إن كنت واحدا من أولئك الناس الذين يعانون من الإحباط .. ويلبسون نظارة قاتمة السواد .. فما عليك إلا أن تشاهد هذا الكم العظيم من المقاتلين الفلسطينيين الذين يتقدمون كل يوم للإستشهاد ..

إن كنت تشعر باليأس والقنوط فينبغي أن تعطي للأمل في داخلك فسحة كي يعبر عن نفسه ..

في ظل الإختلال الهائل في ميزان القوى العسكري : جيش محتل يمتلك أحدث ترسانة عسكرية في العالم .. يقابله شعب شبه أعزل .. جائع .. مطوق من إخوانه .. تتحكم بخيراته المتبقية - على شحاحتها - شلة من النفعيين ومصاصي دماء الأيتام والأرامل ..

في كل يوم يتقدم رتل من المقاتلين الأشاوس صوب خط النار بثبات أسطوري, وإقدام عز مثيله .. يتقدمون صوب أرض فلسطين المغتصبة وهم شبه عزل من السلاح .. إنها رحلة في إتجاه واحد .. لا عودة منها إلى الأم أو الزوجة أو الأولاد القصر ..


ما هذا التصميم غير المسبوق في كفاح الشعوب؟
ما هذا الثبات على التوجه نحو الهدف دون كلل ودون تردد؟
أليس بين الأشقاء العرب من يمتلك الحمية للنجدة ؟

أليس من إنسان واحد في أمة تتجاوز الثلاثمائة مليون يستطيع أن يفعل شيئا موازيا في تصميمه؟

سؤال يؤرق النفس، ويعتصر القلب, كل صباح وكل مساء ..
أمة مدججة بالسلاح .. العسكري .. والإقتصادي .. والسياسي .. ولا من مجيب ..

أثناء الحرب الفيتنامية الإستعمارية وجد في فرنسا من يمتلك الشجاعة والعزيمة فيلقي العتاد الحربي الفرنسي المرسل للجبهة .. في مياه المتوسط .. وذلك عمل يؤدي إلى حبل المشنقة .. ولكن وجد من يفدم عليه .. دفاعا عن الشعب المقاتل من أجل حريته ..

الشعوب لا تعدم الوسائل .. إنها أحيانا تفتقد القيادة القادرة ..
وحتى يوم تنتصر فيه العزيمة على الإحباط بين جماهير الأمة العربية ..
يبقى شعب فلسطين ثابتا مصمما لا يحول بينه وبين القتال حائل ..
بطولة خارقة لشعب أعزل ..
أغنية بطولية سيتغنى بها كل أولئك الذين يطحنهم غول الإستعمار في عالم القطب الواحد ..


قومي

للرفع