تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الامام المهدي محمد بن عبد الله رضي الله عنه



شيركوه
10-02-2004, 07:26 PM
لايخفى على كل ذي عقل - فضلاً عن كل ذي دين سليم - أن المهدي التي تقول به فرق الشيعة غير موجود في الواقع، بل إنه لم يولد في التاريخ. وقد ذاقت الأمة ويلات كثيرة بسبب ذلك الإعتقاد الخرافي في المهدي عند الشيعة. بل إنهم جعلوا الإيمان بالأئمة الذين اخترعوهم لأنفسهم ركناً لايتجزّأ من إيمانهم بدينهم وما تمليه عليهم أساطيرهم، والتي هي أشبه بأساطير اليونان والفرس وغيرهم من أمم الجاهلية.

وأما المهدي عند أهل السُّنَّة فهو رجل تلده النساء وتربيه الرجال ويعيش حياته بين الناس، لا في الكهوف - كما تدّعي الشيعة في مهديهم ولايعرفون متى يخرج، وأبشرهم أنه لن يفعل -، وإنّما هو إمام وخليفة من خلفاء المسلمين الذين يقومون بالقسط بين الناس. والذي يميّز محمد بن عبد الله المهدي عن غيره من الخلفاء المهديين هو التقاؤه مع عيسى بن مريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأن نبي الله عيسى يصلي خلفه، وأن الله يصلحه في ليلة، وأنه يملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وأنه على يديه يكون الفتح الثاني للقسطنطينية وربما رومية... الخ.

خلافة على منهاج النبوة
ذكر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخلافة التي هي على منهاج النبوة في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد والطيالسي عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

“تكونُ النُّبُوَّةُ فيكُم ما شاءَ اللَّهُ أنْ تَكونَ، ثُمَّ يَرْفَعُها اللَّهُ إذا شاء أنْ يَرْفَعَها، ثُمَّ تَكونُ خِلافَةً عَلى مِنهاج النُّبوَّةِ، فَتَكونُ ما شاءَ اللّهُ أنْ يَكونَ، ثُمَّ يَرْفَعُها اللّهُ إذا شاء أنْ يَرْفَعَها، ثُمَّ تَكونُ مُلْكاً عاضّاً، فَتَكونُ ما شاءَ اللّهُ أنْ تَكونُ، ثُمَّ تَكونُ مُلْكاً جَبْرِيّاً، فَتَكونُ ما شاءَ اللّهُ أن تَكونَ، ثُمَّ يَرْفَعُها إذا شاءَ أنْ يَرْفَعَها، ثُمَّ تَكونُ خِلافَةً على مِنهاج النُّبوَّةِ”، ثُمَّ سَكَتَ[1].

إنَّ سبب إيراد الحديث السابق هنا هو أن محمد بن عبد الله المهدي هو أحد خلفاء مرحلة الخلافة الثانية والتي هي على منهاج النبوة. وقد قسّم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تاريخ" هذه الأمّة إلى المراحل التالية:

1- مرحلة حكم النبوة: وكانت في حياته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

2- مرحلة الخلافة على منهاج النبوة: وهي حكم الخلفاء الراشدين، وكانت من بداية استخلاف أبي بكر رضوان الله عليه وحتى مقتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومن العلماء من أدخل فترة إمارة الحسن بن علي رضي الله عنهما سبط رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها. فهذه ثلاثون سنة كما نصّ بذلك الحديث الصحيح بأن الخلافة ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً.

3- مرحلة الملك العاضّ أو العضوض: وهو الحكم الذي فيه ظلم، وإن تفاوتت نسبة الظلم من حكم لآخر - : وهي مرحلة ما بعد إمارة الحسن بن علي، ويدخل فيه حكم بني أمية وبني العباس والمماليك والعثمانيين الأتراك وغيرهم، وحتى سقوط السلطنة العثمانية في مطلع القرن العشرين الميلادي. وهذا الحكم يشمل كل الدول التي تعاقبت على العالم الإسلامي بكافة مراحل تاريخة خلال هذه الفترة، ويُستثنى من ذلك حكم من كانت خلافته مشابهة للخلفاء الراشدين كخلافة عبد الله بن الزبير وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما، فَهُما قد عُدَّا من الخلفاء الذين هم من قريش والذين يلوْن أمر هذه الأمة.

4- مرحلة الحكم الجبري: والتي بدأت منذ سقوط الدولة العثمانية إلى عصرنا الحاضر، فنسأل الله تعالى أن ينهيها قريباً بِمَنّه وفضله.

والحكم الجبري هذا يحوي كل أنظمة الحكم التي قامت في العالم الإسلامي، سواء أكانت حكماً ملكياً أو وراثياً أو حِزبياً أو حكم الكفار للمسلمين، كما حصل عقيب الحرب العالمية الأولى، أو جمهورياً أو ديموقراطياً أو غيرها من أنواع الحكم التي تنازع الله عز وجل أحقية الحاكمية والتشريع.

وعندما ذكر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تلك المراحل التي ستمرّ بها الأمة، ربَطَها بنوع الحكم الذي يحكمها، أفيه ظلم أم هو على منهاج النبوة، أم هو مما تُجبَر الأمة على قبوله، كما هو حالنا اليوم.

