تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صدام حسين اسقط اباتشي بصاروخ ستريلا في معركة المطار



no saowt
10-10-2004, 02:10 PM
*صدام حسين اسقط اباتشي بصاروخ ستريلا في معركة المطار
*قنبلة يورانيوم مخصب صهرت القوات العراقية المدافعة وحولت افرادها إلى رسوم على شوارع مطار بغداد



شاهد عيان يروي تفاصيل الساعات الأخيرة التي سبقت احتلال بغداد


كشف شاهد عيان، وضابط سابق في القوات المسلحة العراقية عن أن الرئيس السابق صدام حسين لم يختف في اليوم الأخير من أيام الحرب النظامية التي انتهت باحتلال بغداد في التاسع من نيسان/ابريل 2003 إلا بعد أن أيقن أن معظم قادة الجيش والحرس الجمهوري، والأجهزة الأمنية، ومن اقاربه بالذات قد هربوا، وبعد أن قاد بنفسه معركة المطار، التي شارك فيها كذلك شاهد العيان الذي تحدث لـ"العرب"، وأصيب خلالها بالأسلحة الكيماوية التي لا تزال آثارها بادية على جسده، ويحتاج إلى تلقي علاج يوقف انتشارها، الذي يتهدد حياته.
شاهد العيان الذي التقته "العرب" كان عضو قيادة فرقة في تنظيمات حزب البعث، وهو من أهالي مدينة الفلوجة، يقول إنه كان مكلفا باصطحاب عدد من المتطوعين العرب الذين توجهوا إلى العراق قبل بدء العدوان الأميركي ـ البريطاني عليه. وهو يبدأ شهادته قائلا إنه مقابل المتطوعين العرب، كان هناك عناصر من العملاء داخل العراق مكلفون بتحديد مواقع واماكن انتشار القطعات العسكرية العراقية والمجاهدين العرب، وذلك بواسطة أجهزة اتصال من نوع (GBS)، وجهاز الهاتف النقال من طراز (الثريا) الذي يعمل بواسطة الأقمار الصناعية.

وللمفارقة، فإن خلوي (الثريا) استعمل خلال الحرب، وفقا لشاهد العيان، من قبل القوات العراقية، وكذلك من قبل العملاء.

القادة العراقيون استخدموه كوسيلة اتصال ميدانية بدلاً عن وسائل الإتصال الهاتفية التي دمرت بواسطة القصف الجوي والصاروخي الأميركي. وكانت القيادة العراقية قد أمنت عدداً من أجهزة هاتف (الثريا) وأجهزة اللاسلكي التي وزعت على كبار ضباط التشكيلات العراقية قبل بدء العدوان، حيث كان يتم بواسطة هذه الأجهزة تمرير المعلومات والأوامر.

أما العملاء فكان الواحد منهم يضغط على زرين في هذا الجهاز يطلق عليهما اسم "ماجلان"، نسبة إلى العالم الجغرافي العربي الشهير، فيطلق الجهاز ذبذبات تحدد موقعه، يتم استقبالها بواسطة الأقمار الصناعية الأميركية التي تبلغ القيادة الأميركية بوجود هدف في مكان وجود الهاتف لحظة الضغط على الزرين، فتقوم الطائرات والصواريخ الأميركية من طراز كروز بقصف الهدف في غضون 5ـ15 دقيقة، وبعد أن يكون العميل قد ابتعد عن المكان لينجو بنفسه.


بداية معركة المطار
ويتحدث شاهد العيان عن أنه في احدى المرات، وفي خضم معركة المطار، تم القبض على عدد من العملاء الذين استخدموا هاتف (الثريا) لارشاد القوات الأميركية، وهم من سكان قرية الذهب الأبيض المجاورة لأرض مطار صدام، والواقعة في منطقة أبو غريب، وذلك بعد أن حددوا اماكن تمركز قوات من الحرس الجمهوري والحرس الخاص، ما ساعد قوات المارينز الأميركية على الإلتفاف حول مواقع هذه القوات وقتل وأسر اعداد من ضباطها وجنودها الذين كانوا يتمركزون بين الدور السكنية.

لكن قوات المارينز انسحبت بعد أن انجزت مهمتها، فدخلت العناصر الأمنية العراقية إلى القرية، وداهمت منازل العملاء، وحجزتهم في سجن محطة السكك الحديدية شرقي بغداد، ونفذت بهم حكم الإعدام بتاريخ 8 نيسان/ابريل 2003.

أما معركة مطار صدام، أو مطار بغداد، فقد بدأت وفقا لشاهد العيان منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب ليلة 19 آذار/مارس 2003، حيث شنت قوات المارينز الأميركية هجوما عنيفا مدعوما بغطاء جوي كثيف على المطار، تصدت له قوات عراقية نظامية ومتطوعون عرب.

