تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مجاهدة النفس .. سبيل السعادة



منال
12-15-2004, 04:07 PM
:::مجاهدة النفس .. سبيل السعادة:::
الإنسان في هذه الحياة الدنيا يعيش حالة من الصراع مع أعداء ظاهرين، وآخرين لا يراهم، وربما كانوا أشد فتكًا به من أعدائه المشاهدين؛ ولذا فإنه لا بد أن يكون دائمًا متيقظًا حذرًا.
وإن أعدى أعداء المرء نفسه التي بين جنبيه فإنها تحثه على نيل كل مطلوب والفوز بكل لذة حتى وإن خالفت أمر الله وأمر رسوله، والعبد إذا أطاع نفسه وانقاد لها هلك، أما إن جاهدها وزمها بزمام الإيمان، وألجمها بلجام التقوى، فإنه يحرز بذلك نصرًا في ميدان من أعظم ميادين الجهاد. قال رسول الله r: "ألا أخبركم بالمؤمن؟ من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب".[الصحيحة: 549].

فجهاد النفس إذاً من أفضل أنواع الجهاد،

قال ابن بطال:
"جهاد المرء نفسه هو الجهاد الأكمل، قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى)[النازعـات:40]. ويقع بمنع النفس عن المعاصي، وبمنعها من الشبهات، وبمنعها من الإكثار من الشهوات المباحة لتتوفر لها في الآخرة".

مراتب مجاهدة النفس:
قال بعض الأئمة: وجهاد النفس أربع مراتب: حملها على تعلم أمور الدين، ثم حملها على العمل بذلك، ثم حملها على تعليم من لا يعلم، ثم الدعاء إلى توحيد الله، وقتال من خالف دينه وجحد نعمه.

عدة المجاهدة
والمسلم وهو يجاهد نفسه لابد له من عُدَّة يتسلح بها، وأقوى الأسلحة التي يستخدمها المسلم في مجاهدة نفسه، سلاح الصبر؛ فمن صبر على جهاد نفسه وهواه وشيطانه غلبهم وجعل له النصر والغلبة، وملك نفسه فصار ملكًا عزيزاً، ومن جزع ولم يصبر على مجاهدة ذلك غُلب وقُهر وأُسر، وصار عبدًا ذليلاً أسيرًا في يد شيطانه وهواه

كما قيل:
إذا المرء لم يَغْلِبْ هواه أقامهُ.. ... ..بمنزلةٍ فيها العزيز ذليلُ

كان زياد بن أبي زياد - مولى ابن عياش - يخاصم نفسه في المسجد يقول: أين تريدين؟ أين تذهبين؟ أتخرجين إلى أحسن من هذا المسجد؟ انظري إلى ما فيه، تريدين أن تبصري دار فلان ودار فلان؟

وكان يقول لنفسه: ما لك من الطعام غير هذا الخبز والزيت، وما لك من الثياب غير هذين الثوبين، وما لكِ من النساء غير هذه العجوز، أفتحبين أن تموتي؟ قال: فقالت: أنا أصبر على هذا العيش.
وانظر إلى مالك بن دينار رحمه الله، وهو يطوف في السوق، فإذا رأى الشيء يشتهيه قال لنفسه: اصبري؛ فوالله ما أمنعك إلا من كرامتك عليَّ.

فهذه أمثلة من مجاهدة الصالحين لأنفسهم، يظهر فيها جليًّا استعانتهم بالصب في هذا الميدان.

ومما يعين على تهذيب النفس ومجاهدتها سؤ الظن بها، فإن الإنسان إذا عرف نفسه حقيقة لم يركن إليها، ولم ينقد لها، بل أساء بها الظن، وكيف يحسن الإنسان الظن بعدوٍ لدود يتربص به لينقض عليه: (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي)[يوسف:53].

وقد كان من وصايا الصديق رَضي الله عنه للفاروق حين استخلفه: إن أول ما أحذرك نفسك التي بين جنبيك.

