تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخيراً موضوع مفيد (وهذا واحد ثاني)



طارق-بن-زياد
02-19-2005, 01:25 PM
الحوارات الصحفية: زوجتك فى الجنة أجمل من حور العين
باحثون كلنا عن السعادة ! و لكن السؤال : هل عاشها بشر فى الدنيا بشكل مطلق ؟ أدام الشباب لأحد ؟ أدامت الصحة ؟ أدام المال ؟ أدام الحب ؟ أدامت اللذة ؟ بالطبع لآ !!! ولكن الله يعدنا أن يديم لنا كل هذا ... فقط فى الجنة! كيف يمكن تخيل السعادة فى الجنة ؟ كيف يمكن أن يكون هذا الخيال حقيقة ؟؟؟ حوار أجراه الأستاذ عصام الغازي مع الأستاذ عمرو خالد لمجلة كل الناس يوم الأربعاء الموافق29/7/2003 وهذا هو نص الحوار:


نعيش عمرنا نحلم بالسعادة ..ونتصور أن المال هو المفتاح ..ونكتشف - وغالبا" متأخراً جداً -أننا نجرى وراء سراب .. وأن الدنيا لا يمكن أن تهديك أبداً سعادة مكتملة . لله حكمته فى ذلك- كما يؤكد الداعية عمرو خالد - فالسعادة المطلقة تجعل تركها أمراً مستحيلاً وتصبح مهمة المؤمن فى الترفع عن الدنيا صعبة قاسية .البديل الذى يعد الله به عباده الصالحين موجود و الطريق إليه واضح وعلينا إذن أن نحلم بالجنة بقلوبنا وخيالنا أن نحلم بالسعادة الكاملة دون منغصات وهذا الحلم ليس مجرد أمنية ,بل أنه سلاحك القوى لمقاومة المعصية والترفع عن كل أوهام الدنيا ومطامعها . عمرو خالد فى حواره الأسبوعى مع كل الناس ..يحاول أن يقربنا من حياة النعيم التى وعد الله بها المؤمنين من خلال قراءته وتفسيره للآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة ..والتى تعدنا بألوان من السعادة والحب لا تخطر على قلب بشر ..وهو يجيب عما يثيره البعض عن حور العين ويؤكد أن زوجتك المؤمنة ستكون فى الجنة أجمل من حور العين , وإذا تحدثت مع زوجها ستجعلة يذهل عن الجنة وما فيها . سعادة القلب سألت عمرو خالد : كلنا نبحث عن السعادة ..حتى وأنت تسعد الآخرين , تظن أن إسعادهم إسعاد لنفسك ,كذلك الذى يحب ,ليس هدفه الحب فى حد ذاته إنما الحب يجلب السعادة للقلب ..ما الوسائل التى تحقق لنا السعادة ؟ قال : المال والثروة ليسا إلا حفنة من الأوراق والسعادة ليست فى المال , إنما فيما يجلبه المال للقب من ألوان البهجة والسعادة . وحين تلجأ إلى العبادة ..فإن سعادة قلب المؤمن تحققها العبادة .ومدار السعادة فى الإنسان هو القلب .لو سعد القلب ,تستريح الجوارح وتطمئن ,وبشعر الإنسان بالأنتعاش والراحة . هل توجد السعادة الكاملة ؟وهل يوجد من هو سعيد سعادة مطلقة ؟ أبى الله أن تتم السعادة فى الدنيا .إذ لا توجد سعادة إلا وبداخلها منغصات .لا توجد لذة متكاملة فى الدنيا . الوجبة اللذيذة من الطعام ,قد يعقبها مغص وعسر هضم .النزهة الجميلة يعقبها إرهاق وتعب ونوم طويل .لا توجد سعادة تتم من البداية حتى النهاية دون منغصات .ومن رحمة الله أن جعل سعادة الدنيا مشوبة بالمنغصات ,لأنه لو كانت سعادة الدنيا مطلقة ,كانت درجة تعلقنا بها تجعل تركها شيئا مستحيلا وصعباً . لا تفرح بشبابك اليوم ماذا تقول للباحثين عن السعادة ؟ أقول لهم : لا تظنوا ابداً أنكم ستجدون السعادة الكاملة فى الدنيا .