تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المونيتور الأمريكية: مقاومة ضارية للقوات الأمريكية بالفلوجة



صلاح الدين يوسف
11-25-2004, 08:51 PM
المونيتور الأمريكية: مقاومة ضارية للقوات الأمريكية بالفلوجة



تقارير رئيسية :عام :



4 من رجال المقاومة يحتجزون رتلاً أمريكيًا طوال الليل في معارك الفلوجة

الفريق ريتشارد ناتونسكي قائد قوات الفرقة الأولى مارينز: 'إننا نقاتل قومًا يحبون الموت ويريدون أخذ المزيد من الجنود الأمريكيين والجيش العراقي معهم في رحلتهم إلى الموت'

المارينز يرون رجال المقاومة في أحلامهم يطاردونهم من بين لهيب النيران

مفكرة الإسلام: نشر الكاتب الأمريكي سكوت بيترسون مقالاً في جريدة الكريستيان ساينس مونيتور واسعة الانتشار قال فيه أن المقاومة العراقية لا تزال قوية وصامدة في الفلوجة، وأن 4 من رجال المقاومة استطاعوا احتجاز رتل أمريكي كامل لعدة ساعات في معارك أثناء الليل، وقال بالنص أن 'أعداد القوات الأمريكية وآلياتها كانت تفوق بكثير رجال المقاومة الأربعة في الفلوجة الذين لم يكونوا مسلحين سوى ببنادق آلية وقنابل يدوية، واستطاعوا أن يحتجزوا رتلاً أمريكيًا كاملاً في معارك ضارية لعدة ساعات، وأوقعوا عدة قتلى وجرحى في صفوف القوات الأمريكية في معارك من شارع لشارع ولقنوا القوات الأمريكية درسًا قاسيًا من ذلك العدو جيد المناورة سريع الذوبان في شوارع الفلوجة ويتحلى بالصبر ويسعى إلى الشهادة'.

وقد وقعت ذروة القتال في وقت متأخر من ليلة الاثنين وكانت مثالاً لحرب المدن الضارية في الفلوجة، وقال الكاتب أنه في النهاية ومع دخول فرقة 'ألفا' من المارينز إلى آخر حصون المقاومين الأربعة الذين تنقلوا من بيت إلى بيت، وكان بيت محترق دكته الصواريخ الأمريكية والمتفجرات وقذائف الدبابات، وقد اعتقدوا أن أفراد المقاومة قد قتلوا، ولكن صرح العريف ريتشارد كاسيراس أنه كان أول الداخلين مع جنوده ولكنه فوجئ بزخات من سلاح آلي من طراز AK-47، ثم ظهر مقاتل ثاني وفي كلتا يديه قنبلة يدوية وقد نزع فتيلها ولا يزال ممسكًا بها، ثم قام بتفجيرها في القوات الأمريكية بعد أن قاموا بفتح نيرانهم عليه [لم يشر التقرير إلى قتلى الأمريكيين]، وقام الجنود الأمريكيين بسحب جرحاهم خارج المنزل، ثم قاموا بقصف المنزل.

ويقول القادة الأمريكيون أن مثل تلك المعارك التي توقع الكثير من القتلى [بدون أن يشير إلى العدد ثانية] تشهدها جميع مناطق الفلوجة التي تحاول قوات المارينز والجيش العراقي اقتحامها منذ أكثر من أسبوعين، في محاولة للقضاء على المقاومة بالمدينة، كما يشير التقرير إلى أن معارك الاثنين الماضي التي وقعت في شوارع وأزقة مدينة الأشباح 'الفلوجة' التي كان يقطنها 300 ألف نسمة تظهر صعوبة وخطورة مهام اقتلاع المقاومة المختفين داخل المدينة، كما ستواجه القوات الأمريكية مزيدًا من المخاطر في حال عودة المدنيين إلى المدينة.

يقول الفريق ريتشارد ناتونسكي قائد قوات الفرقة الأولى مارينز في حوار مع المونيتور: 'إننا نقاتل قومًا يحبون الموت ويريدون أخذ المزيد من الجنود الأمريكيين والجيش العراقي معهم في رحلتهم إلى الموت، نحن نفوقهم عددًا ولكن بالرغم من ذلك أظهروا مقاومة شديدة وصلبة، ولكننا يجب علينا أن ننهي هذا الهجوم بأي وسيلة لتلك المدينة التي تعد معقلاً للمقاومة'.