5- مرحلة الخلافة على منهاج النبوة: وهي مرحلة لابد لها من عمل وتحضير وتضحية في سبيل الله تعالى، ونشر العلم واتباع للكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، لأنه لايصلح آخر هذه الأمة إلاّ بما صلح به أولها. وسيكون الدين في بدايتها غريباً، غربته يوم بدأ في مكة بين أسيادها وعبيدها، بين قويّها وضعيفها، وبين نسائها وصغارها. ومصدر هذه المرحلة هم غرباء هذا الدين في هذا الزمان، الذين يحملونه عن وعي وإدراك وفهم وتطبيق، ويتحملون في سبيله أشد المصائب والابتلاءات ثابتين على وصية رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندما قالَ:

“فَعَلَيْكُم بِسُنَّتي وَسُنّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدينَ المَهْدِيين، عَضّوا عَلَيْها بالنَّواجِذِ، وإيّاكُم وَمُحْدَثاتِ الأُمورِ، فَإنَّ كُلَّ مُحدَثَةٍ بِدْعَةُ، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وكُلَّ ضَلالَةٍ في النّار”[2].

وهؤلاء الغرباء هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بعده، وهم الذين يقاتلون في سبيل الله، ظاهرين على عدوهم وعلى من خالفهم ومن خذلهم، لايضرهم ذلك حتى يأتيَ أمر الله وهم كذلك، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يثبتنا على طريق نبيه الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومنهج صحابته رضوان الله عليهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

شيركوه
10-02-2004, 07:33 PM
المهدي ودلائل مهديَّته
إنّ أحاديث المهدي في كتب السنة منها ما هو ضعيف -مع شهرته بين الناس-، ومنها ما هو حسن وصحيح، وتعويلنا في هذا البحث إنما هو على الصحيح منها والحسن، كما بيّنه علماء الحديث الشريف.

روى أبو داود وابن ماجة والحاكم عن أمُّ سلمة رضي الله عنها بسند صحيح عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:

“المَهْدي مِنْ عِتْرَتي مِن وَلَدِ فاطِمَةَ ”[3].

وعن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:

“لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيا إلاّ يَومٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ اليَوْمَ حَتّى يُبْعَثَ فيهِ رَجُلٌ مِنْ أهْلِ بَيْتي، يُواطِئُ اسْمُهُ إسمي، واسمُ أبيهِ اسمَ أبي، يَمْلأُ الأرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً”[4].

وعن علي رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:

“لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدَّهْرِ إلاّ يَومٌ لَبَعَثَ اللّهُ رَجُلاً مِنْ أهْلِ بَيْتي، يَمْلَؤها عَدْلاً كَما مُلِئَتْ جَوْراً”[5].

و عن عبد الله بن مسعود عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:

“لا تذْهَبُ الدُّنيا ولاتَنْقَضي حَتّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِن أهلِ بَيْتي يُواطِئُ اسمُهُ إسمي”[6].

إذن، المهدي من آل بيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واسمه محمد بن عبد الله، ولا يُعرف ما إذا سَيكون من نسل الحسن بن علي أم الحسين بن علي ، فالروايات في ذلك لا تصح، وإن كان ابن تيمية - رحمه الله - قد رَجَّحَ أنه من نسل الحسن معتمداً في ذلك على أثر مروي عن عليٍّ رضي الله عنه، وقد ضعّفه محقق مشكاة المصابيح العلامة الألباني [7].

صفته الخَلْقية ومدّة حكمه
وأما صفته الخَلْقية، فقد بيَّنها رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديثه الآتي: عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

“المَهْدي مِنّي، أجْلى الجَبْهَةِ[8]، أَقْنى الأَنْفِ[9]، يَمْلأُ الأرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كما مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً، يَمْلِكُ سَبْعَ سِنين”[10].

وأمّا مدَّة حكمه فقد بيّنها الحديث السابق. وفي الحديث الآخر:

“لَتُمْلأَنَّ الأرضُ جَوْراً وظُلْماً، فإذا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً يَبْعَثُ اللّهُ رَجُلاً مِنّي إسمُهُ إسمي، وإسمُ أبيهِ إسمُ أبي، فَيَمْلَؤها عَدْلاً وقِسْطاً، يَمْكُثُ فيكُم سَبْعاً أو ثَمانِيَاً، فَإنْ أكْثَر فَتِسْعاً”[11].

وهو الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، ففي الحديث الذي رواه الشيخان عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:

“كَيْفَ أَنْتُم إذا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فيكُمْ وإمامُكُم مِنْكُمْ”[12].

وقال صلى اللهُ عليه وسلم:

“مِنَّا الّذي يُصَلِّي خَلْفَهُ عيسى بنُ مَرْيَم”[13].

وقد روى الإمام مسلم في الصحيح عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:

“لا تَزالُ طائِفَةٌ مِنْ أُمَّتي يُقاتِلونَ عَلى الحَقِّ ظاهِرينَ إلى يَوْمِ القِيامَةِ. قالَ: فَيَنْزِلُ عيسى بْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقولُ أميرُهُمْ: تَعالَ صَلِّ لَنا. فَيَقولُ: لا، إنَّ بَعضَكُم على بَعضٍ أُمَراء تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذهِ الأُمَّةِ”[14].

