تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : على البحر ... تمشى تيري...



من لبنان
02-12-2005, 01:58 PM
كتبت شمس ضحى في صحيفة السفير ، بيروت، 12/2/2005

التقرير القصير الذي عرضته <<الجزيرة>>، أثناء وجود تيري رود لارسن، خطّاط الحدود اللبنانية بلون الأمم المتحدة الأزرق، في بيروت، كان لقطة مهنية رائعة. فقد فوجئت عين المشاهد المعتاد على الديكور الكئيب لمسرح السياسة المحلية والدولية، في القصور والمكاتب والاستديوهات، أو في الشوارع المضطربة، بمشاهد إطلاق النار والجثث والذبح واللطم، بكاميرا الزميل عباس ناصر تتجه إلى شط البحر البيروتي، وبالتحديد إلى كورنيش المنارة، حيث يتمشى المبعوث الأممي بصحبة الناطق باسم الأمم المتحدة نجيب فريجي.
الديكور لم يكن وحده لقطة الزميل ناصر. الخبطة كانت في استطاعته واستعداده لأن يكون موجوداً أثناء تعرف أحد المواطنين اللبنانيين إلى وجه لارسن المرتبط في الوعي الشعبي بتمنعه عن اعتبار مزارع شبعا لبنانية. وإذ بنا نرى بائع قهوة جوالا على الكورنيش يقترب، بعدما سمح له الحراس الشخصيون، من لارسن المحشور داخل بزته الرسمية، والذي بدت سحنته المعتادة على الغرف المغلقة شاحبة شأن السياسيين والدبلوماسيين، ليبادره بإنكليزية ركيكة ربما تعلمها من قوات الطوارئ الدولية في الجنوب قائلاً: <<انظر يا سيد لارسن، أنا لا أعرفك، لكني أشاهدك دائماً على التلفزيون. أنت الذي يقول إن شبعا غير لبنانية؟ انظر: لو خلعت حذائي الآن لاستطعت أن أريك آثار صخور وأحجار وتراب شبعا على قدمي. هل تعرف شبعا يا سيد لارسن؟>>. ينصت تيري بأدب دبلوماسي إلى الكهل الذي يضع <<وزرة>> القهوجية، ويرد أن نعم أعرفها. فيتابع محمد علي سرحان، وهذا اسمه: <<ليك يا مستر لارسن: شبعا لبنانية. والذي يقول لك العكس أكبر كذاب. اذهب وقل لشارون هذا. وأقول لك، أنا عندي أرض فوق، ورثتها عن جدي، لكني لا أستطيع أن أصل إليها لأنها محتلة. ولو تحررت شبعا لاستطعت أن أشتري بثمن بضعة أمتار من أرضي ثلاث شقق في هذه البناية>>.. واستدار مشيراً إلى بناية <<الأحلام>> الفخمة. الابتسامات التي ارتسمت على وجوه كل من كانوا في الكادر بدت من النوع الحائر بين قبول <<تبسيط>> الواقع ومسايرة الرجل، وتعقيد متطلبات السياسة لأن الدبلوماسي واقف أمام عدسة <<الجزيرة>>. لكن لارسن، برغم كونه على شط البحر، وقد مثلت أمامه إحدى نتائج <<تكويعة>> قلمه الخطاط عن مزارع شبعا، لم ينس ولو للحظة لسانه الدبلوماسي. هكذا، رأيناه يربت على كتف الرجل الشبعاوي ويقول له: <<أنا أوافقك أن مزارع شبعا محتلة ويجب أن تتحرر. وأنا أعمل كل ما بوسعي من أجل ذلك>>. وأكمل كلام التقرير بصوت الزميل ناصر الضاحك: <<لكن لارسن لم يعترف بلبنانية مزارع شبعا>>.
الأوكسيجين الذي دخل عيوننا المختنقة بتراكم خردة صور المادة السياسية، كان بفضل سرعة بديهة فريق عمل <<الجزيرة>>، الزملاء عباس ناصر وجمال حيدر وماهر المر. وهي سرعة لها مقاييسها الخاصة، نظراً لحمولتها من المعدات التلفزيونية. أما الفضل الآخر فيذهب إلى فريجي الذي أتاح الفرصة للزملاء لمقاربة مختلفة لشخصية على هذه الأهمية بالنسبة إلى جزء من اللبنانيين.
على شط البحر كان تيري يتمشى، واللافت أن المواطن اللبناني محمد سرحان لم يسأله أي شيء عن مهمته الجديدة في تنفيذ القرار 1559. ربما في المرة المقبلة...

no saowt
02-12-2005, 02:47 PM
السلام عليكم،
ما شاء الله على الأخت من لبنان
تعود دوماً بالتميز :)