تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ربح بيعك...



أم ورقة
01-30-2005, 03:52 PM
ربح بيعك...


- أم الدحداح الأنصارية واحدة من نساء الصحابة اللاتي كان لهن دور جليل في تاريخ الإسلام، وهي واحدة ممن آثرن نعيم الآخرة المقيم على متاع الدنيا الزائل.


- زوجها الصحابي الجليل أبو الدحداح، ثابت بن الدحداح أو الدحداحة بن نعيم بن غنم بن إياس حليف الأنصار، وأحد فرسان الإسلام، وأحد الأتباع الأبرار المقتدين بنبي الإسلام – صلى الله عليه وسلم، والسائرين على نهجه الباذلين في سبيل الله نفسهم وأرواحهم وأموالهم.


- وقد كان لأبي الدحداح أرض وفيرة في مائها، غنية في ثمرها، فلما نزل قوله تعالى: (من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً) قال أبو الدحداح: فداك أبي وأمي يا رسول الله، إن الله يستقرضنا وهو غني عن القرض ؟ قال: (نعم يريد أن يدخلكم الجنة به) قال: فإني إن أقرضت ربي قرضاً يضمن لي به ولصبيتي الدحادحة معي في الجنة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ( نعم) قال : فناولني يدك. فناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، فقال: إن لي حديقتين: إحداهما بالسافلة والأخرى بالعالية، والله لا أملك غيرهما قد جعلتهما قرضاً لله تعالى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اجعل إحداهما لله ، والأخرى دعها معيشة لعيالك)، قال : فأشهدك يا رسول الله أني جعلت خيرهما لله تعالى(فعل ذلك لأن الله تعالى يقول"من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا") وهو حائط فيه ستمائة نخلة، قال : (إذاً يجزيك الله به الجنة).



فانطلق أبو الدحداح حتى جاء أم الدحداح ، وهي مع صبيان في الحديقة تدور تحت النخل ، فأنشأ يقول :

هداك الله سبل الرشاد............................. .............إلى سبيل الخير والسداد

بيني من الحائط بالوداد............................ ......... فقد مضى قرضاً إلى التناد

أقرضته الله على اعتمادي............................ ......... بالطوع لا من ولا ارتداد

إلا رجاء الضعف في المعاد............................. .......ارتحلي بالنفس والأولاد

والبر لا شك فخير زاد................................ ..........قدمه المرء إلى المعاد



قالت أم الدحداح رضي الله عنها: ربح بيعك ! بارك الله لك فيما اشتريت، ثم أجابته أم الدحداح وأنشأت تقول:

بشرك الله بخير وفرح............................... .......... مثلك أدى ما لديه ونصح

قد متع الله عيالي ومنح ...............................بالع جوة السوداء والزهو البلح

والعبد يسعى وله قد كدح................................ . طول الليالي وعليه ما اجترح



شاعر وزوجه شاعرة



ثم أقبلت أم الدحداح رضي الله عنها على صبيانها تخرج ما في أفواههم، وتنفض ما في أكمامهم حتى أفضت إلى الحائط الآخر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كم من عذق رداح في الجنة لأبي الدحداح).



(اللهم احشرنا معهم واجمعنا بهم في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين)