no saowt
11-20-2004, 12:22 AM
التلفزيون علّة انحطاطنا
تركونا يا جماعة من تجليطة الثقافة والسياسة والعلم وما شابه، فنحن نتكلم على الشباب، واين شباب لبنان اليوم من الثقافة والعلم؟ شخصيا لا اراهن البتة على نهضة نارية فكرية علمية ادبية تتوهج في اتون لبنان في المئتي سنة المقبلة، او حتى اكثر. فرهان اساسه علبة ذات شاشة باتت شغل الشباب الشاغل، تبث في عقول امل لبنان زبالة الغرب الطاغي تحت شعار العولمة برائحتها النتنة والمقرفة، هو رهان خاسر.
فكيف للاشراع بعيدا عن الانحطاط المادي العملي والمعنوي ان يتم وشباب لبنان محبوس في خندق التنويم المغناطيسي الفعال الذي تمليه عليه خطة القرية الكونية الغربية، عبر فضائياتها (اي عبر التلفزيون)، فيجمد شباب لبنان مسبوعا امامه، وترسو قوام همته مستكينة على بساط التخلف والانبطاح الذليلين. فتجد لبنان بشبابه مغموسا في تبولة الخطة الجبارة تلك، الاميركية المنشأ، لجعل العالم بأسره في قبضة الاميركيين، او على الاقل في وعاء تبولتهم الهيتيروجينية (المتأبطة دول العالم الثالث، والاول... و العاشر !!).
واني اتحدى اكبر راس ان يأتيني بأربعة من عشرة شبان لبنانيين ينتقيهم عشوائيا، يتابعون برامج سياسية او تثقيفية في شكل دائم و بجهد دؤوب، حريصين على ان يختزنوا، في قرارة وعيهم ولا وعيهم، ما توفر لهم قدرتهم الذاتية اختزانه من معلومات تثري الثقافة وتوسع آفاق التفكير والتحليل، يتلقونها من البرامج المفيدة تلك، مما يساعد مستقبليا وبصورة تدريجية في تكوين شخصية معنوية عامة للشباب اللبناني، تكون مستقلة، بالغة مبلغها من الرشد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ومتمسكة به لتشهره سلاحا ضد محاولات الغرب في توضيع قيمها وممارساتها ومبادئها...
الى ذلك، فان ازمة دونية لبنان والعرب امام القوى المتسلطة الاجنبية الساعية الى جعل دولنا مستعمرات لها فكريا وايديولوجيا لا جغرافيا تمت بالصلة كل الصلة الى ما يستهوي شباب العرب، وبخاصة لبنان، من برامج تلفزيونية. فقد استحدثت محطات تلفزيونية عربية خاصة بالفنانين والمغنين تحذو حذو المثال الاعلى لها بهذا: الغرب الاميركي من شأنها ان تطلع المشاهدين الكرام على هوايات المغني هذا وسيارات المغني ذاك، ونوعية الملابس التي يحبذها لنفسه هو او هي منهم، وسخافات وتفاهات غيرها...
الا ان الفاجعة الكبرى اضافة الى ان الشباب لا يقرأ هي ان كل ما يعيش لاجله شباب لبنان اليوم هو، والى حد بعيد، هذه النوعية من البرامج التلفزيونية الفارغة المضمون! انما، شو بدنا نعمل... عمنتسلا !!
وكل ما يتعلق بوعي حضري حضاري او معلومة مفيدة يغض الطرف عنه، وكأن شيئا منه لم يكن.
ونرى في الولايات المتحدة الاميركية ايضا، اعدادا كبيرة نسبيا من الشباب ممن تلهيهم برامج الغناء والدعابة وما شاكلها، الا ان العقل المدبر في تلك المنطقة من العالم يملك من القدرة ما يكفي ليستورد علماء وباحثين ومثقفين من مختلف الجنسيات، ولاسيما جنسيات الشرق الاوسط والاقصى، ويؤمن لهم حياة رخاء مقابل ان يعملوا ليل نهار على تطوير العلم والتكنولوجيا باسم الغرب.
