من لبنان
11-13-2005, 05:20 PM
كثيرا ما يردد الناس اذا اردت ان تعرف نعم الله عليك اغمض عينيك وستقدر قيمة البصر وستقدر في اية نعمة من الله انت تعيش. وقد اصبح هذا الامر معتادا وربما لم يعد الذي يغمض عينيه كي يعرف نعمة الله عليه يتأثر كثيرا لأنه يعرف انه بعد لحظات سيفتح عينيه ويعود اليه بصره من جديد وكأن شيئا لم يكن. لكن هناك بعض الأشخاص يستشعرون قيمة البصر وقيمة هذه النعمة الغالية من دون ان يغمضوا اعينهم اذ انهم يمرون بحالة بعد فترة من اجهاد نظرهم بما يشبه حالة النظر واللانظر في الوقت نفسه. فهم ينظرون الى الاشياء يرونها ولا يرونها يفهمون ما هي ولا يفهمون، فيصبحون في حالة عجز عن الرؤية والتفكير والاستيعاب وتنظيم المعلومات في دماغهم. وربما هذه الحالة اشد وطأة على الانسان من الا يرى كليا فهي تنتقل به من الحالة الطبيعية الى حالة العجز من دون انذار وفي كل مرة يتقارب زمن حدوث هذه الحالة اكثر واكثر. لكن الامل دائما موجود انه بعد فترة قليلة سيعود ويرى من جديد، لكنه يبقى مهددا بهاجس مخيف فربما تطول هذه الفترة طول العمر ويبقى يرى ولا يرى الى الابد فلا هو كفيف ضرير فاقد النور والرؤية لا الرؤيا ولا هو بصير يرى ببصره الى جانب بصيرته. وهذا الانسان هو اشد الناس عرفانا بعمة الله عليه او على الاقل هكذا اظن.