هم يعلمون ذلك ,لكنى أريد أن تستقر هذه الحقيقة داخل أنفسهم . السعادة كلما وصلت إلى ذروة ,تهبط مرة أخرى وتتلاشى . لا سعادة تدوم. لا شىء يدوم فى هذه الدنيا .كل لذة ترتفع وتنحدر وتتلاشى .( الله الذى خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ضعفاً وشيبة ) . لا تفرح بشبايك وقوتك اليوم , لأنك بعد 30 سنة ستتحرك بصعوبة وسيطلب منك اولادك أن تفعل كذا ,بعد أن كنت الذى توجههم كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة تسمى ( القصواء ) وكانت لا تُسبق وكان الصحابة إذا أرادوا سباق القصواء لا يستطيعون . فجاء أعرابى بسيط بناقة له وسبق ناقة النبى صلى الله عليه وسلم . فشق ذلك على الصحابة وحزنوا .فقال النبى صلى الله عليه وسلم :إن الله كتب ألا يرفع شيئاً من هذه الدنيا إلا وضعها . انظر إلى مُلك الذين بنوا الأهرامات ,والعز والجبروت والقوة التى كانوا فيها .أين هم الأن ؟لا شىء. أفضل روشتة للاكتئاب أين نجد السعادة بأبهى وأقوى صورها؟ لا المال يحققها .ولا الحب يحققها .ولا الجاه ولا الابناء .لا سعادة إلا فى الجنة .السعادة المتكاملة ,واللذة الحقيقية والبهجة الكاملة توجد فى الجنة .هناك الكثير من الشباب والبنات لا يحلمون بالجنة ,لأن الدنيا بين أيديهم ينهلون منها بغير حساب عرفوا كيف يحبون .وكيف يكسبون المال . تعلموا فى الدنيا وانشغلوا بها. كل منهم يتخيل فى خلوته بنفسه كيف سيكون قصره بعد عشر سنوات وكيف سيكون رصيده فى البنك ويحلم بمن سوف يتزوجها ,وبالأطفال الذين سيرزق بهم .لكن الكثيرين منا لا يحلمون بالجنة . كيف يمكن تخيل السعادة فى الجنة ؟وكيف يمكن أن يكون هذا الخيال حقيقة ؟ فلنتأمل كلام النبى صلى الله عليه وسلم عن الجنة بقلوبنا وخيالنا وليس بعقولنا .وأنا متأكد أن من يقرأ كلام النبى صلى الله عليه وسلم عن الجنة وهو مصاب بالإكتئاب ويعانى من المشاكل والديون وافتقاد الذرية ,سوف تسمو روحة ويزهد فى الدنيا ويتطلع إلى الجنة بما فيها من سعادة متكاملة .وسوف يقول لنفسه حين يدرك غفلته : هل أضحى بكل هذه السعادة من أجل متع زائلة خلال سنوات قليلة أعيشها فى الدنيا ؟ما قيمة عمرك فى الحياة الدنيا لو قورن بحياتك فى الما لا نهاية ؟ الكلام مع النبى صلى الله عليه وسلم يقول النبى صلى الله عليه وسلم فى حديث قدسى عن الله عز وجل : أعددت لعبادى الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . ماذا سمعت من الكلام الحلو , ومن ألوان الطرب والغناء ؟ ماذا سمعت من أحلى وألذ الكلمات ؟ فما بالك إذا سمعت النبى صلى الله عليه وسلم بأذنيك .وإذا أستمعت إلى الله وهو يكلمك ؟تخيل الجنة .مهما تخيلت الجنة أحلى بكثير ولا خطر على قلب بشر . اسرح بخيالك الخصب كما تريد ,وتخيل ألواناً من اللذات والنعيم التى لا تتصور من جمالها ومن روعتها , أقول لك ولا خطر على قلب بشر ,فالجنة أحلى . ولكن أسمع الحديث ,أعددت هل هذا فعل ماض أم مضارع ؟ الجنة أعدت من زمن سحيق , والحديث قيل من 1400 سنة بصيغة الماضى .تخيل استقبال الله تبارك وتعالى لنا . يقول ,أعددت .ولم يقل أمرت ملائكتى أن تعد . يقول النبى صلى الله عليه وسلم : يناديهم الله عز وجل يا أهل الجنة إن لكم عندى : إن لكم أن تصحوا فلا تمرضوا أبداً .فإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً .وأن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً . وأن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبداً . كل المشكلات التى كنت تعانى منها فى الحياة الدنيا ,انتهت وانت على باب الجنة : لن تمرض . وستعيش فى الجنة بعمر الشباب الدائم ( 33 سنة ) ولن تموت ولن تبأس . لا مساواة فى الجنة هل تتساوى انصبة الناس جميعاً فى الجنة ؟ يقول النبى صلى الله عليه وسلم ( سأل موسى ربه ,فقال يا رب دلنى على أدنى أهل الجنة منزلة , فقال الله عز وجل يا موسى ذلك آخر رجل يخرج من النار . يخرج من النار حبواً ينظر إليها ويقول :الحمد الله الذى نجانى منك . فيقول له الله عز وجل : اذهب فأدخل الجنة. فيذهب فينظر إليها فيخيل إليه أنها ملأى . فيعود ويقول يا رب وجدتها ملأى فيقول الله عز وجل له : أما ترضى أن يكون لك مثل ملك أعظم ملك ملوك الدنيا ؟ فيقول :يا رب لا تهزأ بى وأنت رب العالمين ؟ فيقول له الله عز وجل : لك مثل ملك أعظم ملك من ملوك الدنيا ومثله ومثله ومثله ومثله . فيقول العبد فى الخامسة :رضيت يا رب رضيت يا رب : فيقول له الله عز وجل : لك مثل ملك أعظم ملك من ملوك الدنيا وعشرة أمثال . ولك فيها ما اشتهيت وتمنت عينك وأنت فيها خالد . فقال موسى : يا رب ..أذلك أدناهم منزلة ؟ قال نعم يا موسى فقال موسى :يا رب فمن أعلاهم منزلة ؟فقال الله عز وجل : يا موسى أولئك الذين أردت .زرعت كرامتهم بيدى . لا تكليف بالعبادة ويقول الله صلى الله علييه وسلم عن أهل الجنة ( يلهمون التسبيح والتهليل كما تلهمون النفس ) رغم أن أهل الجنة غير مكلفين بأى عبادة . لكنه تسبيح فرحة وإتصال بالله عز وجل . وطوال الوقت فى الجنة ترى أشياء لم تتصورها أبداً . فتقول مبهوراً : لا إله إلا الله سبحان الله الله أكبر .قالوا : يا رسول الله ..حدثنا عن الجنة .فقال النبى صلى الله عليه وسلم لبنة من ذهب ولبنة من فضة . ملاطها المسك . وحصباؤها اللؤلؤ وسقفها عرش الرحمن هل بعد ذلك لا تزال تتمسك بمباهج الدنيا ؟ هل لا تزال غير قادر على التوبة ؟ولا تزالين غير قادرة على الحجاب ؟ولا تزال غير قادر على الصلاة فى المسجد . إن فى الجنة شجرة تمشى فى ظلها مائة سنة فلا تقطعها تخيل مساحة الجنة وتخيل لو عملت رحلة فى الجنة ,تنجزها فى كم ألف سنة ؟وتخيل المناظر الطبيعية التى تراها خلال فسحة فى الجنة . متعة رؤية الله يقول النبى صلى الله عليه وسلم :ما فى الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب ليس فى الجنة ليل أو نهار نور الله يضىء الجنة مباشرة . يقول النبى صلى الله عليه وسلم :ألا من مشمر للجنة .فإن الجنة لا خطر لها فهى والله نور يتلألأ وريحانة تهتز وقصر حسناء جميلة وحلل كثيرة . فقال الصحابة:المشمرون يا رسول الله .فقال قولوا إن شاء الله . يقول الله تبارك وتعالى : ( إن أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون ) أى منشغلون بألوان النعيم .