تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قراءه رائعه للاحداث (يكتبها الشيخ سفيان الدمشقي العراقي)



صلاح الدين يوسف
02-24-2005, 07:58 PM
السلام عليكم

سأدلي بدلوي إن شاء الله، وأرجو من جميع الإخوة والأخوات ألا يحكموا على ما سأقوله حتى متابعتي إلى النهاية، وأود التأكيد أولاً على ما يلي :
1- لا شك بأن الهجمة الأميركية الآن على سورية هي جزء من المخطط الصهيوني الأميركي لإحكام السيطرة على العالَم، ومَدّ عمر إمبراطورية الشر عشرات السنين الأخرى.
2- علينا أن نفرّق في حوارنا بين سورية النظام، وسورية الوطن والشعب، فمن له خلافات مع النظام، عليه ألا ينسى أن سورية هي وطن عربي مسلم، نفديه بالأرواح والأموال والدماء حتى آخر نفثةٍ من حياتنا.. وسورية ليست ملكاً لنظامها، بل لشعبها وأمّتها العربية والإسلامية، فالأنظمة تأتي وتذهب.. أما الأوطان فباقية ما بقيت ميسلون، وإلى أن يرث الله عز وجل الأرض وما عليها.
3- الشعب السوري هو شعب شقيق عميق الصلة والوشائج.. بشقيقه التوأم الشعب اللبناني.. وفي مثل هذه الظروف الصعبة.. من المؤكّد أن الشعبين سيلتحمان ضد أميركة والكيان الصهيوني، وستكون المقاومة العراقية الباسلة ظهيراً قوياً ومخلصاً لهما، إذا ما وقع المحذور لا سمح الله.. ومَن لم يصدّق ما نقول، فليرجع إلى التاريخ، فسيجد فيه الدليل القاطع.. وعلى هذا، فإذا تواطأت الأنظمة أو تنازلت أو قصّرت فلتذهب إلى الجحيم.. أما الشعوب فهي كفيلة بأن تلقّن العدوّ دروساً وعبراً لا تنتهي بإذن الله، وانظروا إخواني وأخواتي، إلى ما حصل في العراق.. فالنظام تهاوى وزال.. لكن الشعب وشرفاءه يلقّنون أقوى جيشٍ في العالَم.. يلقّنونه الدروس القاسية، ويجرّعونه المرّ والعلقم على مدار الساعة.. وسيهزمونه بإذن الله هزيمةً منكَرة، ستذكرها الأجيال القادمة في العالَم كله، فيما تذكر معجزات هذا القرن الحادي والعشرين.. والحمد لله من قبل ومن بعد.
4- هناك مَن تحدّث هنا عن المعارضة السورية، وقارنها بالمعارضة العراقية الخائنة لله ولرسوله وللوطن وللشعب.. فإلى هؤلاء أقول :
لن تجد أميركة لها عميلاً واحداً ذا شأنٍ من المعارضة السورية الشريفة، بشقّيها الإسلامي والقومي، سواء أكانت من تلك المعارضة الموجودة داخل سورية، أو خارجها.. والمعارضة الإسلامية وغيرها أعلنت موقفها الثابت الأصيل منذ أكثر من سنتين، عندما بدأت بوادر التهديدات الأميركية والصهيونية لسورية، وملخص موقف تلك المعارضة الوطنية هو ما يلي:



[مهما كان الصراع أو الخلاف عميقاً مع النظام، الذي يحكم بالحديد والنار والأحكام العرفية وقوانين الطوارئ المفروضة منذ أكثر من أربعين عاماً، وينتهك حقوق الإنسان.. فستدافع المعارضة عن سورية الوطن إذا ما تعرّضت لأي اعتداءٍ خارجيٍ من أي جهةٍ كانت، لأن سورية أرض عربية إسلامية، وليست ملكاً لعائلةٍ أو طائفةٍ أو نظام.. والويل لأميركة إن ارتكبت في سورية نفس الخطأ الفادح الذي ارتكبته في العراق الشقيق].




