تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : غارت أمكم.... غارت أمكم



Saowt
10-24-2004, 12:55 AM
عائشة بنت الصديق رضي الله عنها زوجته التي أحبها كثيراً صلى الله عليه وسلم، حبا حقيقيا لا يعرف معنى الزيف.

وفي المرض، حين تقترب ساعة اللقاء بربه وروحه تطلع الى لقاء الرفيق الأعلى، لا يجد نفسه إلا طالباً من زوجاته أن يمكث ساعة احتضاره (عليه الصلاة والسلام) إلا في بيت عائشة، لماذا؟
ذاك حب أسمى وأعظم من أن تصفه الكلمات أو تجيش به مشاعر كاتب.

دين يجعلك تحس بالصديق الذي صحبك حين من الدهر وبكل من أسدى لك معروفاً او في نفسك ارتباط معه ولو بكلمة (لا اله إلا الله، محمد رسول الله).

هي عائشة التي قال في فضلها بأن فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، وهي بنت أبي بكر رفيق الدرب وصاحب الغار وحبيب سيد المرسلين. هي عائشة بكل الحب الذي أعطاها إياه، حتى الغيرة التي تنتابها عليه، على حبيبها عليه الصلاة والسلام، غارت يوما من جارية طرقت الباب وقدمت لها طبق وفي البيت زوار لرسول الله من صحابته، فقال للجارية ممن هذه، قالت: من ام سلمة، فأخذت الطبق ورمته على الأرض، فابتسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال لصحابته، غارت أمكم! ويأمرها بإعطاء الجارية طبقا بدل الذي كسرته.

أحب فيها كل شيء حتى غيرتها لمس فيها حبا عميقا له، وكيف لا تحب رجلا مثل محمد عليه الصلاة والسلام. في لحظة صفاء بين زوجين يحدثها عن نساء اجتمعن ليتحدثن عن ازواجهن ويذكر لها قصة ابو زرع التي احبته زوجته واحبها، وكانت تلك المرأة تمتدح ابا زرع وتعدد محاسنه ولحظاتها الجميلة معه وحبهما ثم ذكرت بعد ذلك طلقها منه بسبب فتنة امرأة، ثم يقول لها رسول الله (كنت لك كابي زرع لأم زرع، غير اني لا أطلق)

لكن هذا الحب لا يجعله ينسى او يتناسى حبا خالداً لزوجة قدمت له الكثير وهي احب ازواجه الى نفسه، لا ينسيه خديجة. ففي لحظة صفاء يذكر لعائشة خديجة، فتتحرك الغيرة في نفسها، الرجل الذي تحب يتذكر اخرى وان كانت لها الفضل ما لها، فتقول له: ما لك تذكر عجوزا ابدلك الله خيرا منها (تعني نفسها)، فيقول لها، لا والله ما ابدلني زوجا خيرا منها، يغضب لإمرأة فارقت الحياة، لكنها ما فارقت روحه وما فارقت حياته طرفة عين.