تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : معركة صعبة تنتظر المخابرات السورية في لبنان



no saowt
02-19-2005, 07:51 PM
لا أحد إلى اللحظة يستطيع تقرير ما إذا كان قرار تعيين اللواء آصف شوكت رئيسا لجهاز الاستخبارات العسكرية، خطوة نحو مزيد من الانفتاح والشفافية من جانب الرئيس السوري الشاب بشار الأسد في التعامل مع تداعيات التطورات الراهنة التي تحيط الموقف السوري في المنطقة وخصوصا بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وما علق بسورية نتيجة ذلك من اتهامات توجهها المعارضة اللبنانية وعواصم قرار غربية إلى سورية في تورطها. وإلى أن تكشف التحقيقات التي ستجري قريبا من جانب فريق دولي في ملابسات الحادث فإنه يتعين على سورية على ما يبدو تجهيز لائحة الدفاع عن نفسها لا عبر تصريحات رسمية وحسب بل بالوثائق والحقائق والوقائع التي كانت تجري على الأرض اللبنانية، فـ "البينة على من ادّعى واليمين على من أنكر"، خصوصا وأن الاستخبارات العسكرية السورية في لبنان سواء في عهد غازي كنعان وزير الداخلية الحالي أو رستم غزالي القائد الحالي في مرمى النار للبنانيين كافة مع ملفات كثيرة وخطيرة من الاتهامات بتجاوزات لا عد لها ولا حصر.

لقد حاولت دمشق الرسمية في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة التأكيد أن تعيين اللواء شوكت في منصبه المهم الجديد كان مقررا منذ أسبوعين ولا علاقة له باغتيال الحريري، وقد يكون ذلك صحيحا لأن شوكت كان ينفذ المهمة منذ لحظة مواراة الرئيس الراحل حافظ الأسد الثرى العام 1999 ، رغم أنه لم يتسلم المنصب رسميا تاركا اللواء حسن خليل على رأس الجهاز "مستشارا كغيره من المستشارين الذين لا يستشارون" حتى يحقق راتبه التقاعدي دون زيادة أو نقصان حسب القانون.

وبتعيين اللواء شوكت، وهو صهر عائلة الأسد، حيث هو متزوج من الابنة الوحيدة، الصيدلانية بشرى، فإن الرئيس بشار كفل لنفسه الحماية الحديدية من جانب جيل الشباب، فشوكت على رأس الجهاز القوي، فيما ماهر الشقيق على رأس الحرس الجمهوري، مع رتل آخر من الشباب الذي يرى فيهم الرئيس السوري حصنا له أمام الحرس القديم الذين يجد الرئيس الشاب نفسه مكبلا أمام اتخاذ أي قرار بإزاحتهم رغم كل صلاحياته التي كفلها له الحزب والدستور. فبشار يبدو ميال إلى سياسة ذهاب هؤلاء طواعية واحدا تلو الآخر ، تماما كما فعل ذلك العماد مصطفى طلاس ، فهم الأعمام الذين خدموا الوالد الراحل، وساندوه العام 1970 حين أطاح بحكم صلاح جديد "الخصم العلوي القوي".

لقد ظلت أسهم آصف شوكت تتراوح بين الصعود والهبوط في حالة الحكم السوري، ليس لجهة وظيفته التي ممكن أن يقوم بها أي ضابط سوري مؤهل، بل للعلاقة العائلية التي تربطه ببيت الحكم الذي لم يكن راغبا بالتخلص منه أو إزاحته عن الصورة مرة واحدة إلى الأبد، كما حدث للشقيقين حسين وصدام كامل صهري الرئيس العراقي السابق صدام حسين،، فآصف شوكت ظل يحظى بدعم الرئيس الراحل مشفوعا بشفاعة من "العمة الحنون" السيدة الأولى سابقا أنيسة مخلوف رفيقة درب حافظ الأسد.

