تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دعوة إلى العقيدة الصحيحة



Om_albaraa
11-06-2002, 07:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا يليق بنور وجهه وعظيم سلطانه , القائل : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " . والصلاة والسلام على من جاء بدعوة التوحيد ليخرج الناس من الظلمات إلى النور , وصحابته وتابعيهم خير القرون . . . وبعد . . .
إن الهدف الأول من إرسال الرسل والأنبياء , هو : إخراج الناس من عبادة العباد , إلى عبادة رب العباد . ويقول المولى سبحانه وتعالى : " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين " قال العلماء : استنباطا من هذه الآية : أن القائم بوظيفة الدعوة إلى الله تعالى هو من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم , وأن من لم يقم بهذا الواجب العظيم فليس من أتباعه صلى الله عليه وسلم .
وإن من أوجب الواجبات الدعوية على الدعاة : دعوة الناس إلى العقيدة الصحيحة , وتعريفهم بدينهم الصحيح بعيدا عن الفرق , والأحزاب , يعرفونهم بالعقيدة الصحيحة , فيستنتجون لوحدهم ضلال الفرق الباقية ,
- ممكن تعرفهم ببعض الفرق الضالة لتحذرهم ولكن لا يكون ذلك هو الهدف من الدعوة -
ومن أهم ما يدعى الناس إليه تعريفهم بمعنى كلمة التوحيد والتي من قالها وعمل بشروطها كان حقا على الله أن يدخله الجنة , وقد قال أبو هريرة رضي الله عنه : يا رسول الله من أحق الناس بصحابتك يوم القيامة ؟ قال صلى الله عليه وسلم : من لقيت خلف هذا الحائط يقول لا إله إلا الله خالصا من قلبه .
وقال الله سبحانه وتعالى : " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " .
أما معنى لا إله إلا الله : أي : لا معبود بحق ولا يستحق العبادة إلا الله سبحانه وتعالى .
وأما شروطها فثمانية :
1 - الإخلاص . 2 - الصدق . 3 - المحبة . 4 - الإنقياد . 5 - القبول . 6 - اليقين . 7 - العلم . 8 - الحكم .
وأتوقف عند هذا الحد رجاء المتابعة إن شاء الله .

fakher
11-07-2002, 06:55 AM
إن شاء الله تعالى...
نحن في الانتظار ... وبارك الله فيك

محمد الخضر
11-07-2002, 09:37 AM
بارك الله فيك أخت أم البراء.

كم نحن بحاجة إلى مثل هذه المقالات الهادفة في المنبر ، خصوصاً في هذه الوقت.

fakher
11-09-2002, 05:54 AM
أرى أنه من الضروري أن يثبت هذا المقال.

ما رأيكم؟

بشرى
12-02-2002, 09:00 PM
أنا موافقة.........

بس هو مثبت:D :D :D

طرابلسي
12-29-2002, 12:52 AM
.الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة
من كلام شيخ الإسلام محمد بن سليمان التميمي
رحمهم الله جميعاً

بسم الله الرحمن الرحيم
الأصول الثلاثة
"التي يجب على كل مسلم تعلمها"
وهي: معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه محمداً صلى الله عليه وسلم.
فإذا قيل لك: من ربك ؟ فقل ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبودي.ليس لي معبود سواه.
وإذا قيل لك : ما دينك؟ فقل: ديني الإسلام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة. والبراءة من الشرك وأهله.
وإذا قيل لك : من نبيك؟ فقل: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم. وهاشم من قريش وقريش من العرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم.
"أصل الدين وقاعدته أمران"
الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له والتحريض على ذلك والموالاة فيه وتكفير من تركه.
الثاني: الإنذار عن الشرك في عبادة الله والتغليظ في ذلك والمعاداة فيه وتكفير من فعله.
"شروط لا إله إلا الله"
الأول: العلم بمعناها نفياً وإثباتاً.
الثاني: اليقين وهو كمال العلم بها المنافي للشك والريب.
الثالث: الإخلاص : المنافي للشرك.
الرابع: الصدق: المنافي للكذب المانع من النفاق.
الخامس: المحبة: لهذه الكلمة ولما دلت عليه والسور بذلك.
السادس: الانقياد بحقوقها: وهي الأعمال الواجبة إخلاصاً لله وطلباً لمرضاته.
السابع: القبول: المنافي للرد.
أدلة هذه الشروط من كتاب الله تعالى وسنة رسوله الله صلى الله عليه وسلم
دليل العلم: قوله تعالى: { فاعلم أنه لا إله إلا الله} وقوله: { إلا من شهد بالحق وهم يعلمون} أي بلا إله إلا الله.
{وهم يعلمون} بقلوبهم ما نطقوا به بألسنتهم.
ومن السنة: الحديث الثابت في الصحيح عن عثمان رضي الله عنه قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات وهو يعلم انه لا إله إلا الله دخل الجنة".
ودليل اليقين: قوله تعالى{ إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون}
فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا. أي لم يشكوا فأما المرتاب فهو من المنافقين.
ومن السنة: الحديث الثابت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة" . وفي الرواية: "لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة" وعن أبي هريرة أيضاً من حديث طويل " من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة".
ودليل الإخلاص: قوله تعالى: { ألا لله الدين الخالص} . وقوله سبحانه: { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}.
ومن السنة: الحديث الثابت في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم" أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو نفسه" وفي الصحيح عن عثمان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل"
وللنسائي في اليوم والليلة من حديث رجلين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم" من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له؟ له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مخلصاً بها قلبه. يصدق بها لسانه إلا فتق الله لها السماء فتقاً حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض. وحق لعبد نظر الله إليه أن يعطيه سؤاله".
ودليل الصدق: قوله تعالى: { ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الكاذبين} وقوله تعالى { ومن الناس من يقول ءامنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين. يخدعون الله والذين ءامنوا وما يخادعون إلا أنفسهم وما يشعرون. في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}.
ومن السنة: ما ثبت في الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم" ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار".
ودليل المحبة : قوله تعالى: { ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين ءامنوا أشد حبا لله} وقوله: { يا أيها الذين ءامنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لآئم }
ومن السنة: ما ثبت في الصحيح عن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب ‘ليه مما سواهما وأن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار".
ودليل الانقياد: لما دلت عليه قوله تعالى: { وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له} وقوله: { ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن} وقوله: { ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى} أي بلا إله إلا الله وقوله تعالى: { فلا وبرك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً}.
ومن السنة: قوله صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به" وهذا هو تمام الإنقياد وغايته.
ودليل القبول: قوله تعالى: { وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون. فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين} وقوله تعالى: { إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون. ويقولون أئنا لتاركوا ءالهتنا لشاعر مجنون}.
ومن السنة: ما ثبت في الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير. وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ. فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلَّم ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الذي أرسلت به" .