كما أعلنت المعارضة السورية أيضاً منذ زمن، ما يلي:



[وتعلن المعارضة بوضوحٍ : إنها لا تقبل الاستقواء على الوطن بأيّ قوةٍ خارجية، وعلى النظام الحاكم أن يتحمل المسؤولية، وأن يعي الأخطار التي تحدق بالبلاد والعباد!..


كما ترفض الاتهامات والتهديدات الخارجية لسورية وشعبها، وستقف مع شعبها حتماً في مواجهة أيّ عدوان، فهذه سياستها ومواقفها المبدئية، التي تنطلق فيها من رؤيتها الشرعية، وثوابتها الإسلامية، ومصلحتها الوطنية والشعبية .. وإننا نعجب من النظام الذي لم يحرّك ساكناً حتى الآن، لتصحيح الأوضاع السياسية والإنسانية الداخلية!..
إنّ الشعب السوري وكل قواه السياسية الوطنية (بمن فيهم قوى النظام الحاكم) .. مهدَّدون خارجياً، والفرق بين المعارضة والنظام، أنه وحده الذي يملك أوراق الحل الوطنيّ، وأوراق المبادرة إلى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، لأنها وحدها الضمانة الأكيدة لحماية الوطن والشعب والأمة، من التدخلات الخارجية السافرة بكل أشكالها!..].


5- لنحتكم إخواني وأخواتي إلى العقل والتاريخ القريب، فهو الذي سيبصّرنا بحقيقة الأوضاع في لبنان، وبمجرياتها منذ أن اجتاح الجيش السوري لبنان، وبخفاياها أيضاً، فهذا لم يعد خافياً على أحد، إلا على مَن يرتضي لنفسه أن يكون أعمى البصر والبصيرة، أو إمّعةً للظالمين كائناً مَن يكونون.. وعلى ذلك سأقدم لكم تفصيلاً لهذه القضية، لأنها هي الذريعة التي تتذرّع بها أميركة ومن ورائها الكيان الصهيوني والغرب.. للعدوان على سورية، وفرض الهيمنة على المنطقة بأسرها.
لذلك أقول معتمداً على توفيق الله وحده، وعلى الوثائق التاريخية التي لم تعد خافيةً على أحد..
.
.
فتابعوا معي إذن وبالله المستعان
.
.



أخوكم : سفيان

صلاح الدين يوسف
02-24-2005, 08:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
على الرغم من حالة العداء الظاهرية التي اتسمت بها العلاقة السورية الأميركية خلال العقود الثلاثة الماضية .. إلا أنّ الموقف من القضية اللبنانية بكل ما فيها من حروبٍ وصراعاتٍ داخلية .. كان دائماً يمثل نقطة التقاءٍ وتقاطعٍ لافتة، بين المصالح السورية والمصالح الأميركية ومن ورائها معظم المصالح الإسرائيلية في لبنان .. إلى أن قدّمت أميركة بواسطة وزير خارجيتها السابق (كولن باول) في أيار 2003م لائحة مطالب جدّية، ينبغي على سورية أن تستجيب إليها من غير أي مواربةٍ أو تسويف، على رأس هذه المطالب: انسحاب الجيش السوري من لبنان، ولجم قوات حزب الله، وتنفيذ خطوة نشر الجيش اللبناني في الجنوب!.. فما حقيقة الوضع السياسي والإقليمي الذي أدى إلى التغير الواضح في السياسة الأميركية تجاه دمشق وبيروت؟!..