ويقول أطباء الجيش الأمريكي أنه أثناء القتال وتحت وطأة النيران وضوء القذائف في جوف الليل ودوي الانفجارات قاموا بسحب الجرحى والقتلى الأمريكيين جراء القنبلة التي ألقاها رجل المقاومة، كما قام أحد الصحفيين المرافقين بسحب 3 جرحى من الجنود من ستراتهم إلى السيارة التي كان يستقلها في مساعدة للأطباء، وهرعت بهم السيارة إلى المستشفى العسكري المسمى 'كامب فلوجة' وقد امتلأ جسد العريف ناثان دوجلاس بشظايا القنابل، كما حمل إلى جواره على العربة المدرعة الرقيب كاتشر كات الذي أصيب شريانه فوق الركبة بنزيف حاد، كما أصيب بشظية قنبلة مزقت كتفه ويديه، وقال العريف دوجلاس مواسيًا رفاقه: 'لا تقلقوا لقد قصفنا ذلك المنزل بالعديد من القنابل ولن يبقى أحد منهم حيًا'، ثم قامت القوات الأمريكية بقصف المنازل التي يحتمي بها المقاومة بصواريخ من طائرة أمريكية من طراز Spectre AC-130 والتي دمرت المنازل الأربعة التي كان يحتمي بها المقاومة وقصفتهم بأربعين قذيفة من نوع Howitzer.

ويقول التقرير أن حصيلة تلك الليلة الدامية هي مصرع أحد المارينز وإصابة 9 آخرين بما فيهم المراسل الصحفي الذي جرح في ذراعه من جراء بعض الشظايا.

ويقول التقرير أن تلك الاشتباكات رفعت نسبة الجرحى في كتيبة الاستطلاع الخفيفة الأمريكية إلى 1 من بين كل 5 جنود، ويقول التقرير أن ذلك أقل بكثير من نسبة معركة مدينة هيو الفيتنامية في عام 1968 التي كانت نسبة الخسائر فيها 60%، وهي آخر معارك المدن قبل معركة الفلوجة التي خاضتها قوات مشاة البحرية الأمريكية 'المارينز'، ولكنها أعلى بكثير من كافة العمليات العسكرية المعاصرة.

ويشير التقرير إلى أن المقاومة لا تزال قوية بالمدينة. يقول لواء المارينز كريج توكر قائد الفرقة السابعة من الفوج القتالي وهو أحد فوجين يقاتلان في الفلوجة: 'لقد خضنا قتالاً رجل لرجل في الفلوجة، وهو قتال على طراز حروب المشاة القديمة'، ويضيف: 'إذا ما وجدنا أحد المقاتلين في منزل وبيده قنبلتين يدويتين ويعلم أنه سوف يموت فيجب علينا أن نقوم باقتلاع هذا المنزل بمن فيه، ولكننا بالطبع لا نستطيع أن نقوم بدك كافة منازل الفلوجة، فهناك فرق بين مؤسستنا العسكرية التي تتبع قوانين الحرب [هكذا] وبين آخرين لا يتبعونها، والتحدي الأكبر أمامنا هو ألا نصبح مثلهم' على حد زعمه.

وأشار التقرير أيضًا إلى أن المقاومة استخدمت تكتيكات مخادعة مثل استخدام الأعلام البيضاء لاستدراج القوات الأمريكية، أو التظاهر بالموت في الشوارع ثم يقوم المقاتلون من بين الموتى والانقضاض على القوات الأمريكية، مما أوقع المارينز في مخاطر كبيرة على يد المقاومة، حتى بالرغم من قيام الوحدات الأمريكية بالاستخدام المفرط للقوة، فهم لا يزالون في مخاطر جمة من رجال المقاومة بسبب تكتيكاتهم التي لا يمكن التنبؤ بها.

يقول النقيب جيل جوريز قائد الكتيبة الاستطلاعية محدثًا جنوده: 'أنا أقول لكم يا جنود المارينز، مخول لكم استخدام القوة المفرطة والمميتة'.

وأشار التقرير إلى أن الحرب في الفلوجة سجال حتى بالرغم من أن الحرب يشوبها بعض فترات الهدوء في بعض الأوقات، إلا أن القوات الأمريكية سرعان ما تجابه بمقاومة عندما تقوم بتفتيش بعض المنازل في المدينة.

وقال المراسل أن القوات يبدأون حملتهم بقراءات من مزامير داود من العهد القديم، وقد بدأت 'الكتيبة الحمراء' يومها بقراءة الإصحاح 91 من المزامير، وقد كتب العريف دوستن باركر من ولاية تكساس الأمريكية على خوذته أجزاء من الإنجيل تقول: 'لا تخشى عدوك بالليل، ولا من الأسهم التي تتطاير بالنهار، ولا تخشى من الأوبئة والطواعين التي تسير في الظلمة'.

