علي سليم
12-12-2004, 12:33 PM
تفريغ القلوب مما تحمله الانتخابات من العيوب
--------------------------------------------------------------------------------
سلسلة رسائل سلفية رقم الرسالة 159
تفريغ القلوب
ممّا تحمله
الانتخابات من العيوب
بقلم
علي سعد سليم
شهر الله شوال لعام 1424
طرابلس ( الشام)
-2-
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره, و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له , و اشهد أن لا اله الاّ الله وحده لا شريك له و اشهد أن محمدا" عبده و رسوله.
(يايها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاته و لا تموتنّ الاّ و انتم مسلمون)
(يايها النّاس اتّقوا ربّكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بثّ منهما رجالا" كثيرا" و نساء" و اتّقوا الله الذي تتساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا")
(يايها الذين آمنوا اتّقوا الله و قولوا قولا" سديدا", يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا" عظيما")
أما بعد:
فانّ اصدق الحديث كتاب الله و احسن الهدي هدي محمد و شرّ الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة , و كل بدعة ضلالة , و كل ضلالة في النّار.
و بعد:
فالمسخ مسخان مسخ قلبيّ و آخر قالبيّ و هذا الاخير عوقبت به بنو اسرائيل وذلك قوله تعالى (و لقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين) البقرة 64
و هو واقع في هذه الامة لا محالة كما اخبر الصادق المصدوق...
و اما المسخ الاخر فهو اشد و انكى يعلوه الاصلاح و التغيير و كفى بهما فتنة للمفتون و العاصم من عصمه الله و الهمه رشده و انار دربه و ليس هذه الا للمؤمن التقيّ النقيّ الذي يرجو رحمة ربه و رضاه بسخط الناس ...
و اصبح الناس ذا ثلاثة لا رابع لها , اما موفّق و اما معاند و اما مفتون فالاول معصوم و الثاني سيف مسلول و الثالث حبل مفتول...
يئس الشيطان ان يعبد من دون الله تعالى فاعمل من كل ما يملكه من عدة و عتاد باذن الواحد القهار فرفع رايته مذ طرد من جنان الخلد و الى ان يرث الله الارض و من عليها...
فكانت رايته بارزة لا يزيغ عنها الا هالك و يقرأها كل مؤمن كاتب و غير كاتب كما هي الحالة مع الفتنة العظمى و الطامة الكبرى و على اثره الوسام...
المسيح الدجال و الدابة و غيرها من الايات لا تزيد المؤمن الا ايمانا و اقبالا و الكافر عنادا و ادبارا و لذا رغم جبروته و قوته لا يجرؤ على قتل انسان فضلا على ان
يسلّط عليه عند بروز افضل المجاهدين ...
-3-
فكما ان الدجال موسوم بوسام العيب و النقص و زد على ذلك التبيين و البيان ( ك, ف, ر) بين عينيه و شيطاننا هذا كافر بنص القرآن يقرأها كل مؤمن بله مسلم بله ايّ انسان (...الا ابليس ابى و استكبر و كان من الكافرين)
فشعاره ( لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين) و من هنا تدرك ضعف ابو الشرّ فهو لا يعمل الا ضمن اطار سنن الله فكما وهب الله للاعور الدجال تسخير السحاب و غيرها من الاسباب فوهب لهذا اللعين غواية البشرية بشتّى الوسائل و بأعذب اللوان...
فلم يهدأ له بال و لم تسترح له عين ما دام فجر الاسلام ساطع في الافاق فخاب و خسر و لم يعدو قدره و اخذ يوسوس هنا و هناك و ينفث في جيب زيد و ينفخ في رأس عدنان...
و ما اكثر وساوسه و ما اعظم فنونه و من هذه الوساوس و من تلك الفنون ما هو حديث الناس في قيامهم و قعودهم و على جنبهم انه حديث الانتخابات...
فقال لهم هذه ليس من تلك فتلك تشريع و هذه ترقيع...
و لا ادري ...الم تكن البلديات ضمن مادة من هاتيكم التشريعات ؟؟؟من قررها؟ من ايدها؟؟؟؟
قال لهم الشيطان ( سوف اسلم لكم جدلا ان انتخابات البلديات فيها ما فيها من اكل اموال الناس بالظلم و غير ذلك و كل هذا منفيّ عن المخترة....)
و هل هذه الاخيرة انتفت عنها تلك العيوب...لا والله...
واليكم كماّ من هذه العيوب لتقوم الحجة على من عاند و ليسلم من الاثم من جاهد...
العيب الاول:
1- خروج المرأة من قعر دارها...
قال تعالى ( و قرن في بيوتكم....)الاحزاب23[1]
-4-
و سمح لهنّ الشارع بالخروج ضرورة, و عندما كان المكث لها حيث لا تراها الانظار مما يدل على عفتها و عفافها ارشدها من بُعث رحمة لها بان صلاتها في بيتها خير لها, و أي مقارنة نقارنها و أي جرم نقترفه عندما ندني الثرى من الثريّا!!!
