تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يا سامعا لكل شكوى.......



Saowt
10-28-2004, 04:42 AM
استوقفتني هذه المقولة: "مر رجل من الصالحين على اثنين، يشكو أحدهما لصاحبه من مصيبة ألمت به، فقال له: ما عدوت أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك".. بمعنى أنك أيها الشاكي حالك لغيرك لم تزد على أن شكوت القضاء والقدر، وشكوت الله عز وجل الذي يملك أن يرحمك إلى "الإنسان" الذي قد يسمع مصيبتك ولسان حاله يقول: "لم أصب أنا بهذه المصيبة، ما شأني به؟!!".. وغير ذلك من عبارات الشماتة أو حتى عدم الاكتراث الفعلي، ودعك مما يتظاهر به من التأثر "الشكلي" لحالك!!

إن شكاية الحال للناس سبب لإسعادهم، وبعضهم على العكس من ذلك، فإن تحاشي الشكوى إلا لله عز وجل، سبب لتحقيق أمرين:

الأول: "احترام حقيقي لمقام الربوبية الجليل وإيكال أمر النفع والضر إلى قدر الله،

الثاني: فإن مظهر الإنسان وهو يشتكي إلى الناس يوحي بالضعف، ومن عادة البشر العاديين أنهم يحترمون الواثق من نفسه القوي في لهجته، وأما الضعيف فهو محل للرثاء فقط، فلماذا تضع نفسك في هذا الموضع؟! وإذا كان العذر هو النفيس فاسمع يعقوب عليه السلام: "إنما أشكو بثي وحزني إلى الله".

إن بناء النفسية القوية شيء اعتنى به الإسلام وأثنى عليه "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير"، والقوة هنا: "ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".

ثم ما هي أدوات القوة ؟ جاء في الحديث الشريف "المرء بأصغريه، قلبه ولسانه"، فإذا كان للمرء قلب يمنحه رباطة الجأش والجرأة في اتخاذ القرارات والشجاعة – الأدبية – للدفاع عنها، ثم كان لديه "لسان" واضح البيان، وليس بالضرورة أن يكون من أهل البلاغة والأدب، ولكنه مفهوم ومسموع، "كان عمر إذا تكلم أسمع وإذا مشى أسرع.." فإن ذلك القلب وهذا اللسان يجعلانه شخصًا قويًا.

وانظر إن شئت إلى الشيخ أحمد ياسين الذي أعيا إسرائيل برباطة جأشه، ووضوح بيانه، وقوة تأثيره في الشعب الفلسطيني، وهو مشلول اليدين والبدن قاطبة ولا يتحرك فيه شيء إلا رأسه، بل إنه لا يستطيع السمع إلا بالجهاز الذي خاطبته به ذات مرة، فقال لي: "أخ فيصل، أذني عندك، انتبه لدرجة الصوت".

نحن بحاجة للإكثار من النماذج القوية فقد رأى عمر رضي الله عنه شابا يمشي بضعف برأس مطأطأ، سأل عنه فقيل له إنه من العُبّاد النساك، فقال له عمر: "ارفع رأسك لا تُمت علينا ديننا".

إنها فئة يخشاها الشيطان، وما جلس المؤمن القوي مجلسًا إلا ابتعد عنه الشيطان بشرط ألا يفقد المؤمن صفاته، كأن يستخفه غيره فيبادل السباب بالسباب، فإن كان مالكًا لصفات العزة والمنعة.. فأمره إلى خير دائمًا، بإذن الله

منال
10-28-2004, 03:10 PM
يا سامعا لكل شكوى
يا خالق الاكوان انت المرتجى
واليك وحدك ترتقى صلواتى
ماذا اقول وانت تعلمنى وتعلم حاجتى وشكاتى
اللهم اجعل لى مما انا فيه فرجا ومخرجا :cry:
جزاك الله كل خير اختى صوت وبارك الله فيك