والمهدي هو المقصود - والله أعلم - في حديثه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

“يَكونُ في آخِرِ أُمَّتي خَليفةٌ يَحْثي المالَ حَثْياً، ولايَعُدُّهُ عَدّاً”. وهو قطعة من حديث رواه الإمام مسلم في صحيحه.

وفي رواية قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

“مِنْ خُلَفائِكُم خَليفَةٌ يَحْثو المالَ حَثْيَاً ولايَعُدُّهُ عَدّاً”[15].

وهذا إنْ دلّ على شيءٍ فَإنَّما يَدُلُّ علَى كَثْرَةِ الغَنائِمِ والفُتوحاتِ في زِمانهِ وكَثرَةِ المَلاحِمِ بَيْنَ المسلمينَ وأعْدائِهِم[16].

شيركوه
10-02-2004, 07:35 PM
بداية ظهور المهدي
وأما بداية ظهوره فيكون بتهيئته لقيادة الأمة وصلاحه لها. يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

“المَهْدي مِنَّا أهْلَ البَيْتِ يُصْلِحُهُ اللّه في لَيْلَةٍ”[17]. أي أن الله تعالى يصلحه لقيادة أمة الإسلام، والله أعلم.

وقد وصفه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالصلاح عندما قال:

“وإمامهم رجلٌ صالِحٌ ...” الحديث، وسيأتي.

ثم ينكشف أمر المهدي عند حكّام ذلك الزمان، فيهرب إلى مكّة مع بعض الناس ليحتمي بالبيت، وليس معهم عدة ولاعدد ولامنعة، ويُبعَث خلفه جيش لقتله والتخلص منه، والدليل هو ما رواه الإمام مسلم في الصحيح عن أم سلمة قالت: قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

“يَعوذُ عائِذٌ بِالبَيْتِ فَيُبْعَثُ إلَيهِ بَعْثٌ، فِإذا كانوا بِبَيْداءَ مِنَ الأرْضِ خُسِفَ بِهِم. فَقُلتُ: يارسولَ اللّهِ فَكَيْفَ بِمَنْ كانَ كارِهاً؟ قالَ: يُخْسَفُ بِهِ مَعَهُم، ولَكِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ القِيامَةِ عَلى نِيَّتِهِ”[18].

وروى مسلم أيضاً عن عبد الله بن صفوان قال: أخبرتني حفصة أنها سمعتِ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:

“لَيَؤُمَّنَّ هذا البَيْتَ جَيشٌ يَغزونَهُ، حَتّى إذا كانوا بِبَيْداءَ مِنَ الأَرْضِ يُخْسَفُ بِأَوْسَطِهِم، ويُنادي أَوَّلُهُم آخِرَهُم ثُمَّ يُخْسَفُ بِهِم، فَلا يَبْقى إلاّ الشَّريدُ الَّذي يُخْبِرُ عَنْهُم”[19]. وفي رواية عن يوسف بن ماهك قال: أخبرني عبد الله بن صفوان عن أم المؤمنين أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:

“سَيَعوذُ بِهَذا البَيْتِ - يعني الكعبة - قَومٌ لَيسَ لَهُم مَنَعةٌ ولاعَدَدٌ ولاعُدّةٌ، يُبْعَثُ إلَيْهِم جَيشٌ حَتّى إذا كانوا بِبَيْداءَ مِنَ الأرْضِ خُسِفَ بِهِم”. قال يوسف : وأهل الشام يومئذ يسيرون إلى مكة، فقال عبد الله بن صفوان : أما والله ما هو بهذا الجيش[20].

ويروي مسلم عن عبد الله بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها قالت: عَبَثَ رسولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مَنامِهِ، فَقُلْنا: يارسولَ اللّهِ صَنَعْتَ شَيْئاً في مَنامِكَ لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ. فَقال: “العَجَبُ أنّ ناساً مِنْ أُمَّتي يَؤُمُّونَ بِالبَيْتِ بِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ لَجَأَ بِالبَيْتِ حَتّى إذا كانوا بِبَيْداءَ خُسِفَ بِهِم”. فَقُلنا: يارَسولَ اللَّهِ، إنَّ الطَّريقَ قد يَجْمَعُ النّاسَ. قال: “نَعَم، فيهُمُ المُسْتَبْصِرُ والمَجْبورُ وَابْنُ السَّبيلِ، يَهْلِكونَ مَهْلَكاً واحِداً ويَصْدُرونَ مَصادِرَ شَتّى، يَبْعَثُهُمُ اللّهُ عَلى نِيّاتِهِم”[21].

فهذا جيش يُبعَث في إثر المهدي للتخلص منه وممن معه من المؤمنين، فيلجأون إلى البيت الحرام محتمين به، ويخسَف بهذا الجيش ببيداء من الأرض، وهي بيداء المدينة، وهي الشرف الذي قدّام ذي الحليفة، أي من جهة مكّة، وهي أرض ملساء.

