صلاح الدين يوسف
11-12-2005, 01:29 PM
تفجيرات عمّان .... [حسين بن محمود] 9 شوال 1426 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تفجيرات عمّان
الحمد لله ناصر المؤمنين ومخزي الكفار والمنافقين ، ثم الصلاة والسلام على قائد المجاهدين ومقدّم راية العز والتمكين : محمد النبي الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد ..
انفجرت ثلاث قنابل دفعة واحدة في وقت واحد في قلب العاصمة الأردنية عمان .. ثلاثة فنادق أمريكية يرتادها الأجانب من يهود ونصارى وبعض المسلمين .. ثلاثة فنادق فيها دور الخنا والزنا وحانات الخمور والفجور !!
مات الأبرياء ، وقتل المدنيين ، وتمزّقت أشلاء المسلمين ، وتباكى الناس على حال الأمة ، وخرج عبد الله بن الحسين في الفضائيات وخلفه المصحف الشريف ليبدأ كلامه "ببسم الله الرحمن الرحيم" ثم يُنهيه "بالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته" ، وكان في جملة ما قال : أن الأردن وحكومته حامية حمى جوهر الإسلام الذي هو دين السلام !!
انعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن .. أدان الرؤساء والزعماء العرب هذا العمل الإرهابي المشين ، وسارع اليهود إلى مد يد العون للبلد الشقيق ، وعرضت الولايات المتحدة على الحكومة الأردنية خدماتها الإستخبارية والمساعدات في التحقيقات عن طريق مكتب التحقيقات الفدرالي ، وأعلن أبومازن - الذي كان أشد الناس تأثراً بالعملية الإرهابية - أعلن ثلاثة أيام حداد في فلسطين على قتلى هذه التفجيرات !!
من فجّر هذه الفنادق ، ولماذا !!
تنظيم القاعدة أعلن مسؤوليته عن التفجيرات في بيان من عدة أسطر في منتدى الحسبة لينقل العالم أجمع هذا البيان على أنه حقيقة لا تقبل الجدال ، وأخذت وسائل الإعلام تنقل هذا البيان بصيغة التأكيد ، وأهملت حتى ذكر المصدر بعد فترة قصيرة متناسية أبجديات العمل الإعلامي المتعارف عليه !!
هل قام المجاهدون بهذه التفجيرات !! ربما .. ولكن هذا ليس هو المهم ، لأن المجاهدون في حالة حرب مع أعدائهم ، والفنادق هذه – كما هو معلوم – أوكار للمخابرات الأمريكية والصهيونية والأوروبية التي تعمل على زعزعة أمن واستقرار البلاد الإسلامية ..
إذاً ، ما هو المهم !!
إن المتتبع لهذه الجلبة الإعلامية ليعجب أشد العجب من تباكي القوم على أجهزة مخابرات الصليبيين واليهود ودور الخنا والخمور والفجور في قطر فتحه الصحابي الجليل شرحبيل بن حسنة وإخوانه من الصحابة والتابعين بأمر الصديق صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وأعجب من هذا وأشد أن المسلمين يُقتّلون كل يوم على حدود الأردن الشرقية والغربية ولم نسمع بواكي أو نحيب لأهل العراق وفلسطين الذين ذاقوا الأمرين من خيانات أحفاذ أبي جهل أعدى أعداء الدين !!
أين بواكي القائم والرمادي !! أين بواكي القدس وغزّة !! ألم يقتّل المسلمون في نفس اليوم قبل التفجيرات وبعده شرقي الأردن وغربه !! لماذا لم نسمع التنديدات والتصريحات بل حتى التلميحات المستنكرة لهذه الأعمال الإرهابية الصليبية اليهودية !! القتلى في العراق ليسوا مخابرات أو صهاينة ، إنهم أمهات وأطفال وشيوخ !! فأين إعلام القوم !!
لماذا يبكون إذا حدث تفجير في ملهى ليلي يرتاده أهل الفجور ، أو وكر من أوكار العدو المخمور ، ولا يبكون على أطفال فلسطين الصغار ونساء العراق الحرائر والشيوخ الأخيار !! أليست الأوامر العسكرية تنطلق من هذه الفنادق التي يقطنها قادة أجهزة المخابرات المركزية الأمريكية الصهيونية في ضيافة الدولة الأردنية !!