وقد قام المارينز باستخدام المتفجرات والفئوس وأقدامهم لتحطيم الأبواب ودخول المنازل، وبحثوا داخل الغرف ودمروا مخزونات الأطعمة لحرمان المقاومة منها ومن التنقل من منزل إلى منزل، ويقول أحد ضباط الاستخبارات المرافق للقوات: 'إن المشكلة في تلك الحرب أننا باقتحامنا للمنازل نكون بذلك قد فتحنا لهم كافة المنازل ليستخدمها المقاومة من بعدنا'.

وقد عثرت 'الكتيبة الحمراء' في أحد المنازل على رجلين يجلسان أمام مدفأة يحتسيان الشاي، وكان المطبخ نظيفًا فيما عدا من بعض أطباق الفول والأرز، ولم يبد عليهما أنهما عاشا في ذلك المنزل منذ وقت طويل، فهاتف المنزل كان به 61 رسالة مسجلة لم يتم الرد عليها منذ يوم 5 نوفمبر، مما يوحي أنهما ليسا أصحاب المنزل.

ولم تستطع القوات الأمريكية تحديد إذا ما كانا من رجال المقاومة أو من المدنيين الذين دخلوا إلى المنزل عنوة، فقال الرجلان أثناء التحقيقات أنهما لا يعرفان أسماء أصحاب الصور المعلقة على الحوائط، وقالا أنهما قد عثرا على تلك الصور في إحدى المجلات، لذا قامت القوات الأمريكية باعتقالهما، وربما صنفاهما من رجال المقاومة للتباهي بزيادة أعداد المعتقلين الذين يحسبون على المقاومة، في حين أن معظمهم من المدنيين.

ثم انتقلت قوة ألفا إلى بيت آخر واشتبكا مع رجال المقاومة وقتل أحد المارينز وجرح آخر وهو العريف لويز مونز بعد إصابته بطلق ناري في قدمه، مما أدى إلى اندلاع موجة اشتباكات جرح على أثرها العريف بيتر ماسون أيضًا [بحسب أرقام الجيش الأمريكي].

ويقول التقرير ـ في صورة تدعو إلى العجب ـ أن أحد الجنود أصيب بأربعة طلقات نار كلها استقرت في درعه الواقي على صدره، وأصيب برصاصة في خوذته، لم تنفذ إلى رأسه، وأصيب بثماني رصاصات كلها أدت إلى تمزيق سرواله في حين لم تصب رجله بأذى!!

وخاضت القوات الأمريكية معارك ليلة أخرى من مبنى إلى مبنى وصعدوا إلى سقف أحد المباني وأطلقوا 3 صواريخ على مبان في اشتباكات استمرت لمدة 3 ساعات مع رجال المقاومة.

ويقول قادة الجيش الأمريكي أنه يبدو أن المعارك لن تنتهي، ويضيف الملازم مات برونسون قائد الفريق الذي اقتحم المنازل: 'لا ندري كيف يمكن أن نمنع تلك الاشتباكات مع المقاومة، لقد فعلنا كل شيء بطريقة صحيحة، فالمقاومة تتحصن داخل المنازل وينتظرون قدومنا إليهم'.

ويضيف العريف دونالد بليز أنه 'بمجرد قدوم دبابات أبرامز إلى مناطق المقاومة والبدء في قصفها أفكر حينئذ أن المقاومة إذا ما كانوا لا يزالون أحياء فإنهم سوف يكونون في غاية القسوة بعدما نجوا من ذلك القصف'.

ويضيف العريف بليز أنه بعد دخول أحد المنازل 'كانت النيران تشتعل في حجرة المعيشة' وكان وجهه أسودًا من الاحتراق والدخان ومن الطين الذي تجمع على مر أسابيع الحرب، وكان يتحدث من على سرير إحدى المستشفيات بجوار زملائه الجرحى، وقال أنه في الليلة التي أصيب فيها قام بإفراغ 15 خزنة من مدفعه الرشاش في تلك المواجهات الضارية، وهو ما يقارب من 400 رصاصة.

ويروي كيف أنه يرى المعارك أثناء نومه، يقول: 'كلما أغلق عيني أرى المنازل المحترقة، ولا أستطيع النوم'، في حين يضيف دوجلاس أنه 'يرى في منامه لهيب النار' أثناء نومه على سرير المستشفى، ثم بعد ذلك يرى زميله 'سيزاريس يأتي من بين تلك النيران... ويطارده رجال المقاومة من ورائه'.



عرض وترجمة

محمد الزواوي