تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الإيمان بمعنى "العمل"... من الكتاب و السنة



أم ورقة
01-26-2005, 04:45 PM
...ويأتي الإيمان في الكتاب والسنة بمعنى العمل ، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ﴾ (البقرة:143) أي صلاتكم التي كانت القبلة فيها إلى بيت المقدس، كما جاء ذلك في أسباب نزول الآية .

وقال تعالى : ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ (الحجرات:15) أي في إيمانهم، وقد اشتمل وصف الإيمان على عمل الجهاد.

وقال عليه الصلاة والسلام : (الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ) وإماطة الأذى عن الطريق عمل من الأعمال . وفي تتمة الحديث : (وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ)(10) وقال عليه الصلاة والسلام: (أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا)(11) والأخلاق من الأعمال، وقال عليه الصلاة والسلام لوفد عبدالقيس: (... آمُرُكُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَهَلْ تَدْرُونَ مَا الْإِيمَانُ بِاللَّهِ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَإِقَامُ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ وَتُعْطُوا مِنَ الْمَغْنَمِ الْخُمُسَ)(12) وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وتأدية الخمس كلها أعمال دخلت في مسمى الإيمان.
ومما سبق يتبين لنا أن الإيمان : اعتقاد بالجنان ، وإقرار باللسان ، وعمل بالأركان كما قال أكثر العلماء(13) .



----------------

(10) رواه البخاري ك/ الإيمان ب/ أمور الإيمان ومسلم ك/ الإيمان ب/ بيان عدد شعب الإيمان ، وعند البخاري بضع وستون بدون شك وعند مسلم بالشك، وبلفظ بضع وسبعون بدون شك. وأخرجه الترمذي في الإيمان ب/ ما جاء في استكمال الإيمان ، وأخرجه النسائي في الإيمان وشرائعه ب/ ذكر شعب الإيمان ، وأخرجه أبو داود في السنة في رد الإرجاء، وأخرجه ابن ماجة في السنة ب/ في الإيمان ، وأخرجه أحمد في مسنده 4/148 وابن حبان في صحيحه 1/384 .

(11) أخرجه أحمد في باقي مسند المكثرين، والترمذي ك/الإيمان عن رسول الله ب/ ما جاء في استكمال الإيمان وزيادته ونقصانه ، وأبو داود ك/ السنة ب/ الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه، وابن حبان في صحيحه 2/227، والحاكم في المستدرك ك/ الإيمان1/ 43 قال : وهو صحيح على شرط مسلم، وحسنه المقدسي في الأحاديث المختارة 6/331.

(12) رواه البخاري ك/ التوحيد ب/ والله خلقكم وما تعملون ، ومسلم ك/ الإيمان ب/ الأمر بالإيمان بالله تعالى ورسوله ، وأخرجه الترمذي ك/ الإيمان ب ما جاء في إضافة الفرائض إلى الإيمان ، وأخرجه النسائي في ك/الإيمان وشرائعه ب/ أداء الخمس، وأخرجه أبو داود في الأشربة ب/ في الأوعية .

(13) منهم الأئمة : مالك ، الشافعي ، أحمد ، الأوزاعي ، اسحق بن راهوية وسائر أهل الحديث ، وأهل المدينة ، وأهل الظاهر وجماعة من المتكلمين انظر : تقريب وترتيب شرح الطحاوية 1/157 ، ولمعرفة قول السلف في الإيمان انظر شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 4/911- 933 ، 5/955-959 .



المصدر:
http://www.aliman.org/imbook/im11.htm[i[/i]