مات مسلمون في الفنادق ، كذا زعموا ، وأقول : رحم الله من مات منهم على الإسلام ، ونسأل الله أن يلهم أهليهم الصبر والسلوان ، ولكن لنهمس في آذان أهليهم همسة : لقد أعلن والقوم وقرأناه في صحيفة عبرية بأن السلطات الأردنية أخلت الفنادق يوم الأربعاء من السياح والمرتادين اليهود لوجود تهديدات وخطر حقيقي على حياتهم ، هذا ما أُعلن في صحيفة يهودية ، ونحن نقول : إذا كان هذا صحيحا فلماذا سمحت السلطات الأردنية بإقامة حفل زفاف في الفندق وهي تعلم أنه مستهدف !! ألأن العرس عربي والمدعوون عرب وليسوا يهود !! هل يا ترى كانت السلطات الأردنية تسمح بإقامة العرس - مع علمها المسبق بالخطر القادم - إن كان العرس ليهود أو صليبيين !! وبعد هذا يخرج علينا ابن أبي لهب ليتكلم عن حفظ أمن الوطن والمواطنين .. ألا تبّت يداك يا من أقمت السجون السرّية في الأردن الأبيّة لتعّذب فيها أبناء المسلمين لحساب القوى الصليبية الصهيونية !!
قرى بأكملها تُمحى من الوجود في أفغانستان والشيشان ، ولكن للأسف : ليس في هذه القرى أجانب من أمريكان أو يهود ، ولذلك لا يسمع بهذه القرى أو يبكي عليها أحد !! يبكون على كوهين وجورج ، أما حمزة فلا بواكي له !!
التلفزيون الأردني أتحفنا بصور ملفقة لأطفال جرحى مع موسيقى هادئة لتثير حفيظة الناس ضد المجاهدين بعد أن أعلنت الوسائل الإعلامية مئات المرات أن المجاهدين استهدفوا عرساً لمواطنين !! وكأن المجاهدين فرغوا من العراق وفلسطين والشيشان وأفغانستان وكشمير والفلبين وتركستان الشرقية وطاجيكستان وأريتريا وغيرها من ثغور الإسلام ، ودرمروا أمريكا وبريطانيا وحلفائهم ، فلم يبقى أمامهم إلا هذا العرس الخطير ليصرفوا فيه وقتهم وجهدهم ورجالهم !! نعم : هذا العرس هو العقبة الكؤود أمام قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين لإقامة الخلافة الإسلامية !! هذا ما أدركه إعلامنا ولم تدركه عقول المسلمين المساكين !!
ومن المضحك المبكي تصريح أحد المسؤولين الأردنيين بأن المجاهدين استهدفوا عرساً "إسلاميا" !! العريس حليق ، والعروس خرجت متبرجة على رؤوس الأشهاد وفي الفضائيات ، وزجاجات الخمر في ساحة الأفراح ظهرت على الشاشات ، والموسيقى الصاخبة كانت تهز المكان (كما قال بعض الشهود العيان) ، واختلاط الرجال بالنساء العاريات ، فتبرج وسكر ورقص وغناء واختلاط ، هكذا يكون الزواج الإسلامي السعيد !!
لا نعرف ملابسات العملية ، وما ورائها ، وحقيقة أهدافها ، وسيظهر هذا بعد تصريحات المجاهدين إن شاء الله ، ولكن ما نريد لفت الإنتباه إليه هو : طريقة تغطية هذه العملية واستغلالها في تشويه صورة الجهاد الإسلامي الناصع البياض في أرض الخلافة الأبية ..
