجنة)
عن عطاء بن أبى رباح قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟
قلت: بلى..
قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: أني أصرع.. إني أتكشف فادع الله لي..
قال: إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك..
فقالت: أصبر.. فقالت: إني أتكشف، فادع الله لي أن لا أتكشف فدعا لها.
فتأملي أختاه هذه المرأة كيف آثرت الجنة على شفائها من ذاك المرض لما تعلم من أن الجنة أعظم المطالب وأجل الغايات، ولعلمها أن الدنيا حقيرة لا تساوي عند الله جناح بعوضة، ومهما عاشت فيها فأمدها قصير وهى إلى انقضاء وزوال..
فيا من ابتلي في هذه الدنيا.. اعلم رحمك الله أن كلما زاد الإيمان، زاد الابتلاء.. وكلما كان الابتلاء هينا، كان الإيمان على قدره
غاليتي اصبري واحتسبي فلك من الله البشرى في قوله "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ {156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{157}" البقرة.
وقوله "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ" الزمر 10.. سبحان الله ما أعظمه من جزاء.. قال الأوزاعي رحمه الله في تفسير هذه الآية: (ليس يوزن لهم ولا يكال إنما يغرف لهم غرفا) فاللهم اجعلنا من الصابرين
اعلم يا أخي أن ما أصابك بقضاء من الله وقدره فهو أعلم بعباده واعلم أن الذي يأتيك من رحيم
فهو أرحم بك من نفسك ووالديك والناس أجمعين.. فلتحمد الله دائما وابدأ لأن البلاء أو المصيبة لم تكن في دينك (فكل مصيبة دون الدين تهون) كما في دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم (ولا تجعل مصيبتنا في ديننا)
فأعظم مصيبة مصيبة الدين.. فالحمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى.. وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يحيني وإياكن الحياة الطيبة حياة السعداء وأن يرزقنا الصبر واليقين حتى نقضي هذه الحياة الدنيا والله راض عنا.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا