تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لوغاريثم النور و البعد العاشر



no saowt
10-29-2004, 05:47 AM
لوغاريثم النور و البعد العاشر بقلم: محمد رمضان
الخوارزمي في زيارة عاجلة لنجلاء بأرض الكنانة

حط الخوارزمي رحاله بعد رحلة مضنية في قاهرة المعز,
تعانقه نسمات معبقة بمسك يتناثر من ماء النيل
الذي شرب منه عمرو بن العاص يوما
حينما أدخل نور الكون إلى كنانة العرب
التي أوصاهم قائدهم صلوات الله عليه أن يتخذوا من أهلها أجنادا فاتحين,
و مازالت بلورات العرق المتساقطة من تيجان النصر التي تزين جباههم تملأ الفضاء الرحب ابتسامات كأجمل ما تكون

كان العالم ُ الفذ ُّ منتظرا عودة السيد عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية من الولايات المتحدة, تلقى بريدا إلكترونيا عاجلا من مؤسسة "جائزة نجلاء محرم" لحضور حفل توزيع الجوائز على الفائزين لدورة السنة الحالية, امتطى الخوارزمي لوغاريثم النور و في لحظات ناء به لوغاريثمه الطائر في مكان الحفل كما نحلة تحط على زهرة جميلة تراقصه الريح المنسمة لتجمع رحاقها الممزوج بالندى

دلف إلى القاعة بوقار العلماء العظام,
يرتدي عباءته و عمامته البيضاوين,
يشع منهما نور كنور القمر الساطع في أواسط شهر هجري ,
- السلام عليكم و رحمة الله
- و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

نظر الحضور إلى بعضهم البعض,
و قد شع عمود نور من عمامته إلى عنان السماء,
فأضحت أنوار القاعة باهتة كأنما هي في طريقها إلى التلاشي إلى جانب هذا النور الساطع

عرفه منهم د. أحمد زويل و د. فاروق الباز اللذان كانا يجلسان في شرفة من ريحان تطل على القاعة الاقحوانية في الجهة الغربية,
قال د. فاروق: أظن أن أحدا لن يعرف أستاذنا الجليل من أؤلئك الجالسين على المنصة
أجاب د. أحمد: أنظر إلى تلك السيدة التي تتوسط المنصة, أعتقد أنها ستعرفه
رد د. فاروق: دعنا ننتظر

وقفت نجلاء, تغير لونها,
تمتمت بكلمات غير مفهومات لمن يجلس إلى جوارها,
نزلت عن المنصة مسرعة كالبرق,
توجهت إلى المدخل الرئيسي للقاعة,
في اتجاه رجل يمشي باطمئنان رافعا رأسه إلى السماء,
و بيده مسبحة جميلة كأن حبيباتها تشع بنور زيت الزيتون,
و صلت إليه, سلمت عليه,
حنت رأسها تحية له و إجلالا و احتراما,
وقف و رد التحية بأحسن منها
- و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
- ما اجمل هذه المفاجأة يا سيدي (كانت عيناها تدمعان)
- تفضل إلى المنصة أيها العالم الجليل

في هذه اللحظة كان د. أحمد و د. فاروق يسيران في اتجاه موكب الخوارزمي, و كانت آلاف الغزالات الجميلات تصطف على الجانبين,كن يلبسن الملابس البيضاء و الخضراء و يقرأن قرآنا "أدخلوا مصر...." حتى سالت دموع الحاضرين من روعة التلاوة.. تقدمت نحوه غزالة تحمل بيده درع "عمرو بن العاص" و قدمته له, و طلبت منه أن ينقل تحياتها إلى اخوانه من العلماء الأوائل, شكرها, سألها من أنت؟ قالت: أنا حورية من حوريات شهداء النصر العظيم في رمضان, و كل هؤلاء الغزالات مثلي, أما الحوريات اللابسات الثياب الخضراء فهن حوريات الشهيد عز الدين القسام الذي استشهد و هو يدافع عن بيت المقدس, و بيننا و بينهن درجات, و جئن إلى هنا ليقدمن لك درع "المسجد الأقصى"
تقدمت حورية كأنها البدر المكنون, تحمل في يدها الدرع, سلمته للعالم الكبير, رتلن سورة الإسراء "سبحان الذي أسرى....." بكى العالم العظيم حتى ابتلت لحيته و سالت درر الدموع على عباءته فزادتها حسنا ما خطر على بال بشر...

وقف الرجل بكل بهاء ووقار و حيا العالمين الجليلين و كافة الحضور
- لقد جئت إلى هنا لحضور هذا الحفل الرائع
- نحن أيضا علمنا بحضورك, فركبنا "النانوسكند" و حضرنا من الغرب الكوني, لنبثك شجون أمتنا و أحزانها
- آآ ه ه .... كم أنا حزين على حال الأمة اليوم, أقرأ هموم نجلاء في "دنيا الوطن" و دموعها في قصصها عن فلسطين و العراق, عن حرب رمضان و النصر المجيد, و ابحث عنكما في الفسطاط, و في الأزهر, و مسجد عمرو بن العاص, فلا أجدكم, سألت عنكما و عن آخرين أمثالكم, فوجئت أن الجميع قد غادر...

ثم همس العالم القدير في أذن نجلاء: أكتبي كل همومك و أودعيها في "دنيا الوطن" و في موقعك لأبقى على اتصال مع أمتي...
نظرت نجلاء حولها فوجدت الجميع قد امتطى لوغاريثمات النور...
عادت إلى المنصة......
وجدت زوجها يحمل لها
باقة من ورد و ريحان
و باقة من نوار الزيتون المقدسي
من "دنيا الوطن"
قبلت باقة نوار الزيتون
سالت من عينيها دمعتان
على نوارة أسيرة
و نوارة جريحة
و نوارة شهيدة.....