تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل تضطهد السويد حقوق المهاجرين العرب والمسلمين؟



bill
02-10-2005, 07:17 AM
هل تضطهد السويد حقوق المهاجرين العرب والمسلمين؟
محمد خليفة: منعوني من الكتابة ليجعلوا مني مخبراً






فاجأنا الزميل محمد خليفة بحضوره الى بيروت بعد غياب دام سنوات عديدة. امضاها في بلدان اوروبية عدة، والمفاجأة انه لم يأت زائراً او سائحاً او حتى للعمل، بل حضر ليرفع الصوت من ممارسات يقول انه يتعرض لها في السويد، التي يحمل جنسيتها مع عائلته، لانه مهاجر. وما يقوله الزميل خليفة خطير جداً، اذا كان صحيحاً، لانه يطال جميع المهاجرين العرب والمسلمين. ويلقي مسؤولية كبيرة على السلطات السويدية، في حماية حقوق الإنسان في العمل والتعبير والخيار السياسي.
ما سوف يرد ادناه، قليل من كثير قاله الزميل خليفة، عما يتعرض له مع عائلته، لعله يفيد في تثبيت حقه كإنسان اولاً ومهاجر ومواطن سويدي في نهاية الأمر.
› أصدرت في الأعوام الأخيرة بيانات عديدة اتهمت فيها السلطات السويدية لماذا اصدار البيانات؟
 بدءاً من العام 1999 بدأت حملة انتقامية إرهابية ضدي وضد أسرتي بلغت ذروتها في إخراجي من السويد في خريف عام 2000 ثم استمرت في الخارج حيثما ذهبت. وبدءاً من عام 2001 نجحت الحملة في إيقافي عن الكتابة وفي تحويلي عاطلاً عن العمل بالقوة. وقد تدخلت جهات سويدية وضغطت على الدول العربية التي أعمل مع صحافتها ووسائل إعلامها لكي توقف عملي وتمنع ظهوري على الفضائيات. وعندما تحركت لفضح هذه الجرائم الكبيرة سعوا لإجباري على مزاولة مهن أخرى وهددوني بإجباري على الأشغال الشاقة في الجبال، ثم ارتكبوا اعتداءات ضدي وضد منزلي، وكل هذه الجرائم مسجلة عند الشرطة ومثبتة بتقارير الأطباء ومع ذلك لم يحول أي منها الى القضاء في دولة تتباهى بالديموقراطية والعدالة وسيادة القانون!!
› ما هي الأسباب التي حملت السلطات السويدية على ارتكاب ما تتهمها به؟
 لقد أحسست منذ هجرتي الى السويد عام 1992 أني تحت المراقبة. وقد طلبوا مني صراحة العمل معهم، كما طلبوا مني بوضوح التجسس لصالحهم وأغروني بالكثير من المكاسب، وعندما رفضت بدأت حملة الانتقام واستهدفت بالتحديد القضاء عليّ كصحافي وكاتب، وعندما قاومت هذه المؤامرة ارتكبوا ما ذكرته من جرائم بحقي وحق أسرتي. حيث خطفوا ابنتي مؤخرا.
› السويد دولة ديموقراطية نموذجية كيف تقنعنا بما تتهمها به من ممارسات تتنافى مع ما هو معروف عنها؟
 السويد دولة اشتراكية ذات نظام فريد وهو بمعايير عصرنا الحالي شبيه بالدول الشيوعية الزائلة، فالدولة فيه تلعب دورا (أبويا) أي تدخليا ورعويا شاملا في حياة الأفراد والفئات الاجتماعية كافة مقابل (الرفاهية) التي تضمنها لهم.
ومن ناحية أخرى، السويد تجتاحها نزعة الخوف المرضي من المهاجرين الملونين بعامة والمسلمين بخاصة. ذلك أنها ليست كفرنسا وبريطانيا وإيطاليا من حيث علاقتها بالهجرة والمهاجرين، فهي قبل ثلاثين سنة لم تكن تعرف المهاجرين. إنها تشبه شخصا نام ثم استيقظ في الصباح ليجد بيته مليئا بضيوف غرباء لم يستعد لاستقبالهم. لقد وفد خلال عقدين أو ثلاثة ما يقارب مليون مهاجر معظمهم من المسلمين.
