تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تصبح محدثا في اربعين يوما...



علي سليم
02-27-2005, 05:44 AM
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين محمد صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه الى يوم الدين....
فحرصا منا على نشر ما هومعلوم من الدين بالضرورة في وقت عزّ فيه مثل هذه العلوم فاصبحنا جسدا عديم الروح او روحا مقطوعة الاوصال....
و ما هذا و لا ذاك الا لرغيتنا بالذي هو ادنى عن الذي هو خير و ما كان لله فهو خير خالص يتفاوت قربه و بعده...
و اعلم ان العلم لا يكون الا لله تعالى و هذا سرّ بقائه و ثباته و الاّ لهو اشد تفلتا من البعير عند ذبحه...و ما كان لله و حال عليه الحول و قبل ذلك بلغ النصاب ففيه الزكاة وجوبا"...
و نصابه(بلغوا عني و لو آية) و حال الحول كزكاة الثمار عند نصابه و حصده يلزمه العشر او دون ذلك على حسب المياه....
ثم علوم الدين متنوعة بحيث سدت الابواب و قالت هيت لك فاختر ايسرها او اقربها و مرّ على البقية مرور الحاج بين الصفا و المروة او مكثه عند جبل عرفة و الحج عرفة...
و عليك بجمع تقديم فهو سنة المرسلين فاجمع بين علم الحدث و علم النحو و الصرف و غيرها....
و اخترتُ لك من العلوم انفعها و ايسرها و من السبل اقصرها و افضلها فلا تمرّعليك اربعين الا و انت محدثا كالذهبي و العسقلاني و زين الدين....
و اعلم ان بداية الاربعين يوما مقداره سنة و غيره شهرا ثم اسبوعا و البقية كسائر ايامنا فاقدر لها قدرها....
و لا تدع يأجوج و مأجوج و افراخهما (العجب)و(الكبر)منك يقتربان فلا ماء" ابقوا و لا زرعا احيوا و متى كان العجب رداءك و الكبر قميصك فعلى الدنيا سلام فكبر على نفسك اربعا او تسعا و لا تقترب من البقيع فهي مرتع للعبيد حيث فيها رياض البساتين....
ثم احذر فتنة الدجال او رمزه(الطعن في العلماء) و اياك من سيف الحجاج و لسان ابن حزم رحمه الله و عليك بمكة و المدينة فعلى ابوابها ملائكة الجبار....
فان رأيته يتجوّل في قريتك فاخرج منها و لا تنس القيود و الاغلال لزوجك و اختك ممن هم ضعفاء الايمان فلا تقترب منه فانه يحيي الاموات و يميت الاحياء وينجب الارض و يبكي السماء و يعمي البصير و يشغل الدّهماء فعليك بناره(ان تواضع للعلماء) و لا تخف بعد ذلك فتنة....
و اعلم انّ السخاوي و ابن معين و شعبة و احمد و ابو حاتم و الترمذي و النسائي.....و الالباني اسلافك و امامك فلا تتقدم عليهم بقول او تستدرك بفعل الا و انت مغمور بالادب فترحم عليهم اولا و اعتذر لهم ثانيا و اذكر محاسنهم ثالثا....
فالذي فاتهم قليل بالنسبة للذي لم تدركه و لا تشغل نفسك بعيوبهم فعيبهم منقبة لهم و ذكرها سلّم للهاوية و سلبها في اسفل سافلين فعيبهم يقارن مع كمهم و انت لا كمّ لك ما زلتَ عنبا لم يخلل او عصفورا لم يريّش....
ثم حذاري من تقريب لك و هذا متساهل و آخر شديد فتقريب ابن حجر ميزان سليم مضى فيه سنين تلو سنين...
فلا تقتحم ميدان فيه مبارزة الكبار قتموت تحت الارجل و الغبار و يموت ذكرك في الاولين و يسبك الاخرين......
فان نجوت من هذا كله فانت على المحجة البيضاء فسر على بركة الله و لا تخف فوتا فان ربك لا يظلم احدا..
و اخيرا و ليس آخرا فاحفظ هذه المقدمة و تزين بها فاجعلها قلادة في عنقك او خاتما في اصبعك و تذكر انك واحدا لست تملك قلوب الخلق و جلبهم اليك فبصلتك بالله يُعرف شخصك و ينشر فضلك....