نريد هنا أن نقارن بين هذه التغطية الإعلامية وتغطية الحرب الصليبية على البلاد الإسلامية وكيف أن الإعلام أغفل (ولا زال) ما يفعله الصليبيون في غرب العراق (شرق الأردن) من قصف جوي بالقنابل العنقودية والكيميائية التي تصهر الجلود وتسلخ الأجساد فلا تذر حيا من إنسان ولا حيوان (كما فعلوا بالفلوجة) ، وهذا القصف حاصل قبل وبعد تفجيرات الفنادق ، فلم يراه العميان ولم يسمع صداه الطرشان !! فهم عن جرائم عدونا صم بكم عمي معرضون، وفي دماء المسلمين في العراق وفلسطين وأفغانستان زاهدون ، ألا ترون البهائي قد أعل عطلة رسمية في فلسطين !! ألا يموت من الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس وغزة وجنين أضعاف من مات في فنادق الراديسون !!
قتل كافر في حانة جريمة لا تُغتفر .... وقتل شعب مسلم مسألة فيها نظر !!
كم كنا نود أن تكون هذه العمليات في السفارة اليهودية أو الأمريكية أو البريطانية ، أو في القصور الرئاسية الصهيوصليبية في عمان ، نسأل الله أن يسدد رمي المجاهدين .. هذه الفنادق – على ما فيها من فجور ومستور – لا تعد أهدافاً مجمع عليها بين المسلمين ، وربما خلقت نوعاً من التشويش في قلوب بعض المساكين لما يبثه الإعلام الرسمي من أكاذيب وسموم ربما تنطلي على كثير من الناس ، ونحن أحوج ما نكون إلى كسب العامة ورص صفوف المسلمين خلف المجاهدين ..
قد يطّلع بعضنا على الحقيقة ، وقد يرى بعضنا المصلحة ، ولكن إذا سقط قتلى مسلمون في بلد ظاهره مستقر فليس كل الناس يعرفون أصول المسائل وتبعاتها ، خاصة وأن تصريحات المجاهدين لا تصل إلى أكثر الناس ، ولا يعرف أكثر الناس إلا ما يشاهدون في القنوات الفضائية أو ما يقرؤون في الجرائد الرسمية من كذب وتزييف للحقاق الجلية ..
إذا كانت قلوب المنافقين تفجع بمصاب الكافرين ، مثلما فُجع هؤلاء لمصاب الغربيين الكفار الحربيين في الفنادق ، فإن من طبيعة القلب المسلم الحزن على مصاب المسلمين ، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحم من مات مسلماً وأن يرزق أهله الصبر والسلوان ، وأن يخلفهم خيرا من مصيبتهم ..
الكل رأى الدماء والأشلاء في تلك الصور المروعة ، ولكن هل فكر أحد بأن هذه الصور هي جزء بسيط مما يُخفيه الكفار الأمريكان في العراق ولا يسمحون بتصويره ولا بنقله للعالم ، فإذا مات منهم أحد أقاموا الدنيا وأقعدوها ، وإذا هم قتلوا جموع المسلمين فلا عين تطرف ولا شفة تنطق !!
إنكم ايها السادة الكرام رأيتم صورة مصغرة بسيطة متواضعة لما يجري للمسلمين في العراق وفلسطين وأفغانستان والشيشان كل يوم ، نقول هذا لمن كان يرقص ويسكر من المسلمين في تلك المواخير ، ليتعضوا ، فالمسلمين يُقتّلون ويُذبّحون على حدودكم الشرقية والغربية وأنتم على جراح أُمتكم ترقصون ، وعن قضيتكم غافلون ، فتسكرون وتلهون !! لقد أذاقكما الله بعض عقاب في دنياكم لتتعضوا ولتعودوا إلى رشدكم إن كنتم تعتبرون ..
نحن لا نشك أن من بين القتلى كفار حربيين أمريكان وبريطانيين وغيرهم ، فهذه الفنادق أصبحت دور ضيافة لكل من يكيد الإسلام وأهله ولكن القوم اخفوا هذا ليؤلّبوا الناس على المجاهدين وليحفظوا ماء وجههم بعد أن نال منهم المؤمنون ، وأتوا بإتهامات لا تنطلي حتى على المجانين ، أما ما أعلن أشْقاهم بأنه سيأتي بالمسؤولين ويقدمهم للمحاكمة ، فنقول له : يا معتوه ، هؤلاء أعجزوا آلهتك ، أفأنت تأتي بهم !! اعرف قدرك وعد إلى رشدك واعرف من تخاطب قبل أن يطير رأسك .. لكأني بك آخر من يحكم عمان من بيتك ، وكأني بالمجاهدين فعلوا بك ما فعلوا بأخوك قديروف ..
