تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحركات السلفية الواقع والتحديات



fakher
06-23-2002, 09:41 PM
تعتبر الحركات السلفية من أهم الحركات الإسلامية الإصلاحية في عالم اليوم ولهذه الحركات صوتها الجهوري الداعي إلى تحرير الدين من شوائب العرف وبدع الخلف.
ولكن يبدو أن هذه الحركات تمر اليوم بمرحلة مخاض عسير، لو أدرك دعاة الإسلام ووعاته كيف يرعونها حق رعايتها، لكان لها أثر إيجابي كبير على الصحوة المباركة، ولأمدت الساحة الإسلامية بدماء جدية وحيوية ومتجددة.
ويخيل إلي أن بعض الحركات السلفية من مساوئ منهجية كبيرة في خلفيتها الفكرية وبرامجها العملية منها:
*تحول مفهوم السلفية عند البعض في العصر الحديث من منهج سليم في المعتقد، مبني على التسليم والتفويض وعدم التكلف، إلى مذهبية ي أمور الفقه والحياة المتغيرة تقيد الفكر والعمل أحياناً.
*تحول بعض الجماعات السلفية المعاصرة إلى ما يشبه المدرسة الكلامية التي تطنب في الحديث عن دقائق العقائد دون داع شرعي، وهو ما لا ينسجم مع منهج السلف القائم على البساطة، وتجنب الخوض في تلك المباحث إلا للضرورة.
*جفاء بعض السلفيين في إنكارهم على إخوانهم المسلمين المتلبسين ببعض البدع، دون لطف أو ترفق أو اعتبار للمآل والثمرات. وكأن مجرد إدانة واقع البدع والخرافات كاف للقضاء عليها.
*عدم التمييز بين كليات العقيدة التي لا اجتهاد فيها، لقطعية الأدلة فيها ثبوتا ودلالة، وبين جزئياتها التي جاءت النصوص فيها محتملة، فللخلاف فيها متسع والانشغال بها لا يؤدي إلى الحسم فيها علميا، ولا تترتب عليه ثمرة عمليا.
*خلط بعض السلفيين – ضمنا – بين الوحي والتاريخ في المرجعية جراء نقص في الوعي بالتاريخ لا يميز بين صورته ومعناه، وتقصير في دراسة حياة السلف دراسة استقصائية تلم بكل جوانبها المضيئة والقاتمة،ولا تقف عند سرد المناقب فقط.
*الانفعال في الدفاع عن السلف بشكل يهدر قدسية المبادئ، حرصا على مكانة الأشخاص، ويرد الغلو بغلو، مع تعميم وتهويل يساوي في دفاعه بين عثمان وكاتبه مروان، وبين عمار وقاتله أبي الغادية.
*انفصال العلم الشرعي عن الواقع المعيش، مما يعمق تهميش الدين في الحياة العامة، ويسهل توظيف حملة العلم الشرعي توظيفا ياسيا لا يخدم الدين. إضافة إلى ما يؤدي إليه ذلك من أخطاء فكرية وفقهية جسيمة.
*نقص في النظر الأصولي أنتج خلطا بين "فعل العادة" و"فعل العبادة" في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسير السلف الصالح. وقد ترتب على ذلك إلزام الناس بما لا يلزم، والتشديد عليهم فيما فيه متسع أحياناً.
*زهد بعض السلفيين في الثقافة المعاصرة، وتشبثهم بالموقف التقليدي المتوجس من "الغزو الفكري والثقافي" جعلهم بعيدين عن مقتضيات الدين في العصر الحاضر، فضاعت جهودهم في محاربة بدع الماضي وانحرافاته.
*أدى ارتباط الحركة السلفية المعاصرة – تاريخياً – بظروف مجتمع الجزيرة العربية إلى اختلال ميزان الأوليات أحيانا لدى أبنائها في بلدان أخرى تعيش ظروفاً مغايرة، وتحتاج إلى فقه مختلف وأساليب مختلفة.
لكن هل يعني ذلك براءة الحركات الإسلامية الأخرى من هذه المساوئ المنهجية، كلا!! فالواقع يشهد بغير ذلك. لقد سلمت حركات إسلامية أخرى من بعض هذه المساوئ، لكن أصابها بعضها وأحيانا بصورة أسوأ مما أصاب الحركات السلفية. فأسر التاريخ – مثلاً – واتخاذه مرجعية ضمنية، أمر موجود في بعض الحركات الإسلامية والفرق الوحيد هو أن بعض السلفيين يتعصبون لتاريخ الصحابة والتابعيين دون تمحيص – بل دون السماح بالتمحيص – وبعض الإسلاميين يتعصبون لرجال الحركات وأشكالها دون تقويم أو مراجعة.