ومن أعظم أسباب الإعانة على المجاهدة:

الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى، والاستعانة بالصلاة.

عن ربيعة الأسلمي رضَي الله عنه قال: "كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَقَالَ لِي: سَلْ. فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ: "أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ. قَالَ: "فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ".

إن مجاهدة النفس باب عظيم من أبواب الخير، فإن وفق العبد فيه فاز وربح ربحًا لا خسارة بعده أبدًا، وإن عجز وغُلب خسر خسرانًا عظيمًا.

قال الرسول صَلى الله عليه وسلم: "إنّ الشّيْطَانَ قَعَدَ لابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الإسْلاَمِ فَقَالَ: تُسْلِمُ وَتَذَرُ دِينَكَ وَدِينَ آبَائِكَ وَآبَاءِ أَبِيكَ فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ ثُمّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ فَقَالَ: تُهَاجِرُ وَتَدَعُ أَرْضَكَ وَسَمَاءَكَ وَإنّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِر كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطّوَلِ [الحبل]؟ فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ، ثُمّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ فَقَالَ: تُجَاهِدُ؟ فَهُوَ جَهْدُ النّفْسِ وَالْمَالِ فَتُقْتَلُ؛ فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ وَيُقْسَمُ الْمَالُ؟ فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ".

قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ حَقّا عَلَى اللّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنّةَ، وَإنْ غَرِقَ كَانَ حَقّا عَلَى اللّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنّةَ، أَوْ وَقَصَتْهُ دَابّتُهُ كَانَ حَقّا عَلَى اللّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنّةَ".

فهيا أيها الأحبة نجاهد أنفسنا على تعلُّم دين الله والعمل به والدعوة إليه، والجهاد في سبيله، لعلنا نكون من الفائزين.

منقول من الشبكة الاسلامية

mohammad
12-15-2004, 04:54 PM
وَإنْ غَرِقَ كَانَ حَقّا عَلَى اللّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنّةَ، أَوْ وَقَصَتْهُ دَابّتُهُ كَانَ حَقّا عَلَى اللّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنّةَ".


بما ان وقص الدابة مساو لحادث السيارة في وقتنا الحالي، فهل نعتبر الذين يموتون بحوادث السيارات ممن يعنيهم هذا الحديث؟؟



فهذه أمثلة من مجاهدة الصالحين لأنفسهم، يظهر فيها جليًّا استعانتهم بالصب في هذا الميدان



هناك خطأ في الجملة المقتبسة




وختاما جزاكِ الله خيرا... وكما يقول الشاعر...

والنفس كالطفل إن تهمله شب على **حب الرضاع وإن تفطمه ينفطمِ

منال
12-15-2004, 05:00 PM
جزاك الله خيرا اخى محمد
بالنسبة للاقتباس الاول اسالك عنه لانى ما ينفع افتى

والتانى حاضر ينقصه الراء طيب ماشى فى شىء تانى؟

الله يبارك فيك ويحفظك ويرعاك

mohammad
12-15-2004, 05:04 PM
إذا وجدت اشياء اخرى سأسألك عنها إن شاء الله

بانتظار الاجابة

منال
12-18-2004, 02:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتفضل يا اخ محمد الاجابة من الاخ علوش فى التبيان

هذا الحديث الشريف يتحدث عن المسلم المؤمن المهاجر والمجاهد في سبيل الله ...