التدخّل السوري في لبنان

لقد كان الهدف الاستراتيجي لدخول الجيش السوري إلى لبنان (عام 1976م) بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية (عام 1975م) .. هو أن تتحوّل سورية إلى قوّةٍ إقليميةٍ مؤثرةٍ ولاعبٍ هام، عن طريق كسب ثقة الغرب وأميركة، مع عدم خسارة دعم ما كان يُعرَف بالاتحاد السوفييتي والكتلة الشرقية .. وذلك بإحكام السيطرة السورية على لبنان بكل ما فيه من قوىً وطنيةٍ ومراكز ثقل، وكذلك على منظمة التحرير الفلسطينية والقوى الفلسطينية المختلفة، التي كانت تتخذ من لبنان قاعدةً لشنّ عملياتها العسكرية ضد إسرائيل ضمن مشروع مقاومةٍ حقيقيةٍ لتحرير فلسطين!..


بذلك التقت الطموحات السورية مع المصالح الأميركية والإسرائيلية، ما أدى إلى إطلاق الخطة الجهنمية (كما يصفها الصحفي البريطاني "باتريك سيل" صديق الرئيس الراحل حافظ الأسد) التي رسمها وزير خارجية الولايات المتحدة الأسبق (هنري كيسنجر) .. للاستفادة من التدخل السوري في لبنان، وإقناع إسرائيل بفوائد هذا التدخّل، من خلال تفاهمٍ ضمنيٍ أُطلق عليه: (اتفاقية الخطوط الحمر)، التي منحت أميركةُ -بموجبها- النظامَ السوري .. الضوءَ الأخضر لاجتياح لبنان!.. وقد تم هذا الاجتياح تحت غطاء: التلبية السورية الأخوية لطلب الرئيس اللبناني (سليمان فرنجية) والقوى المارونية، بالتدخّل ضد القوى الفلسطينية وحلفائها من القوى اللبنانية، التي كانت قد بدأت تسيطر على ساحة الصراع وتهدّد القصر الرئاسي اللبنانيّ!..

لنتابع أيضاً :
..

صلاح الدين يوسف
02-24-2005, 08:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
أهم أحداث التدخّل السوري في لبنان ومنعطفاته

ثلاث حقائق لافتة ميّزت التدخّل السوري في لبنان :

الأولى : أنّ الدور السوري في لبنان بدأ بتدخلٍ عسكريٍ عام 1976م، تحت ذريعة إنهاء الحرب الأهلية .. وانتهى عام 1990م بنفوذٍ سوريٍ شاملٍ بلا منازع، تحوّل نتيجته لبنان إلى دولةٍ واقعةٍ تحت سيطرةٍ سوريةٍ ووصايةٍ كاملة: سياسيةٍ وعسكريةٍ وأمنيةٍ وإدارية!..

الثانية : أنّ النظام السوريّ تحالف -تقريباً- مع كل القوى الموجودة على الساحة اللبنانية .. كما حاربها كلها أيضاً وضربها ونكّل بها!..


الثالثة : يكاد لا يشذّ عن جوهر الحقيقة الثانية المذكورة آنفاً، سوى الموقف من منظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت تحمل عبء القضية الفلسطينية على الساحة اللبنانية، فقد كان موقف النظام السوري منها منذ اجتياحه لبنان وحتى الآن .. موقفاً معادياً ضارباً مضاداً!..


لعل من أبرز منعطفات التدخّل السوري في لبنان المحطات التالية:

1- لقد دخل الجيش السوري لبنان (عام 1976م) وكان أول إنجازٍ له، هو سحق المقاومة الفلسطينية، ثم رعاية عملية سحق مخيم (تل الزعتر) الفلسطيني على أيدي قوات الكتائب المارونية وحلفائها المسيحيين!..

2- تَدَخّل النظام السوري في أول انتخاباتٍ رئاسيةٍ لبنانية تجري بعد دخوله لبنان، فدعم مرشّح أميركة (إلياس سركيس) ضد مرشح الكتلة الوطنية (ريمون إده)، وانتُخِب (سركيس) رئيساً للجمهورية اللبنانية بحراسة الحراب السورية!..

