تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لا تكن رمضانيًّا



Saowt
11-10-2004, 05:43 AM
أخي المؤمن: ها هو رمضان قد مضى وخلَّف من ورائه خلقاً بارًّا وسعيًا مشكورًا وإرادة ماضية. مضى وقد زوَّد النفس بشحنة من النور الإيماني يمضي معها المؤمن وهو على نور من ربه، يمضي إلى الحياة الطيبة بشرف القصد بهذا العبير المسكوب. والنفس المؤمنة بصومها خفيفة الظل طيبة الأثر تعلم ما أعد للطائعين من أجر مدخر.

إن بعض الناس يظنون انقضاء رمضان، هو انقضاء العهد بالمساجد والجماعات والصلوات والطاعات، لا… لا يا إخوتنا المسلمين.. لا، من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.

إن رمضان موسم المتقين، ومتجر الصالحين، والتاجر يضاعف نشاطه في الموسم، ولكنه لا يغلق دكانه بعد الموسم. إن رمضان موسم نشحن فيه بطاريات القلوب بمعاني الإيمان والتقى، والرغبة فيما عند الله، والإقبال على ما عنده سبحانه.

وعلامة القبول في رمضان، أن يظل الإنسان موصولاً بحبل الله بعد رمضان، ألا يقطع الود بينه وبين ربه، وقد كان بعض السلف يقولون: بئس القوم قوم لا يعرفون الله إلا في رمضان، كن ربانيًّا ولا تكن رمضانيًّا، لا تكن إنسانًا موسميًّا يعرف الله شهرًا في العام، ثم بعد ذلك ينقطع عن طاعة الله، وعن عبادة الله تعالى.

من كان قد قُبِل صيامه، وقُبِل قيامه، فلذلك علامة. علامة هذا أن نجد أثر ذلك بعد رمضان "وَالَّذِينَ اهْتَدَوا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُم". [محمد: 17]

فمن علامة قبول الحسنة، ومن ثواب الحسنة: الحسنة بعدها. ومن عقوبات السيئة: السيئة بعدها.

كن مع الله دائمًا، إن الله يحب الطاعة في كل زمان، ويكره المعصية في كل أوان، وربُّ رمضان هو رب شوَّال، هو رب ذي القعدة، هو رب سائر الشهور.

كن مع الله أبدًا، اتقِ اللهَ حيثما كنت، في أي مكان كنت، وفي أي زمان كنت، وعلى أي حال كنت "وَللهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله". [البقرة: 115].