فالهجرة مرتبطة بالجهاد ، وكلاهما مرتبطان بالنية والاخلاص فيها والقيام بها لله , لا لاي سبب اخر دنيوي كان او ريائي .
فأم حرام بنت ملحان رضي الله عنها استشهدت بهذه الطريقة , وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اخبرها بانها ستموت شهيدة في الغزو . روى البخاري : (فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازيا أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية ، فلما انصرفوا من غزوتهم قافلين فنزلوا الشام فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت) . وهذا يدل أيضا أن حكم الراجع من الغزو ، حكم الذاهب إليه.
ومعنى هذا الحديث مطابق لمعنى الاية الكريمة في قول الله تبارك وتعالى : والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وأن الله لهو خير الرازقين ليدخلنهم مدخلا يرضونه وإن الله لعليم حليم . الحج (58 - 59) . قال الله تعالى في حقه في كتابه المبين وهو صراطه المستقيم : إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة .
لذلك ...
فان كان السفر في سيارة او طيارة هو لاجل الهجرة والجهاد في سبيل الله , إرضاء لله تعالى وطاعة له , تحقق معنى الحديث له وادخله الله الجنة لو مات سواء في طريق الذهاب او حتى في طريق الاياب بعد اداء الهجرة والجهاد في سبيل الله . والله يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين .
اما مجرد الموت في حادث سيارة والراكب كان فيها لاجل غرض دنيوي , فهو ليس مشمولا بهذا النص النبوي الشريف ولا نص الاية الكريمة , الا من شمله ربي برحمته بكرمه , فهذا شان آخر غير شان هذا السؤال .

نعم , قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة : لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا . رواه مسلم . هذا الحديث يختص بالهجرة من مكة الى الحبشة او الى المدينة , فبعد ان تم فتح مكة وانضمت للدولة الاسلامية فلا معنى اصلا لله للهجرة منها , فكلها من ديار الاسلام .
ولذلك الكلام عن الهجرة اليوم هو ما تكلمت عنه الايات الكريمة والاحاديث الشريفة ..
كالهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام ....
قال العيني : "الهجرة في الشرع مفارقة دار الكفار إلى دار الإسلام خوف الفتنة , وطلب إقامة الدين" .
وقال ابن حجر : 1- الإنتقال من دار الخوف إلى دار الأمن كما في هجرة الحبشة .2- الإنتقال من دار الكفر إلى دار الإيمان وذلك بعد أن استقر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة.
" الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها " النساء :97 .
لأن الجهاد عبادة جماعية ، فلابد من جماعة وأمير و سمع وطاعة ، والهجرة هي الخطوة الأساسية للجهاد ، لأنها عنوان الصدق في الخلاص من عوائق الأرض ، وتحطيم القيود ، وأما الجهاد فهو ذروة سنام الإسلام .
ولذلك , بين هذا الحديث الشريف ان الشيطان يحارب الهجرة لأنها طريق الجنة , ويحارب الشيطان الجهاد لأنه طريق المغفرة وطريق الجنة .

(إن الشيطان قعد لابن ادم بأطرقه ، فقعد له في طريق الإسلام فقال : تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء آبائك ؟ فعصاه فأسلم ، ثم قعد له بطريق الهجرة فقال : تهاجر وتدع أرضك وسماءك؟ وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول (الحبل) فعصاه فهاجر ، ثم قعد له بطريق الجهاد فقال : تجاهد ؟ فهو جهد النفس والمال فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال ، فعصاه فجاهد ، فمن فعل ذلك كان حقا على الله أن يدخله الجنة ، ومن قتل كان حقا على الله أن يدخله الجنة ، وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة ، وإن وقصته دابته كان حقا على الله أن يدخله الجنة) . صحيح أحمد والنسائي وابن حبان عن سبرة / وهو في صحيح الجامع برقم /1648 .
تذر : تترك
وقصته دابته : رمت به فكسرت عنقه فمات .
فالمهاجر والمجاهد المغترب عن بلده في سبيلهما , تزداد حصته في الجنة بقدر بعده عن مولده : (إن الرجل إذا مات بغير مولده قيس له من مولده إلى منقطع أثره في الجنة) . حديث حسن رواه ابن ماجة والنسائي عن ابن عمرو ، وهو في صحيح الجامع برقم (1612) . أثره : أجله .

اذن الامر وجواب السؤال الاول منوط بالقصد من العمل وبالنية والاخلاص لله فيه .

mohammad
12-18-2004, 08:23 PM
نفعنا الله وإياكم

وشكرا على الرد