كانت أسرة الرئيس الراحل تخوض معاركها بين بعضها البعض لصالح آصف شوكت، هذا الشاب الريفي الطرطوسي الطموح، وإذ الراحل باسل النجل الأكبر للأسرة وقف طوال الوقت معارضا ومحتجا على مصاهرة آصف للعائلة حيث وقف أشقاؤه بشار وماهر إلى جانبه في معركته، ومعهم كذلك العم رفعت وأبناء العمومة، فإن القرار النهائي كان للسيدة أنيسة التي انتصرت لغرام ابنتها من الضابط الصاعد رغم خلفيته العائلية غير المعروفة وكذلك كونه يكبر الصيدلانية المدللة بعشر سنوات. وحين غادر الرائد باسل الأسد الذي كان خليفة محتملا للرئيس الوالد بمبايعة رجالات الحرس القديم كافة، الدنيا في حادث سير مؤلم كانت له انعكاساته الحادة على بيت الحكم، فإنه ورّث العداء لآصف شوكت لشقيقيه الأصغرين، ماهر وبشار الذي ابتعد لسنوات عن المشاكل العائلية التي فجرها الصهر، حيث واصل دراسته في طب العيون في بريطانيا بحثا عن مستقبل بعيدا عن السياسة التي وجد نفسه منغمسا وبقوة فيها ليحل مكان الراحل باسل لاستبعاد ماهر لتهوره.

بل أن الصيدلانية بشرى هي الأخرى تحدت رغبة الأشقاء وأبناء العمومة، واستمرت رغم كل حالات الحصار المنزلي والرقابة المستمرة "من البيت للجامعة ومن الجامعة للبيت" على تحقيق حلمها بالارتباط بفارس الأحلام آصف، وتحقق لها ما أرادت بقرار منفرد من جانبها، حين تزوجته كما يقول المثل "عينك .. عينك" وهجرت قصر العائلة لتسكن معه في شقة متواضعة في حي المزة، إلى أن أذعن الأشقاء للأمر الواقع.

لكن الأمور لم تمض بسهولة، ففيما كان آصف شوكت يشق طريقه صعودا بدعم من الرئيس الوالد، وبالشفاعة الآتية من الوالدة أنيسة مخلوف، كان ماهر يتصيد له كل سقطاته، حتى جاءت اللحظة المناسبة فالصدام تحول من الكلام والتحدي عن بعد إلى معركة حقيقية استخدم فيها السلاح، وهنا "وقعت الفأس في الرأس"، واقتنص ماهر فرصة تاريخية للتخلص من آصف، ولكن فعله انقلب عليه في آخر المطاف، وهو أمر كان سببا مهما في إقصائه عن وراثة الحكم ليؤول إلى بشار، حيث لصقت بماهر تهمة "المرض النفسي"، حتى تسلم الشقيق بشار أعاد إليه الاعتبار الإنساني وسلمه أمر حمايته الشخصية وحماية قصر الحكم، وعهد إليه بقيادة الحرس الجمهوري.

هنا لا بد من التذكير بالواقعة، ففي أكتوبر (تشرين الأول) العام 2000 ، وقبل وفاة الرئيس حافظ الأسد بستة أشهر، وخلال الصراع بين نائب الرئيس وقائد سرايا الدفاع السابق رفعت الأسد وأخيه الرئيس حافظ حول الوراثة، وجه آصف شوكت انتقادا غيابيا حادا لرفعت بوجود ماهر الأسد، الذي وجدتها فرصته للانتقام من آصف، ليس دفاعا عن العم رفعت "بل ليس لأنها رمانة وإنما قلوب مليانة" انتصر نجل الرئيس لعمه فرد بكلمات للصهر المرفوض المغضوب عليه دائما، وطلب إليه أن "يخرس وأن لا يتدخل بأمر عائلي يخص آل الأسد"، لكن آصف شوكت مستأسدا بحماته السيدة أنيسة أجابه بحدة مماثلة بأنه أصبح جزءا من العائلة . فأصر ماهر على موقفه قائلا لآصف بأنه لم يكن ولن يكون كذلك ولو كان باسل حيا لكان له شأن آخر، وما كان منه إلا أن سحب مسدسه وأطلق النار عليه فأصابه في معدته.

آنذاك، تسترت المصادر السورية على الحادثة، إلا أن صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية كشفت التفاصيل التي لم يتجرأ أي مصدر رسمي سوري على نفيها، وكانت الصحيفة قالت إن شوكت، صهر الرئيس السوري حافظ الأسد، أصيب برصاصة واحدة على الأقل في البطن، أطلقها عليه ماهر الأسد أحد أبناء الرئيس السوري. وأوضحت الصحيفة أن شوكت تلقى الإسعافات أولا في دمشق، إلا أن وضعه اعتبر خطيرا مما استوجب طلب المساعدة من فرنسا، حيث نقل إلى مستشفى "فال دو غراس" العسكري في باريس الذي استقبله في سرية تامة، وبعد بضعة أيام غادر شوكت المستشفى منذ بضعة أيام ليواصل النقاهة في سورية.

