تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : محاولة الحكومة اليمنية إلى امركة الاسلام في اليمن (2)



عصام علي يحي العماد
11-07-2004, 12:20 PM
محاولة الحكومة اليمنية إلى امركة الاسلام في اليمن (2)



وهم بحاجة إلى العلماء الجدد كحاجتهم إلى الاسلام الجديد وكحاجتهم إلى الحكام الطغاة .... فحلفاء الا مريكان هم من العلماء او من الحكام الطغاة ولا فرق بين اولئك وهؤلاء , لان العلماء الجدد يجمعون الناس حول الطغاة من حكامنا وهؤلاء الطغاة يسلطون الاضواء على هؤلاء العلماء والكل يتفقون على محاربة العلماء القدماء من الذين تم تغييبهم وعزلهم بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر.
وهكذا فالاسلام الذي يريده الامريكان وحلفؤهم في الشرق الاوسط من الرئيس اليمني وغيره هو صورة جديدة من صنع العلماء الخونة ومن طرح الحكام الطغاة , وهو إسلام امريكاني يوجب طاعة كل طغاة الشرق الاوسط ... طاعتهم في حرمة قتل الامريكان الذين غزو منطقة الشرق الاوسط وطاعتهم في وجوب قتل المجاهدين ضد غزاة الشرق الاوسط .
وهذه هي معالم الاسلام الجديد التي تنسجم مع النظام العالمي الجديد, فهو اسلام امريكاني لايفتي في شيء الا في وجوب قتل الذين رفضوا طاعة حلفاء الامريكان في الشرق الاوسط .
وهكذا الامر في اليمن فحكومة الرئيس اليمني الحكيم بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر طالبت بوضع منهج جديد في المعاهد الدينية تحت اشراف العلماء الجدد الذين يفتون بأنه لايجوز جهاد الامريكان الا باذن حلفاء الامريكان .
وهذه الفتوى الجديدة من احدى عبقريات الاسلام الجديد التي عطلت الجهاد في الاسلام القديم ,لان هؤلاء العلماء الجدد يحرمون الجهاد من دون اذن حلفاء الامريكان من طغاة الشرق الاوسط وهؤلاء الطغاة يحرمون الجهاد من دون اذن الامريكان , وبهذه اللعبة الجديدة للاسلام الجديد ضاعت فريضة الجهاد التي فرضها الاسلام القديم .
وهناك المئات من المقالات التي نشرت في الصحف التابعة للحكومة اليمنية وبينت ضرورة رسم اسلاما جديدا يختلف عن الاسلام الذي كان في اليمن قبل احداث الحادي عشر من سبتمبر وتتولى رسم هذا الاسلام مجموعة علمانية لادينية متنفذة في عمق حزب المؤتمر الشعبي التابع للرئيس اليمني الحكيم.
في الاسلام الجديد تجد أن اللجنة العلمانية اتحدت مع اللجنة العلمائية في صياغة اسلام جديد يعطل فريضة الجهاد التي كانت من فرائض الاسلام القديم ,فاللجنة العلمانية ترى أن فريضة الجهاد لاتنسجم مع العصر الجديد واللجنة العلمائية الجديدة ترى أن هذه الفريضة لاتنسجم مع طاعة القيادة الحكيمة في يمن الحكمة .
إن هذا الرئيس اليمني الحكيم استطاع بحنكته أن يقضي على الصراع بين العلمانيين وبين الاسلاميين في اليمن- الذي كان قبل احداث الحادي عشر من سبتمبر- من خلال الاسلام الجديد الذي لايتعارض مع النظام العالمي الامريكي الجديد .
ونسي المتحدثون أن هذه الحكمة عند الرئيس اليمني الحكيم هي
التي جعلت الحكومة في كل يوم تقتل المجاهدين في ابين وعدن وحضرموت وتعز واخيرا في صعدة.