ويضيف شاهد العيان أن الجانب العراقي تمكن من صد جميع الهجمات الأميركية على المطار حتى الأول من نيسان/ابريل، حيث شاركت في الدفاع قوات من الحرس الجمهوري، والحرس الخاص، وفدائيي صدام حسين والأجهزة الأمنية، وعناصر حزب البعث والمتطوعون العرب، رغما عن اتهام شاهد العيان للرائد علي حسين رشيد التكريتي الذي اوكلت له قيادة المعركة بارسال جميع المعلومات عن الإستعدادات والخطط الموضوعة لمعركة المطار إلى وكالة الإستخبارات الأميركية.

والرائد المشار إليه هو سكرتير أول قصي صدام حسين، ونجل الفريق الأول حسين رشيد التكريتي، نائب أمين سر القيادة العامة للقوات المسلحة.
ويضيف شاهد العيان أن القوات العراقية كانت تتلقى اوامر متناقضة في ذات الآن، ففيما كانت تصدر اوامر عن قصي صدام حسين بالإنسحاب، كانت تصدر اوامر أخرى عن عدي صدام حسين بالتقدم والتصدي والإشتباك مع العدو الأميركي.

صدام ينزل للميدان
في خضم معركة المطار، التي استطاعت قوات المارينز أن تسيطر فيها بشكل جزئي على أرض المطار، يقول شاهد العيان أنه تقرر عقد اجتماع موسع للقيادتين العسكرية والقطرية لحزب البعث في احدى الدور البديلة المخصصة للمواقع الرئاسية لصدام حسين في حي المنصور ببغداد، حيث لاحظ الرئيس تغيب وعدم حضور الفريق طاهر جليل حبوش التكريتي مدير المخابرات العامة العراقية. وبعد مضي ربع ساعة على موعد الاجتماع دون حضور مدير المخابرات، استشعر صدام حسين الخطر، فأمر الجميع بمغادرة المكان فوراً إلى دار أخرى تبعد 500 متر عن الدار الأولى. وبعد دخول الدار البديلة سقطت ثلاثة صواريخ كروز على الدار الأولى، وهذا ما جعل القيادة الأميركية تعلن يومها مقتل صدام حسين.

عندها، يقول شاهد العيان، قرر صدام حسين النزول شخصيا إلى الميدان للسيطرة على القوات بنفسه، وادارة دفة المعركة، بعد أن علم بهرب معظم قادة الحرس والأجهزة الأمنية، وخاصة من اقاربه..!

ففي ظهيرة الثاني من نيسان/ابريل، وبعد أن تم توزيع اقنعة واقية من الأسلحة والغازات السامة، يقول شاهد العيان "فوجئنا بسيارتين تدخلان ساحة المعركة من بداية الطريق المؤدي إلى أرض المطار من جهة منطقة العامرية، الأولى نوع ميتسوبيشي/بيك أب والثانية سيارة اجرة نيسان/صني كان يستقلهما صدام حسين وابنه عدي، وكان يرافقهما ستة من رجال الحماية الخاصة وفدائيي صدام، فتجمع عدد من المقاتلين حولهما من بينهم شاهد العيان نفسه، الذي لحظ أنهما كانا يرتديان درعين واقيين من الرصاص، وبادرا إلى محاولة تخفيف هول الصدمة الناتجة عن هروب أغلب المقاتلين من أرض المطار، حيث بادر صدام إلى القاء التحية، ومباركة جهود المقاتلين العراقيين والعرب.

في الأثناء، كانت طائرة مروحية اميركية من طراز اباتشي تحلق في اجواء المطار وتلقي بحممها على المقرات القتالية، فبادر صدام حسين ـ حين رآها ـ للقول: "اريدكم أن تلقنوا هؤلاء الأوغاد درسا لن ينسوه. فكل ضابط أو جندي اميركي يقع في ايديكم اقطعوا رأسه بسيوفكم". ثم تناول صدام قاذفاً صاروخياً مضاداً للطائرات من طراز "ستريلا" واطلق قذيفة باتجاه الطائرة الأميركية، فأسقطها. وبعد ذلك، أصر عليه المقاتلون أن يترك أرض المعركة، واجبروه على ذلك حفاظا على حياته، حيث ودعوه بالهتافات، ورافقه ابنه عدي.

ويؤكد شاهد العيان أن ظهور صدام بين المقاتلين على أرض المعركة رفع المعنويات بشكل كبير، حيث نفذوا الأوامر الصادرة إليهم، وقعطوا رؤوس الضباط والجنود الأميركيين الذين وقعوا بين ايديهم بالسلاح الأبيض، واستمر القتال العنيف حتى عصر اليوم الثالث من نيسان/ابريل، حيث خيم هدوء مفاجىء على سماء المطار، وتوقف القصف الأميركي طوال أربع ساعات.