فالمساجد من اطهر بقاع الارض و هي بيوت الرحمن و مبيت النور و التيجان و الشيطان موثوق دونها خلف القضبان ...و مع هذا فصلاتها هي الافضل ان كانت في قعر الحجرات...
من سمح لها بالخروج؟؟؟أطاعة عمياء لذي مخلوق؟؟؟اليس هذا مسخا غير معهود؟؟؟
و لماذا الخروج؟؟و الى اين المصير و متى المسير؟؟؟أكان الخروج لتحرير القصور و ردع الصقور و تبليل الثغور؟؟؟
ام لمداواة الجرحى و نقل المرضى؟؟؟
ام هو للبروز في ظلام الليل المستور؟؟؟
ام هو الخروج على بعير ذي هودج لا يُر منه بصيص نور...
هذا هو خروج عائشة و زينب و ام كلثوم...
ارضيت اختاه بان تكوني خراّجة و لاّجة تخرجين عند الاسفار و تعودين عند مغيب الشمس في الابحار...
قال صلى الله عليه و سلم ( لا تمنعوا اماء الله مساجد الله) و لذا اقول لك:
لا يجوز لك الخروج الاّ الى بعقة تعادل بيوت الله من حيث العبادة و طرد البلادة و خلوّ الساحة, و هل تجدين ذلك الا في بيوت مكمن الامانة ( أي المساجد)
و قد سمّاك من لا ينطق عن الهوى عورة فعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم(المرأة عورة فاذا خرجت استشرفها الشيطان و اقرب ما تكون من رحمة ربها و هي في قعر دارها)
و يعني هذا انها و كلما ابتعدت عن دارها ابتعدت عن رحمة ربها ...
-5-
و هذا خاص بالنساء و على الرجال تبعية الاملاء و الا اين هي القوامة و الافتاء
و هذا محض الابتلاء...
العيب الثاني:
2-التوازن حيث لا توازن...
و للناظر في هذه الانتخابات لير ان صوت الناخب متساو بحيث صوت المؤمن يعادل صوت الفاسق( و لا يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون) و متى كانت هذه المعادلة من شرع الله تعالى و عليها تبنى الاحكام و تؤخذ القرارات؟؟؟
علما ان اكثر الناس لا يعلمون, لا يفقهون, لا يؤمنون فقال تعالى( و ما اكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين) و قال ايضا( و لا تجد اكثرهم شاكرين) .....
و قوله صلى الله عليه و سلم( يأتي النبي و معه الرجل و الرجلان و يأتي النبي و ليس معه احد....) الحديث
و قوله تعالى في حق نوح عليه السلام:
( فلبث في قومه الف سنة الا خمسين عاما) و قوله( قال يا رب اني دعوت قومي ليلا و نهارا) ....( ثم اعلنت لهم و اسررت اسرارا)
و قوله تعالى( فما آمن معه الا قليل)
و لا ينكر هذه الحقائق الا مسلوب العقل محفوف بالمكر...
و الا اهل الشورى لا حقيقة لوجودهم فلنهدم تاريخنا و عهودهم...
اصبحنا نلهث وراء افكاراهل الكفر و ندندن حول خواطرهم و ندافع عن حصونهم و نهرق الدم دون سورهم...
بل و نخاصم و نفاجر و نقاطع لبروزهم و من حام حول الحمى يوشك ان يقع فيه....
العيب الثالث:
3-خلل عقائدي...
و هذا يختلف من انسان الى آخر و لولا هذا الخلل لم يكن التّرجي لذي مخلوق لا يملك الا التسيير وفق ما في اللوح المحفوظ[2]و للجأ المتمنّي لاذلال رأسه مكمن عقله حيث قدمه على مآربه السبع و لاقترب من خالق الاسباب و هي من دونه لا تسمن و لا تغني من جوع و ليكن لسان حاله كقوله تعالى ( و اسجد و اقترب)
-6-
و هذا الذي رأيته بأمّ عيني, كاد المنتخب يذلل نفسه العفيفة بعدما اعملت فيه الشقيقة[3]
و نذر لفلان نحر عقيقة و ما من هنالك من معان رقيقة…
فالنار جعلها الله سببا للاحراق فهي تحرق باذنه و تحت مشيئته و هو الذي يسلب منها هذه الخاصية و ذلك قوله تعالى( قلنا يا نار كوني بردا و سلاما علىابراهيم)69 الانبياء.
و حثّ على الاخذ بتلك الاسباب حتى اعتبرها شيخ الاسلام شرطا صحة و كمال و لذا قال تعالى آمرا ( و هزّي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا) 25 مريم
و ماذا ينفع هذا الهزّ من امرأة ضعيفة مريضة لا تستطيع ان تحرك ساكنا بله لا يستطيعه انسان ذو قوة….