وروى أحمد والطبراني عن أم سلمة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:

“طائِفَةٌ مِنْ أُمَّتي يُخْسَفُ بِهِم، يُبْعَثونَ إلى رَجُلٍ فَيَأتي مَكّةَ، فَيَمْنَعُهُ اللّهُ مِنْهُمْ ويُخْسَفُ بِهِم، مَصْرَعُهُم واحِدٌ وَمَصادِرُهُم شَتّى. إنَّ مِنْهُم مَنْ يَكْرَهُ فَيَجِيءُ مُكْرَهَاً”[22].

وعن امرأة القَعقاع بن أبي حدرد الأسلمي رضي الله عنهما قالت: سمعتُ رسولَ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المِنبر يقول:

“يا هَؤلاءِ! إذا سَمِعْتُم بِجَيْشٍ قد خُسِفَ بِهِ قَريباً فَقَد أَظَلَّتِ السّاعَةُ”[23].

ويُبايَعُ المهدي خليفةً للمسلمين بعد ذلك ويجاهد مع المسلمين في سبيل الله تعالى، وتكون خلافة على منهاج النبوّة، وتكون الملاحم بين المسلمين وأعدائهم إلى أن ينزل عيسى عليه الصلاة والسلام.

قتال الروم وفتح القسطنطينية

وفي زمن المهدي يكون الفتح الثاني للقسطنطينية (إستانبول)، وذلك قبل خروج الدَّجَّال ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام.

روى الإمام مسلم في صحيحه عن يُسَيْر بن جابر قال: هاجَتْ رِيحٌ حمراءُ بالكوفة فجاء رجل ليس له هِجِّيرى[24]: إلاَّ ياعبدَ اللهِ بنَ مسعود ، جاءتِ الساعةُ. قال: فَقَعَدَ وكان مُتَّكِئاً فَقال:

“إنَّ السّاعَةَ لاتَقومُ حَتَّى لايُقْسَمَ ميراثٌ ولايُفْرَحَ بِغَنيمةٍ. ثمّ قال بيده هكذا - ونحّاها نحو الشام. فقال: عَدُوٌّ يَجْمَعونَ لأَهْلِ الإسْلامِ. قُلتُ: الرُّومَ تَعْني؟ قالَ: “نَعَم، وتَكونُ عِندَ ذاكُمُ القِتالِ رَدَّةٌ[25] شَديدَةٌ، فَيَشْتَرِطُ المُسلِمونَ شُرْطَةً[26] لِلمَوتِ لاتَرجِعُ إلاّ غالِبَةً، فَيَقتَتِلونَ حَتّى يَحْجُزَ بَينَهُمُ اللَّيْلُ، فَيَفِيءُ هَؤلاءِ وهَؤلاءِ كُلٌّ غَيرُ غالِبٍ وتَفْنى الشُّرْطَةُ، ثُمَّ يَشْتَرِطُ المُسلِمونَ شُرْطَةً لِلمَوتِ لاتَرجِعُ إلاّ غالبَةً، فَيَقتَتِلونَ حَتّى يَحْجُزَ بَينَهُمُ اللّيلُ، فَيَفِيءُ هَؤلاءِ وهَؤلاءِ كُلٌّ غَيرُ غالِبٍ وتَفْنى الشُّرْطَةُ، ثُمَّ يَشتَرِطُ المُسلِمونَ شُرْطَةً لِلمَوتِ لاتَرجِعُ إلاّ غالبَةً، فَيَقتَتِلونَ حَتّى يُمْسُوا، فَيَفِيءُ هَؤلاءِ وهَؤلاءِ كُلٌّ غَيرُ غالِبٍ وتَفْنى الشُّرْطَةُ، فَإذا كانَ يَوْمُ الرَّابِعِ نَهَدَ[27] إلَيْهِم بَقِيَّةُ أهْلِ الإسْلامِ فَيَجْعَلُ اللّهُ الدَّبِرَةَ عَلَيْهِم، فَيَقْتُلونَ مَقْتَلَةً - إمّا قالَ: لايُرى مِثلها، وإمّا قال: لَم يُرَ مِثْلُها - حَتَّى إنَّ الطّائِرَ لَيَمُرُّ بِجَنَباتِهِم فَما يُخَلِّفُهُم حَتّى يَخِرَّ مَيِّتاً. فَيَتَعادُّ بَنو الأَبِ كانوا مِائَةً فلا يَجِدونَهُ بَقِيَ مِنْهُم إلاّ الرَّجُلُ الواحِدُ، فَبِأَيِّ غَنيمَةٍ يُفْرَحُ أو أيِّ مِيراثٍ يُقَاسَمُ. فَبَينَما هُم كَذَلِكَ إذْ سَمِعوا بِبَأسٍ هُوَ أكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَجاءَهُمُ الصَّريخُ إنَّ الدَّجَّالَ قَد خَلَفَهُمْ في ذَراريِّهِم، فَيَرْفُضُونَ ما في أيْديهِم ويُقْبِلونَ، فَيَبْعَثونَ عَشَرَةَ فَوارِسَ طَليعَةً. قال رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنّي لأَعْرفُ أسْماءَهُم وأسْـماءَ آبائِهم وألوانَ خُيولِهِم، هُم خَيرُ فَوارِسَ عَلى ظَهرِ الأرْضِ يَوْمَئِذٍ، أو مِنْ خَيرِ فوارِسَ على ظَهرِ الأرضِ يَوْمَئِذٍ”[28].