انصهار المقاتلين
ومن صفحات تلك المعركة، أنه تم فتح انبوب ماء باتجاه قلب منظومة المطار، حيث مبنى ادارة المطار والمدرج الرئيس، ثم تم صعق الماء بواسطة تيار كهربائي بقوة 380 فولت، ما اوقع خسائر فادحة في صفوف الأميركيين. ويقول شاهد العيان أن هذه الخطة كانت من وضع عدي صدام حسين.

لكن ردة فعل القوات الأميركية كانت مذهلة، إذ أن طائرة اميركية القت في السادسة من صباح الرابع من نيسان/ابريل قنبلة زنتها خمسة اطنان على أرض المطار، وكانت محملة بأسلحة كيماوية حارقة، ويورانيوم مخصب. ورافق ذلك هطول رذاذ وحمم من نار مصحوبة بوميض قوي، وارتفاع في درجات حرارة الجو، ما أدى لإضاءة سماء المطار لمدة ثلاثة دقائق، رافق ذلك انتشار رائحة تشبه رائحة التفاح، وهي الرائحة التي تنتج عن استخدام أقوى أنواع اليورانيوم المشع، والمحرم دوليا.
ويضيف شاهد العيان الذي كان يتواجد لحظتها في بداية شارع المطار، حيث طاله القصف وقذفه لمسافة تزيد عن 15 متراً وسط الأرض الزراعية المحيطة بأرض المطار، وأصيبت يده اليمنى بنيران المواد الكيماوية التي احرقت يده، وانتشرت الإصابة إلى معظم انحاء جسده بشكل واضح، وتواصل الإنتشار في جسده حتى الآن.. يضيف أنه ومن معه من المقاتلين رأوا اجساد المقاتلين الذين تعرضوا بشكل مباشر لهذا القصف وهي تنصهر وتذوب، بما في ذلك العظام، وتتحول إلى رسم لجسد بشري مطبوع أو منسوخ على شوارع المطار..!!


وبفضل هذا القصف الهمجي فقط تمكنت القوات الأميركية من احتلال المطار، فكان أن توجه شاهد العيان وعدد من فدائيي صدام والمتطوعين العرب إلى محاولة وقف تقدم الدبابات الأميركية المتوجهة من حي الجهاد وأبي غريب وحي الجامعة عبر الكرخ باتجاه الرصافة.

غير أن بغداد تعرضت في السابع من نيسان/ابريل لعدو آخر، حيث هوجمت من قبل مقلدي الشيخ الكردي المنتمي للطريقة الصوفية نهرو عبد الكريم الكستراتي، شيخ الطريقة الصوفية في العراق والعالم الإسلامي، الذين قدموا من محافظتي السليمانية واربيل. وقد اعدمت الأجهزة الأمنية 58 فرداً منهم في سجن أبو غريب في الثامن من نيسان/ابريل.


لقاء الأعظمية
شاهد العيان الذي يكشف هذه الصفحات غير المعروفة من تفاصيل معركة احتلال بغداد، قادته قدماه وجمع من المقاتلين إلى أسفل جسر السنك الذي اعتلته دبابتان اميركيتان في التاسع من نيسان/ابريل، وهو المشهد الذي رآه العالم كله عبر شاشات التلفزة العالمية في حينه.
ويقول أنه حاول وأحد فدائيي صدام تفجير الجسر ليسقط ومعه الدبابتان، حيث كانت هنا ترتيبات مسبقة لنسف الجسور، لكنهما فوجئا بأن اسلاك تفجير العبوات المعدة قد قطعت..!

ازاء ذلك، ووفقاً للخطة الموضوعة، انسحب شاهد العيان ومن معه من مقاتلين إلى حي الأعظمية، حيث التقوا الرئيس صدام حسين على الجانب الآخر من النهر المقابل لقصره، وهو يشاهد قوات المارينز تنزل في قصره وامام عينيه، فقام باعتلاء كتفي شاهد العيان بقدمه اليمنى، وصعد على مقدمة سيارته، وأخذ يلوح للناس بيده اليمنى مبتسما، ثم نزل وخاطب من حوله قائلا "والله لقد رفعتم رؤوسنا.. بارك الله فيكم.. لقد خانتني حتى اصابع يدي اليمنى.. العراق امانة في اعناقكم.. دافعوا عنه وحرروا ارضه". ثم توجه إلى مكان مجهول.

أما المقاتلين الذين تجمعوا في الأعظمية، فقد وفر لهم اهلها حافلات نقلتهم والمجاهدين العرب، على شكل قوافل، إلى الفلوجة والرمادي، ومن هناك تم تأمين عودة المتطوعين العرب لدولهم المجاورة.