تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار عن..



أم ورقة
02-03-2005, 10:51 AM
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
في صباح رابع أيام عيد الأضحى المبارك في الساعة العاشرة أقيم في جمعية السراج المنير لقاء معايدة بين الأخوات، تمَّ خلاله توزيع المسابقة الرمضانية الثالثة التي هي عبارة عن أبحاث علمية في خمسة أبواب:
باب: القرآن الكريم وعلومه.
باب: الحديث الشريف وعلومه.
باب: العقيدة والتوحيد.
باب: الفقه.
باب: معلومات عامة.
تشترك الأخت فيها فتعمد الإجابة على خمسة أسئلة في كل باب من تفسير وشرح واستنباط أحكام من القرآن والسنة، بالإضافة إلى التعرف على اختلاف آراء العلماء وأقوالهم في مسائل فقهية يكثر السؤال عنها حتى تترسخ هذه المعلومات في ذهنها، لأنه كما هو معلوم أن الإنسان إذا بحث هو عن المعلومة ووجدها وكتبها رسخت في ذهنه أحسن بكثير من أن يتلقاها مجرد معلومة قيلت له.
خلال الاحتفال أُلقيت كلمة من وحي المناسبة ألقتها الداعية الفاضلة أم عبدالرحمن منيمنة المشرفة العامة على المسابقة وكانت بعنوان "علو الهمَّة".
ومن بعدها ألقت إحدى المشتركات قصيدة من وحي المناسبة بعنوان: مرآتي، كان لها تأثير طيب بين الأخوات.
وبعد ذلك تمَّ توزيع المسابقات والمشاركات والجوائز وجوائز الترضية على الجميع.(بحيث كان الحضور حوالي ستين أختاً).
وأُلقيت بعض الأسئلة على الحاضرات أُختيرت بالقرعة، وربحت حوالي ثلاثة عشر أختاً جوائز مما أعطى جواً من الفرح والاستفادة بإذنه تعالى حيث كانت معظم الأسئلة تتعلق بالعيدين وفقههما.
وبعدها وُزعت الضيافة ضيافة العيد.
وقام الجميع إلى صلاة الظهر حيث أُقيمت الجماعة في مركز الجمعية، تقبل الله منا ومنكم.
ونسأل الله تعالى أن يعمَّ العلم والنور والإسلام في عقول أبنائنا لنسمو ونقدِّم كل ما فيه خير لهذا الدين الحنيف، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.


علو الهمة
الحمد لله الذي خلق القمم لنتفكر ونتعلم وخلق السهول والوديان لنرى ونتقدم، والصلاة والسلام على أشرف معلمٍ وقائدٍ ومربٍّ. وأشهد أن لا إله إلا الله واحدٌ أحد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
نظرة منك إلى السماء بتدبر ستفاجَئين بالنسور كم تحلق عالياً لا حجاب الشمس يحرقها، ولا عواصف الريح يؤخرها عن سيرها صامدة تعرف طريقها.
وبالمقابل نظرة إلى الأرض وسهولها ستجدين دواباً وزواحف بالأرض ملتصقة، وكيف أن النعام بالتراب رؤوسها مختبئة.
لكن انظري جيداً للإنسان قدماه في الأرض ملتصقة، ورأسه إلى العلياء نحو السماء مرتفعاً.
أتساءلت لماذا؟
قبل أن أجيب عن السؤال اسمعي ما سأقول.
إحدى المشتركات وبعد أن فازت بالجائزة التي توضع في ظرف أخذتها وانصرفت راشدة،
حدَّثتها صديقتها بعد يومين قالت ما شاء الله ما كانت جائزتك. قالت أو تصدقين لم أفتح
الظرف. ما اهتمت للجائزة بقدر ما كان همها تحصيل أكبر قدر من المعلومات.
أتدرين لماذا؟ لأنها أدركت معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا أكبر همه جعل الله فقره في عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له".
وقديماً قيل: قدر الرجل على قدر همته، فمن كان عالي الهمة كان عالي القدر، نعيم الدنيا قليل زائل يشوبه الكدر، إذا سرَّ المرء فيها ساءته أمور ، أما نعيم الآخرة فنعيم كله لا نكد فيه.
ولكل مجدٍ مكافأة تليق بمقامه فمن جد في العلم كوفئ باحتياج الناس إليه ومن جد في بذل المعروف كوفئ بثناء الناس عليه، ومن كان همه ما يأكله كانت قيمته ما يخرجه، اسمعي:
لا يسأل الكثير إلا من كان عقله يفكر بالكثير، ولا يطلب العظيم إلا من كانت نفسه تسمو لكل عظيم
وصدق القائل:
إذا غامرت في شرف مروم
فلا تقنع بما دون النجوم

