تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لا تصومي..فأنتي جميلة!!



Jinane
10-30-2004, 06:30 PM
لفت نظري في محل تجاري لبيع البسة جاهزة للأطفال أمرأة على غاية من الضيق من شدة الحر، وكانت تشكو شدة العطش. ومما شد انتباهي إليها أكثر زيادة تضجرها من الصيام وكيف حصل في هذه الأيام الحارة وسأصف المشهد بأكمله ليكون القراء على استيعاب للمنظر: وجهها مقطب واليد تلوح أمامه ذات اليمين وذات اليسار كأنها رقاص ساعة مضطرب، كما تصبب منها العرق ممزوجاً بالمساحيق المختلفة يخاله الناظر غسالة فرشاة رسام، الثوب مبني وكل هذا مع جلوس على أحد كراسي المحل المعدة للزبائن، تلهث لهث المغشي عليه من التعب، وصاحب المحل ترك البيع ليهتم بأحدى زبائنه المتعبات وبيده كأس من الماء يرش بها وجه المرأة العطشى، وابتدأت منه الفتاوى تنهال: (أفطري يا أنسة فحرام عليك الصوم في هذه الحالة نريد أن ينتهي شهر رمضان وترتاح حسناواتنا من هذا العذاب) بمليئات هذه الألفاظ المتجرئة على دين الله اقتنعت هذه الإنسانة بوجوب الإفطار وأخذت الكأس منه وشربت وصبت بقية الكأس على وجهها الذي غير لها كل الملامح، ولم تعد كما عهدها صاحب المتجر (حسناء).
هنا انتفضت برشاقة لتشكر البائع وتطلب منه مرآة، وبسرعة فتحت حقيبتها الأرجوانية لتخرج منها عدة من المناديل وأقلام الروج وبقية المساحيق لتعيد (ديكور) وجهها، وكانت تردد الحمد لله لقد انتهى رمضان ولم يبق منه إلا يومان ويأتي العيد.
تأملت أنا المشهد وكم حز في نفسي ما رأيت وما سمعت، تمنيت حتى لو لم أخرج من البيت حتى لا تتألم عيناي بما رأيت، أو بالأحرى حتى لا يدمع قلبي بما سمعت.
حقاً انتهى رمضان وقد كان المسلمون الأوائل بودعوته بالبكاء والنحيب، بكاء المفارق لشهر طاعة الله، شهر فيه العبادات يؤديها العبد بقلب مفعهم بالإقبال عليه تعالى خاصة لوجود فريضة الصوم التي هي في العام مرة وقد نسبها الله تعالى لفنسه فقد جاء في الحديث القدسي (.. إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به). تركت الشراء وخرجت وأنا تائهة متسائلة: إلى هذا الحد وصل المسلمون؟ أبهذه العقيدة نريد أن نلقى الله تعالىفي يوم لا مفر منه تذكرت قوله صلى الله عليه وسلم (كم من صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش) وتذكرت أيضاً قوله صلوات الله عليه (إن الصوم أمانة فليحفظ أحدكم أمانته) تذكرت الأحنف بن قيس لما قيل له: (إنك شيخ كبير وإن الصيام يضعفك فقال: إني أعده لسفر طويل والصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذابه).
رضي الله عنها (كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل وايقظ أهله وجد وشد المئزر) هكذا كان فعله صلى الله عليه وسلم وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فماذا ترى نحن فاعلون أبمثل تلك العالة على الإسلام أم بمثل الشيخ المفتي صاحب المخزن؟
وتابعت سيري بخطى وطيدة وقد انتابتني الأفكار المتلاحقة بما أرى من مناظر الشوارع من متخنفسين ومترجلات، إلى شهر طاعات وعبادات، إلى تذكرة الموت وعذاب القبر إلى لقاء الله، وأخذت اتساءل ترى من السعيد منا في هذا الموقف.
منقول

منال
11-03-2004, 01:15 PM
:cry:
ياالله
اللهم اجعلنا ممن قبلت صيامه وقيامه وحرمت على النار جسده وعظامه وامنته الروع يوم القيامة
الف شكر اختى جنان وكما ذكرتِ من قبل انه علينا الامر بالمعروف والنهى عن المنكر والا نبقى صامتين هكذا فصمت الملتزمين ادى الى انتشار الفساد واهله ولا حول ولا قوة الا بالله