و لكنه الاخذ بالاسباب و الحثّ عليه …..
فالاصل التوكل التّام مع الاخذ بالاسباب و لو بادناها كما هو الحال هنا مع مريم عليها السلام شريطة ان لا يطغى ميزان على ميزان, فهما كجناحي طائر لهفان, فايهما غلب سقط الى قعر الوديان, و الاّ فهو محفوف برضا الرحمن…
فلو كان ذاك المنتخب او حرّاسه على ذي مسكة عقل و انملة من ايمان ما ترك الغوث من المنان بل لرفع راسه و طأطئها و ختم بالصلاة على العدنان…
فلو رأيته و من ينوب عنه و تنقله من دار الى دار[4], راجيا حسن الجوار[5], و قد عزم على تقرير القرار[6], و اذ به يفاجأ بالفرار[7], و الحبل جرّار[8], فاسود القلب للعار[9],و انقلب الاعمار الى دمار[10], فاعلن الحداد على الابرار[11], و انتصر لرأي من غطّوه
-7-
بالامس بالغبار[12], و بات اليوم وساما في شعار[13], و من قدّم رضا الجبار[14], يُنفى من لائحة الاستمرار[15], و يداس بالارجل ليل نهار, و تعمل الغيبة عمل المنشار[16], و يعامل الشقيّ معاملة البار[17], و يرمى النقيّ للاشرار, و يشبعوه من كلامهم دون الزنّار, و يعاملوه معاملة التتار, هذه هي عشيرتي فيا للخزي و يا للعار……
العيب الرابع:
4- مضاهاة خلق الله...
و من هذه المضاهاة ما ابتلي به المسلمون اليوم بشتّى انواعهم و مختلف طبقاتهم ما يسمّى بالتصوير الفوتوغرافي...
و ممّا نسمعه من بعض الفرق التي لا تحسن النصح فضلا عن العمل به و من ترهاتهم يحرمون من هذه الصور ممن لها ظل دون غيرها و قد ارتكب بعضهم حماقات ابكت الاكمه و أضحكت الابكم ...
و اخذوا يقعّدون القواعد و يستخرجوا عليها الفروع و ما بني على باطل فهو باطل..
قسمّوا الصور الى قسمان لا ثالث لهما و جعلوا الظلّ الحكم بينها فما كان الظل قرينه نبذوه و الاّ احتضنوه...
و ارادوا بذلك رسم النحّات من تماثيل و جفان...
و قد قال صلى الله عليه و سلم كما في الصحيح عند البخاري من طريق عائشة رضي الله عنها ان النبيّ صلى الله عليه و سلم قال:
-8-
(......ان اصحاب هذه الصور يعذّبون و يقال لهم : أحيوا ما خلقتم....)[18]
و لست بصدد التحدث عن حكم التصوير فهو من الامور- كما اعتقد و ادين به ربي_التي فُرغ منها و من اراد التّوسع فليه بكتب سلفنا الصالح و على رأسهم منار الهدى شيخنا الالباني رحمه الله و اسكنه فسيح جنانه فقد أجاد و أفاد و تجد ذلك عبر اشرطتته المسجّلة يقرر ما ذهبنا اليه في ساعتين متواصلتين و ما خطّته يمينه في زفافه من ص:113 و حتى ص:124
العيب الخامس:
5-التّنافس على الدنيا...
ففي حفظ القرآن و اتقانه و اطعام المسكين وايثاره, و في ذلك فليتنافس المتنافسون...
تابع...........
(انتهى الفصل الاول و يليه ان شاء الله الفصل الثاني)
--------------------------------------------------------------------------------
[1] قال الشيخ بكر ابو زيد في حراسته ( الاصل لزوم النساء البيوت لقول الله تعالى( و قرن في بيوتكن) فهو عزيمة شرعية في حقهنّ و خروجهنّ من البيوت رخصة لا تكون الاّ لضرورة او حاجة...
و الامر بالقرار في البيوت حجاب لهنّ بالجدر و الخدر عن البروز امام الاجانب ...
و من نظر في آيات القرآن الكريم وجد ان البيوت مضافة الى النساء في ثلاث آيات من كتاب الله تعالى مع ان البيوت للأزواج أو لأولياهنّ و انما حصلت هذه الاضافة – و الله اعلم- مراعاة لاستمرار لزوم النساء للبيوت, فهي اضافة اسكان و لزوم للمسكن و التصاق به لا اضافة تمليك....
و قرارها في بيتها فيه وفاء بما اوجب الله عليها من الصلوات المفروضات و غيرها و لهذا فليس على المرأة واجب خارج بيتها , فأسقط عنها التكليف بحضور الجمعة و الجماعة في الصلوات و صار فرض الحج عليها مشروطا بوجود محرم لها...