شيركوه
10-02-2004, 07:35 PM
روى الإمام مسلم في الصحيح أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:

“لاتَقومُ السّاعةُ حَتّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالأعْماقِ أوْ بِدابِقٍ، فَيَخْرُجُ إلَيْهِم جَيْشٌ مِنَ المَدينَةِ مِنْ خِيارِ أهْلِ الأّرْضِ يَوْمَئِذٍ، فَإذا تَصافُّوا قالَتِ الرُّومُ: خَلُّوا بَيْنَنا وَبَيْنَ الَّذينَ سَبَوْا[29] مِنَّا نُقاتِلْهُم. فَيَقولُ المُسْلِمونَ: لا وَاللَّهِ، لانُخَلِّي بَيْنَكُم وَبَيْنَ إخْوانِنا. فَيُقاتِلونَهُم فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لايَتوبُ اللَّهُ عَلَيْهِم أَبَداً، ويُقْتَلُ ثُلُثُهُم أفضَلُ الشُّهَداءِ عِنْدَ اللَّهِ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لايُفْتَنونَ أَبداً، فَيَفْتَتِحونَ القُسْطَنطِينِيَّةَ. فَبَيْنَما هُمْ يَقْتَسِمونَ الغَنائِمَ قَدْ عَلَّقُوا سُيوفَهُم بِالزَّيْتونِ إذْ صاحَ فيهِمُ الشَيْطانُ: إنَّ المَسيحَ قَدْ خَلَفَكُم في أهْليكُم. فَيَخْرُجونَ، وذَلِكَ باطِلٌ، فَإذا جاؤوا الشَّامَ خَرَجَ. فَبَيْنَما هُم يُعِدُّونَ لِلْقِتالِ، يُسَوُّونَ الصُّفوفَ، إذْ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ، فَيَنْزِلُ عيسى بنُ مَرْيَمَ فَأَمَّهُم، فَإذا رَآهُ عَدوُّ اللّهِ ذابَ كَما يَذوبُ المِلْحُ في الماءِ، فَلَوْ تَرَكَهُ لانْذابَ حَتّى يَهْلِكَ، ولَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ، فَيُريهِمْ دَمَهُ في حَرْبَتِهِ”[30].

في الحديث السابق اختصار في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “فينزل عيسى بن مريم فأمَّهم” فتقديره كما جاء من كلام أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم، قال: "فأمَّكُم بِكِتابِ رَبِّكُم وَسُنَّةِ نَبِيِّكُم"[31]. أي يحكم بهما، ولايحكم بشرع آخر كالذي بعث به إلى بني إسرائيل[32].

لكن قبل قتال المسلمين مع بني الأصفر -الروم- تكون هدنة بينهم، فيغدر الروم، ويأتوننا بثمانين راية، تحت كل راية عشرة آلاف، - وفي رواية: تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً -، وعندئذ تكون الملحمة بين الفريقين ويقضي المسلمون فيها على الروم.

روى أبو داود في سننه عن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرفوعاً، قال:

“سَتُصالِحونَ الرُّومَ صُلْحاً آمِناً فَتَغْزونَ وهُم عَدُوَّاً مِن وَرائِكُم، فَتُنْصَرونَ وتَغْنَمونَ وتَسْلَمونَ، ثُمَّ تَرجِعونَ حَتّى تَنْزِلوا بِمَرجٍ ذي تُلولٍ[33]، فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنْ أهْلِ النَّصْرانِيَّةِ الصَّليبَ فَيَقولُ: غَلَبَ الصَّليبُ. فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمينَ فَيَدُقُّهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغدُرُ الرُّومُ وتَجْمَعُ لِلْمَلْحَمَةِ”[34].

وفي رواية صحيحة عند أحمد وأبي داود وابن ماجة وابن حبان عن ذي مخمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:

“سَتُصالِحون الرُّومَ صُلْحاً آمِناً، فَتَغْزونَ أَنْتُم وهُم عَدُوَّاً مِنْ وَرائِكُم فَتَسْلَمونَ وتَغْنَمونَ، ثُمَّ تَنْزِلونَ بِمَرْجٍ ذي تُلولٍ فَيَقومُ رَجُلٌ من الرُّومِ فَيَرْفَعُ الصَّليبَ ويَقولُ غَلَبَ الصَّليبُ! فَيَقومُ إلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمينَ فَيَقْتُلُهُ، فَيَغْدِرُ القَوْمُ، وتَكونُ المَلاحِمُ، فَيَجتَمِعونَ لَكُم فَيَأْتُونَكُم في ثَمانينَ غايَةٍ مَعَ كُلِّ غايَةٍ عَشْرَةُ آلافٍ”. وفي رِواية أبي مالك الأشجعي : “... ثُمَّ تَكونُ بَيْنَكُم وَبَيْنَ بَني الأَصْفَرِ هُدْنَةٌ، فَيَغْدِرونَ بِكُم، فَيَسيرونَ إلَيْكُم في ثَمانينَ غايَةٍ، تَحْتَ كُلِّ غايَةٍ اثنا عَشَرَ ألْفاً”[35].

