تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الصوفية مالها وما عليها (لمن يريد معرفة الصوفية )



أبو البهاء
10-30-2002, 07:22 PM
أصول التوحيد عند الصوفية الجزء الأول


معرفة الله تعالى

قال أبو بكر الشبلي: "الله هو الواحد المعروف قبل الحدود وقبل الحروف، سبحانه لا حد لذاته، ولا حروف لكلامه".

وقد سئل رويم بن أحمد عن أول فرض فرضه الله عز وجل على خلقه، فقال: "المعرفة" لقوله جل ذكره: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)(2)، قال ابن عباس(3): إلا ليعرفون.

وقال الجنيد: إن أول ما يحتاج إليه العبد من الحكمة، معرفة المصنوع صانعه، والمحدث كيف كان إحداثه، فيعرف صفة الخالق من المخلوق، وصفة القديم من المحدث، ويذل لدعوته، ويعترف بوجوب طاعته، فإن من لم يعرف مالكه لم يعترف بالملك لمن استوجبه.

وقال أبو الطيب المراغي: للعقل دلالة، وللحكمة إشارة، وللمعرفة شهادة، فالعقل يدل، والحكمة تشير، والمعرفة تشهد: بأن صفاء العبادات لا تنال إلا بصفاء التوحيد.

وسئل الجنيد عن التوحيد فقال: إفراد الموحد بتحقيق وحدانيته بكمال أحدئته: إنه الواحد الذي لم يلد ولم يولد، بنفي الأضداد والأنداد والأشباه، بلا تشبيه ولا تكييف، ولا تصوير ولا تمثيل، "ليس كمثله شي وهو السميع البصير".





أصول التوحيد عند الصوفية الجزء الثاني


صـــــــفـــــــات الله تعالى



قال أبو الحسن البوشنجي رحمه الله: التوحيد أن تعلم أنه غير مشبه للذوات،ولا منفي للصفات.

وقال الحسين بن منصور: إن القدم له، فالذي بالجسم ظهوره فالعرض يلزمه، والذي بالأداة اجتماعه فقواها تمسكه، والذي يؤلفه وقت يفرقه وقت، والذي يقيمه غيره فالضرورة تمسه، والذي يظفر به الخيال فالتصور يرتقي إليه، ومن آواه محل أدركه أين، سبحانه لا يظله فوق، ولا يقله تحت، ولا يقابله حد، ولا يزاحمه عند، ولا يأخذه خلف، ولا يحده أمام، ولم يظهره قبل، ولم ينفه بعد، ولم يجمعه كل، ولم يوجده كان، ولم يفقده ليس، وصفه لا صفة له، وفعله لا علة له، وكونه لا أمد له، تنره عن أحوال خلقه، ليس له من خلقه مزاج، ولا في فعله علاج. باينهم بقدمه كما باينوه بحدوثهم. إن قلت: مضى فقد سبق الوقت كونه، وإن قلت: (هو) فالهاء والواو خلقه، وإن قلت: أين؟ فقد تقدم المكان وجوده. الحروف آياته، ووجوده إثباته، ومعرفته توحيده، وتوحيده تمييزه من خلقه، ما تصور في الخيال فهو بخلافه، كيف يحل به ما منه بدأه؟ أو يعود إليه ما هو أنشأه؟.

لا تقابله الظنون، قربه كرامته، وبعده إهانته. عفوه من غير توقل(4)، ومجيئه من غير تنقل، هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، والقريب والبعيد، الذي (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ).

قال يوسف بن الحسين: قام رجل بين يدي ذي النون المصري فقال: أخبرني عن التوحيد ما هو؟ فقال:

أن تعلم أن قدرة الله تعالى في الأشياء بلا مزاج، وصنعه للأشياء بلا علاج، وعلة كل شي صنعه، ولا علة لصنعه، وليس في السماوات العلا ولا في الأرضين السفلى، مدبر غير الله، وكل ما تصور في خيالك فالله بخلاف ذلك.

وقال الجنيد: التوحيد علمك وإقرارك بأن الله فرد في أزليته لا ثاني معه، ولا شي يفعل فعله.