فالله سبحانه وتعالى ينشىء فى الجنة لذات جديدة ,غير لذات الدنيا التى نعرفها . فلذات الدنيا التى نعرفها هى الأكل واللبس والفسح وعلاقة الرجل بالمرأة أما فى الجنة فينشىء الله لذات جديدة لا نعرفها .اولها رؤية الله عز وجل . النبى صلى الله عليه وسلم يقول : فما أعطوا فى الجنة لذة أعظم من رؤية الله عز وجل . ألا يدفعك شوقك إلى الجنة للتوبة وبر الوالدين وصلة الارحام وتقوى الله عز وجل والكسب الحلال ؟ يقول النبى صلى الله عليه وسلم : إن أبواب الجنة - يوم دخول الجنة - ما بين فتحتى الباب كما بين مكة والشام وإنه سيتزاحم عليه . مفاتن الجنة هل يمكن أن نقاوم المعصية بالحلم بالجنة؟ نعم.. قل لنفسك: هل أضيع جنة عرضها السموات والأرض من أجل نصف ساعة معصية؟ يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" لقاب قوسين في الجنة خير من الدنيا وما فيهما". وفي الجنة يلبس الشهداء تاجاً اسمه تاج الوقار، الياقوتة الواحدة في هذا التاج خير من الدنيا وما فيها. تأتي الدنيا يوم القيامة وتقول: يا رب اجعلني لأدنى أوليائك نصيباً، فيقول الله تبارك وتعالى:"اسكتي يا لا شيء إني لم أرضك لهم في الدنيا أفأرضك لهم في الآخرة؟" يؤتي بأنعم أهل الدنيا وهو من أهل النار، فيغمس فيها غمسة في النار ويقال له: "هل رأيت نعيماً قط". ويؤتى بأشقى أهل الدنيا وهو من أهل الجنة، فيغمس غمسة في الجنة ثم يقال له : هل رأيت شقاء قط؟ فيقول لا والله يا رب ما رأيت شقاء قط. لم لا تكون أحلامنا الأساسية هي أحلام الجنة؟ هل يتساوى الحلم بالجنة بالحلم بشاليه صف أول في الساحل الشمالي؟ أنت وزوجتك في الجنة يقول الله تبارك وتعالى:"لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد". كل ما تتمناه تجده وأكثر منه. هل حلمت بلقاء النبي صلى الله عليه وسلم وجهاً لوجه، فيحتضنك فرحاً، ثم يأخذ بيدك ليتمشى معك في الجنة؟ هل حلمت باستشعار أجمل لحظات الحب الذي لم تجده في الدنيا فوجدت أحلى منه في الجنة؟ يقول الله تبارك وتعالى:"إنا أنشأناهن إنشاءً"، ذلك عن نساء الدنيا.. أما الحور العين على جمالهن وروعتهن فإن نساء الدنيا يأتين إلى الجنة أجمل من الحور العين، ويكن سيدات قصور الجنة التي يسكنها الحور العين. يقول الله تبارك وتعالى:"إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكاراً عرباً أتراباً" أتراباً، أي في سن الـ33، والعُرُب هي التي تجيد فن العشق الذي يأخذ بقلب الزوج. يقول ابن القيم: فإذا دخلت قصرها -المرأة من أهل الدنيا التي تدخل الجنة- أضاء منه كل شيء، فإذا تحدثت مع زوجها ذهل عن الجنة وما فيها. يا من تبحثون عن الحب، وارتكبتم آلاف المعاصي باسم الحب في الدنيا، وأضعتم إيمانكم بالله وقلوبكم الموصولة بالله، من أجل شهوة حب حرام.. إنكم لا تعلمون أن الحب الحقيقي في الجنة، الذي لا خيانة فيه ولا معصية ولا جراح. جاء في الأثر:" يشتاق الأخ إلى أخيه في الجنة فيقرب الله سرير هذا من سرير هذا، فيقول الأخ لأخيه: أتذكر متى غفر الله لنا؟ فيقول له: نعم يوم كذا وكذا وكنا نفعل كذا وكذا". يحكي النبي صلى الله عليه وسلم عن أهل الجنة فيقول:" قلوبهم قلب واحد، لا اختلاف بينهم ولا تباغض". وأحلى ما في الجنة رؤية الله عز وجل.