طرابلسي
12-29-2002, 12:53 AM
." نواقص الإسلام"
‘علم أن نواقص الإسلام عشرة:
الأول: الشرك في عبادة الله تعالى: { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} وقال : { إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار. وما للظالمين من أنصار} ومنه الذبح لغير الله كمن ذبح للجن أو للقبر
الثاني: من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم كفر إجماعاً.
الثالث: من لم يكفر المشركين أو يشك في كفرهم أو صحيح مذهبهم كفر.
الرابع: من اعتقد أن غير هدى النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه أو أن حكم غيره أحسن من حكمه. كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر.
الخامس:من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به كفر .
السادس:من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثوابه أو عقابه كفر.
والدليل قوله تعالى:{قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون.لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم }
السابع:السحر:ومنه الصرف والعطف.فمن فعله أو رضي به كفر.الدليل قوله تعالى:{وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر.}
الثامن:مظاهر المشركين ومعاونتهم على المسلمين والدليل قوله تعالى:{ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين.}
التاسع:من أعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى لله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام فهو كافر.
العاشر: الإعراض عن دين الله تعالى لا يتعلمه ولا يعمل به. والدليل قوله تعالى: { ومن أظلم ممن ذكِّر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين ومنتقمون}
ولا فرق في جميع هذه النواقص بين الهازل والجاد والخائف. إلا المكره وكلها من أعظم ما يكون خطراً وأكثر ما يكون وقوعاً. فينبغي للمسلم أن يحذرها ويخاف منها على نفسه. نعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه.
" التوحيد ثلاثة أنواع"
الأول: توحيد الربوبية: وهو الذي أقر به الكفار على زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدخلهم في الإسلام وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم واستحل دماءهم وأموالهم. وهو توحيد الله بفعله تعالى. والدليل قوله تعالى: { قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون}.
والآيات على هذا كثيرة جداً.
الثاني: توحيد الألوهية: وهو الذي وقع فيه النزاع في قديم الدهر وحديثه. وهو توحيد الله بأفعال العباد كالدعاء والنذر والنحر والرجاء والخوف والتوكل والرغبة والرغبة والرهبة والإنابة وكل نوع من هذه الأنواع عليه دليل من القرآن.
الثالث:توحيد الذات والأسماء والصفات : قال الله تعالى: { قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد} وقال تعالى: { ولله الأسماء الحسنة فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعلمون} وقال تعالى: { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } .
"ضد التوحيد الشرك"
وهو ثلاثة أنواع : شرك أكبر. وشرك أصغر.وشرك خفي.
" الشرك الأكبر لا يغفره الله ولا يقبل معه عملاً صالحاً " قال الله عز وجل : "إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ومن يشرك بالله فقد ضلَّ ضلالاً بعيداً " ، وقال سبحانه: " وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرَّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار " ، وقال تعالى :" وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءاً منثورا " وقال سبحانه:" لئن أشركت ليحبطنَّ عملك ولتكونن من الخاسرين"، وقال ع وجل :" ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون "
"الشرك الأكبر أربع أنواع"
(النوع الأول): شرك الدعوة : الدليل قوله تعالى:" فإذا ركنوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون"
( النوع الثاني ) شرك النية والإرادة والقصد : والدليل قوله تعالى :" من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون}
( النوع الثالث ) شرك الطاعة: والدليل قوله تعالى: { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أ{بابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون} وتفسيرها الذي لا أشكال فيه طاعة العلماء والعباد في المعصية لا دعاؤهم إياهم. كما فسرها النبي صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم لما سأله فقال : لسنا نعبدهم فذكر له أن عبادتهم طاعتهم في المعصية.
( النوع الرابع) شرك المحبة: والدليل قوله تعالى: { من الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله} .
النوع الثاني من أنواع الشرك: شرك أصغر وهو الرياء: والدليل قوله تعالى: { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاُ ولا يشرك بعبادة ربه أحد}.