لكن هذه الرواية، قوبلت بنفي من مستشفى "فال دو غراس" الذي قال إنه أنه لم يستقبل أبدا آصف شوكت، وبالمقابل فإن مصدرا مطلعا في باريس أبلغ وكالة فرانس برس عن شكوكه في إدخال شوكت إلى المستشفى المذكور، مؤكدا في الوقت نفسه إصابة شوكت بجروح عقب شجار مع ماهر وبشار. وأشارت معلومات أخرى إلى إدخال شوكت إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت.

وكانت صحيفة "ليبراسيون"، قالت إن "هذا الشجار يبرز الخلافات المحيطة بخلافة الأسد، لا سيما عقب الهجوم الذي نفذته القوات السورية على مرفأ غير شرعي يملكه شقيق الرئيس رفعت الأسد في اللاذقية على الساحل السوري"، يشار إلى أن الرئيس السوري الراحل كان أعفى شقيقه في 1998 من مهامه كنائب للرئيس، وكان رفعت الأسد من قبل ذلك بسنوات طويلة يعيش في المنفى وخصوصا من بعد قيادته لمحاولة انشقاق فاشلة ضد شقيقه في أواسط الثمانينات من القرن الماضي.
وإليه، فإنه بوساطة أذعن لها الابن ماهر من جانب الرئيس الوالد تمت المصالحة بين ماهر وآصف الذي تمت ترقيته ليصبح نائبا لرئيس الاستخبارات العسكرية حسن خليل، حيث حاز شوكت على كل الصلاحيات، وصار هو صانع القرار الحقيقي وأن حسن هو الرئيس الفخري للدائرة. ويقال إن الرئيس الراحل حين شعر بدنو أجله كان استدعى آصف شوكت وطلب منه أن يقسم على الولاء لبشار إذا تسلم الحكم، مقابل الإبقاء عليه "ابنا وصهرا مدللا مهاب الجناب"، وفعلا فإن آصف شوكت كان يتقدم صفوف متقبلي العزاء بالرئيس الراحل حين توفي في يونيو (حزيران) العام 2000 .

و يقول مناهضون لحكم الأسد إن قوة شوكت مستقاة من عائلة الأسد فهو لا يملك قاعدة قوية ليستند إليها، وبما أنه ينتمي إلى أسرة علوية متواضعة فإنه لا يستطيع الاعتماد على الطائفة العلوية لدعمه "وفي الحقيقة فأنه لا شك في أن هناك بعض الذين اغتاظوا من تقدمه السريع عليهم وأنهم يتربصون به. إن فرصته الوحيدة في استمرار الوجود السياسي عبر اتحاده مع الرئيس بشار ومهادنته للشقيق ماهر. وسيظل شوكت في مركز التطورات السياسية والأمنية في سورية مادم محتفظا بهذه الموازنة، وإلى أن تنشأ موازنات ومعادلات جديدة قد لا تغيب عنها أنيسة مخلوف زوجة الرئيس الراحل ، ووالدة بشرى والتي يقال إنها تتمتع من خلال عائلتها وهم أخوال الرئيس بشار بقدر لا يستهان به من التأثير والتوجيه".

ولكن من هو آصف شوكت؟ إذ في عودة إلى أرشيف محرك "غوغل" على شبكة إنترنيت نقرأ تقريرا لوكالة الصحافة الفرنسية يقول الآتي "ولد في مدينة طرطوس الساحلية 1950 ونشأ في بيئة متواضعة . في عام 1968، رحل إلى دمشق ليتابع تعليمه العالي في حقل القانون. تخرج في 1972 ، وعندما وجد نفسه مشدودا إلى الآداب، فقد سجل في كلية التاريخ في جامعة دمشق، وكانت أطروحته عن الثورة السورية الكبرى في 1925، ورؤساء الفلاحين الذين قادوها. لأسباب غير معروفة، فقد اهتمامه بالموضوع، واستأجر عوضا عن ذلك خبيرا ليكتب له أطروحته، واكتشف أساتذته ذلك مما أدى إلى رسوبه، وعندما وجد أن لا خيار أمامه، فقد أعاد كتابة أطروحته، وحصل على درجته في 1976".