فطعم الموت في أمرٍ حقير
كطعم الموت في أمر عظيم

لأن الحياة التي تحْيَينَها مغامرة كبيرة، وإن لحظات عمركِ مباراةٌ خطيرة، فإياكِ أن تخرجي منها خاسرة.
قال تعالى: (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم).
أرأيت إلى ماذا يتسابقون؟ بالله عليك ، سابقوا إلى مغفرة من ربكم سباقون إلى الخيرات والأعمال الصالحة والتوبة ليغفر لهم ولينالوا تلك الجنة الموعودة عندهم هدفهم ثابت لا يفرغ أحدهم من خير إلا بدأ بخيرٍ بعده، لا ينفض يده من عمل إلا وضعها في عمل آخر يفيد نفسه وينفع أمته. قال أحد السلف: "إذا هممت بخير فبادر هواك لا يغلبك، وإذا هممت بشر فسوِّف هواك لعلك تظفر".
هؤلاء الذين يعيشون لهدف يريدون العلو كالنسور لا يرضون بالدون وبدون الرؤوس يتعبون لبلوغ المعالي ، ويقاسون المشقة للصعود في درجات الكمال لكنه تعب يعقبه فرح، ونعيم لا شقاء بعده.
يقول ابن القيم رحمه الله :"وقد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم وأن من آثر الراحة فاتته الراحة، وأن بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة فلا فرحة لمن لا همَّ له ولا لذة لمن لا صبر له، ولا نعيم لمن لا شقاء له ولا راحة لمن لا تعب له؛ بل إذا تعب العبد قليلاً استراح طويلاً، إنما تطلب اللذة والراحة والنعيم في دار السلام".
وقد قيل: المرء حيث يجعل نفسه إن رفعها ارتفعت وإن قصر بها اتضعت.
قصة:
قال الكلب للأسد يوماً: يا سيدَ السباع غيِّر اسمي فإنه قبيح فقال له: أنت خائن لا يصلح لك غير هذا الاسم قال: جربني فأعطاه قطعة لحم وقال له: احفظ هذه إلى الغد وأنا أغيِّر اسمك، أخذَ الكلبُ قطعة اللحم وبعد زمنٍ جعلَ الكلبُ ينظرُ إلى اللحم ويصبرُ فلما غلَبته نفسه قال: وأي شيء في اسمي وما كلب إلا اسم حسن! وأكل اللحم. وهكذا خسيس الهمة يقنع بالقليل ولا يسعى للعلو. نرى اليوم في تفاوت الهمم الشيء الكثير والأمر العجيب.
إذا نظرنا إلى الشباب والدعاة وحتى طلاب العلم أنا لا أحدثكم عن الشباب الصيع الضيع أقول عنَّا نحن فمنهم من إذا قرأ ساعة في اليوم ظن أنه أتى بما لم يأتِ به الأوائل.
ومنهم من اقتصر في تحصيل العلم على سماع بعض الأشرطة وحضور المحاضرات، دون الدرس والحفظ والتمكين فظن أنه صار شيخ المشايخ، ومنهم من غلب عليه الركونُ إلى الدنيا ونسي الكتاب ووضعه جانباً قائلاً: غداً وبعد غد.
ومنهم إذا كتب في اليوم صفحة أو صفحتين علماً نافعاً تعب وترك الكتب والكتابة وقضى وقته مرتاحاً لأن يده أوجعته.
الإمام الطبري جلس أربعين سنة وهو يكتب كل يومٍ أربعين ورقة في التأليف. وابن الأثير ألف كتبَهُ الرائعةَ كجامع الأصول، والنهاية في غريب الحديث، بسبب أنه مقعد. وابن القيم كتب زاد المعاد وهو مسافر.
والقرطبي شرح صحيح مسلم وهو على ظهر سفينة. وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله،جُلُّ فتاويه كتبها وهو في السجن. الإمام النووي كان يقرأ اثني عشر درساً على مشايخه شرحاً وتصحيحاً: درسين في الوسيط، درساً في المهذب، درساً في صحيح مسلم، درساً في اللُّمع، درساً في إصلاح المنطق، درساً في التصريف ودرساً في أصول الفقه، ودرساً في أسماء الرجال، ودرساً في أصول الدين.
يحدثنا صاحب عبدالله بن المبارك كان ذات ليلة في غزاة الروم، ذهب ليضع رأسه ليريني أنه ينام، فقمت أنا ورمحي في يدي فقبضت عليه ووضعت رأسي على الرمح كأني أنام كذلك. فظن أني قد نمت فقام فأخذ في صلاته فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر وأنا أرمقه فلما طلع الفجر أيقظني وظن أني نائم فقال يا محمد فقلت إني لم أنم فلما سمعها مني ما رأيته بعد ذلك يكلمني كأنه تضايق من فعلتي ولم أر رجلاً أسرع بالخير منه.
قالوا لماذا امتاز هذا الرجل بالشهرة بين الناس؟ يصلي كما نصلي ويصوم كما نصوم ويحج كما نحج، انطفأ السراج لحيته ابتلت بالدموع، انطفأ السراج تذكر القبر والقيامة.
وداود بن أبي هند صام أربعين سنة لا يعلم به أهله ولا أحد من الناس، كان خبَّازاً فيحمل طعامه يتصدق به في الطريق ويرجع عشياً فيفطرُ معهم فيظنُّ أهلُ السوقِ قد أكل في البيتِ ويظنُّ أهلُه أنه قد أكل في السوق.
همَمٌ إن تحدثنا عنها سيمضي الوقت ولم ننتهِ.أأدركت الآن لماذا خلق الإنسان رأسه عالياً؟ لتكون همته عالية. وخُلق ورجلاه في الأرض ليذكر أنه من وإلى التراب فلا يتعالى: هو عالي الهمة لكنه ذليلٌ لربِّه يطأطئُ ذلك الرأس العالي إلى التراب تواضعاً وعبادةً. وسأعدد لك الأسباب التي تعينك على علو الهمة.
1- المجاهدة: مجاهدة النفس قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين).
2- الدعاء الصادق.
3- قراءة سير سلف هذه الأمة.
4- مصاحبة بعض من اتصف بعلو الهمة.
5- اعتراف الشخص بقصور همته.
6- مراجعات جدول أعمالك اليومية ومراعاة الأولويات الأهم ثم المهمّ.
7- التنافس والتنازع بين الشخص وهمته بأن يعطي لنفسه أعمالاً جديدة كل يوم ويقول سأنجزها بإذن الله.
8- العزم على الكمالات.
9- التحول عن البيئة المثبِّطة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة".
والحمد لله، أخيراً أقول لأختي المشتركة أنت على الطريق فبوركت بمناكِ، فاجعلي عملك خالصاً لله وسترين بركته إن شاء الله تعالى.
قصيدة"مرآتي"
جلستُ أمامي مرآةُ الحنان
حاورتُها بِشتَّى أنواعِ الكلام