النوع الثالث من أنواع الشرك: شرك خفي : والدليل عليه قوله صلى الله عليه وسلم الشرك في هذه الأمة أخفي من دبيب النملة السوداء على صفاة سوداء في ظلمة الليل. وكفارته قوله صلى الله عليه وسلم: " اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلم وأستغفرك من الذنب الذي لا أعلم ."الكفر كفران"
الأول: كفر يُخرج من الملة وهو خمسة أنواع :
النوع الأول:كفر التكذيب مع التصديق: والدليل قوله تعالى: { ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذَّب بالحق لما جاءه في جهنم مثوى للكافرين}.
النوع الثاني كفر الإباء والاستكبار مع التصديق: والدليل قوله تعالى: { وإذ قال ربك للملائكة اسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين}.
النوع الثالث كفر الشك وهو كفر الظن: والدليل قوله تعالى : { ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبداً وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلباً قال له صاحبه وهو يحاوره اكفرت بالذي خلقك من تراب ثم نضفة ثم سواك رجلاً. لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحداً}.
النوع الرابع كفر الإعراض : والدليل قوله تعالى: { والذين كفروا عما أنذروا معرضون}.
النوع الخامس كفر النفاق: والدليل قوله تعالى:" ذلك بأنهم ءامنوا ثم كفروا فطُبع على قلوبهم فهم لا يفقهون}.
" النوع الثاني من نوعي الكفر"
وهو كفر أصغر لا يخرج من الملة. وهو كفر النعمة. والدليل قوله تعالى: { وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون} .
" النفاق نوعان اعتقادي وعملي"
النفاق الاعتقادي ستة أنواع صاحبها من أهل الدرك الأسفل من النار:
الأول: تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم
الثاني: تكذيب بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
الثالث: بغض الرسول صلى الله عليه وسلم
الرابع: بغض بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
الخامس: المسرة بانخفاض دين الرسول صلى الله عليه وسلم.
السادس: الكراهية بانتصار دين الرسول صلى الله عليه وسلم.
" النفاق العملي"
النفاق العملي خمسة أنواع. والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب. وإذا وعد أخلف. وإذا أؤتمن خان". وفي رواية " وإذا خاصم فجر. وإذا عاهد غدر".
"معنى الطاغوت ورؤوس أنواعه"
اعلم رحمك الله تعالى : أن أول ما فرض الله على ابن آدم الكفر بالطاغوت والإيمان بالله.والدليل قوله تعالى: { ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } فأما صفة الكفر بالطاغوت .فأن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها وتبغضها وتكفر أهلها وتعاديهم وأما معنى الإيمان بالله . فأن تعتقد أن الله هو اله المعبود وحده دون سواه. وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله وتنفيها عن كل معبود سواه وتحب أهل الإخلاص وتواليهم . وتبغض أهل الشرك وتعاديه وهذه ملة إبراهيم التي سفه نفسه من رغب عنها . وهذه هي الأسوة التي أخبرها الله بها في قوله تعالى:" قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إذا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده }.
والطاغوت عام فكل ما عُبد من دون الله ورضي بالعبادة من معبود أو متبوع أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله هو طاغوت. والطاغوت كثيرة ورؤوسه خمسة :
الأول : الشيطان الداعي إلى عبادة غير الله . والدليل قوله تعالى :" ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين "
الثاني: الحاكم الجائر المغير لأحكام الله تعالى والدليل قوله تعالى :" ألم ترى إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أُنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أُمروا أن يكفروا به يريد الشيطان أن يضلَّهم ضلالاً بعيداً .
الثالث: الذي يحكم بغير ما أنزل الله . والدليل قوله تعالى:" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون "
الرابع: الذي يدَّعي علم الغيب من دون الله. والدليل قوله تعالى :"عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا" ، وقوله تعالى :" وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين "
الخامس: الذي يعبد من دون الله وهو راض بالعبادة . والدليل قوله تعالى : "ومن يقل منه إني إله من دونه فذلك نجزيه كذلك نجزي الظالمين ".
واعلم أن الإنسان ما يصير مؤمناً بالله إلا بالكفر بالطاغوت والدليل قوله تعالى:" فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد أستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها ولله سميع عليم" . الرشد دين محمد صلى الله عليه وسلم . وألغي دين لأبي جهل والعروة الوثقى شهادة أن لا إله إلا الله وهي متضمنة للنفي والإثبات تنفي جميع أنواع العبادة عن غير الله تعالى . وتثبت جميع أنواع العبادة كلها لله حده لا شريك له.
(والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات).