تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رمضان................



أم ورقة
10-03-2004, 04:09 AM
أحبتي في الله



ها هو عام جديد ينقضي من عمرنا

و ها هو رمضان يأتينا من جديد

ألا يشعر أحدنا كأن رمضان الماضي كان بالأمس القريب، أو من أسبوع أو من شهر على الأكثر

هل يستطيع أحدنا أن يتذكر كيف مضت السنةالفائتة؟ حوالي ثلاثمة و بضع و خمسون يوما و ليلة فكيف انقضوا بهذه السرعة؟؟

ألا يذكرنا هذا بقول الله تعالى:

{قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ * قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (المؤمنون 112 - 114)

اذا كانت السنة تمر بهذه السرعة فكيف بمرور شهر؟

و كيف ان كان هذا الشهر هو شهر عظيم في ثوابه، عظيم في بركته، عظيم عند ربه، عظيم المناسبات، فيه ما فيه من المغفرة و الرحمة و العفو و الهداية و النور ...

ألا نتساءل كل عام بعد انقضاء رمضان: متى بدأ الشهر و كيف انقضى بهذه السرعة؟

هكذا دائما هذا الضيف الكريم القصير الزيارة السريع الرحيل، و هكذا يمر مر السحاب فلا يدرك من خيره شيئا الا مترقب لقدومه مجتهد في كل أيامه بل و ساعاته و دقائقه

ما شاء الله قرأت رسائل كثيرة من اخوة و أخوات أفاضل، وافيةعن رمضان

أردت فقط أن أوصيكم و نفسي بما أحسب أنه قد يجعل رمضان هذه السنة مختلف عن السنوات الماضية لكثير منا.

و ليس هذا بالزيادة والنقصان في الأعمال، أو الاجتهاد في أعمال الطاعة و العبادة و الخير و البر و كذلك في اجتناب المعاصي و البعد عن كل ما يغضب الله، و ان كان هذا يجب أن يكون منهاج كل مسلم كَيِّس فطن يسعى لزيادة رصيده من الحسنات في هذا المهرجان السنوي للثواب و المغفرة و العفو و العتق من النار.

و لكن ما همني أكثر هو الارتقاء بالهدف من فعل هذه الأعمال الصالحة و اجتناب المعاصي.

لنجعل الهدف من كل أفعالنا هو حب الله على الأقل خلال هذا الشهر الكريم لعل الله أن ينعم علينا بأن يجعل هذا حالنا طوال السنة.

فمثلا بدلا من أن نجعل من الصلاة التزام نفعله اضطرارا خوفا من عقاب أو عذاب، فنجاهد أنفسنا للوقوف ركعات قصيرة ثم نفر فرارا الى دنيانا التي ما فارقتنا حتى أثناء الصلاة. فلتكن صلاتنا لقاء محبب الى قلوبنا نقف فيه بين يدي ربنا الذي أحب لقاءنا، و لتكن الصلاة فرصة لشكره و حمده و سؤاله و دعائه و التقوي به و الركون اليه سبحانه.

و لنا في رسولنا صلى الله عليه و سلم أسوة حسنة اذ قال : جُعِلَت قرة عيني في الصلاة فلم لا نحاول أن نجعل الصلاة قرة أعيننا.

اننا لا نبتكر هذا الحب لخالقنا و لا نبادئه به، و انما اذا ما عملنا ما نعمل حبا لله، فإننا نحاول أن نبادله سبحانه و تعالى القليل اليسير من حبه لنا.

هذا الحب الشديد من الخالق العظيم الملك العزيز القوي الجبار، لعباده الذي خلقهم ثم ما لبث أن تقرب اليهم في كل حين و مناسبة و وقت من نهار و ليل برحمة و منة و نعمة و مغفرة و عفو و هو الغني عنهم.

اذا تقربوا و أتوه تقرب اليهم و أتاهم باسرع مما أتوه و اذا ذكروه ذكرهم و هو الغني عن ذكرهم، و اذا دعوه استجاب

‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏ ‏قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول الله تعالى ‏‏ أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه ‏ ‏باعا ‏ ‏وإن أتاني يمشي أتيته هرولة

و اذا أعرضوا و غفلوا عنه و هو خالقهم و هم الفقراء اليه و هو الغني الحميد، انتظرهم و ترقبهم و ذكَّرَهم به و أرسل اليهم من يذكرهم به و لا يغلق في وجوههم باب رحمته و لا يقطع عنه سبيله و لا يمل حتى يرجعوا، فاذا رجعوا كان أشد فرحا بعودتهم من العبد التائه في الصحراء في شدة الحر و قد فقد دابته عليها زاده و ماءه و طعامه حتى اذا أيقن أنه هالك لا محالة وجد راحلته أمامه، فالله اشد فرحا بعبده التائب العائد اليه من هذا العبد برجوع راحلته

‏عن عبد الله بن مسعود ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ ‏لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال أرجع إلى مكاني فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده.



انظروا كيف ميز الله عباده عن عبدة الأوثان

{وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} (البقرة 165)

ميزهم الله سبحانه و تعالى بحبهم له، لم يميزهم بتقواهم و عبادتهم

انظروا كيف حفز الله على فعل الخيرات بأن خص هؤلاء العباد بمحبته قبل أن يعدهم بمكافآته

ان الله يحب التوابين و يحب المتطهرين

ان الله يحب المحسنين

فان الله يحب المتقين

و الله يحب الصابرين

....

هذا الحب بين عبد و معبود هو أساس العلاقة بينهما، عبد يحب ربه حتى لا يكون في قلبه غيره، و اله يغار أن يكون في قلب عبده الا حبا له أو حبا فيه.

هذا الحب الذي ينبض به حديث النبي صلى الله عليه و سلم:

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله , صلى الله عليه وسلم , قال : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا , حين يبقى ثلث الليل الآخر . فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ ! من يسألني فأعطيه ؟ ! من يستغفرني فأغفر له ؟ !

سبحان الله ينزل قريبا من عباده الى السماء الدنيا، نزولا يليق بجلاله و عظمته، ليدعوهم اليه و أكثرهم نائمون.

سبحان الله، هل ينقص من غفل عن الله من ملكه شيء،و هل يزيد هذا الملك من آمن به شيء

{هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} (محمد 38)



‏عن ‏ ‏أبي ذر ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال ‏ ‏يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في ‏ ‏صعيد ‏ ‏واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر يا عبادي إنما هي أعمالكم ‏ ‏أحصيها لكم ثم ‏ ‏أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه * رواه مسلم



اذا كان الله غني هذا الغنى عن عباده فلِمَ يقترب منهم و يحثهم على التقرب منه و سؤاله و استغفاره، الا حبه لهم و رحمته بهم.


من البريد

منال
10-06-2004, 03:29 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكِ اختى ام ورقة
جزاك الله كل خير
ما شاء الله كلام جميل وتذكرة نافعة اسال الله ان يجعلها فى ميزان حسناتك يوم القيامة
http://forum.ma3ali.net/uploadjss/12018_36d.jpg