وَيكون فُسْطاطُ المسلمين يوم الملحمة بالغوطة، غوطة دمشق، والفسطاط هو المكان التي تجتمع إليه الجيوش لتتهيّأَ لِلقتال.

شيركوه
10-02-2004, 07:43 PM
وَيكون فُسْطاطُ المسلمين يوم الملحمة بالغوطة، غوطة دمشق، والفسطاط هو المكان التي تجتمع إليه الجيوش لتتهيّأَ لِلقتال.

عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:

“إنَّ فُسْطاطَ المُسْلِمينَ يَوْمَ المَلْحَمَةِ بالغوطَةِ إلى جانِبِ مَدينَةٍ يُقالُ لَها دِمَشْقُ، مِنْ خَيرِ مَدائِنِ الشَّامِ”. وفي رواية قال: “فُسْطاطُ المُسْلِمينَ يَوْمَ المَلْحَمَةِ الكُبْرى بِأرْضٍ يُقالُ لَها الغوطَةُ، فيها مَدينَةٍ يُقالُ لَها دِمَشْقُ، خَيرُ منازِلِ المُسْلِمينَ يَوْمَئِذٍ”[36].

وهناك يلتقي المسلمون من بلاد الشام والحجاز وغيرها من أقاليم الإسلام على قتال أعداء الله، لايفرقهم أمر، بل هم على دين الله تعالى مجتمعون، حتى العصبات من بني العم من قبائل العرب من المسلمين يشاركون إخوانهم في القتال.

روى ابن ماجة في سننه بسند حسن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

“إذا وَقَعَتِ المَلاحِمُ بَعَثَ اللَّهُ بَعْثاً مِنَ المَوالي، هُم أكْرَمُ العَرَبِ فَرَساً وَأَجْوَدُهُ سِلاحاً، يُؤَيِّدُ اللّهُ بِهِمُ الدِّينَ”[37].

فنسأل الله تعالى أن يوحّد أمر هذه الأمّة وصفّها وأن يرفع عنها أمر الجاهلية وتفريق الأعداء بين أبنائها.

ويفتتح المسلمون على إثر هذه الملحمة القسطنطينية ويدخلونها دون أن يرموا بسهم أو يقاتلوا بسلاح وذلك بدليل قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

“سَمِعْتُم بِمَدينَةٍ جانِبٌ مِنها في البَرِّ وجانبٌ منها في البَحْر”؟ قالوا: نعَم يارَسولَ اللَّهِ. قالَ: “لا تَقومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْزوَها سَبْعونَ أَلْفاً مِنْ بَني إسْحاقَ[38]، فإذا جاؤوها نَزَلوا فَلَم يُقاتِلوا بِسِلاحٍ وَلَم يَرْمُوا بِسَهْمٍ، قالوا: لا إلهَ إلا الله والله أكْبَرُ، فَيَسْقُطُ أَحَدُ جانِبَيْها الَّذي في البَحْرِ، ثُمّ يَقولوا الثَّانِيَةَ: لا إلَهَ إلاّ اللّهُ واللّهُ أكْبَرُ، فَيَسْقُطُ جانِبُها الآخَرُ، ثُمّ يَقولوا الثّالِثَةَ: لا إلَهَ إلاّ اللَهُ واللّهُ أَكْبَرُ، فَيُفْرَجُ لَهُم فَيَدْخُلونَها فَيَغنَمونَ. فَبَيْنَما هُم يَقْتَسِـمونَ المَغـانِمَ إذْ جاءَهُمُ الصَّريخُ فَقال: إنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَـرَجَ، فَيَتْرُكونَ كُلَّ شَيءٍ ويَرْجِعونَ”[39].

ما يكون من فتوحات المسلمين قبل الدَّجَّال
روى الإمام مسلم في الصحيح عن جابر بن سمرة عن نافع بن عتبة رضي الله عنه قال: كُنّا مَعَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غَزْوَةٍ، قال: فَأتى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ المَغْرِبِ[40]عَلَيهِم ثِيابُ الصُّوفِ فَوافَقوهُ عنِدَ أَكَمَةٍ، فَإنَّهُم لَقِيامٌ وَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاعِدٌ. قال: فَقالَتْ لِي نَفْسي: اِئْتِهِمْ فَقُمْ بَيْنَهُم وَبَيْنَهُ لايَغْتالُونَهُ. قال: ثَمَّ قُلْتُ لَعَلَّهُ نَجِيٌّ مَعَهُم. فَأَتَيْتُهُم فَقُمْتُ بَيْنَهُم وبَيْنَهُ. قال: فَحَفَظْتُ مِنهُ أرْبَعَ كَلِماتٍ أَعُدُّهُنَّ في يَدي. قال:

“تَغْزونَ جَزيرَةَ العَرَبِ فَيَفْتَحُها اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ، ثُمَّ فارِسَ فَيَفْتَحُها اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ تَغْزونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُها اللَّهُ، ثُمَّ تَغْزونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ”. قال: فَقالَ نافِع: يا جابِرُ، لا نَرى الدَّجَّالَ يَخرُجُ حَتّى تُفْتَحَ الرُّومُ[41].

ومعلوم أن بلاد الروم اليوم هي أوربا وقلبها إيطاليا، وقد بشّرنا رسولنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنّا سنفتح رومية، عاصمة النصرانية اليوم، بعد أن فتح المسلمون عاصمتها الأولى، القسطنطينية.

