تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع معاد*** عبدالله و ؟؟؟؟



بشرى
02-12-2005, 07:51 AM
لا شك أن كل ابن آدم ينام، وكل إنسان يؤوي إلى فراشه ليلاً، ولكن هل تعرفون كيف نومتي تلك الليلة؟

يقول عبدالله: كنت نائماً في ليلة من ليالي الشتاء الباردة، من بعد نصب وتعب من مشاغل الدنيا، وما أكثرها. وقد استلقيت على فراشي، وغرقت في نوم عميق جداً، فاستيقظت قبل الفجر من عطش شديد ألم بي، فقمت لأشرب الماء فسمعت أنيناً يخرج من الأرض، تلفت حولي فذهب الأنين، ثم ذهبت وشربت الماء ثم عدت إلى الفراش، وإذا بالأنين يعود مرة أخرى، وفي هذه المرة كان الأنين قوياً وكأنه صوت بكاء، فتحسست الأرض بيدي، حتى أمسكت سجادتي فسكتت.

قلت متعجباً: أأنت التي تأنين يا سجادتي؟!
قالت: نعم.

قلت: ولماذا.
قالت: لقد أيقظك عطشك، وشربت من الماء حتى ارتويت، وأنا بحاجة إلى الماء ولا أجد من يرويني الماء!!

قلت: وهل تريدين أن أحضر لك كأساً من الماء؟
قالت: لا ليس هذا هو الماء الذي يرويني، إنما يرويني دموع العابدين التائبين.

قلت: ومن أين لي أن آتي لك بهذا النوع من الماء؟
قالت: ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع
الشمس وقبل غروبها ـ يعني الفجر والعصر ـ". وقال عليه الصلاة والسلام: "من صلى البردين دخل الجنة". وقال: "بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة". وقال أيضاً: "ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا".

فانتبه عبدالله من غفلته وقال: فعلاً إن صلاة الفجر مهمة..
السجادة: قم يا عبدالله قم.

قال: غداً أبدا إن شاء الله.. ولكن اتركيني اليوم لأنام فإنني مرهق.
السجادة: وهي متحسرة من لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال. ثم قالت: ستنام غداً في قبرك كثيراً يا عبدالله، وستذكر كلامي ونصحي… ثم تركته السجادة، ونام عبدالله.

ولكن! كانت أطول نومة ينامها في حياته فقد مات تلك الساعة. فأنشدت السجادة حين علمت بوفاته قائلة:

يـا من يعد غـداً لتـوبـته *** أعلى يقين من بلوغ غــد
المرء في عيشه على أمــل *** ومنية الإنسـان بالـرصد
أيـام عـمـرك كلـها عـدد *** ولعل يومك آخـــر العدد

الانس ثمرة الطاعة والمحبة... فكل مطيع لله مستأنس... وكل عاص لله مستوحش