لقد أرغم المجاهدون "ابن أبي جهل" أن يخرج على الناس ذاكراً لله مظهراً القران على العيان وقد كان من قبل حرباً عليه ، فالحمد لله الذي أخزاه وأذله بعزة الإسلام وأهله .. بعد كل عملية وتفجير يخرج علينا بعض الكفار والمرتدين ليتكلموا عن عظمة هذا الدين ، فيذكُرون الله وهم أذلة صاغرين ، فسبحان من جعل القنابل دعاة لدينه !!
فندق الراديسون ساس – حسب المصادر الرسمية – فيه نادي الروتاري ، وأكثر الناس لا يعرفون ما هو هذا النادي وما حقيقته !! الروتاري جمعية يهودية ماسونية تهدف إلى تغلغل اليهود في البلاد عن طريق إذابة الهوية العقدية للمجتمعات ، وهي تخدم الصهيونية العالمية ، فهي هدف مشروع بل وواجب اينما كان ، لأنه حرب على الإسلام وأهله ..
الذي أريد قوله : هو أن الذين بكوا على فنادق عمان وعلى أجهزة المخابرات الأمريكية والصهيونية من الأنظمة الحاكمة والمنظمات التابعة لها والأفراد هم أقل بكاء إن لم يكونوا عديمي البكاء على دماء المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وغيرها من بلاد الإسلام التي يُقتل فيها المسلمون كل يوم على أيدي من يبكي هؤلاء عليهم !!
لقد آن للمسلمين أن يفيقوا من غفلتهم وأن يستيقظوا من سباتهم العميق ويُدركوا ما يدور حولهم وما يُفعل بإخوانهم وأخواتهم ، وأن الدائرة ستدور عليهم قريباً إن آثروا الرقاد على الجهاد ، وآثروا حياة الأموات على موت الأحياء ..
هذا بلاغ للناس .. اللهم هل بلّغت .. اللهم فاشهد ..
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
كتبه
حسين بن محمود
9 شوال 1426 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تفجيرات عمّان
الحمد لله ناصر المؤمنين ومخزي الكفار والمنافقين ، ثم الصلاة والسلام على قائد المجاهدين ومقدّم راية العز والتمكين : محمد النبي الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد ..
انفجرت ثلاث قنابل دفعة واحدة في وقت واحد في قلب العاصمة الأردنية عمان .. ثلاثة فنادق أمريكية يرتادها الأجانب من يهود ونصارى وبعض المسلمين .. ثلاثة فنادق فيها دور الخنا والزنا وحانات الخمور والفجور !!
مات الأبرياء ، وقتل المدنيين ، وتمزّقت أشلاء المسلمين ، وتباكى الناس على حال الأمة ، وخرج عبد الله بن الحسين في الفضائيات وخلفه المصحف الشريف ليبدأ كلامه "ببسم الله الرحمن الرحيم" ثم يُنهيه "بالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته" ، وكان في جملة ما قال : أن الأردن وحكومته حامية حمى جوهر الإسلام الذي هو دين السلام !!
انعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن .. أدان الرؤساء والزعماء العرب هذا العمل الإرهابي المشين ، وسارع اليهود إلى مد يد العون للبلد الشقيق ، وعرضت الولايات المتحدة على الحكومة الأردنية خدماتها الإستخبارية والمساعدات في التحقيقات عن طريق مكتب التحقيقات الفدرالي ، وأعلن أبومازن - الذي كان أشد الناس تأثراً بالعملية الإرهابية - أعلن ثلاثة أيام حداد في فلسطين على قتلى هذه التفجيرات !!
من فجّر هذه الفنادق ، ولماذا !!
تنظيم القاعدة أعلن مسؤوليته عن التفجيرات في بيان من عدة أسطر في منتدى الحسبة لينقل العالم أجمع هذا البيان على أنه حقيقة لا تقبل الجدال ، وأخذت وسائل الإعلام تنقل هذا البيان بصيغة التأكيد ، وأهملت حتى ذكر المصدر بعد فترة قصيرة متناسية أبجديات العمل الإعلامي المتعارف عليه !!
هل قام المجاهدون بهذه التفجيرات !! ربما .. ولكن هذا ليس هو المهم ، لأن المجاهدون في حالة حرب مع أعدائهم ، والفنادق هذه – كما هو معلوم – أوكار للمخابرات الأمريكية والصهيونية والأوروبية التي تعمل على زعزعة أمن واستقرار البلاد الإسلامية ..
إذاً ، ما هو المهم !!
إن المتتبع لهذه الجلبة الإعلامية ليعجب أشد العجب من تباكي القوم على أجهزة مخابرات الصليبيين واليهود ودور الخنا والخمور والفجور في قطر فتحه الصحابي الجليل شرحبيل بن حسنة وإخوانه من الصحابة والتابعين بأمر الصديق صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وأعجب من هذا وأشد أن المسلمين يُقتّلون كل يوم على حدود الأردن الشرقية والغربية ولم نسمع بواكي أو نحيب لأهل العراق وفلسطين الذين ذاقوا الأمرين من خيانات أحفاذ أبي جهل أعدى أعداء الدين !!
أين بواكي القائم والرمادي !! أين بواكي القدس وغزّة !! ألم يقتّل المسلمون في نفس اليوم قبل التفجيرات وبعده شرقي الأردن وغربه !! لماذا لم نسمع التنديدات والتصريحات بل حتى التلميحات المستنكرة لهذه الأعمال الإرهابية الصليبية اليهودية !! القتلى في العراق ليسوا مخابرات أو صهاينة ، إنهم أمهات وأطفال وشيوخ !! فأين إعلام القوم !!
لماذا يبكون إذا حدث تفجير في ملهى ليلي يرتاده أهل الفجور ، أو وكر من أوكار العدو المخمور ، ولا يبكون على أطفال فلسطين الصغار ونساء العراق الحرائر والشيوخ الأخيار !! أليست الأوامر العسكرية تنطلق من هذه الفنادق التي يقطنها قادة أجهزة المخابرات المركزية الأمريكية الصهيونية في ضيافة الدولة الأردنية !!
مات مسلمون في الفنادق ، كذا زعموا ، وأقول : رحم الله من مات منهم على الإسلام ، ونسأل الله أن يلهم أهليهم الصبر والسلوان ، ولكن لنهمس في آذان أهليهم همسة : لقد أعلن والقوم وقرأناه في صحيفة عبرية بأن السلطات الأردنية أخلت الفنادق يوم الأربعاء من السياح والمرتادين اليهود لوجود تهديدات وخطر حقيقي على حياتهم ، هذا ما أُعلن في صحيفة يهودية ، ونحن نقول : إذا كان هذا صحيحا فلماذا سمحت السلطات الأردنية بإقامة حفل زفاف في الفندق وهي تعلم أنه مستهدف !! ألأن العرس عربي والمدعوون عرب وليسوا يهود !! هل يا ترى كانت السلطات الأردنية تسمح بإقامة العرس - مع علمها المسبق بالخطر القادم - إن كان العرس ليهود أو صليبيين !! وبعد هذا يخرج علينا ابن أبي لهب ليتكلم عن حفظ أمن الوطن والمواطنين .. ألا تبّت يداك يا من أقمت السجون السرّية في الأردن الأبيّة لتعّذب فيها أبناء المسلمين لحساب القوى الصليبية الصهيونية !!
قرى بأكملها تُمحى من الوجود في أفغانستان والشيشان ، ولكن للأسف : ليس في هذه القرى أجانب من أمريكان أو يهود ، ولذلك لا يسمع بهذه القرى أو يبكي عليها أحد !! يبكون على كوهين وجورج ، أما حمزة فلا بواكي له !!