روى الإمام أحمد وغيره عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: بَينَما نَحنُ حَوْلَ رَسولِ اللَّهِ نَكْتُبُ إذْ سُئِلَ رَسولُ اللَهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ المَدينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً، أَقُسْطَنْطِينِيَّةُ أوْ رُومِيَّةُ؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَدينَةُ هِرَقلَ تُفْتَحُ أَوَّلاً”، يَعني القسطنطينية[42].

شيركوه
10-02-2004, 07:45 PM
[1]الصحيحة (1/5).

[2]صحيح الجامع (2549).

[3] صحيح أبي داود (3603).

[4]صحيح أبي داود (3601).

[5]رواه أحمد وأبو داود بسند صحيح (3602)

[6]صحيح الجامع (7275).

[7]أنظرالمشكاة (5462).

[8]أجلى الجبهة: أي واسعها.

[9]القنا في الأنف: طوله ودقّة أرنبته مع حدب في وسطه.

[10]أبو داود والحاكم بسند حسن، المشكاة (5454).

[11]صحيح الجامع (5073).

[12] مختصر صحيح مسلم (2060)

[13]أبو نعيم عن أبي سعيد بسند صحيح.

[14]مختصر صحيح مسلم (2061)

[15]شرح النووي لصحيح مسلم (18/38).

[16]وانظر صحيح ابن ماجة، الحديث رقم (3299).

[17]أحمد وابن ماجة، صحيح ابن ماجة (3300).

[18]شرح النووي لصحيح مسلم (18/5-6).

[19]نفسه.

[20]انفسه .

[21]شرح النووي لصحيح مسلم (18/16-17).

[22]الصحيحة (4/1924).

[23]رواه أحمد والحميدي، الصحيحة (3/1355).

[24]شَأْن.

[25]صَوْلَة.

[26]الشرطة: طائفة من الجيش تقدم للقتال.

[27]نَهَضَ.

[28]شرح النووي لصحيح مسلم (18/24-25).

[29]وتقرأ أيضاً: سُبُوا.

[30]شرح النووي لصحيح مسلم (18/21-22).

[31]مختصر صحيح مسلم (2060).

[32] أنظر تعليق العلامة الألباني على تحقيقه لمختصر صحيح مسلم.

[33]وهو مرج دابق قرب مدينة حلب.

[34] صحيح أبي داود (3607).

[35] صحيح ابن ماجة (3267).

[36] صحيح أبي داود (3611).

[37]صحيح ابن ماجة (3303).

[38] الرواية المحفوظة: بني إسماعيل، يعني العرب.

[39]مختصر صحيح مسلم (2014)، وانظر حديث أبي هريرة السابق ذكره في قتل عيسى عليه السلام للدجال.

[40]يعني مغرب المدينة المنورة

[41]مختصر صحيح مسلم (2028).

[42]المستدرك للحاكم (4/508)، وهو مخرج في الصحيحة.

==============

شيركوه
10-02-2004, 07:47 PM
اقول تعليقاً :


ان البعض يركن لهذه القصص ويجد فيها ضالته فتبرد همته

اما اني اقول

لن ياتي المهدي على قوم علا الذل هامتهم وسكن قلوبهم ورضوا بالمهانة
لن ياتي المهدي ليجد شبابا قد انتفخت بطونها وتثاقلت هممها فليس هؤلاء من سينصرونه
وليس هؤلاء من سيرفعون راية الحق معه

وكذلك اقول

ان من ركن لهذه الاحاديث وجلس يحلم ليس له نصيب من النصر فالنصر لا ياتي الا بعمل وجد واجتهاد

والسلام عليكم

moon3000
10-03-2004, 06:10 PM
جزاك ربي الجنه أخي الحبيب فرقاني

اسأل الله أن لا يحرمك أجر ما كتبت وأن يحرم وجهك على النار.

محبكم موون

شيركوه
10-10-2004, 05:21 PM
السلام عليكم

رضي الله عنكم اخي الحبيب مون وبارك الله بك

:)

Saowt
10-11-2004, 05:35 AM
في آخر الزمان يخرج خليفة راشد من أهل البيت يؤيد الله به الدين و يملك سبع سنين، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً و ظلماً، تنعم الأمة في عهده نعمة لم تنعمها قط؛ تخرج الأرض نباتها وتمطر السماء قطرها، و يعطى المال بغير عدد. و يسمى بالمهدي. في زمانه تكون الثمار كثيرة، و الزروع غزيرة، والمال وافر والسلطان قاهر، و الدين قائم والعدو راغم، و الخير في أيامه دائم. والمهدي هو رجل يخرج في آخر الزمان من نسل الحسن بن علي رضي الله عنهما. اسمه محمد و اسم أباه عبد الله. و سمي الفاطمي المنتظر لأنه يخرج من ذرية فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم.