ابو مشاري
10-30-2002, 07:44 PM
اخي أبو البهاء تحية

اذكر لك تأييدا لكلامك خطبة للامام علي (ع) و هي قمة في البلاغة في صفات الله سبحانه و تعالى و يذكر فيها ما تفضلتم به ..

أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ وَ كَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْدِيقُبِهِ وَ كَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ وَ كَمَالُ تَوْحِيدِهِالْإِخْلَاصُ لَهُ وَ كَمَالُ الْإِخْلَاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُلِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ الْمَوْصُوفِ وَ شَهَادَةِ كُلِّمَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ فَمَنْ وَصَفَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْقَرَنَهُ وَ مَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ وَ مَنْ ثَنَّاهُ فَقَدْ جَزَّأَهُ وَمَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ وَ مَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ وَ مَنْ أَشَارَ إِلَيْهِفَقَدْ حَدَّهُ وَ مَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ وَ مَنْ قَالَ فِيمَ فَقَدْضَمَّنَهُ وَ مَنْ قَالَ عَلَامَ فَقَدْ أَخْلَى مِنْهُ .
كَائِنٌ لَا عَنْ حَدَثٍ مَوْجُودٌ لَا عَنْ عَدَمٍ مَعَ كُلِّشَيْ‏ءٍ لَا بِمُقَارَنَةٍ وَ غَيْرُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ لَا بِمُزَايَلَةٍ فَاعِلٌ لَابِمَعْنَى الْحَرَكَاتِ وَ الآْلَةِ بَصِيرٌ إِذْ لَا مَنْظُورَ إِلَيْهِ مِنْخَلْقِهِ مُتَوَحِّدٌ إِذْ لَا سَكَنَ يَسْتَأْنِسُ بِهِ وَ لَا يَسْتَوْحِشُلِفَقْدِهِ أَنْشَأَ الْخَلْقَ إِنْشَاءً وَ ابْتَدَأَهُ ابْتِدَاءً بِلَارَوِيَّةٍ أَجَالَهَا وَ لَا تَجْرِبَةٍ اسْتَفَادَهَا وَ لَا حَرَكَةٍأَحْدَثَهَا وَ لَا هَمَامَةِ نَفْسٍ اضْطَرَبَ فِيهَا أَحَالَ الْأَشْيَاءَ لِأَوْقَاتِهَاوَ لَاءَمَ بَيْنَ مُخْتَلِفَاتِهَا وَ غَرَّزَ غَرَائِزَهَا وَ أَلْزَمَهَاأَشْبَاحَهَا عَالِماً بِهَا قَبْلَ ابْتِدَائِهَا مُحِيطاً بِحُدُودِهَا وَانْتِهَائِهَا عَارِفاً بِقَرَائِنِهَا وَ أَحْنَائِهَا



ابو مشاري

أبو البهاء
10-31-2002, 06:48 AM
تحياتي لك أخي أبو مشاري

وشكرا لك

:) :)

أبو البهاء
10-31-2002, 06:59 AM
أصول التوحيد عند الصوفية الجزء الثالث


الإيــــــــــــمــــــــــــان:

قال أبو عبد الله بن خفيف: الإيمان تصديق القلوب بما وضّحه الحق من الغيوب.

وقال أبو العباس السياري: عطاء الله على نوعين: كرامة واستدراج، فما أبقاه عليك فهو كرامة، وما أزاله عنك فهو استدراج، فقل: أنا مؤمن إن شاء الله.

وقد قال سهل بن عبد الله التستري: ينظر المؤمنون إليه تعالى بالأبصار (أي يوم القيامة) من غير إحاطة ولا إدراك نهاية.

وقال أبو الحسين النوري: القلوب شواهد الحق، فلم نر قلبا أشوق إليه من قلب محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
وقال أبو عثمان المغربي: كنت أعتقد شيئا من حديث الجهة، فلما جئت بغداد زال ذلك عن قلبي، فكتبت إلى أصحابنا بمكة: إني أسلمت الآن إسلاماً جديدا.

وسئل أبو عثمان المغربي عن الخلق فقال: قوالب وأشباح تجري عليهم أحكام القدرة الإلهية.

وقال الواسطي: لما قامت الأرواح والأجساد بالله، وظهرتا به لا بذواتها، كذلك قامت الخطرات، والحركات بالله لا بذواتها، إذ أن الحركات والخطرات فروع للأجساد والأرواح.