التلفزيون الأردني أتحفنا بصور ملفقة لأطفال جرحى مع موسيقى هادئة لتثير حفيظة الناس ضد المجاهدين بعد أن أعلنت الوسائل الإعلامية مئات المرات أن المجاهدين استهدفوا عرساً لمواطنين !! وكأن المجاهدين فرغوا من العراق وفلسطين والشيشان وأفغانستان وكشمير والفلبين وتركستان الشرقية وطاجيكستان وأريتريا وغيرها من ثغور الإسلام ، ودرمروا أمريكا وبريطانيا وحلفائهم ، فلم يبقى أمامهم إلا هذا العرس الخطير ليصرفوا فيه وقتهم وجهدهم ورجالهم !! نعم : هذا العرس هو العقبة الكؤود أمام قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين لإقامة الخلافة الإسلامية !! هذا ما أدركه إعلامنا ولم تدركه عقول المسلمين المساكين !!
ومن المضحك المبكي تصريح أحد المسؤولين الأردنيين بأن المجاهدين استهدفوا عرساً "إسلاميا" !! العريس حليق ، والعروس خرجت متبرجة على رؤوس الأشهاد وفي الفضائيات ، وزجاجات الخمر في ساحة الأفراح ظهرت على الشاشات ، والموسيقى الصاخبة كانت تهز المكان (كما قال بعض الشهود العيان) ، واختلاط الرجال بالنساء العاريات ، فتبرج وسكر ورقص وغناء واختلاط ، هكذا يكون الزواج الإسلامي السعيد !!
لا نعرف ملابسات العملية ، وما ورائها ، وحقيقة أهدافها ، وسيظهر هذا بعد تصريحات المجاهدين إن شاء الله ، ولكن ما نريد لفت الإنتباه إليه هو : طريقة تغطية هذه العملية واستغلالها في تشويه صورة الجهاد الإسلامي الناصع البياض في أرض الخلافة الأبية ..
نريد هنا أن نقارن بين هذه التغطية الإعلامية وتغطية الحرب الصليبية على البلاد الإسلامية وكيف أن الإعلام أغفل (ولا زال) ما يفعله الصليبيون في غرب العراق (شرق الأردن) من قصف جوي بالقنابل العنقودية والكيميائية التي تصهر الجلود وتسلخ الأجساد فلا تذر حيا من إنسان ولا حيوان (كما فعلوا بالفلوجة) ، وهذا القصف حاصل قبل وبعد تفجيرات الفنادق ، فلم يراه العميان ولم يسمع صداه الطرشان !! فهم عن جرائم عدونا صم بكم عمي معرضون، وفي دماء المسلمين في العراق وفلسطين وأفغانستان زاهدون ، ألا ترون البهائي قد أعل عطلة رسمية في فلسطين !! ألا يموت من الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس وغزة وجنين أضعاف من مات في فنادق الراديسون !!
قتل كافر في حانة جريمة لا تُغتفر .... وقتل شعب مسلم مسألة فيها نظر !!
كم كنا نود أن تكون هذه العمليات في السفارة اليهودية أو الأمريكية أو البريطانية ، أو في القصور الرئاسية الصهيوصليبية في عمان ، نسأل الله أن يسدد رمي المجاهدين .. هذه الفنادق – على ما فيها من فجور ومستور – لا تعد أهدافاً مجمع عليها بين المسلمين ، وربما خلقت نوعاً من التشويش في قلوب بعض المساكين لما يبثه الإعلام الرسمي من أكاذيب وسموم ربما تنطلي على كثير من الناس ، ونحن أحوج ما نكون إلى كسب العامة ورص صفوف المسلمين خلف المجاهدين ..
قد يطّلع بعضنا على الحقيقة ، وقد يرى بعضنا المصلحة ، ولكن إذا سقط قتلى مسلمون في بلد ظاهره مستقر فليس كل الناس يعرفون أصول المسائل وتبعاتها ، خاصة وأن تصريحات المجاهدين لا تصل إلى أكثر الناس ، ولا يعرف أكثر الناس إلا ما يشاهدون في القنوات الفضائية أو ما يقرؤون في الجرائد الرسمية من كذب وتزييف للحقاق الجلية ..
إذا كانت قلوب المنافقين تفجع بمصاب الكافرين ، مثلما فُجع هؤلاء لمصاب الغربيين الكفار الحربيين في الفنادق ، فإن من طبيعة القلب المسلم الحزن على مصاب المسلمين ، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحم من مات مسلماً وأن يرزق أهله الصبر والسلوان ، وأن يخلفهم خيرا من مصيبتهم ..