› تقول إن ابنتك (خطفت) من قبل الاستخبارات السويدية فكيف ولماذا؟
 نعم، خطفت منذ 18 نوفمبر الماضي، وقد جاءت هذه الجريمة في سياق تصعيدهم المستمر، بهدف مساومتي على إيقاف حملتي عليهم والتي أحرجتهم داخل السويد.
› ألم تحاول اللجوء الى القضاء ومنظمات حقوق الانسان في السويد لمواجهة تلك التجاوزات؟
 لجأت الى جميع المرجعيات الحكومية والحقوقية والعدلية سواء في الدولة او منظمات المجتمع المدني ولكني لم افلح في دفعها الى تبني قضيتي او الدفاع عني. طرقت كل الابواب طوال ثلاث سنوات من رئاسة الحكومة والوزراء الى الشرطة والصحف مروراً بالاحزاب والنواب والنقابات ومنظمات حقوق الانسان والقضاء وكان كثير ممن طرقت ابوابهم يبدون تعاطفهم معي ثم بعد عدة ايام ينسحبون ويتوارون، حيث كانت الاستخبارات تراقبني وتلاحقني وتغلق كل باب اطرقه مستخدمة سلطتها ونفوذها، وعلى سبيل المثال جاء وفد نيابي من دولة عربية الى السويد وكان قد سمع بقضيتي من خلال الصحف، فطرحها على النواب السويديين في جلسة رسمية وقالوا لهم اننا نعرف هذا الصحافي العربي ونستهجن تعرضه للمضايقات من استخباراتكم، فوعدوا بالتدخل لوقف هذه المضايقات ولكنهم لم يفعلوا شيئا.
› كيف يمكن للسلطات السويدية منعك من الكتابة والتعبير والعمل طالما انك كنت تعمل مع وسائل الاعلام العربية لا السويدية...؟
 مارست تلك السلطات ضغوطها على اي دولة عربية ذهبت إليها للعمل والاقامة وخاصة قطر والامارات، وفي احدى المرات هددني عملاؤهم بأنهم سيكونون بالمرصاد لي حتى لو ذهبت الى ماليزيا او الصين، هذا كله بدون ان تكون هناك اي تهمة موجهة لي رسميا وبدون اي تحقيق قضائي. واحب ان اشير الى ان التعاون الأمني حاليا بين الدول العربية هو اسوأ بكثير من مثيله بين الدول العربية والغربية، لان معايير الملاحقة واجراءاتها بين الدول العربية اكثر واشد، وذلك بفضل معاهدة التعاون الأمني التي ابرمت منتصف التسعينيات وظلت بعيدة عن الاضواء ولم تحظ بأي قدر من النقاش لا في الاوساط السياسية والاعلامية ولا في البرلمانات او مجالس الشعب والشورى المعينة تعيينا. فهذه المعاهدة السيئة جعلت كل الانظمة العربية وكل اجهزة الاستخبارات العربية صفا واحداً وجهازاً واحد في مواجهة اي مواطن عربي.
› هل التعاون الأمني بين الدول العربية والاوروبية عام يطال المهاجرين ام ان ما اصابك منه كان استثنائيا؟
 انه تعاون شامل وعميق وخطير، ولو انه وضع تحت الاضواء الكاشفة لرأينا صورة قاتمة ومذهلة من التعاون بين الدول العربية والاوروبية يطال عشرين مليون عربي ومسلم مهاجر. وللاسف ان هذا التعاون غير متكافئ ولا متوازن، فالدول الاوروبية تأمر والعربية تنفذ من دون ان تستطيع الاعتراض في معظم الاحيان. ان الدول الاوروبية لا تستطيع مراقبة وفهم وتقويم تصرفات ونشاطات وتعبيرات هؤلاء المهاجرين المسلمين الى اوروبا ولذلك فإنها تستعين بآلاف العملاء المدربين الجاهزين من استخبارات الدول العربية تستقدمهم وتنشرهم بين المهاجرين لمراقبتهم والتجسس عليهم.