مسألة الرزق:

إن أرزاق العباد مخلوقة لله تعالى، وكما أنه لا خالق للجواهر إلا الله تعالى، فكذلك لا خالق للأعراض إلا الله تعالى.

قال أبو سعيد الخراز: من ظن أنه إذا بذل الجهد يصل إلى مطلوبه فهو متعن، ومن ظن أنه بغير الجهد يصل فهو متمن.

وقال الواسطي: المقامات (المطلوبة): أقسام قسمت، ونعوت أجريت، كيف تستجلب بحركات أو تنال بسعايات؟

الكفر:

سئل الواسطي عن الكفر بالله أو لله، فقال: الكفر والإيمان، والدنيا والآخرة، من الله وإلى الله وبالله ولله: من الله ابتداء وإنشاء، وإلى الله مرجعاً وانتهاء، وبالله بقاء وفناء، ولله ملكاً وخلقا.

وقال الجنيد: سئل بعض العلماء عن التوحيد، فقال: هو اليقين، فقال السائل: بين لي ما هو.

فقال: هو معرفتك أن حركات الخلق وسكونهم فعل الله عز وجل وحده، لا شريك له، فإذا فعلت ذلك فقد وحدّته.

وجاء شخص إلى ذي النون المصري وقال له: ادع لي، فقال: إن كنت قد أيُدت في علم الغيب بصدق التوحيد فالدعوة مجابة، والإ فالنداء لا ينقذ الغرقى.

وقال أبو الحسين النوري: التوحيد هو كل خاطر يشير إلى الله تعالى بعدم مزاحمته من خواطر التشبيه

وسئل أبو علي الروذباري عن التوحيد فقال: التوحيد استقامة القلب بإثبات مفارقة التعطيل، وإنكار التشبيه، والتوحيد يتبلور في كلمة واحدة، وهي: كل ما صوره الخيال والأفكار فالله سبحانه بخلافه، لقوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ


وقال أهل الحق إن صفات ذات القديم سبحانه باقيات ببقائه تعالى بخلاف ما قاله مخالفو الحق.

وقال الأستاذ الإمام أبو إسحاق الإسفراييني رحمه الله: لما قدمت من بغداد كنت أدرّس فى مسجد نيسابور مسألة الروح، وأشرح القول في أنها مخلوقة، وكان أبو القاسم النصر آباذي، قاعدا متباعدا عنا يصغي إلى كلامي فاجتاز بنا بعد ذلك بأيام قلائل، وقال لمحمد الفراء: اشهد أني أسلمت مجدداً على يد هذا الرجل، وأشار إلي.

وقيل ليحيى بن معاذ أخبرني عن الله عز وجل فقال: إله واحد.

فقيل له كيف هو؟ فقال: ملك قادر.

فقيل: أين هو؟ فقال: هو بالمرصاد.

فقال السائل: لم أسألك عن هذا، فقال: ما كان غير هذا...!

وسأل ابن شاهين الإمام الجنيد عن معنى: (مع) فقال: (مع) على معنيين : مع الأنبياء بالنصرة والكلاءة(9)، قال الله تعالى: (إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)(10)، ومع العامة بالعلم والإحاطة، قال الله تعالى: (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ)(11)، فقال ابن شاهين: مثلك يصلح أن يكون دالا للأمة على الله تعالى.

no saowt
10-31-2002, 07:54 AM
السلام عليكم

أود من أحد الأخوة عرض عنوان كتاب لهذا الموضوع شرط أن يقول صاحبه في أوله أن هذا الكتاب لهذا الموضوع

أود لو كان الكتاب من الكتب القديمة المعتبرة لو سمحتم وأود أن أعرف من أية طريقة صاحب الكتاب

السلام عليكم

أبو البهاء
10-31-2002, 10:01 AM
السلام عليكم ورحمة الله
أخي بلال لي طلب صغير وأنت تقرأ هذه الموضوع وأنت بعيدعن المذهب الذي أنت عليه أين كان سلفيا أم صوفيا أم أي كان ......