... ونبقى نحن الشرقيين امام التلفزيون للغايات السفيهة دائما، ويبقى التلفزيون امامنا عائقا، يحول دون تقدمنا، وتطورنا، معززا لتشرذمنا...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تركونا يا جماعة من تجليطة الثقافة والسياسة والعلم وما شابه، فنحن نتكلم على الشباب، واين شباب لبنان اليوم من الثقافة والعلم؟ شخصيا لا اراهن البتة على نهضة نارية فكرية علمية ادبية تتوهج في اتون لبنان في المئتي سنة المقبلة، او حتى اكثر. فرهان اساسه علبة ذات شاشة باتت شغل الشباب الشاغل، تبث في عقول امل لبنان زبالة الغرب الطاغي تحت شعار العولمة برائحتها النتنة والمقرفة، هو رهان خاسر.
فكيف للاشراع بعيدا عن الانحطاط المادي العملي والمعنوي ان يتم وشباب لبنان محبوس في خندق التنويم المغناطيسي الفعال الذي تمليه عليه خطة القرية الكونية الغربية، عبر فضائياتها (اي عبر التلفزيون)، فيجمد شباب لبنان مسبوعا امامه، وترسو قوام همته مستكينة على بساط التخلف والانبطاح الذليلين. فتجد لبنان بشبابه مغموسا في تبولة الخطة الجبارة تلك، الاميركية المنشأ، لجعل العالم بأسره في قبضة الاميركيين، او على الاقل في وعاء تبولتهم الهيتيروجينية (المتأبطة دول العالم الثالث، والاول... و العاشر !!).
واني اتحدى اكبر راس ان يأتيني بأربعة من عشرة شبان لبنانيين ينتقيهم عشوائيا، يتابعون برامج سياسية او تثقيفية في شكل دائم و بجهد دؤوب، حريصين على ان يختزنوا، في قرارة وعيهم ولا وعيهم، ما توفر لهم قدرتهم الذاتية اختزانه من معلومات تثري الثقافة وتوسع آفاق التفكير والتحليل، يتلقونها من البرامج المفيدة تلك، مما يساعد مستقبليا وبصورة تدريجية في تكوين شخصية معنوية عامة للشباب اللبناني، تكون مستقلة، بالغة مبلغها من الرشد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ومتمسكة به لتشهره سلاحا ضد محاولات الغرب في توضيع قيمها وممارساتها ومبادئها...
الى ذلك، فان ازمة دونية لبنان والعرب امام القوى المتسلطة الاجنبية الساعية الى جعل دولنا مستعمرات لها فكريا وايديولوجيا لا جغرافيا تمت بالصلة كل الصلة الى ما يستهوي شباب العرب، وبخاصة لبنان، من برامج تلفزيونية. فقد استحدثت محطات تلفزيونية عربية خاصة بالفنانين والمغنين تحذو حذو المثال الاعلى لها بهذا: الغرب الاميركي من شأنها ان تطلع المشاهدين الكرام على هوايات المغني هذا وسيارات المغني ذاك، ونوعية الملابس التي يحبذها لنفسه هو او هي منهم، وسخافات وتفاهات غيرها...
الا ان الفاجعة الكبرى اضافة الى ان الشباب لا يقرأ هي ان كل ما يعيش لاجله شباب لبنان اليوم هو، والى حد بعيد، هذه النوعية من البرامج التلفزيونية الفارغة المضمون! انما، شو بدنا نعمل... عمنتسلا !!
وكل ما يتعلق بوعي حضري حضاري او معلومة مفيدة يغض الطرف عنه، وكأن شيئا منه لم يكن.
ونرى في الولايات المتحدة الاميركية ايضا، اعدادا كبيرة نسبيا من الشباب ممن تلهيهم برامج الغناء والدعابة وما شاكلها، الا ان العقل المدبر في تلك المنطقة من العالم يملك من القدرة ما يكفي ليستورد علماء وباحثين ومثقفين من مختلف الجنسيات، ولاسيما جنسيات الشرق الاوسط والاقصى، ويؤمن لهم حياة رخاء مقابل ان يعملوا ليل نهار على تطوير العلم والتكنولوجيا باسم الغرب.
... ونبقى نحن الشرقيين امام التلفزيون للغايات السفيهة دائما، ويبقى التلفزيون امامنا عائقا، يحول دون تقدمنا، وتطورنا، معززا لتشرذمنا...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.