تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كوهين جديد .... خطير خطير



no saowt
10-24-2004, 09:58 AM
قضية كون أشرف مروان، صهر جمال عبد الناصر المقرب من السادات وأكبر عميل لاسرائيل، عميلا مزدوجا ما زالت غير محسومة
ماذا اذا ادعى أشرف مروان انه عميل مزدوج؟


بقلم: يوسي ميلمان، مراسل صحيفة هارتس للشؤون العسكرية

في الموساد لا يتحمسون لمطلب التحقيق في امكانية قيام رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" السابق، ايلي زعيرا، بكشف أسرار الدولة وإن كان قد سُرب اسم الدكتور أشرف مروان، العميل المصري الأبرز الذي كان لاسرائيل في حرب يوم الغفران. مطلب التحقيق في هذه القضية جاء من رئيس الموساد السابق، تسفي زامير، والعميد احتياط متقاعد عاموس جلبوع رئيس وحدة الابحاث في قسم الاستخبارات في الجيش، والعميد احتياط متقاعد يوسي لنغوتسكي (هو ايضا من "أمان"). هؤلاء قاموا بعرض طلبهم هذا في رسالة مفصلة أرسلوها الى المستشار القضائي للحكومة ميني مزوز.

هذا المطلب هو فصل آخر في "حرب الجنرالات" التي بدأت في حرب يوم الغفران. في مركزها: الجدل اذا كان أشرف مروان - الذي حذر اسرائيل من ان مصر تزمع على الخروج للحرب قبل الموعد المعروف بثمانية واربعين ساعة - كان عميلا مزدوجا أو انه كان قد خدم اسرائيل باخلاص. اضافة الى ذلك تنقسم الآراء حول قيام زعيرا بتوجيه الأوامر لاستخدام "الوسائل الخاصة" التي كانت بحوزتها في ذلك الحين ورمت الى توفير قدرة إنذارية مبكرة من اندلاع الحرب، أو عدم قيامه بذلك.

مطلب التحقيق مع زعيرا في قضية أشرف مروان كانت قد طرحت قبل عامين ايضا من خلال الصحفي والكاتب شلومو نكديمون. المستشار القضائي للحكومة في ذلك الحين، اليكيم روبنشتاين، توجه الى الموساد حتى يستمع الى موقفه فردوا عليه ان اجراء مثل هذا التحقيق غير مرغوب خشية ان يقود الى كشف أسرار اخرى للدولة يفضل إبقاءها طي الكتمان. روبنشتاين صرح انه لم يجد أساسا لفتح تحقيق في القضية.


المسؤولين الثلاثة الكبار من الاجهزة الأمنية يقولون صراحة انهم يشتبهون في قيام زعيرا بتسريب اسم العميل. تسفي زامير الذي كان رئيسا للموساد في الحرب، رغم انه أوغل عندما اتهم ان عمل زعيرا - كشف أسرار الدولة - "أخطر مما فعله مردخاي فعنونو". لنغوتسكي سأله اذا كان يعتبر زعيرا خائنا، فرد ان ذلك سيتضح بعد انتهاء الاجراءات، إلا انه يعتقد ان زعيرا قد فقد السيطرة في قضية أمن المصادر الاستخبارية التي هي مسألة ذات أهمية عليا بالنسبة للدولة.
في عام 1969 عرض أشرف مروان خدماته على الاستخبارات الاسرائيلية.


بعد مدة من الوقت وفحص وتحقيق تقرر تجنيده. مهمة الاشراف عليه ألقيت على كاهل (د) المسؤول الماهر والمدرب عن تفعيل العملاء في الموساد. بين الاثنين نشأت علاقات قوية، وعندما أوشك (د) على مغادرة منصبه اشترط أشرف مواصلة العمل فقط مع (د) فبقي هذا الأخير في مهمته الامر الذي أضر بفرصه للإرتقاء في الموساد.



شبكة الاستخبارات لا تصطاد في كل يوم عميلا على مستوى أشرف مروان. هذا الشخص كان متزوجا من ابنة جمال عبد الناصر واعتبر أحد المقربين جدا لأنور السادات. لذلك أعد له الموساد مهمة العميل الإنذاري الذي يوفر معلومات إنذارية مبكرة حول الحرب. الفحوصات الاضافية التي أجريت في الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية خلال استخدام أشرف قررت بصورة قاطعة انه عميل نوعي وانه ليس مزدوجا. أشرف حصل على مبالغ محترمة مقابل المعلومات التي كان يوفرها.