3- انسحبت القوات السورية من أمام القوات الإسرائيلية لدى اجتياحها لبنان عام (1982م)، ثم وقّعت مع إسرائيل اتفاقية وقف إطلاق النار بعد خمسة أيامٍ فقط من الاجتياح الإسرائيلي، تاركةً المقاومة الفلسطينية والقوى الوطنية اللبنانية تواجه مصيرها أمام الجيش الإسرائيلي وحلفائه الموارنة، فاحتُلَّت العاصمة بيروت، وارتُكِبَت فيها المجازر المروّعة، كان أبرزها مجازر صبرا وشاتيلا .. وذلك بعد إنهاء وجود المقاومة الفلسطينية بضغطٍ عسكريٍ إسرائيليّ، وتواطؤٍ سوريٍ أميركيٍ مارونيّ!..


4- دَعَمَ النظام السوريّ الانشقاقات الفلسطينية عن حركة فتح، وحرّض القوى المنشقة ضد الفلسطينيين وضد القيادة الفلسطينية الشرعية!..

5- دَعَمَ النظام حركة (أمل) الشيعية ضد القوى الفلسطينية، وقد أفرز ذلك ما عُرِف بحرب المخيمات، التي سُحِقَت ودُمِّرَت وارتُكِبَت فيها المجازر، على أيدي مقاتلي حركة (أمل)، ثم على أيدي مقاتلي الحركات الفلسطينية المنشقة -بدعمٍ سوريٍ- عن منظمة التحرير الفلسطينية!..

6- اجتياح طرابلس وإنهاء وجود جماعة التوحيد الإسلامية السنية بزعامة الشيخ (سعيد شعبان)، مع تصفية حلفاء الجماعة من الفلسطينيين في طرابلس!..


7- رعاية النظام لـ (إيللي حبيقة) رئيس جهاز أمن ميليشيا القوات اللبنانية المارونية، والمتهم الأول بارتكاب مجازر صبرا وشاتيلا المروّعة، وجاسوس إسرائيل في لبنان وأحد أبرز عملائها .. رعايته وحمايته ودعم تنصيبه وزيراً في وزاراتٍ عدّة!..


8- استمرار التدخّل في الشؤون الداخلية اللبنانية، ودعم ترشيح مرشّح أميركة (أمين الجميّل) إلى رئاسة الجمهورية اللبنانية، وكذلك دعم ترشيح الرؤساء اللبنانيين الذين تعاقبوا على حكم لبنان بعد (الجميّل)، باتفاقٍ مع أميركة، خاصةً ضمن ما عُرف باتفاق: الأسد-مورفي!..

9- قَبَضَ النظام السوري -على الصعيد اللبناني- ثمن تحالفه مع أميركة ضد العراق في حرب الخليج الثانية (حرب الكويت).. قبض تفويضاً أميركياً دولياً لحسم الأمور لصالح سورية في لبنان، وهو ما حدث عندما تدخلت القوات السورية وأخرجت العماد (ميشيل عون) من قصر الرئاسة وأطاحت به، دون أن يثير تدخلها احتجاجاً دولياً كما جرت العادة في مثل هذه الأمور!..

وأيضاً تابعوا معي من فضلكم :
..

..

صلاح الدين يوسف
02-24-2005, 08:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
اتفاق الطائف وجدل سوري لبناني