و قد ثبت من حديث ابي واقد الليثي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لنسائه في حجته ( هذه ثم ظهور الحصر)
قال ابن كثير في تفسيره ( يعني : ثم الزمن ظهور الحصر و لا تخرجن من البيوت) (انتهى كلام الشيخ بكر) ص:89-91
و قال الالباني رحمه الله في صحيحته تحت هذا الحديث عند ذكر شواهده:
( فعن ابي هريرة قال: فكن كلهن يحججن الا زينب بنت جحش و سودة بنت زمعة و كانتا تقولان: والله لا تحركنا دابة بعد ان سمعنا ذلك من النبي صلى الله عليه و سلم : هذه ثم ظهور الحصر) رقم الحديث2401
و قال الشيخ احمد شاكر معلقا على هذا الحديث في عمدة التفسير 3\11(فاذا كان هذا في النهي عن الحج بعد حجة الفريضة على ان الحج من اعلى القربات عند الله تعالى فما بالك بما يصنع النساء المنتسبات للاسلام في هذا العصر من التنقل في البلاد......)
[2] و لا يعني هذا انه ليس بمخيّر, بل هو مخيّر مسيّر لقوله تعالى ( و ما تشاؤن الا ن يشاء الله تعالى)
[3] و هذا مرض يصيب الانسان في احدى شقيه…
[4] و من فعل هذا القدر فهو بلا شك قد جعل السبب مسببا و كفى بهذا شركا ...
[5] و ربما قبل ذلك كانت المقاطة لاجل الدين و اليوم المصالحة لاجل الدنيا و الذي يبنى على هذا لا يطول بل اسرع ما يزول...
[6] و كأنه الامر مسلّم به, فهو قرر وجودك و دوّن صوتك,هلا كانت الشورى بينهم او يؤم الناس اكبرهم سنا و كم من كبير لا يحسن الصلاة فضلا عن الوضوء....
[7] و ربما تكون هذه المفاجأة مصطنعة لحاجة في نفس يعقوب ارادها, فهل يعقل ان البس زييّ المهزوم و قبل ذلك أطعمتك شراب السموم!!! هذه هي لسان حاله.
[8] فهو يظنّ ان المعاهد وفّى قبل حلول الميعاد و بقي صوتا او بعض الاصوات...
او يظن اننا سوف نسكت سكوت الشيطان الاخرس و نترك الناس من دون زمام و لا خطام و ما اخاله الا في دنيا الاحلام...
[9] بماذا يرجع الى اهله, اي عار لم تعهد لعينه رؤياه, قرأ ذلك قديما في الف ليلة و ليلة و اليوم يعايش الواقع و يلامس المدافع...
انه عار الرجوع الى الكتاب و السنة و عمل الخلة, لا تظننّ عار الموؤدة او الزانية المنبوذة...
[10] هو اراد الاصلاح لا غير…اراد تغيير المنكر و لا ضير...وسيلته محمودة لطالما غايتة مرموقة ...
[11] و لو كانت هذه من ثمرات تلك الانتخابات من دون زوج لها لكان المفضى و المفضى اليه محرمان شرعا من دون منازع و هذا ما سنبينه بعد قليل…
[12] هم يجيدون التمثيل و يحسنون التبرير و يرفعون رايتهم راية التحرير...
يستفتون و يسألون فمن وافق فتياه رأيهم حملوه فوق الاكتاف و نشروا اسمه على الاغلفة و المجلات و أذاعوا صيته عبر المذياع...
و ربما هذا المحمول كان بالامس مما يضرب به المثل بالهمجية و الجمود...
[13] و لذا تراهم قد حفظوا اسماء مشايخنا عن ظهر قلب و قبل ذلك كانوا يتعوذون بالله منهم و يتقربون الى السلطان بأذاهم…
[14] و قال : لا للانتخابات…
[15] و هذا ما قاله كبير القوم فاحتكر نسبي و اراد نزعه مني و قال باعلى صوته ( لس منا و لسنا منه) من دون منكر و نكير و هو القائل لا في العير و لا النفير و قبل ذلك نفى عذاب القبر و الصرير, و بات يعلوه فضل البعير ...
قال( من لا ينتخب سوف ينفى من عائلة سليم) أضحكني أضحك الله سنه يوم ينقص عدد الناخبين...
[16] و متى كانت الغيبة مما تجوز شرعا لمثل هذه الامور التي زينوها بزينة الاصلاح زعموا ...
[17] و اصبح من ينتمي الى هاتيكم الاحزاب المنهزمة يوضع فوق الرف و يغسل بماء اللا عقوق...
[18] و قد فرّق علماؤنا رحمهم الله تعالى بما هو ضرورة من غيره و بما يترتّب عليه مفاسد من غيره و رخّصوا لذلك الصور التي اتخذت على البطاقة الشخصية مما هو متعارف عليها عالميا و لا يستطيع الانسان السير فضلا عن العيش من دونها و يصبح لقطة الآخرين و هذه ضرورة و تقدر بقدرها لانك ملزم بها كالتأمين الزامي و اين هذا من بطاقات الانتخابية الاختيارية؟؟؟
--------------------------------------------------------------------------------
سلسلة رسائل سلفية رقم الرسالة 159
تفريغ القلوب
ممّا تحمله
الانتخابات من العيوب
بقلم
علي سعد سليم
شهر الله شوال لعام 1424
طرابلس ( الشام)
-2-
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره, و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له , و اشهد أن لا اله الاّ الله وحده لا شريك له و اشهد أن محمدا" عبده و رسوله.
