و تعالوا أيضا نرى صفات قد جمعها الله سبحانه و تعالى لنا في 14 آية و وصف من يتحلى بهذه الصفات بأنه من عباد الرحمن و هذه درجة عالية أن يكون المرء من العباد و هذه الكلمة إذا قرنت بلفظ الجلالة تطلق على الصالحين كما نرى في الآيات التالية:
(وقالوا اتخذ الرحمان ولدا سبحانه بل عباد مكرمون)
(إلا عباد الله المخلصين)
(قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم)
(ذلك يخوف الله به عباده ياعباد فاتقوني)
(والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عبادي)
(وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا)
(يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون)
(عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا)
أيضا خص الله هؤلاء بأنهم عباد الرحمن و ذكر اسم الرحمن و هذه الصفة لا تطلق إلا على الله وحده فقد يوصف إنسان بأنه كريم أو رحيم و لكن لا يوصف إنسان بأنه رحمن فهذه خاصية لله تعالى وحده و تدل على الرحمة اللامحدودة و العظيمة لله تعالى على عباده فما بال من يسميه الله من عباد الرحمن.
فلنقرأ الآيات و نتدبرها و نعمل بها حتى ننال هذه المنزلة العظيمة:
و عباد الرحمان الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما(63)
والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما(64)
والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما(65)إنها ساءت مستقرا ومقاما(66)
والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما(67)
والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما(68)
يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا(69)
إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما(70)
ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا(71)
والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما(72)
والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا(73)
والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما(74)
أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما(75) خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما(76)
(الفرقان 63 - 76)