ابتسمتُ فابتسَمَت لي بإحسان
راقبتُها من حولها إلى الأمام

كانَت مِرآةً صادقةَ الوِجْدان
تبكي حين أبكي من الأيام


وتفرح لفرحي وتحزن للأحزان

لم تخنِّي يوماً ولا بالأحلام

أسألها النصيحةَ بالسِّرِّ والكِتْمان



فتجودُ بقولها للحلال والحرام





مرأتي بيضاءُ ليس فيها ألوان
تشُعُّ بنور الحقيقة والإكرام

دارت عليَّ الليالي والأزمان
فقدتُ داري وناري كالأعلام

حُرق فؤادي بجرف من الأحزان
جلستُ أمام مرآتي للكلام


كبائسٍ فاقدِ الإحساس والوجدان

من البكاءِ جفَّت مآقي الأقلام


والقلب يرنو لعبير الأفنان
رأيتُ مرآتي تشُحُّ بالكلام

وتقسو عليَّ فأطلت العَنان
وسألتها لمَ تقوسين القوام

فتعالت نبرتها بغزيرٍ من المعان
وأكثرت العتاب وجم من الملام


وزَوَِّّر الحديث وزاده البهتان

لم تُعْطِ انعكاسنا لحظة سلام


مرآتي لم تعد تَعكسُ إلا الخُذْلان
تلونَتْ بشحيح الخُلُقِ والانتقام

وحسدٍ ظاهرٍ يَتَلَحَّفُهُ الحِرمان
كلما وَثِقْتُ بمن حولي مع الأيام

ضاق صدرُ مرآتي بكل المعان
وكَرِهتْ حبَّ الخير لي وأَصْدَرَتِ الأحكام



فبدت تغتابني وعلى لسانها أُهان
وعقدت في حقي حُكْمَ الإعدام

وبغضت لي حب الخير والإحسان
وتعُدُّ نعمة الله عليَّ بالأرقام

مرآتي عكست غِلَّها للعيان
إنها الغالية أغرقتها الأثلام


وغدت في بحر المرايا من الحِيتان

إنها أختي في الله يا أيها الكرام


مرآتي لم تعبد يوماً الأوثان
عبدت الله ذو الجلال والإكرام

واأسفاه على هذا الأوان
قدوتنا أصبحت حلم أفلام

والغرقة بيننا صارت جفان
لمَ يا مرآتي يا ابنة الإسلام


لما لا تكوني وأكن شاكرتان

على اجتماعِنا في غبرةِ الأيام

ونتكاتف في وجه الظلم والبهتان

ألن نساق غداً بلا وسام


من رغد السُّررِ إلى الأكفان
ما فائدة الثوب بلا أكمام


يا أخيتي إنا على العصر شاهدتان
إذا دعينا نكسر مِرآة الأحزان
ولحب الخير وُجدنا بالعطفِ إكرام
ونبدأ يا مرآتي الخطوة بالسلام

من جديد فلنعد باكيتان

لعل الرحمة تعلو قلوبنا والوئام

واليوم سعد لابتغاء رضى الرحمن
فلا للنميمة لا يا كرام

لا للغيبة وألف لا يا حِسان
اليوم يوم جديد للكلام

فلنمزق جميعنا صفحة الأحزان
ولنبدأ مرآة بعضنا بالتمام

فلا للزيادة ولا للنقصان
فلنعاهد الله في خير أيام

أن يعيننا على التقوى والإحسان
وعلى الصبر مع الصلاةِ والصيام

وليباركنا برحمته الكريم المنان
لنديم صلاتنا بفضله والقيام

وختاماً أستودعكن بتحية الإسلام
ال السلام عليكن ورحمه الله الرحمن


وفي الختام: جزى الله خير الجزاء الأخت الكريمة الفاضلة التي تبرعت بمبلغ المسابقة.

no saowt
02-03-2005, 01:03 PM
ما شاء الله

الله يبارك فيك يا اخت ام مرقة وإن شاء الله نرى المزيد من النجاح للجمعية بإذن الله.

قصيدة رائعة والمحاضرة ايضاً جيدة ولكن اول مرة اسمع ان الكلب غير صبور :)

أم ورقة
02-07-2005, 10:29 AM
ولكن اول مرة اسمع ان الكلب غير صبور

ظننت انك ستقول اول مرة تسمع ان الكلب ليس وفياً.



فقال له: أنت خائن لا يصلح لك غير هذا الاسم