(يايها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاته و لا تموتنّ الاّ و انتم مسلمون)
(يايها النّاس اتّقوا ربّكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بثّ منهما رجالا" كثيرا" و نساء" و اتّقوا الله الذي تتساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا")
(يايها الذين آمنوا اتّقوا الله و قولوا قولا" سديدا", يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا" عظيما")
أما بعد:
فانّ اصدق الحديث كتاب الله و احسن الهدي هدي محمد و شرّ الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة , و كل بدعة ضلالة , و كل ضلالة في النّار.
و بعد:
فالمسخ مسخان مسخ قلبيّ و آخر قالبيّ و هذا الاخير عوقبت به بنو اسرائيل وذلك قوله تعالى (و لقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين) البقرة 64
و هو واقع في هذه الامة لا محالة كما اخبر الصادق المصدوق...
و اما المسخ الاخر فهو اشد و انكى يعلوه الاصلاح و التغيير و كفى بهما فتنة للمفتون و العاصم من عصمه الله و الهمه رشده و انار دربه و ليس هذه الا للمؤمن التقيّ النقيّ الذي يرجو رحمة ربه و رضاه بسخط الناس ...
و اصبح الناس ذا ثلاثة لا رابع لها , اما موفّق و اما معاند و اما مفتون فالاول معصوم و الثاني سيف مسلول و الثالث حبل مفتول...
يئس الشيطان ان يعبد من دون الله تعالى فاعمل من كل ما يملكه من عدة و عتاد باذن الواحد القهار فرفع رايته مذ طرد من جنان الخلد و الى ان يرث الله الارض و من عليها...
فكانت رايته بارزة لا يزيغ عنها الا هالك و يقرأها كل مؤمن كاتب و غير كاتب كما هي الحالة مع الفتنة العظمى و الطامة الكبرى و على اثره الوسام...
المسيح الدجال و الدابة و غيرها من الايات لا تزيد المؤمن الا ايمانا و اقبالا و الكافر عنادا و ادبارا و لذا رغم جبروته و قوته لا يجرؤ على قتل انسان فضلا على ان
يسلّط عليه عند بروز افضل المجاهدين ...
-3-
فكما ان الدجال موسوم بوسام العيب و النقص و زد على ذلك التبيين و البيان ( ك, ف, ر) بين عينيه و شيطاننا هذا كافر بنص القرآن يقرأها كل مؤمن بله مسلم بله ايّ انسان (...الا ابليس ابى و استكبر و كان من الكافرين)
فشعاره ( لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين) و من هنا تدرك ضعف ابو الشرّ فهو لا يعمل الا ضمن اطار سنن الله فكما وهب الله للاعور الدجال تسخير السحاب و غيرها من الاسباب فوهب لهذا اللعين غواية البشرية بشتّى الوسائل و بأعذب اللوان...
فلم يهدأ له بال و لم تسترح له عين ما دام فجر الاسلام ساطع في الافاق فخاب و خسر و لم يعدو قدره و اخذ يوسوس هنا و هناك و ينفث في جيب زيد و ينفخ في رأس عدنان...
و ما اكثر وساوسه و ما اعظم فنونه و من هذه الوساوس و من تلك الفنون ما هو حديث الناس في قيامهم و قعودهم و على جنبهم انه حديث الانتخابات...
فقال لهم هذه ليس من تلك فتلك تشريع و هذه ترقيع...
و لا ادري ...الم تكن البلديات ضمن مادة من هاتيكم التشريعات ؟؟؟من قررها؟ من ايدها؟؟؟؟
قال لهم الشيطان ( سوف اسلم لكم جدلا ان انتخابات البلديات فيها ما فيها من اكل اموال الناس بالظلم و غير ذلك و كل هذا منفيّ عن المخترة....)
و هل هذه الاخيرة انتفت عنها تلك العيوب...لا والله...
واليكم كماّ من هذه العيوب لتقوم الحجة على من عاند و ليسلم من الاثم من جاهد...
العيب الاول:
1- خروج المرأة من قعر دارها...
قال تعالى ( و قرن في بيوتكم....)الاحزاب23[1]
-4-
و سمح لهنّ الشارع بالخروج ضرورة, و عندما كان المكث لها حيث لا تراها الانظار مما يدل على عفتها و عفافها ارشدها من بُعث رحمة لها بان صلاتها في بيتها خير لها, و أي مقارنة نقارنها و أي جرم نقترفه عندما ندني الثرى من الثريّا!!!