والذي يتجاوز حدود المظاهر إلى عمق الظواهر، يدرك أن بعض "الحركات الإسلامية" سلفية الفكر والعمل، رغم نقدها للسلفيين، وأن بعض "الحركات السلفية" هي حركات كلامية رغم هجومها على المتكلمين.
لقد كان من ثمرات هذه المساوئ المنهجية سهولة التوظيف السياسي لبعض الحركات السلفية، جراء تفريطها في الوعي السياسي، وعدم استيعاب أبعاد الواقع وتعقيداته. وقد عبر عن ذلك أحد الظرفاء بأن للسلفيين ثأراً تاريخياً ضد "المسيحيين الأرثوذوكس" ولا شأن لهم بغيرهم من أعداء الأمة من اليهود وغيرهم. وهو يشير بذلك إلى حماس الحركات السلفية في الجهاد ضد الروس في أفغانستان والصرب في البلقان - هو أمر محمود على أي حال – مع انخفاض درجة الحماس على المستوى العملي إذا تعلق الأمر بفلسطين مثلاً.. وهو أمر يرجع أساساً إلى التوظيف السياسي من طرف بعض الدول العربية المتلبسة بلبوس السلفية، خدمة منها لتحالفاتها الدولية المشبوهة.
لكن المخاض الفكري والسياسي التي تعيشه الحركات السلفية الآن جعل هذه المساوئ المنهجية تضمحل تدريجياً – باستثناء جيوب معزولة هنا وهناك – والحمد لله رب العالمين. ولا تخطئ عين الباحث المتجرد محاولة الفكر السلفي الآن الاقتراب من هموم الأمة، والتحرر من أسر التاريخ، والخروج من عباءة بعض الأنظمة الفاسدة، التي طالما ركب الموجة السلفية لتحقيق مآربها.
ويرجع الفضل في ذلك – بعد عناية الله عز وجل بهذه الأمة – إلى تلك الوثبة التي وثبها بعض العلماء والدعاة مطلع التسعينيات في الجزيرة العربية، فحرروا الخطاب السلفي لأول مرة من عباءة الأنظمة التي تجعل الشريعة خادمة للسلطة – لا العكس المفترض – وفتحوا أعين الشباب السلفي إلى ضرورة دراسة الواقع واستيعاب مقتضيات الدين في العصر الحاضر. وللجماعات السلفية المغتربة في أوروبا وأمريكا دور كبير في هذه التطورات الإيجابية. ونحسب كل ذلك بوادر خير كثير بإذن الله.
وإذا كان الإيرانيون "سيدركون في النهاية أن لديهم أعداء غير الأمويين" كما يقول أحد الكتاب، فإن السلفيين سيدركون في النهاية أن أمامهم – وأمام الإسلام – تحديات أكبر من منازلة المعتزلة والأشاعرة والمرجئة والشيعة والمتصوفة.. فما تحتاجه الصحوة الإسلامية اليوم، هو قوم يعيشون تحديات عصرهم، لا اللذين تستعبدهم مقولات الماضي ومصطلحاته ، وحروبه ولجاجاته. فتلك ظاهرة أضاعت على القوى الإسلامية الكثير من الوقت والجهد، وكان محمد إقبال قد نبه عليها منذ أمد بعيد، فقال:
ترى النشء يملأ وجه الطريق ………… بروحات نسر وغدوات باز
ومفتي المدينة بوادٍ سحيـق ………… يضج بمصطلـحات الحجاز
ورغم أن جهات عديدة لا تزال حريصة على توسعة الجفوة بين الحركات السلفية وغيرها من الحركات الإسلامية، منعا من تشكيل جبهة إسلامية عريضة في وجه الظلم والاستبداد الضارب بأطنابه، فإن اتجاه تلك التطورات والوقائع يتجه الآن إلى التعاون والتكامل. لقد بدأ السلفيون يتحررون من داء التنظير المجرد ومتاهات علم الكلام، ويفتحون أعينهم على تحديات الواقع المعاصر وتعقيداته، وبدأ الإسلاميون الآخرون يتحررون من الروح الحزبية ويفتحون صدورهم لكل عامل ولو من خارج التنظيم، وفي ذلك بوادر خير تبشر بوحدة في التنوع، وتكامل في تخصص. نسأل الله أن يوفق الجميع لكل خير.