ويتابع التقريرالقول " بالعودة إلى الحياة الواقعية، وجد شوكت فرصا قليلة متوافرة لخبير في التاريخ والقانون، وبقي لعدة سنوات غير موظف، يعيش على نفقة والده المتواضعة ، وفي أواخر عقد السبعينيات وجد خلاصه في الجيش السوري وتطوع للخدمة، حيث لم يواجه مشكلة في قبوله، فقد كان بعد كل شئ (علويا بعثيا)، وهما الشرطان الأساسيان للنجاح. ورحب به رؤساؤه في الجيش، وأثبت أنه داهية ومتفان . مع الوقت كسب احترام كل هؤلاء الذين عرفوه، غالبا كان دمثا ومؤدبا، لكنه مع ذلك لم يحرز رتبة رسمية في الدولة بعد، وكرجل طموح انتظر فرصة ليتحرك، وكانت هذه عندما تعرف إلى بشرى ابنة حافظ الأسد الأصغر منه بعشر سنوات، والتي عرفت كفتاة ذكية ولامعة بطريقة استثنائية، والتي كانت تدرس الصيدلة في ذلك الوقت في جامعة دمشق. والذي جذبها إلى شوكت بقي غامضا، فبعد كل شئ كانت أكثر فتاة مؤهلة في دمشق، وكانت تستطيع الحصول على أي شاب (مؤسس) تستحق، ولكنها اختارت ضابطا صغيرا بإمكانيات متواضعة، مصدر قوته الوحيد كان تعليمه الجامعي، كيف وأين التقيا؟؟ لم يكشف أبدا. المعروف أن باسل شقيق بشرى الأكبر عارض بقوة علاقتهما ، حيث اعتبر شوكت كبيرا بالنسبة لها، وشهوانيا لثروتها. ووضح صراحة أنه بالرغم من كونه علويا فقد كان من طبيقة دنيا!!، ولا يبنبغي ان يصاهر عائلة الأسد . وعندما أصر شوكت، أعتقله باسل، حيث وضع خلف القضبان أربع مرات لمنع الإثنين من اللقاء. في 21/1/1994 انتهت مخاوف شوكت بمقتل باسل في حادث سيارة في طريقه إلى مطار دمشق واصبح الطريق مفتوحا أمامه ليقوم بتحركه".

وفي الختام، يشير التقرير إلى أنه "بعد سنة واحدة هربت بشرى مع شوكت، وتزوجته وأخذوا سكنا في المزة، ولم تحصل على مباركة والدها ولا على موافقة العائلة. بعد عدة أيام وضع لهم الرئيس حافظ الأسد حارسا على الباب، قد يكون لحمايتهم، وعندما بدأت الشائعات تنتشر عن زواجهما، قرر الأسد وضع حد للكلام، واستدعاهم للقصر وأعطاهم موافقته حيث أصبح شوكت صهر الأسد الوحيد . وليكافئ متطلبات وضعه الجديد فقد رقي إلى رتبة لواء، وخلال هذه المدة وبينما كان شوكت يحاول رفع شعبيته في العائلة، ليصبح صديقا لشقيق بشرى ( بشار طبيب العيون) الذي عاد من لندن ليحل محل أخيه الراحل، أصبح آصف صديقا جيدا لبشار. وبدأ بشار مع الوقت يعتمد على صهره آصف لمرافقته ( وأمنه) واثقا بقدراته . في هذه الأثناء بارك الرئيس حافظ الأسد هذه العلاقة وطلب من آصف أن يدعم بشارا وأن يلازمه ، فقبل آصف المهمة ووعد أن يقوم بها بصدق وإخلاص ومع عام 1998 أُشيع بأن آصف شوكت أصبح أقوى رجل في سورية . وقد زاد من تدعيم موقعه احتلال صديقه (علي أصلان ) رئاسة الأركان وذلك بعد إحالة الجنرال حكمت الشهابي إلى التقاعد في العام 1998 ".

mohammad
02-19-2005, 11:15 PM
السلام عليكم

تعيين آصف شوكت في موقعه الحالي بحسب اعتقادي لا يعدو كونه تجهيزا لحالة الفوضى التي ستصيب البلاد قريبا... حيث أنها تسير في خطى متسارعة لتؤول الى ما آل إليه العراق

ذلك أن دخول القوات المحتلة الى البلاد يضع العلويين في مأزق.. ولا بد من أن يتكاتف المقربون منهم في هكذا موقف

وليس اقرب من جهاز المخابرات والحرس الجمهوري الى الحكومة وبطانتها

no saowt
02-20-2005, 09:28 AM
جزاك الله خيرا ووفقك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :P

mohammad
02-20-2005, 12:07 PM
وعليكم السلام

جزاك الله خيرا

وينك بلال؟

سأرسل سلامي بالراديو

ابعثلي رسالة

المقدسيه
02-20-2005, 01:57 PM
الله يجزيك الخير يا اخي بلال :o

no saowt
02-22-2005, 12:02 PM
جزاك الله جيرا اخ بلال
بارك الله فيك وحماك الله وجعل الجنة مثواك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ;)