وقّعت الأحزاب والقوى اللبنانية اتفاقية (الطائف) في 22/10/1989م، برعايةٍ عربيةٍ ودولية، ودشّنت هذه الاتفاقية عهداً جديداً من تاريخ لبنان، عنوانه: (انتهاء الحرب الأهلية، وتنظيم العلاقة بين القوى المختلفة، وبين لبنان وسورية) .. وكان من ثمرات هذه الاتفاقية، ضرورة أن ينسحب الجيش السوري من بيروت وبقية المناطق إلى البقاع اللبناني خلال سنتين، تمهيداً لانسحابه الكامل من لبنان .. لكن هذا لم يحصل، بل استغل النظام السوري اتفاقية الطائف، ليكرّس سيطرته العسكرية والأمنية، ووصايته على القرار اللبنانيّ في مختلف المجالات السياسية والإدارية، فأحكم هيمنته على رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب، وأخذ يفرض قوانين الانتخاب المناسبة لمصلحته، ويفرز القوى اللبنانية إلى مواليةٍ ومعارضة، فيقرّب الموالية له من مراكز صنع القرار، ويُبعد المعارضة .. إلى أن استطاع أن يصنع طبقةً سياسيةً تشريعيةً وتنفيذيةً مواليةً له بشكلٍ مطلقٍ تقريباً، على صعيد الجيش وأجهزة الأمن والبرلمان ومجلس الوزراء ومؤسسات الدولة والسلطة الدستورية، فضمن بذلك حماية السياسة الخارجية والداخلية التي تدعم وجهة النظر السورية، الأمر الذي أغضب بعض القوى اللبنانية (تيار العماد ميشيل عون، والكتائب، والقوات اللبنانية، ووليد جنبلاط وحزبه الاشتراكي)، التي بدأت تتململ من ممارسات النظام السوري، ثم رفعت صوتها عالياً مطالبةً سورية بسحب جيشها من لبنان احتراماً لاتفاقية الطائف، خاصةً بعد انسحاب إسرائيل من الجنوب!.. ولم يقتصر الأمر على الدعوة إلى انسحاب الجيش السوري وحسب، بل على إنهاء الدور السياسي والأمني السوري في لبنان، ووقف كل أشكال التدخّل بشؤونه الداخلية، وترك اللبنانيين يديرون مؤسساتهم الدستورية بحرّيةٍ واستقلالية!..

لنتابع كذلك :
..

صلاح الدين يوسف
02-24-2005, 08:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
المتغيّرات الإقليمية وتحوّلات الموقف الأميركي

أميركة على اقتناعٍ تامٍ بأنّ الدور السوري الإقليمي الذي يخدم مصالحها في لبنان والمنطقة .. لم يعد قائماً ولا ملائماً، لأنّ منطقتنا -حسب وجهة النظر الأميركية- دخلت منعطفاً إقليمياً ودولياً هاماً مغايراً، بدأ منذ إعلان الإدارة الأميركية الحرب على ما يسمى بالإرهاب، ولم ينتهِ باحتلال العراق والتحكّم في مصيره .. مع الرغبة الأميركية بفرض حلٍ للقضية الفلسطينية يلائم خططها في المنطقة، ويتناسب مع النـزعة العدوانية الاحتلالية للحليف الإسرائيلي .. وهذا ما يفرض على أميركة وإسرائيل تجريد سورية من الورقة اللبنانية، بما تحتويه من أوراق فرعية: (حزب الله، وسوق العمل اللبناني الذي يشغله حوالي مليون عامل سوري، ومكتسبات الشخصيات السورية ذات النفوذ من أرباح الشركات اللبنانية، و..)، وذلك تمهيداً للدخول في عملية السلام بين سورية وإسرائيل بموقفٍ سوريٍ ضعيف!.. ولعل أميركة وإسرائيل لن تعثرا على أفضل من هذه الظروف السياسية القائمة في المنطقة للضغط على سورية، ولهذا كانت المطالب الأميركية المقدمة إلى سورية قاطعةً وحازمة، على رأسها ضرورة الانسحاب من لبنان!...
.
لنتابع :
..

صلاح الدين يوسف
02-24-2005, 08:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
الموقف السوري من المطالب الأميركية

