عندما تستشعرين نعمة الله عليك وأنت وسط أسرتك تنعمون بإفطاركم العامر.. تذكري أن لك أخوات صائمات خلف أسوار أشد الناس عداوة للذين آمنوا..

فقد نقلت لنا الأخبار ـ إضافة إلى معاناتهن المستمرة ـ معاناة إضافية في الشهر الفضيل.. فإدارة المعتقل تحرمهم من الطعام والماء في فترة السحور، كما تمنعهم من الصلاة جماعة في ساحة المعتقل. أما التفتيش المهين وإهمال المريضات وفرض العقوبات فهي أحوالهن الدائمة في رمضان وغيره..!

عندما تتذوقين حلاوة الإيمان، ونفحات الصيام والقيام.. تذكري أخواتك في سجون الصهاينة بدعوة بظهر الغيب، ولا يكن نصيبهن منك أقل من أخت تحبينها في الله وتهدينها من دعائك، بل هن أحوج إلى برك ومواساتك ودعائك..

عندما تستظلين وأخواتك بظلال الطمأنينة، وتغشاكن السكينة، في مجلس عامر بالذكر والخير.. لا تنسي أخواتك الأسيرات من خاطرة مؤثرة ترق لها القلوب؛ فتلهج بدعاء باكٍ يشق عنان السماء ويصعد إلى رب كريم يستحي أن يرد دعاء عباده..

إنها رسالة إلى كل مسلمة تنعم بالأمن والأمان.. وتعيش أجواء البهجة، في هذا الشهر المبارك.. ألا تنسى أخواتها الأسيرات في فلسطين.. من الدعاء عند الإفطار.. وفي الأسحار.. وفي سائر أوقات الإجابة..

فالله الله في أخوات مسلمات ليس لهن معين ـ بعد الله تعالى ـ إلا من مسلمين ربانيين، يستشعرون أخوّة الدين، ويكدّر صفوَ أمنهم وسرورهم خوفُ أخواتهن وحزنُهن خلف أسوار المعتدين؛ وقد فُرّق شملهن عن أهليهن وأحبابهن!