مدخل:
علم الحديث من العلوم التي يقتقر اليها المفسر و الفقيه....فلا يسع هذا و لا ذاك الا بالعودة الى حكم اهل الاختصاص و الاّ ما بني على ضعيف او موضوع فهو صرح من ماء....
و لذا امسكتُ على الجرح و لا يصح في المسح على الجبيرة حديث...
و قمتُ بسرد ابيات لترطيب المقام وترتيب المقال فبالحفظ مشروط الفلاح و النجاح و ان الله تعالى يحب العمل الدؤم و ان قلّ....
اعتمدتُ في الشرح ما استقر من العلوم في فؤادي فلم استعن بكتاب و حيث كان ذكر الكتاب و الكاتب...
فالف بيت من الشعر الموزون يتناول فيه المؤلف مختلف العلوم و الفنون ففيه الدرر المكنون و الجوهر المصون..
خطوة و خطوة و المذاكرة سدّ للفجوة و الفرجة و المجادلة كبوة او هفوة....
هذا و قال المؤلف رحمه الله تعالى...
يقولُ راجي ربّهِ المُقتَدرِ
عبدُ الرّحيمِ بنُ الحسينِ الأثري

بداية شرع المؤلف بذكر اقتقاره الى الله تعالى و اختار ياء المضارعة لعلمه و اعلامه انه لم و لن ينفكّ عن هذا الافتقار ما دام عبد لله تعالى...
ثم اختار الرجا على الخوف عملا باحسان الظن بالله تعالى كما صح من حديث قدسي قوله تعالى(انا عند ظنّ عبدي بي.....) و فيه دلالة ان عمله هذا خالصا لوجه خالقه فلم يرتج سواه حيث الشرك...
ثم تحدث عن رجائه و اخلاصه و ما يدور في نفسه من شروعه في الفيته و لا يضر هذا الرياء لمن جاهده فانما الاعمال بالنيات....
و الرجا و الخوف من المنازل الدقيقة فايهما طغى هلك صاحبه و لربما يحتاج المرء ان يقوي جانبا على جانب بحسب ما يقتضيه المقام وكنا ذكرنا بعضا منها في رسالتنا(وصية عمرو رضي لله عنه)
ثم عدّ صفة من صفات هذا الخالق الكريم و اختار القدرة على غيرها مما يتناسب مع صدر بيته...
فالله وحده قادر على ان يسلب نعمتا الرجا و الخوف او ان يمنحهما لمن يشاء من عبيده فجميع القلوب بين اصبعين من اصابعه يقلبها كيف يشاء...
و هنا اعمل جانب تفصيل الاثبات فقال(المقتدر) عملا بقوله تعالى(ليس كمثله شيء و هو السميع البصير)
فالاثبات يكون مفصلا كالسميع و ابصير و غيرهما و النفي يكون مجملا(ليس كمثله شيء)...
(عبد الرحيم) فشرع في ذكر اسمه فهو ابو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الحافظ العراقي
و معرف لغة ان الف(ابن) تحذف بين اسمين علميين....
(الاثري) نسبة الى الاثرو هو الحديث على اختلاف في تعريفه نذكره فيموضعه ان شاء الله تعالى....
يتبع ان شاء الله تعالى مع البيت الثاني....

منال
02-27-2005, 06:01 AM
السلام عليكم ورحمة الله

بارك الله فيك وجزاك الله كل خير

كادت عزيمتى تفتر عما كنت انويه

بارك الله فيك ونفع بك ننتظر البقية

علي سليم
02-27-2005, 09:57 AM
بارك المولى فيك....لا بدّ من الفتور و ليكن فتورنا راحة المسافر لا غير...

علي سليم
08-12-2006, 05:08 AM
و هذه البقية:
بعد تلك الحقبة من الزمن و انقراض بعضا من تلك الصوارف نكمل مشروعنا الكبير بعون الله تعالى تمهيدا لابراز مدافعين عن سنة سيد المرسلين حيث العمل بها الفيصل في حبّه....
و للننتقل الى صلب الموضوع و الى قول العرقي رحمه الله تعالى فقال:

وَ أهْلُ هَذا الشَأنِ قَسَّموا السُّننْ
الى صَحيحٍ وَ ضَعيفِ و حَسَنٍ

و لكل فن اهله و القول قولهم فلا عبرة بقول غيرهم فللتفسير اهله و للغة اهلها و للفقه اهله و كذلك للحديث اهله...
و عند الخلاف يرجع الى اهل الاختصاص بداهة و يمكن الجمع بين عدة فنون في آن واحد و عندها هو اهل لتلك الفنون...
فاهل هذا الشأن هم اهل الحديث كالامام احمد و ابو داود و النسائي و الترمذي و البخاري مسلم و العسقلاني و السخاوي و غيرهم....
فاهل الحديث قسّموا السنن من اقول و افعال النبي صلى الله عليه و سلم و اضف الى ذلك تقريره و صفاته الخُلقية و الخَلْقية الى اقسام....
الى صحيح و ضعيف و حسن و هذا تقسيم اكثرهم و العبرة بقولهم بيد ان الامام احمد و غيره جعلوها اثنان لا ثالث لها و لذا كان الحسن عنده يشمل الضعيف قتنبه.
و الصحة و الضعف من حيث النسبة و هو عمل ظنّي الا ما تواتر فيرتقي...و الظن انواع فاعلاه ما قام مقام اليقين كقوله تعالى(الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم...) فهو بمعنى اليقين و غير هذا بمعن الشك و الفيصل فيه تقدم ان المشددة و المخففة فالاولى بمعنى اليقين و الاخرى بمعنى الشك....
اذا اعلى الظن ما كان بمعنى اليقين و يليه ما كان بمعنى الظن الراجح و عليه تبنى الاحكام فلا يعمل فيها الا ما وافق الظن الراحج....و تقسيم علماؤنا للحديث تصحيحا و تضعيفا من هذا المضمار و الله تعالى اعلم و احكم.