فالمساجد من اطهر بقاع الارض و هي بيوت الرحمن و مبيت النور و التيجان و الشيطان موثوق دونها خلف القضبان ...و مع هذا فصلاتها هي الافضل ان كانت في قعر الحجرات...
من سمح لها بالخروج؟؟؟أطاعة عمياء لذي مخلوق؟؟؟اليس هذا مسخا غير معهود؟؟؟
و لماذا الخروج؟؟و الى اين المصير و متى المسير؟؟؟أكان الخروج لتحرير القصور و ردع الصقور و تبليل الثغور؟؟؟
ام لمداواة الجرحى و نقل المرضى؟؟؟
ام هو للبروز في ظلام الليل المستور؟؟؟
ام هو الخروج على بعير ذي هودج لا يُر منه بصيص نور...
هذا هو خروج عائشة و زينب و ام كلثوم...
ارضيت اختاه بان تكوني خراّجة و لاّجة تخرجين عند الاسفار و تعودين عند مغيب الشمس في الابحار...
قال صلى الله عليه و سلم ( لا تمنعوا اماء الله مساجد الله) و لذا اقول لك:
لا يجوز لك الخروج الاّ الى بعقة تعادل بيوت الله من حيث العبادة و طرد البلادة و خلوّ الساحة, و هل تجدين ذلك الا في بيوت مكمن الامانة ( أي المساجد)
و قد سمّاك من لا ينطق عن الهوى عورة فعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم(المرأة عورة فاذا خرجت استشرفها الشيطان و اقرب ما تكون من رحمة ربها و هي في قعر دارها)
و يعني هذا انها و كلما ابتعدت عن دارها ابتعدت عن رحمة ربها ...
-5-
و هذا خاص بالنساء و على الرجال تبعية الاملاء و الا اين هي القوامة و الافتاء
و هذا محض الابتلاء...
العيب الثاني:
2-التوازن حيث لا توازن...
و للناظر في هذه الانتخابات لير ان صوت الناخب متساو بحيث صوت المؤمن يعادل صوت الفاسق( و لا يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون) و متى كانت هذه المعادلة من شرع الله تعالى و عليها تبنى الاحكام و تؤخذ القرارات؟؟؟
علما ان اكثر الناس لا يعلمون, لا يفقهون, لا يؤمنون فقال تعالى( و ما اكثر الناس و لو حرصت بمؤمنين) و قال ايضا( و لا تجد اكثرهم شاكرين) .....
و قوله صلى الله عليه و سلم( يأتي النبي و معه الرجل و الرجلان و يأتي النبي و ليس معه احد....) الحديث
و قوله تعالى في حق نوح عليه السلام:
( فلبث في قومه الف سنة الا خمسين عاما) و قوله( قال يا رب اني دعوت قومي ليلا و نهارا) ....( ثم اعلنت لهم و اسررت اسرارا)
و قوله تعالى( فما آمن معه الا قليل)
و لا ينكر هذه الحقائق الا مسلوب العقل محفوف بالمكر...
و الا اهل الشورى لا حقيقة لوجودهم فلنهدم تاريخنا و عهودهم...
اصبحنا نلهث وراء افكاراهل الكفر و ندندن حول خواطرهم و ندافع عن حصونهم و نهرق الدم دون سورهم...
بل و نخاصم و نفاجر و نقاطع لبروزهم و من حام حول الحمى يوشك ان يقع فيه....
العيب الثالث:
3-خلل عقائدي...
و هذا يختلف من انسان الى آخر و لولا هذا الخلل لم يكن التّرجي لذي مخلوق لا يملك الا التسيير وفق ما في اللوح المحفوظ[2]و للجأ المتمنّي لاذلال رأسه مكمن عقله حيث قدمه على مآربه السبع و لاقترب من خالق الاسباب و هي من دونه لا تسمن و لا تغني من جوع و ليكن لسان حاله كقوله تعالى ( و اسجد و اقترب)
-6-
و هذا الذي رأيته بأمّ عيني, كاد المنتخب يذلل نفسه العفيفة بعدما اعملت فيه الشقيقة[3]
و نذر لفلان نحر عقيقة و ما من هنالك من معان رقيقة…
فالنار جعلها الله سببا للاحراق فهي تحرق باذنه و تحت مشيئته و هو الذي يسلب منها هذه الخاصية و ذلك قوله تعالى( قلنا يا نار كوني بردا و سلاما علىابراهيم)69 الانبياء.
و حثّ على الاخذ بتلك الاسباب حتى اعتبرها شيخ الاسلام شرطا صحة و كمال و لذا قال تعالى آمرا ( و هزّي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا) 25 مريم
و ماذا ينفع هذا الهزّ من امرأة ضعيفة مريضة لا تستطيع ان تحرك ساكنا بله لا يستطيعه انسان ذو قوة….
و لكنه الاخذ بالاسباب و الحثّ عليه …..