› ما موقف المنظمات والقوى الاسلامية في السويد؟ ألم تقف معك او تساندك؟
 يمكنكم تصوّر مواقف هذه المنظمات في ضوء ما ذكرته لكم. فهي رغم وفرتها واهميتها في السويد لا تتمتع بأي استقلالية او مصداقية، وهي محكومة بأيد حديدية من الاستخبارات السويدية والعربية معاً. لقد تعاونت وعملت مع اهم المنظمات الاسلامية في السويد سنوات. ولجأت إليها بالفعل طلبا للعون والمساندة ولكني فوجئت بأن هذه المنظمات والقائمين عليها صاروا ينفذون اوامر الاستخبارات حرفيا، ولم يتورعوا عن المشاركة في جرائمها ضدي بما فيها الاعتداء عليّ، بل ان اسوأ المكائد التي كانت تعد لي كانت بواسطة هذه المنظمات او بأيدي القائمين عليها، ورغم كل هذه الوضعية، فقد تحول معظمها ومعظم القائمين عليها من اقصى العداء لي عندما بدأت الحملة ضد الاستخبارات السويدية عام 2002 وقمت بما يمكنني تسميته (انتفاضة المساجد) الى اقصى التأييد والتعاطف معي لان هؤلاء رأوا بالعين والبرهان القاطع مدى الظلم الذي لحقني، وخطورته بالنسبة لجميع المسلمين اذا تكرس وترسخ كمنهج عمل.
› ما تقصد ب(انتفاضة المساجد)؟
 بعد ان اغلقت السلطات السويدية ابواب كل المؤسسات العدلية والحقوقية في وجهي، شعرت كأني موجود في بئر عميق، اصرخ فيه ولا احد يسمع صوتي. ولذلك بقيت شهوراً افكر في طريقة اخترق بها الحصار المضروب عليّ، واكتشف نقطة ضعف في الاستحكامات الموجودة حولي. وفي الاخير توصلت الى فكرة اللجوء الى المساجد لشرح هذه القضية للمسلمين باللسان او بواسطة البيانات المكتوبة، وهذا ما فعلته وقد نجحت. وفوجئ اعدائي بهذه الوسيلة التي افشلت كل خططهم ومكائدهم بالطبع لم يستسلموا بسهولة، فقد امروا عملاءهم بمنعي من الكلام داخل المساجد ووضعوا حراسات مشددة على ابواب المسجد الكبير في ستوكهولم لمنعي من الدخول، كما امروا عملاءهم داخل المساجد بالاعتداء عليّ واتهامي بالجنون كلما حاولت الحديث، كما كانت الشرطة تتدخل بنفسها لمنعي من دخول المساجد، لكن كل هذه الاجراءات انهارت تدريجيا مع الوقت امام اصراري وصبري ودأبي طوال سنتين.
› هل لجأت الى المرجعيات الاوروبية العدلية والحقوقية؟
 لقد حاولت وسجلت دعوى رسمية ضد الحكومة السويدية في محكمة حقوق الانسان الاوروبية لكنني فشلت في متابعتها لانها تتطلب امكانات مالية غير قليلة، بالنسبة لشخص مثلي خصوصا وان السلطات السويدية استهدفت وتعمدت انكاري منذ البداية وذلك بمنعي من العمل اولا ثم بالتلاعب بالقوانين لمعاقبتي وتخفيض فتات المعونات التي يكفلها القانون للعاطلين عن العمل، ثم اخيراً بمنع اي مساعدة مالية تأتيني حتى من اقاربي.
› كيف تتصور نهاية هذه القضية مع السلطات السويدية؟ وما هي مطالبك؟
 رغم الاضرار الفادحة التي لحقت بي وبأسرتي ورغم الآلام والمعاناة التي مررنا بها فإني حافظت في كل البيانات التي اصدرتها وآخرها قبل شهرين على لازمة ثابتة وهي استعدادي لنسيان كل ما جرى والصفح عمن اساؤوا لي او اعتدوا عليّ سواء كانوا جهات ودولا او كانوا افراداً من الذين تورطوا في تنفيذ الجرائم ضدي، ولكن بشرط ان تعاد لي حقوقي التي سلبت او اغتصبت وخاصة حقي في مزاولتي لعملي كصحافي وحقي في الكتابة والتعبير. ومن حقي ايضا ان اكتب وانشر هذه التجربة بسلبياتها وايجابياتها لكي يطلع الناس عليها ولعلها تكون عامل ردع للاجهزة التي ارتكبتها كي تتوقف عن ارتكاب المزيد منها. ولعلها تكون حافزاً لتغيير انماط وآليات وأساليب التعامل مع المهاجرين في السويد او غيرها من الدول الاوروبية التي تستخدم نفس الاساليب والطرق تقريبا