النظام السوري نظام مداور مناور، وقد استطاع في العقود الماضية، أن يكون لاعباً إقليمياً ناجحاً في أغلب الأحيان، مستفيداً من تقاطع المصالح مع أميركة تارةً، ومن تقاطع مصالح واشنطن وموسكو في دمشق تارةً أخرى .. لكنه في كثيرٍ من الأحيان كان يتنازل ثم يتنازل بصورةٍ مذلّة، ويتحوّل ويغيّر جلده بسرعةٍ كبيرة عند اشتداد الخطر عليه، غير آبهٍ للشعارات التي يردّدها صباح مساء، أو للمبادئ التي يزعم أنه يعتنقها، فهو -مثلاً- دخل لبنان بحجة حمايته من إسرائيل، ثم كان أول الفارّين من وجه الجيش الإسرائيلي .. وزعم أنه ألدّ أعداء الإمبريالية وأميركة، فإذا به يعقد الصفقات والاتفاقات معها، ويختبئ تحت عباءتها، ويسرح ويمرح في لبنان تحت غطائها محلياً ودولياً .. ويزعم حمله لواء تحرير فلسطين، ثم يسحق المقاومة الفلسطينية ويتآمر عليها، إلى أن أبعدها نهائياً عن لبنان وعن حدود إسرائيل .. وحين يُفتَح ملفُه في واشنطن داعماً للإرهاب ويُهَدَّد بقانون (محاسبة سورية)، يتعاون مع أميركة في قضايا ما يسمى بمكافحة الإرهاب، بل يقدّم ما لديه أو ما يلفّقه من وثائق للمخابرات الأميركية، ويعلن أنه قد ساعد أميركة على حماية مواطنين أميركيين!.. وبعد زيارة (باول) في عام 2003م إلى دمشق وتقديمه المطالب (الإملاءات) الأميركية، اتخذ النظام إجراءاتٍ لإغلاق بعض مكاتب التنظيمات الفلسطينية في دمشق، وللجم حزب الله في لبنان، ثم بدأ بعمليات إعادة انتشارٍ لجيشه، خفّض خلالها عدد الجنود السوريين العاملين في لبنان بضعة آلاف!.. وهكذا .. يبدو أن سلسلة التنازلات السورية ليس لها نهاية، لكن إلى أي مدىً يمكن للنظام السوري أن يستمر في تنازلاته؟!..
.
.
تابعوا أيضاً من فضلكم :
..

صلاح الدين يوسف
02-24-2005, 08:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
الموقف السوري المستقبلي فيما يخصّ مطلب الانسحاب من لبنان

إنّ سيطرة النظام السوري المطلقة على لبنان خلال أكثر من ربع قرن، جعلته يمتلك إحدى أهم أوراق الضغط السياسية في المنطقة، وأهّلته لدورٍ إقليميٍ متضخّم، ولعلنا نلاحظ أن أميركة طالبت سورية بخروج جيشها من لبنان، لكنها لم تطالبها بإنهاء دورها السياسي ونفوذها الأمني فيه!.. من هنا يمكن القول: إن خروج الجيش السوري من لبنان، لن يكون له الأثر الكبير على النظام السوري، ما لم يترافق مع إنهاء الدور السوري السياسي والأمني داخل لبنان، وبما أنّ النظام السوري استطاع -خلال وجوده الفعّال في لبنان- أن يصنع طبقةً سياسيةً وعسكريةً وأمنيةً لبنانيةً مواليةً له هناك، فإنه يمكن أن يحتفظ بمعظم أوراق اللعبة الإقليمية عن طريق وكلائه في مؤسسات الجيش والأمن والسلطة اللبنانية، ما لم تحدث أمور ليست في الحسبان، تقلب الأمور في ذلك البلد رأساً على عقب!.. وعلى كل الأحوال، فإنّ النظام السوري -بتقديرنا- سيذعن للمطالب الأميركية ويسحب جيشه من لبنان، لكن ليس قبل أن يقبض ما يتيسّر له من ثمن ذلك، سياسياً في الأقل، وقد قام فعلياً برابع عملية انتشارٍ لجيشه في تموز 2003م، وبها تراجع عدد جنوده في لبنان إلى النصف تقريباً (وصل عدد الجنود السوريين هناك إلى أقل من 20 ألفاً بدلاً من 35 ألفاً)!..
.
.
لنستنتج أخيراً نتيجةً مهمة.. تابعوا من فضلكم :
..
..