فالاصل التوكل التّام مع الاخذ بالاسباب و لو بادناها كما هو الحال هنا مع مريم عليها السلام شريطة ان لا يطغى ميزان على ميزان, فهما كجناحي طائر لهفان, فايهما غلب سقط الى قعر الوديان, و الاّ فهو محفوف برضا الرحمن…
فلو كان ذاك المنتخب او حرّاسه على ذي مسكة عقل و انملة من ايمان ما ترك الغوث من المنان بل لرفع راسه و طأطئها و ختم بالصلاة على العدنان…
فلو رأيته و من ينوب عنه و تنقله من دار الى دار[4], راجيا حسن الجوار[5], و قد عزم على تقرير القرار[6], و اذ به يفاجأ بالفرار[7], و الحبل جرّار[8], فاسود القلب للعار[9],و انقلب الاعمار الى دمار[10], فاعلن الحداد على الابرار[11], و انتصر لرأي من غطّوه
-7-
بالامس بالغبار[12], و بات اليوم وساما في شعار[13], و من قدّم رضا الجبار[14], يُنفى من لائحة الاستمرار[15], و يداس بالارجل ليل نهار, و تعمل الغيبة عمل المنشار[16], و يعامل الشقيّ معاملة البار[17], و يرمى النقيّ للاشرار, و يشبعوه من كلامهم دون الزنّار, و يعاملوه معاملة التتار, هذه هي عشيرتي فيا للخزي و يا للعار……
العيب الرابع:
4- مضاهاة خلق الله...
و من هذه المضاهاة ما ابتلي به المسلمون اليوم بشتّى انواعهم و مختلف طبقاتهم ما يسمّى بالتصوير الفوتوغرافي...
و ممّا نسمعه من بعض الفرق التي لا تحسن النصح فضلا عن العمل به و من ترهاتهم يحرمون من هذه الصور ممن لها ظل دون غيرها و قد ارتكب بعضهم حماقات ابكت الاكمه و أضحكت الابكم ...
و اخذوا يقعّدون القواعد و يستخرجوا عليها الفروع و ما بني على باطل فهو باطل..
قسمّوا الصور الى قسمان لا ثالث لهما و جعلوا الظلّ الحكم بينها فما كان الظل قرينه نبذوه و الاّ احتضنوه...
و ارادوا بذلك رسم النحّات من تماثيل و جفان...
و قد قال صلى الله عليه و سلم كما في الصحيح عند البخاري من طريق عائشة رضي الله عنها ان النبيّ صلى الله عليه و سلم قال:
-8-
(......ان اصحاب هذه الصور يعذّبون و يقال لهم : أحيوا ما خلقتم....)[18]
و لست بصدد التحدث عن حكم التصوير فهو من الامور- كما اعتقد و ادين به ربي_التي فُرغ منها و من اراد التّوسع فليه بكتب سلفنا الصالح و على رأسهم منار الهدى شيخنا الالباني رحمه الله و اسكنه فسيح جنانه فقد أجاد و أفاد و تجد ذلك عبر اشرطتته المسجّلة يقرر ما ذهبنا اليه في ساعتين متواصلتين و ما خطّته يمينه في زفافه من ص:113 و حتى ص:124
العيب الخامس:
5-التّنافس على الدنيا...
ففي حفظ القرآن و اتقانه و اطعام المسكين وايثاره, و في ذلك فليتنافس المتنافسون...
تابع...........
(انتهى الفصل الاول و يليه ان شاء الله الفصل الثاني)
--------------------------------------------------------------------------------
[1] قال الشيخ بكر ابو زيد في حراسته ( الاصل لزوم النساء البيوت لقول الله تعالى( و قرن في بيوتكن) فهو عزيمة شرعية في حقهنّ و خروجهنّ من البيوت رخصة لا تكون الاّ لضرورة او حاجة...
و الامر بالقرار في البيوت حجاب لهنّ بالجدر و الخدر عن البروز امام الاجانب ...
و من نظر في آيات القرآن الكريم وجد ان البيوت مضافة الى النساء في ثلاث آيات من كتاب الله تعالى مع ان البيوت للأزواج أو لأولياهنّ و انما حصلت هذه الاضافة – و الله اعلم- مراعاة لاستمرار لزوم النساء للبيوت, فهي اضافة اسكان و لزوم للمسكن و التصاق به لا اضافة تمليك....
و قرارها في بيتها فيه وفاء بما اوجب الله عليها من الصلوات المفروضات و غيرها و لهذا فليس على المرأة واجب خارج بيتها , فأسقط عنها التكليف بحضور الجمعة و الجماعة في الصلوات و صار فرض الحج عليها مشروطا بوجود محرم لها...