امر اخر من معالم هؤلاءالعلماء الجدد وهو أنهم يتهمون العلماء القدماء بعدم الحكمة .
والحكمة عندهم تعني عدم مواجهة الرئيس وتحذيره من المخططات الامريكية .
إ نهم يرون أن الحكمة تعني السكوت عن الرئيس اليمني حين يحكم بأ عدام الدعاة إلى الله ,وتعني الحكمة عندهم السكوت عن فساد المتسلطين على اليمن , و تبرير انحرافاتهم وعدم مواجهتهم .
ثم هم يقولون: الم يأمر الله- تعالى – موسى أن يتعامل بالحكمة واللين مع فرعون فاخبره مع اخيه هرون غليهما السلام أن يقولا لفرعون قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى.
ومصيبة هؤلاء العلماء الجدد أنهم يحرفون الكلم عن مواضعه, ويطيرون بفهم جديد ودخيل ليلغوا به ايات الجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
إن الذي يتدبر القران الكريم يحس الفرق بين الحكمة واللين الذي امر الله – تعالى – بها موسى وهرون وبين الحكمة واللين الذي يدعو اليه هؤلاء العلماء الجدد ,لان حكمة ولين موسى وهرون عليهما السلام رسمها القران بهذه الصورة :
قالا لفرعون : ( السلام على من اتبع الهدى ), ولم يقولا لفرعون : السلام عليك , وفي ذلك اعلان مواجهة صريحة مع فرعون ,لانها بهذا التسليم قد بينا للجميع بأن فرعون غير متبع للهدى .
وقال موسى لفرعون : (.... عبدت بني اسرائيل ) , وهذ ه كلمة خطيرة بينت وفضحت سياسة فرعون واستعباده للرعية .
وقالا لفرعون : ( إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى ), وفي هذه الكلمة هزة شديدة لعرش فرعون , لان فيها وعيد شديد وتهديد صريح لفرعون بالعذاب اذا كذب بما قالاه من الحق.
إن هذا هو اللين الذي اراده الله مع الحكام الطغاة .
وأما اللين الذي يريده العلماء الجدد كتمان الحق امام حاكم اليمن , بل يعني اكثر من ذلك وهو تشجيع وتحريض الرئيس على الخضوع لكل بنود المخططات الامريكية ويحسبون أن هذا الخضوع هو عين الحكمة من اجل انقاذ اليمن من الهجمة الامريكية .
وكل يمني يخاف على دينه يخاف من هذه الحكمة الجديدة التي تتيح للرئيس أن ينفذ كل ماتريده امريكا من اليمن بحجد صد الهجمة الامريكية من اليمن.
ومصيبة اصحاب هزة الحكمة الجديدة أنهم لايدركون أن تنفيذ المخططات الامريكية سوف يقود اليمن إلى كارثة كبرى ربما فاقت الهجمة الامريكية على اليمن .
و دراسة تاريخ خطر المخططات الامريكية في غير اليمن تجعل كل يمني يحب دينه ووطنه يقف امام الرئيس اليمني في انجراره وراء النظام الامريكي الجديد .
إن هذه المخططات الامريكية هي نابعة من شخصيات نسيت الله والوحي وأرخت العنان لغرائزها الحيوانية ثم اعلنت حربا صليبية جديدة على الاسلام والمسلمين .
وعندما نبحث ماذا صنعه الرئيس اليمني منذ أن اعلن الخضوع للمخططات الامريكية من اجل تمسكه بهذه الحكمة الجديدة نجد أنه قد قام باعمال خطيرة ادخلت اليمن في فتنة عامة , وجرت الدولة اليمنية إلى فوضى طامة , والحكمة لايمكن أن تؤخذ من أفواه الامريكيين الذين يريدون تدمير اليمن وكل بلدان الاسلام والمسلمين بل ينبغي أخذ الحكمة من تعاليم القران لامن مخططات الامريكان .


سوف نكمل سلسلة هذه المقالات في الايام القادمة