صلاح الدين يوسف
02-24-2005, 08:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
ماذا في ضوء المستجدّات الحالية ؟!..

في الحقيقة، النظام السوري لن يتوقف عن تقديم التنازلات أمام ضغوط الإدارة الأميركية الحالية، ليس لأنه يرغب بالتفريط عسكرياً وسياسياً واستراتيجياً.. بل لأنه لم يعد بعد سلسلة التنازلات الواسعة التي يقدّمها منذ سنوات، لحماية نفسه على حساب الوطن والمصلحة الوطنية والقومية.. لم يعد قادراً على وضع حدٍ لمسلسل التنازلات الذي أصبح كالكرة الحديدية الثقيلة المتدحرجة بتسارعٍ شديد.. لأنه منذ البداية لم يكن (النظام) يُبدِي أي درجةٍ من الحرص على مصلحة الوطن السوري أو اللبناني، بقدر ما تركّز حرصه على حماية نفسه ووضعه نظاماً حاكماً لسورية، ومتحكّماً بأوراق اللعبة في لبنان.. ويبدو أنه وصل إلى درجةٍ لا يُحسَد عليها، بعد انضمام فرنسة إلى فريق الضاغطين الأصليين الحقيقيين على النظام، ولهذا التحوّل الفرنسي أسبابه وأهميته البالغة أيضاً، من أهمها: امتعاض فرنسة من سلوك التنازلات السورية لأميركة، فيما كان الفرنسيون يرغبون بأن يصمد النظام بدعمٍ فرنسيّ، وذلك في إطار الصراع الدوليّ على المصالح ومناطق النفوذ في منطقتنا بين فرنسة وأوروبة من جهة.. وأميركة من جهةٍ ثانية، لكنّ النظام (نتيجة سياساته الرعناء وتخبّطه وأنانيته) خسر الدعم الفرنسيّ والأوروبيّ، وفي نفس الوقت وقع رهينةً بين أنياب الوحش الأميركيّ المسعور!..

كل ذلك، جعل ظهر النظام السوري إلى الجدار تماماً، وازداد وضعه تعقيداً، خاصةً بعد جريمة اغتيال الرئيس (الحريري)، التي سيُبتلى النظام بجرائرها، كائناً مَن كان مرتكبها، لأنه ببساطة، قد ارتكب كثيراً من مثيلاتها خلال العقود الماضية، فهو من أصحاب السوابق!..

عملية اغتيال الرئيس (الحريري) ستكون على ما يبدو، الرافعة التي سترتكز عليها عملية خلط كل الأوراق في لبنان والمنطقة برمّتها، بما يحمل ذلك من خطرٍ حقيقيٍ على سورية ولبنان والعرب، لطالما حلمت بتحقيقه إسرائيل وأميركة معاً، وبشكلٍ خاصٍ بعد تعمّق المأزق الأميركي في العراق، بسبب المستنقع الذي صنعته المقاومة العراقية الصامدة الفعّالة.. لأميركة هناك!..

لقد أصبح وضع المنطقة حرجاً وخطيراً، لأن النظام السوري إلى الآن لم يستوعب أنّ حماية الوطن أهم من حماية النظام.. وحماية الأوطان تستوجب إجراءاتٍ حقيقيةً لتدعيم الوحدة الوطنية، وتمتين الجبهة الداخلية، والانحياز بشكلٍ حقيقيٍ لخيار الحرية والإصلاحات السياسية الجادة، وإغلاق ملفات حقوق الإنسان بكل أبعادها ورواسبها، والمصالحة مع شعبه بدل التهافت على تقديم التنازلات المُذِلّة تلو التنازلات.. لأميركة بإدارتها الحالية الجامحة، التي لم تعد تأبه للقانون الدولي، ولا للمعايير الإنسانية في العلاقات الدولية!..
* * *
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته

مع أعطر تحيات أخيكم المحب : سفيان

صلاح الدين يوسف
06-29-2006, 02:21 AM
للرفع و حفظ الله الشيخ الدمشقي