الكل رأى الدماء والأشلاء في تلك الصور المروعة ، ولكن هل فكر أحد بأن هذه الصور هي جزء بسيط مما يُخفيه الكفار الأمريكان في العراق ولا يسمحون بتصويره ولا بنقله للعالم ، فإذا مات منهم أحد أقاموا الدنيا وأقعدوها ، وإذا هم قتلوا جموع المسلمين فلا عين تطرف ولا شفة تنطق !!
إنكم ايها السادة الكرام رأيتم صورة مصغرة بسيطة متواضعة لما يجري للمسلمين في العراق وفلسطين وأفغانستان والشيشان كل يوم ، نقول هذا لمن كان يرقص ويسكر من المسلمين في تلك المواخير ، ليتعضوا ، فالمسلمين يُقتّلون ويُذبّحون على حدودكم الشرقية والغربية وأنتم على جراح أُمتكم ترقصون ، وعن قضيتكم غافلون ، فتسكرون وتلهون !! لقد أذاقكما الله بعض عقاب في دنياكم لتتعضوا ولتعودوا إلى رشدكم إن كنتم تعتبرون ..
نحن لا نشك أن من بين القتلى كفار حربيين أمريكان وبريطانيين وغيرهم ، فهذه الفنادق أصبحت دور ضيافة لكل من يكيد الإسلام وأهله ولكن القوم اخفوا هذا ليؤلّبوا الناس على المجاهدين وليحفظوا ماء وجههم بعد أن نال منهم المؤمنون ، وأتوا بإتهامات لا تنطلي حتى على المجانين ، أما ما أعلن أشْقاهم بأنه سيأتي بالمسؤولين ويقدمهم للمحاكمة ، فنقول له : يا معتوه ، هؤلاء أعجزوا آلهتك ، أفأنت تأتي بهم !! اعرف قدرك وعد إلى رشدك واعرف من تخاطب قبل أن يطير رأسك .. لكأني بك آخر من يحكم عمان من بيتك ، وكأني بالمجاهدين فعلوا بك ما فعلوا بأخوك قديروف ..
لقد أرغم المجاهدون "ابن أبي جهل" أن يخرج على الناس ذاكراً لله مظهراً القران على العيان وقد كان من قبل حرباً عليه ، فالحمد لله الذي أخزاه وأذله بعزة الإسلام وأهله .. بعد كل عملية وتفجير يخرج علينا بعض الكفار والمرتدين ليتكلموا عن عظمة هذا الدين ، فيذكُرون الله وهم أذلة صاغرين ، فسبحان من جعل القنابل دعاة لدينه !!
فندق الراديسون ساس – حسب المصادر الرسمية – فيه نادي الروتاري ، وأكثر الناس لا يعرفون ما هو هذا النادي وما حقيقته !! الروتاري جمعية يهودية ماسونية تهدف إلى تغلغل اليهود في البلاد عن طريق إذابة الهوية العقدية للمجتمعات ، وهي تخدم الصهيونية العالمية ، فهي هدف مشروع بل وواجب اينما كان ، لأنه حرب على الإسلام وأهله ..
الذي أريد قوله : هو أن الذين بكوا على فنادق عمان وعلى أجهزة المخابرات الأمريكية والصهيونية من الأنظمة الحاكمة والمنظمات التابعة لها والأفراد هم أقل بكاء إن لم يكونوا عديمي البكاء على دماء المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وغيرها من بلاد الإسلام التي يُقتل فيها المسلمون كل يوم على أيدي من يبكي هؤلاء عليهم !!
لقد آن للمسلمين أن يفيقوا من غفلتهم وأن يستيقظوا من سباتهم العميق ويُدركوا ما يدور حولهم وما يُفعل بإخوانهم وأخواتهم ، وأن الدائرة ستدور عليهم قريباً إن آثروا الرقاد على الجهاد ، وآثروا حياة الأموات على موت الأحياء ..
هذا بلاغ للناس .. اللهم هل بلّغت .. اللهم فاشهد ..
والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
كتبه
حسين بن محمود
9 شوال 1426 هـ