أنا أعرض وجهة نظر الصوفية بغض النظر عن المصدر و أي كان
لأن الكتاب نقل لكلام الصوفية (بعيدا عن الدس والتلفيق ) ثم إني أريد من الذي يقرأ الكلمات هل هي مخالفة لمبدأ الاسلام الذي يقول به الكثيرون

أما إذا اردت أن تعرف المصدر فهو الرسالة القشيرية بشرح عبد الحليم محمود



هذه مقدمة لموضوع الصوفية نشأتها وعقيدتها وسلوكها طبعا ليست كلها من هذا الكتاب إنما هي مقتطفات من هذا الكتاب

اردت من خلال هذه الكلمات أن أبين أن الصوفية لايؤمنون بل يكّفرون من يقول بظاهرة الاتحاد والحلول فكل هذا دس الذي ظهر في كتبهم

أبو البهاء
10-31-2002, 10:09 AM
الحق سبحانه وتعالى


قال شيوخ هذه الطريقة في التوحيد: إن الحق سبحانه وتعالى: موجود، قديم، واحد، حكيم، قادر، عليم، قاهر، رحيم، مريد، سميع، مجيد، رفيع، متكلم، بصير، متكبر، قدير، حي، أحد، باقٍ ، صمد.

وأنه: عالم بعلم، قادر بقدرة، مريد بإرادة، سميع بسمع، بصير ببصر، متكلم بكلام، حي بحياة، باقٍ ببقاء.

وهى يدان هما صفتان يخلق بهما ما يشاء، سبحانه على التخصيص، وله الوجه الجميل.

وصفات ذاته مختصة بذاته، لا يقال هي هو، ولا هي أغيار له، بل هي صفاته الأزلية ونعوته السرمدية.

وأنه أحديّ الذات، ليس يشبه شيئاً من المصنوعات، ولا يشبهه شيء من المخلوقات.

ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض، ولا صفاته أعراض، ولا يُتَصوّر في الخيال، ولا يُقدَّر في العقول، لا جهة له ولا مكان، ولا يجري عليه وقت ولا زمان، ولا يجوز في وصفه زيادة ولا نقصان.

ولا تخصّه هيئة وقدّ، ولا تقطعه نهاية وحدّ، ولا يحلّه حادث، ولا يحمله على الفعل باعث، ولا يجوز عليه لون ولا كون، ولا ينصره مدد ولا عون.

ولا يخرج عن قدرته مقدور، ولا ينفكّ عن حكمه مفطور، ولا يعزب عن علمه معلوم، ولا هو عن فعله كيف يصنع وما يصنع ملوم، لا يقال له: أين هو ولا كيف هو؟ ولا يستفتح له وجود، فيقال: متى كان؟، ولا ينتهي له بقاء، فيقال: استوفى الأجل والزمان، ولا يقال: لِمَ فعلَ ما فعل؟ إذ لا علة لأفعاله.

ولا يقال: ما هو؟ إذ لا جنس له فيتميز بأمارة عن أشكاله، يرى لا عن مقابلة، ويرى غيره لا عن مماثلة، ويصنع لا عن مباشرة ومزاولة.

له الأسماء الحسنى والصفات العلى، يفعل ما يريد، ويذل لحكمه العبيد.

لا يجري في سلطانه إلا ما يشاء، ولا يحصل في ملكه غير ما سبق به القضاء.

ما علم أنه يكون من الحادثات أراد أن يكون، وما علم أنه لا يكون مما جاز أن يكون أراد أن لا يكون.

خالق أرزاق العباد، خيرها وشرها، ومبدع ما في العالم من الأعيان والآثار، ومرسل الرسل إلى الأمم من غير وجوب عليه، ومتعبّد الأنام على لسان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بما لا سبيل لأحد باللوم والاعتراض عليه، ومؤيد نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بالمعجزات الظاهرة والآيات الزاهرة، بما أزاح به العذر وأوضح به اليقين، وعرَّف المنكر، وحافظ على بيضة الإسلام، بعد وفاته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بخلفائه الراشدين، ثم حرس الحق وناصره بما يوضّحه من حجج الدين على لسان أوليائه ، عصم الأمة الحنيفية من الاجتماع على الضلالة، وحسم مادة الباطل بما نصب من الدلالة، وأنجز ما وعد من نصرة الدين بقوله تعالى (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