تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ألسنا في حاجةٍ لها ؟ فمن لي بها ؟ فقد بلغ السيل الزُبى



منال
01-24-2005, 09:51 PM
ألسنا في حاجةٍ لها ؟ فمن لي بها ؟ فقد بلغ السيل الزُبى


نعم مَن لي بِها حتى أخُذها بكلتا يَدَيَّ ثم أضمها إلى صدري خوفاً عليها مِن أن تبتعد عنّي ، بعدها أقوووووم بنثر شذا عطرها الفوّاح على بعض :
كتّاب وكاتبات ساحتنا

و أيضاً على زائِرينا

بل حتى على بعض

أقاربي ومعارفي

وأصدقائي وزملائي

كهدية غاااااااالية ثمينة ،، حتماً ستسعدهم بإذن الله ، وتغيّرهم .

بل سأطوووف بها أرجااااء المدينة مغرداً فرحاً جذلاً

رافعاً عنان بصري لإواصلَ نثر شذا هذا العطر على كل من فَقَدَها ، فهم كثييييييييير

وسأنطلق مُصبحاً باكِراً لأدخُلَ على دوائرنا وشركاتنا ومؤسساتنا وحتى مدارسنا

ثم أنظر بعينٍ ثاقِبةٍ لأرى من يستحق أن أنثر عليه ذلك الشذا العطري ، ويوووووجد غيرَ قليل

وسأمضي معتلياً قمم الجبال في أواسط البراري لتُبصِرَ عيناي كلَّ خيمَةٍ و بيتَ شَعرٍ وراعياً

ثم أقُرِر مَن يَستحقها ، فأنزل هاوياً عليهم ، وأواصل نثر ذلك الشذا الغالي عليهم

بل سأركب السفينة وأطوف الجُزر وأواصل نشري لبعض من فيها ،،،

ولن أتوقف أبداً بل سأمضي قِدَماً حتى أطوف أرجاء المعمورة لأكسوا كل عاري منها فقط بلغ السيل الزبى !!

=

=

=

كأني بكم تتسألون ، من هيَ هذه التي أغرَقتَ العالَم بِرائِحتِها الزكيَّة ؟
وتشوّقتَ أن يكتسيها كُلَّ عارياً مِنها

=

=

=

هي التي يتمناها كل عاقل أن تسووووود الأرض ويتحلَّ بِها جميع البَشَر
فحينها حتماً ستتغير الأحوال إلى الأجمل والأحسن ، بإنعِدام مشاكِلنا إنعدام كلِّي ، وسوف يسود التفاهم الكبيييييير بين الجميع ،،،

=

=

=

عموماً لو تحدثتُ عنها لطال المقام كثيراً ، ولأ تآنستم بشم عطرها الفوّاح
فدعونا معها الآن :

=

=

=

فهي التي قال عنها الشاعر

و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

وقال آخر

و إذا أصيب القوم في أخلاقهم *** فأقم عليهم مأتما و عويلا

وقال آخر أيضاً

صلاح أمرك للأخلاق مرجعه *** فقوّم النفس بالأخلاق تستقم

وقال غيره

وليس بعامر بنيان قوم*** إذا أخلاقهم كانت خرابا

=

=

=

نعم هي الأخلاق ، والتي للأسف الشديد فقدها الكثير ، فأصبحت السلوك لديهم صفراً !! فكان أثره سيئ على الأفراد بل وعلى المجتمعات ،،
والإسلام يدعوا لها كثيراً وذلك لعظم شأنها وأن مردودها دوماً ودوماً أيجابياً لا يخالطه شكٍ أبداً ،،

فالرسول صلوات ربي وسلامه عليه قد أثنى عليه ربه عز وجل في كتابه أعظم ثناء وذلك لعظمها فقال تعالى :


( وإنّكَ لَعَلَى خُلِقٍ عَظِيْم ) سورة القلم : 4 .

والرسول صلى الله عليه وسلم يبين الغاية الأولى من بعثه فيقول :


" إنّما بُعِثتُ لأتمّم مكارم الأخلاق " رواه مالك .

ومن هنا أقول لكل من فَقَدَها ، إن فُقدانك لها هو ظلم لنفسك وأسرافاً عليها ،
فبفقدانك لها حرمت نفسك

حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لك ، وقربك منه يوم القيامة

فقد قال صلوات ربي وسلامه عليه :

" " إنّ مِنْ أحَبِّكم إليَّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا " . " خرجه الترميذي وغيره من حديث جابر .

وبفقدانك لها
حرمتَ نفسك من أثقل شي يكون في ميزانك يوم القيامة

فقد قال صلى الله عليه وسلم :

" : " ما مِنْ شيءٍ أثقَلُ في ميزان العبدِ المُؤمن يوم القيامة مِنْ حُسن الخُلُق " . رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح من حديث أبي الدرداء .

ولما سُئل صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة قال :


" : " تقوى الله وحُسنُ الخُلُق " .. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

هذا بعض ما جاء في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وهي كثير تتكلم عنها لعظم شأنها .


فيا ترى هل كنتُ مبالغاً لما بدأت حديثي لنشر ذلك الشذا الفوّاح على أرجاء معمورتنا ، وهي ( الأخلاق الحميدة ) تعلن أثارها الطيبة علينا في صباحنا ومسائِنا .


لكن سأعود وأقول :
إن خسرتَها فهو عزائي لك ، وأن تحليّتَ بها فهنيئاً

وأبشر بكل الخَيْرَين ، خيْرَي الدنيا ولأخرة

المصدر / جليس الساحة ( الساحة العربية )