تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مسحّرو طرابلس وعكار استعدوا والطبول جاهزة



no saowt
10-14-2004, 04:40 AM
بدأ أبو طلال المسحّر وعشرات المسحّرين في قرى عكار والشمال وبلداتهما ولا سيما الاحياء الشعبية في طرابلس نفض الغبار عن طبلاتهم وفوانيسهم التي تعيدنا إلى الماضي الجميل.
عشية شهر رمضان المبارك،
http://www.almoustaqbal.com/issues/images/1723/C6-N4.jpg

قد بدأ الأهالي يستعدون لبدء الصوم، ترى الناس في حركة غير عادية لتحضير مؤونة رمضان، المأكل والشراب والحلوى والملبن والخرنوب والسوس والفتة والحساء والفتوش والمغربية ومأكولات متعددة تحتاج كلها الى بعض التحضير قبل دخول الشهر الفضيل. كذلك ترى المسحّرين يقرعون الطبول ويعلنون انطلاقتهم الأولى في ارجاء المدينة تمهيداً لقدوم رمضان وحتى يتقاسموا الأدوار في احياء طرابلس،

لكل منهم مساحة خاصة بحسب العرف والنظام الدقيق المتّبع ولا يتعدى احد على منطقة لغيره، وقد يتعانق وقع طبولهم وأناشيدهم لكن طرقهم لا تتداخل يوماً.

كذلك في مشحة وحلبا وعكار العتيقة وفنيدق والقليعات ومشمش ومعظم قرى عكار التي ينتظر المسحرون فيها، على الرغم من وجود التلفزيون والمنبه والمذياع، هذا الشهر المبارك، وقد حفظوا هذه المهنة الرمضانية منذ زمن بعيد.

وقد تختلف جولة المسحّر في قرى عكار عن جولته في شوارع المدينة، لان دائرة البلدة اوسع بكثير من دائرة الاحياء الشعبية في المدينة.

* المسحّر يحيى عبد المجيد الزعبي (في عكار العتيقة) الذي يجمع من حوله فريقه المنظم عشية بدء الصوم، قال "للمستقبل": "هذه العادة المباركة ورثتها من ذويّ، تبدأ الرحلة من الثانية عشرة حتى الفجر. كنا نسير والاطفال في عرس رمضاني ليلي طول الشهر، وعند نهاية رمضان نجول على البيوت فيفرح الاهلون ويعيّدوننا بمال. أما الآن وقد حلّ التلفاز والمذياع والمنبّه مكاننا، فقد بدأنا للأسف نتخلى عن هذه العادة.

* في القليعات لا يزال الشيخ عقل خشفه يعد لرمضان عدته، ويقيم مع جيرانه وأخواته حلقات الذكر والأناشيد الليلية، ويوجه فريقاً خاصاً للتسحير يجول في ارجاء البلدة.

* وفي مشحا وفنيدق ومشمش والقرنة لمشايخ الطرق الصوفية دور في هذا الشهر الفضيل، وقد درجت عادة هؤلاء منذ زمن بعيد على اقامة حلقات الذكر والمدائح النبوية والموالد والفتلة المولوية، التي تتنقّل بحسب قول الشيخ زكريا بكار في بيوت وزوايا مشايخ البلدات العكارية. وعن دور المسحر يقول بكار: "لا يزال ابناء البلدة يحفظون دورهم ويزاولون هذه المهنة، وهي من صنع اجدادنا الذين كانوا يحييون الليل ابتهالاً ويوقظون الناس لتناول السحور والصلاة".
مسحّرو المدن
وللمسحّر في طرابلس رونق خاص يضفي على "مدينة العلم والعلماء" مكانتها الدينية وتقاليدها القديمة المتجددة منذ اكثر من الف عام.

يقول ابو طلال المسحر (رضوان عثمان) "احفظ البيوت في حارتي واضرب على طبلتي وأرنم الاناشيد الدينية وأنادي الناس بأسمائها، وقد نتناول السحور أنا وفريق عملي مع عائلات المدينة، وأحياناً يطلب مني ان أنشد الأناشيد الرمضانية، ونقرع الطبول. والكل في هذه المدينة يتجاوب معنا، ولنا حصتنا في ايام الوداع. وبعد رمضان أعمل أنا وفريقي المؤلف من عشرة أشخاص في إحياء الموالد النبوية وحفلات تقيمها الجمعيات والمؤسسات في المدينة".

* اما المسحّر محمود مقصود (في القبة) فيرى ان لهذه المهنة نكهة خاصة ولا سيما أنه كاتب ضليع في الشعر، وتسمع صوته فتعرفه.

* يقول: "نحن لا نعتمد فقط قرع الطبول بل نقل الرسالة وذكر الله وتعريف الناس بفضائل هذا الشهر الكريم، وقد أنشد الشعر وأرنم الأناشيد الدينية".