وبالفعل، كانت المعلومات الآتية منه ذات قيمة كبرى. في تشرين الاول 1972 أرسل خطة الحرب المصرية ضد اسرائيل. إلا ان ذروة انجازاته كانت عندما أعلم اسرائيل قبل حرب الغفران بثمانية واربعين ساعة عن المخطط المصري - السوري المزمع بشن الحرب في السادس من تشرين الاول في ساعات ما بعد الظهر. هذا الإنذار المبكر تناقض مع تقدير رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" زعيرا الذي قال ان الحرب ذات احتمالية متدنية.

(د) الذي واصل الالتقاء بمروان والاشراف عليه شعر بعد الحرب بالغضب والاحباط من تجاهل اسرائيل لهذه المعلومات الهامة جدا التي وفرها عميله، وأصيب بجلطة قلبية (يرفض اجراء المقابلات بإصرار)، وفي شعبة الاستخبارات شكلت عدة لجان تحقيق شارك في احداها العميد احتياط الكنا هيرنوف والتي قررت ان مروان لم يكن عميلا مزدوجا. عاموس جلبوع الذي كان في نهاية السبعينيات مساعدا في التقدير الذي توصل اليه رئيس وحدة الابحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية.

زامير وزعيرا انجرفا هما ايضا الى "حرب الجنرالات" التي اندلعت إثر حرب الغفران. هذه الحرب تجسدت في الفرار من المسؤولية وتوجيه الاتهامات ومحاولات الإخفاء والتستر على الحقيقة ايضا أمام لجنة اغرانات. زعيرا (كما نشر رونين برغمان وغيل ملتسار في كتابهما "زمن الحقيقة" حول حرب الغفران) أمر رئيس ديوانه بتسجيل كل المكالمات التي تخرج من هاتفه المشفر وتأتي اليه.



بين الاشخاص الذين التقط اتصالهم كان تسفي زامير والعميد احتياط يوئيل بن بورات الذي كان في الحرب قائدا للوحدة 848 (الوحدة 1200 اليوم) في شعبة الاستخبارات العسكرية التي تجمع المعلومات بوسائل تكنولوجية. حقيقة ان زعيرا سجل المكالمات من خلال شركة خاصة واحتفظ بالمعلومات السرية في بيته كانت أحد الاسباب التي دفعت المسؤولين الثلاثة الى إرسال طلبهم للمستشار القضائي.

زعيرا الذي ادعى بإصرار انه ليس مسؤولا عن الفشل في الحرب، لانها لم تكن فشلا استخباريا، أثار حنق الكثيرين. في عام 1993 نشر كتابه "الخرافة مقابل الواقع" الذي أشار فيه للمرة الاولى ان المعلومات التي وردت الى الموساد جاءت من عميل غير موثوق وكان جزء من خطة الخداع المصرية.

هذه الفرضية تعززت وبدأت تتغلغل في وسائل الاعلام وإن كان فقط قد ذكر أحد الاسماء المشفرة الكثيرة التي كانت للعميل "بابل". أول من ذكر اسمه صراحة كان اهارون (روني) بيرغمان المحقق الصحفي الاسرائيلي الذي يعيش في بريطانيا. بيرغمان قال انه فعل ذلك مضطرا - فقط بعد ان أجرى أشرف مقابلة مع صحيفة صوت الأمة القاهرية واعتبر الادعاءات ضده "حكاية مغامرات حمقاء".

أشرف مروان أصبح اليوم رجل اعمال يوزع وقته بين القاهرة ولندن. بيرغمان تحول الى نصير مخلص جدا لفرضية "العميل المزدوج" على طريقة زعيرا. زعيرا أكد مؤخرا انه التقى مع بيرغمان قبل سنوات قلائل فعلا، إلا انه نفى بشدة ان يكون قد أعطاه اسم أشرف مروان. بيرغمان ايضا نفى في الآونة الأخيرة ان زعيرا كان مصدر معلوماته. ولكن المذنب الأساسي حسب وجهة نظر زامير وجلبوع ولنغوتسكي هو زعيرا.

زعيرا من ناحيته رد على رسالة الثلاثة بالقول انه لم يكشف أسرار الدولة، وانه مستعد لاجراء تحقيق رسمي لاستيضاح هوية من قام بالتسريب، إلا انه يطلب ان يشمل التحقيق ايضا قضية مصداقية العميل والتحقق من امكانية كونه عميلا مزدوجا.

اهارون بيرغمان يقول ان مروان نفسه الذي أصبح اليوم في الستينيات من عمره يعكف في هذه الايام على كتابة مذكراته، من المحتمل جدا انه سيدعي انه لم يكن عميلا لاسرائيل أو انه كان عميلا مزدوجا وبقي دائما مخلصا لبلده. أمور بهذه الروحية يمكن ان تزيد من الارباك والحيرة فقط.