و قد ثبت من حديث ابي واقد الليثي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لنسائه في حجته ( هذه ثم ظهور الحصر)
قال ابن كثير في تفسيره ( يعني : ثم الزمن ظهور الحصر و لا تخرجن من البيوت) (انتهى كلام الشيخ بكر) ص:89-91
و قال الالباني رحمه الله في صحيحته تحت هذا الحديث عند ذكر شواهده:
( فعن ابي هريرة قال: فكن كلهن يحججن الا زينب بنت جحش و سودة بنت زمعة و كانتا تقولان: والله لا تحركنا دابة بعد ان سمعنا ذلك من النبي صلى الله عليه و سلم : هذه ثم ظهور الحصر) رقم الحديث2401
و قال الشيخ احمد شاكر معلقا على هذا الحديث في عمدة التفسير 3\11(فاذا كان هذا في النهي عن الحج بعد حجة الفريضة على ان الحج من اعلى القربات عند الله تعالى فما بالك بما يصنع النساء المنتسبات للاسلام في هذا العصر من التنقل في البلاد......)
[2] و لا يعني هذا انه ليس بمخيّر, بل هو مخيّر مسيّر لقوله تعالى ( و ما تشاؤن الا ن يشاء الله تعالى)
[3] و هذا مرض يصيب الانسان في احدى شقيه…
[4] و من فعل هذا القدر فهو بلا شك قد جعل السبب مسببا و كفى بهذا شركا ...
[5] و ربما قبل ذلك كانت المقاطة لاجل الدين و اليوم المصالحة لاجل الدنيا و الذي يبنى على هذا لا يطول بل اسرع ما يزول...
[6] و كأنه الامر مسلّم به, فهو قرر وجودك و دوّن صوتك,هلا كانت الشورى بينهم او يؤم الناس اكبرهم سنا و كم من كبير لا يحسن الصلاة فضلا عن الوضوء....
[7] و ربما تكون هذه المفاجأة مصطنعة لحاجة في نفس يعقوب ارادها, فهل يعقل ان البس زييّ المهزوم و قبل ذلك أطعمتك شراب السموم!!! هذه هي لسان حاله.
[8] فهو يظنّ ان المعاهد وفّى قبل حلول الميعاد و بقي صوتا او بعض الاصوات...
او يظن اننا سوف نسكت سكوت الشيطان الاخرس و نترك الناس من دون زمام و لا خطام و ما اخاله الا في دنيا الاحلام...
[9] بماذا يرجع الى اهله, اي عار لم تعهد لعينه رؤياه, قرأ ذلك قديما في الف ليلة و ليلة و اليوم يعايش الواقع و يلامس المدافع...
انه عار الرجوع الى الكتاب و السنة و عمل الخلة, لا تظننّ عار الموؤدة او الزانية المنبوذة...
[10] هو اراد الاصلاح لا غير…اراد تغيير المنكر و لا ضير...وسيلته محمودة لطالما غايتة مرموقة ...
[11] و لو كانت هذه من ثمرات تلك الانتخابات من دون زوج لها لكان المفضى و المفضى اليه محرمان شرعا من دون منازع و هذا ما سنبينه بعد قليل…
[12] هم يجيدون التمثيل و يحسنون التبرير و يرفعون رايتهم راية التحرير...
يستفتون و يسألون فمن وافق فتياه رأيهم حملوه فوق الاكتاف و نشروا اسمه على الاغلفة و المجلات و أذاعوا صيته عبر المذياع...
و ربما هذا المحمول كان بالامس مما يضرب به المثل بالهمجية و الجمود...
[13] و لذا تراهم قد حفظوا اسماء مشايخنا عن ظهر قلب و قبل ذلك كانوا يتعوذون بالله منهم و يتقربون الى السلطان بأذاهم…
[14] و قال : لا للانتخابات…
[15] و هذا ما قاله كبير القوم فاحتكر نسبي و اراد نزعه مني و قال باعلى صوته ( لس منا و لسنا منه) من دون منكر و نكير و هو القائل لا في العير و لا النفير و قبل ذلك نفى عذاب القبر و الصرير, و بات يعلوه فضل البعير ...
قال( من لا ينتخب سوف ينفى من عائلة سليم) أضحكني أضحك الله سنه يوم ينقص عدد الناخبين...
[16] و متى كانت الغيبة مما تجوز شرعا لمثل هذه الامور التي زينوها بزينة الاصلاح زعموا ...
[17] و اصبح من ينتمي الى هاتيكم الاحزاب المنهزمة يوضع فوق الرف و يغسل بماء اللا عقوق...
[18] و قد فرّق علماؤنا رحمهم الله تعالى بما هو ضرورة من غيره و بما يترتّب عليه مفاسد من غيره و رخّصوا لذلك الصور التي اتخذت على البطاقة الشخصية مما هو متعارف عليها عالميا و لا يستطيع الانسان السير فضلا عن العيش من دونها و يصبح لقطة الآخرين و هذه ضرورة و تقدر بقدرها لانك ملزم بها كالتأمين الزامي و اين هذا من بطاقات الانتخابية الاختيارية؟؟؟