منال
08-12-2006, 01:34 PM
السلام عليكم

جزاك الله خيرا ذاكرنا دا والحمدلله

بارك الله بوقتك وزادك علما

علي سليم
09-21-2006, 12:34 PM
فقال الناظم رحمه الله تعالى:

فالأوَلُ المتَّصِلُ الاسْنادِ
بِنَقْلِ عَدْلٍ ضابِطِ الفُؤادِ

فالاول اي الحديث الصحيح حسب الترتيب الذي مشى عليه في قافيته (الى صَحيحٍ وَ ضَعيفِ و حَسَنٍ)
و هذا الصحيح لا يصحّ الا بشروط و منها اتّصال السند....
و السند هو سلسلة الرجال الى النبي صلى الله عليه و سلم و يدخل ضمنا تحت هذا النساء فقلنا الرجال للتغليب كما يقال الاسودين و القمرين و العمرين....
و هذه السلسة تختلف بين قرن و آخر....و كلما ضاق متّسعها وقلّ رجالها كلما اقتربت من الظن الراحج...حيث القرون الاولى التي شهد لها النبي صلى الله عليه و سلم لها بالخرية (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم...)
و الخير قرين الصدق و الشر قرين الكذب و لذا كان الصدق يهدي الى الجنة حيث الخير و الكذي يهدي الى النار حيث الشر...
و اذ كان ذلك كذلك ندرك مدى اهمية السند العالي....النبي صلى الله عليه و سلم و رجلان او ثلاثة و هكذا...
فالسند الذي فيه صحابي و تابعيّ خير من الذي فيه صحابي و تابعي و تابع التابعيّ و ليس هذا على اطلاقه و لكنه الغالب...
بنسبة الكذب في التابعين اقل بقليل من الذين يلونهم و يعني هذا يقينا ان حديثهم ابعد عن الكذب في الغالب من غيرهم....
و اتّصال السند و الاستدلال به و اخذ الاحكام منه ميزة نتشرّف بها عن غيرنا من الامم حيث لا سند لهم....
و لا يغرنا كلام الصوفية الذي يتضمن الجهل بانواعه....فلا يلقون بالا بسندنا بحجة اننا نحدّث عن الاموات بينما هم كما يزعمون و يخيّل اليهم انهم اعلى شرفا لحديثهم على الحي القيوم...فنقول نحن اهل السنة و الجماعة حدثنا فلان عن فلان عن فلان....و هم يقولون حدثني قلبي عن ربي....نسأل الله تعالى العفو و العافية....
و اطلق على السلسلة مسمّى السند لان فلان يسند القول الى قائله....
و لا بد ان تكون هذه السلسلة متصلة غير منقطعة....و الاتّصال يتضمن المعاصرة و احتمال اللقاء على خلاف بين الامام البخاري و الامام مسلم حول هذه القضية حيث يرى الاول منهما (المعاصرة و اللقاء) و الاخر و هو قول جماهير المحدثين (المعاصرة و احتمال اللقاء) و بناء على هذا نشأ الخلاف بين الاستاذ و التلميذ بين البخاري و مسلم و تناثرت اسهم العتاب و الملامة من هنا و هناك....و اعتقد الامام مسلم ان الالتزام بشرط البخاري المذكور يردّ كثيرا من احاديث المصطفى صلى الله عليه و سلم...و للكلام عن هذا في موضعه...
و لذا كان صحيح البخاري افضل من صحيح مسلم للشرط المذكور الذي اعتمد عليه الامام البخاري في صحيحه لا غيربينما تغافل عنه في بقية كتبه كالتاريخ و الادب المفرد و لا يلزم نفسه فيهما الصحيح....و هيّأ الله تعالى الالباني رحمه الله تعالى في تنقيح الادب المفرد و بات صحيح الادب المفرد و ضعيف الادب المفرد....و عرّج على تاريخه بالتنقيح بين طيّات السلسلتين الضعيفة و الصحيحة....
و لهذا كان على الباحث ان يذكر رواية البخاري في غير الصحيح مقيدا...فيقول مثلا رواه البخاري في التاريخ ..في الادب المفرد...و الاقتصار على رواه البخاري يعني اتّفاقا في الصحيح فلينتبه الى هذا....
و لمعرفة الاتصال طرق منها....يتبع ان شاء الله تعالى....