تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أنت أفضل من الملائكة.................!!!!!!!!!! !!!!!!



فـاروق
02-25-2005, 04:46 AM
الإنسان و الملك (صيد الخاطر لابن الجوزي)
ما أزال اتعجب ممن يرى تفضيل الملائكة على الأنبياء و الأولياء، فإن كان التفضيل بالصورة، فصورة الآدمي أعجب من ذوي أجنحة. و إن تركت صورة الآدمي لأجل أوساخها المنوطة بها، فالصورة ليست الآدمي، إنما هي قالب. ثم استحسن منها ما يستقبح في العبادة مثل خلوف فم الصائم، و دم الشهداء، و النوم في الصلاة فبقيت صورة معمورة و صار الحكم للمعنى.

ألهم مرتبة يحبهم، أو فضيلة يباهى بهم، و كيف دار الأمر فقد سجدوا لنا. و هو صريح في تفضيلنا عليهم، فإن كانت الفضيلة بالعلم فقد علمت القصة، يوم لا علم لنا يا آدم أنبئهم. و إن فضلت الملائكة بجوهرية ذواتهم فجوهرية أرواحنا من ذلك الجنس، و علينا أثقال أعباء الجسم. بالله لولا احتياج الراكب إلى الناقة فهو يتوقف لطلب علفها، و يرفق في السير بها لطرق أرض منى قبل العشر . واعجباً أتفضل الملائكة بكثرة التعبد! فما ثم صاد. أو يتعجب من الماء إذا جرى، أو من منحدر يسرع؟ إنما العجب من مصاعد يشق الطريق و يغالب العقبات. بلى قد يتصور منهم الخلاف، ودعوى الإلهية لقدرتهم على دك الصخور، و شق الأرض لذلك توعدوا : و من يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم، لكنهم يعلمون عقوبة الحق فيحذرونه. فأما بعدنا عن المعرفة الحقيقية و ضعف يقيننا بالناهي، و غلبة شهوتنا مع الغفلة يحتاج إلى جهاد أعظم من جهادهم . تالله لو ابتلى أحد المقربين بما ابتلينا به ، لم يقدر على التماسك. يصبح أحدنا و خطاب الشرع يقول له: الكسب لعائلتك، و احذر في كسبك. و قد تمكن منه ما ليس من فعله، كحب الأهل، و علوق الولد بنياط القلب، و احتياج بدنه إلى ما لا بد منه. فتارة يقال للخليل عليه السلام : [ اذبح ولدك بيدك ، و اقطع ثمرة فؤادك بكفك ، ثم قم إلى المنجنيق لترمي في النار ]. و تارة يقال لموسى عليه السلام : [ صم شهراً ، ليلاً و نهاراً]. ثم يقال للغضبان : اكظم، و للبصير اغضض، و لذي المقول اصمت، و لمستلذ النوم تهجد، و لمن مات حبيبه اصبر، و لمن أصيب في بدنه أشكر، و للواقف في الجهاد بين اثنين لا يحل أن تفر.

ثم اعلم أن الموت يأتي بأصعب المرارات ، فينزع الروح عن البدن فإذا نزل فاثبت. و اعلم أنك ممزق في القبر فلا تتسخط لأنه مما يجري به القدر. و إن وقع بك مرض فلا تشك إلى الخلق. فهل للملائكة من هذه الأشياء شيء ؟ و هل ثم إلا عبادة ساذجة ليس فيها مقاومة طبع، و لا رد هوى؟ و هل هي إلا عبادة صورية بين ركوع و سجود و تسبيح؟ فأين عبادتهم المعنوية من عبادتنا؟ ثم أكثرهم في خدمتنا بين كتبة علينا، و دافعين عنا، و مسخرين لإرسال الريح و المطر، و أكبر وظائفهم الاستغفار لنا. فكيف يفضلون علينا بلا علة ظاهرة ؟. و إذا ما حكت على محك التجارب طائفة منهم مثل ما روى عن هاروت و ماروت، فخرجوا أقبح من بهرج. و لا تظنن أني أعتقد في تعبد الملائكة نوع تقصير، لأنهم شديدو الإشفاق و الخوف، لعلمهم بعظمة الخالق. لكن طمأنينة من لم يخطئ تقوى نفسه. و انزعاج الغائص في الزلل يرقي روحه إلى التراقي. فاعرفوا إخواني شرف أقداركم، و صونوا جواهركم عن تدنيسها بلوم الذنوب، فأنتم معرض الفضل على الملائكة، فاحذروا أن تحطكم الذنوب إلى حضيض البهائم، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.

منال
02-27-2005, 03:03 AM
. فاحذروا أن تحطكم الذنوب إلى حضيض البهائم
نسال الله ان يغفر لنا ذنوبنا واسرافنا فى امرنا

جزاك الله كل خير اخى الكريم فاروق
اذكر اخذنا درس فى الثانوى بعنوان البشر والانبياء افضل من الملائكة
فسبحان الله ونحن ما زلنا لاهون غافلون .....نسال الله الهدى والسداد