هو من الأنصار يعيش جلّ حياته في المدينة المنورة في ظل الخلافة الراشدة. على أنه يحدث خلاف عند موت الخليفة الراشد الحادي عشر (و على ما يبدو أن ذلك في دمشق). و يستولي على الشام حاكم فاجر فيهرب المهدي إلى مكة فيتبعه الناس ويبايعونه مكرهاً فيبعث حاكم الشام عليه جيشاً فيخسف الله بذلك الجيش في بيداء المدينة فيعلم المسلمون بأنه المهدي المنتظر فيبايعه أبدال الشام وعصائب العراق فتتم له البيعة و الخلافة الراشدة و يحكم العرب كلهم من عاصمته دمشق. و في زمانه يقود المسلمين إلى نصر عظيم على الروم النصارى في حرب تسمى الملحمة الكبرى. تدوم تلك الحرب ستة سنين من أعظم الحروب في تاريخ البشرية. يموت فيها معظم الرجال حتى يكون الرجل الواحد قيماً على خمسين امرأة. يفتح الله على يده روما عاصمة النصرانية.

وفي السنة السابعة يخرج المسيح الدجال اليهودي (مهدي الرافضة) فيَصل إلى أصفهان في إيران فيتبعه منها سبعين ألف يهودي. ويجوب الأرض كلها إلا مكة و المدينة ثم يحاول أن يغزو دمشق عاصمة الخلافة فينزل المسيح عيسى بن مريم على المنارة البيضاء شرقي دمشق (نظنها منارة الجامع الأموي) فيتبع الدجال و يقتله في فلسطين و يقتل المسلمون اليهود كلهم. ثم يكسر عيسى بن مريم الصليب و يقتل الخنزير ويدعو الناس للإسلام فعندها لا يبقى إنسان على سطح الأرض إلا و يدخل بالإسلام. ويموت المهدي ثم يحكم بعده عيسى بن مريم عليه السلام و يعم السلام على الأرض قاطبة.

و الشيعة ينظرون إلى أنه ولد منذ القرن الثالث وأنه ما زال حياً إلى الآن وأنه يظهر أحياناً في صورة شبحية لبعض اتباعه كظهوره لابن المطهر الحلي (وهو من علماء الشيعة الكبار) وظهوره في أكثر من مكان مرة في شيراز و مرة في غيره. و يذكر الكافي وغيره من الكتب المعتمدة عند الشيعة طريقة ولادة الأئمة بطريقة أشبه ما تكون بالأسطورة ، و هذا لا بد من النظر إليه بعين الاعتبار. من الأمور الغريبة كذلك مسألة اقتران أبيه الحسن العسكري بأم المهدي التي كانت نصرانية ورأت رؤية وبيعت كما يُباع العبيد ثم تنتهي الأسطورة بأن تكون هذه المرأة هي المرأة المختارة لاحتضان قائم آل محمد!!

صفته: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المهدي مني –أي من نسلي–، أجلى الجبهة– أي منحسر الشعر من مقدمة رأسه، أو واسع الجبهة-، أقنى الأنف –أي طويل الأنف ودقة أرنبته مع حدب في وسطه-، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً، ويملك سبع سنين). رواه أبو داود ( برقم 2485) و إسناده حسن

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أبشركم بالمهدي؛ يبعث على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه سكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحاً، فقال له رجلاً: ما صحاحاً؟ قال: بالسوية بين الناس) قال: (ويملأ الله قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم عدله، حتى يأمر منادياً فينادي فيقول: من له في مال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل فيقول: ائت السدّان –يعني الخازن– فقل له: إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً، فيقول له : احث، حتى إذا حجزه و أبرزه؛ ندم فيقول: كنت أجشع أمة محمد نفساً أو عجز عني ما وسعهم؟! قال: فيرده فلا يقبل منه، فيقال له: إنا لا نأخذ شيئاً أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، ثم لا خير في العيش بعده) أو قال: ثم لا خير في الحياة بعده). المسند (3/37) ورجاله ثقات، وأنظر مجمع الزوائد ( 7/313-314).

عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة). المسند (2/58) بسند صحيح. وقوله: (يصلحه الله في ليلة): فلعل المراد بذلك أن الله يصلحه للخلافة أي يهيئه لها، و يوفقه ويلهمه ويرشده، بعد أن لم يكن كذلك. وقال القاري في المرقاة (5/180): (يصلحه الله في ليلة) أي يصلح أمره و يرفع قدره في ليلة واحدة، أو في ساعة واحدة من الليل، حيث يتفق على خلافته أهل الحل والعقد فيها. و هذا معناه قطعاً أن المهدي لن يعرف نفسه أنه المهدي حتى يبايعه الناس. و ليس قطعاً بطالب للخلافة و لا ظان لأهليته لها، و لذلك يبايعه الناس و هو كاره

أسال الله عز وجل أن يعز الحق وأهله وأن يكبت الباطل وأهله إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

جزاكم الله خيرا... وجعلنا وإياكم من أتباع المهدي محمد بن عبدالله.. ومن جيش الفتح.. آمين
ويا ربي إنا نعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب جهنم ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجّال

شيركوه
10-11-2004, 07:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم آمين آمين


بارك الله فيك

moon3000
10-18-2004, 07:12 PM
لرفع رفع الله قدر صاحب الموضوع ومن عقب فيه

شيركوه
10-19-2004, 07:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رضي الله عنك

وها انا ارفعه لاجلك ايضا

ولاجل الامام

السلام عليكم