هذا الكلامي ليس كلامي إنه منقول ولكن أؤيده مئة في المئة كما أنني أحترم كاتبه احتراماً كبيراً

حمزة
07-07-2002, 11:26 AM
كلام زي العسل
يريد من يقرأه بتعمق

والحمدلله على نعمة الاسلام

fakher
07-08-2002, 08:10 AM
بارك الله فيك أخي حمزة، لكن للأسف الكثير من الذين ينتمون للتيار السلفي كان رأيهم سلبي اتجاه هذا المقال.

حمزة
07-08-2002, 08:47 AM
أخي fakher

سأحاول طرح الموضوع في المنتديات ومناقشة الأخوة بهذا الصدد

فأنا سلفي النهج ولكن هذا الكلام في ظاهره ليس عليه غبار

وأسئلك عن المنتديات التي تم طرح فيها هذا الموضوع

ومعلومات عن الموضوع لكي لا يكون في المنتديات تكرار للموضوع

وبارك الله فيك

fakher
07-08-2002, 07:38 PM
شكرا لك أخي حمزة على اهتمامك بالموضوع.
هذا الموضوع طرح في منتدى الفاع عن السنة وقد حذف .
وطرح في موقع الوسطية فقط.
شكرا على اهتمامك.;)

هلال80
07-08-2002, 08:15 PM
اهلا فيك اخي حمزة
عزيزي اسالك كيف حال الحركة السلفية بالاردن

محمد الخضر
07-11-2002, 03:51 PM
*الانفعال في الدفاع عن السلف بشكل يهدر قدسية المبادئ، حرصا على مكانة الأشخاص، ويرد الغلو بغلو، مع تعميم وتهويل يساوي في دفاعه بين عثمان وكاتبه مروان، وبين عمار وقاتله أبي الغادية.

مقالك جميل بارك الله فيك لكن هذه العبارة اضع تحتها خطين يا اخي ، كيف تتكلم عن عثمان رضي الله عنه بهذه الصورة؟

ارجو توضيح رايك حتى نتناقش فيه

fakher
07-12-2002, 08:26 AM
أخي محب شكرا لك على هذا الرد.
أولا: لست أنا من كتب المقال، من كتبه هو الشيخ "محمد الشنقيطي"
ثانيا: يبدو أن الكاتب يقصد أن الغلو في المحبة والكره يوازيان بعضهما.
على أي حال يجب أن نوجه هذا السؤال للشيخ محمد الشنقيطي ليوضح لنا مقصده من هذه الجملة.

محمد الخضر
07-12-2002, 10:10 AM
بارك الله فيك أخي

طيب أنا بالانتظار.

fakher
07-16-2002, 08:16 AM
أخي محب يظهر أنك ستنتظر طويلا.....حتى الآن لم يصلني أي رد......للأسف :( :(

no saowt
07-16-2002, 09:45 AM
هذه البضاعة ترد إلينا

كم أتمنى أن تعالج الأمور بالموضوعية الكافية وننظر إلى نصف ملآن قبل النصف الفارغ :)

أعلم أن الناس لا تحب النقد ولا نحن نحب النقد الذاتي ولكن لا بد من رؤية شمولية تعالج مكمن الداء وتقترح الدواء

عيب علينا تكرار أنفسنا واجترار بعضنا البعض

فلنبدأ بتصحيح اساليب العمل، طرح وسائل عملية
تجربة طروحاتنا والبحث عن تجديد العمل الدعوي

ليكن قولنا والعمل قبل نصحنا والأمل :)

السلام عليكم

fakher
07-17-2002, 06:47 PM
أخي الكريم أدمين...
كاتب هذا المقال هو من المشايخ السلفيين.
ولم يكن يقصد إلا النقد والنفع.
لقد أعجبني النشيد الوطني بتاعك حلو كتيير:D

محمد الخضر
09-30-2002, 07:51 AM
الأخ فخر

ما زلت أنتظر أخي الحبيب ما يخص عثمان رضي الله عنه.

السيد مهدي
10-30-2002, 04:30 PM
أخي الكريم الفخر:

رغم إنني جديد على هذه الساحة المباركة لكنني أحببت سؤالك:)

هل أنت على وفاق تام مع ماجاء في المقال الذي نقلته.

تحياتي

fakher
10-30-2002, 07:17 PM
شكرا لك السيد المهدي وأهلا وسهلا بك في منتدانا

أخي الكريم حتى الآن لم أجد من يترجم ما يحاك في صدري أكثر من هذا المقال.
يعني أوافقه مية مية.

traboulsi
11-01-2002, 06:14 AM
لعل هذا الموضوع يشفي الغليل ويبين زيف أدعياء السلفية
فالسلفية اتباع قبل أن تكون اسما ........................
هذا ما فرغته من قبل لكتاب ( السلف والسلفيون رؤية من الداخل )