تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إنها حرب على الإسلام



mojahed90
10-02-2004, 10:19 AM
... إنها حرب على الإسلام

محمد مهدى عاكف


المرشد العام للإخوان المسلمين
بسم الله والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين .. وبعد ..

فإلى العالم نوجه هذه الكلمات .. شهادة حق فى زمن الزيف العالمى الجديد ، زمن الاعتداء على الحق والعدل والحرية .. وراية عزة نرفعها فى وجه قوى الاستكبار المادية، وعلامة حياة ومقاومة فى بدن ظن السرطان الأمريكى أنه قد تمكن منه .

إن كلماتنا اليوم .. لا نبغى من ورائها إلا أن نسجل شهادة حق لتاريخ البشرية في صفحة يتوهم الغرب أن مدادها وأفكارها لن يكون إلا من خلاله .. متناسيًا أن سجلات الإنسانية لا تفتح صفحاتها إلا للحق والحقيقة مهما حاول المدلسون لذا .. هتف فرعون :

)قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ)(غافر: من الآية29)) ظنا منه أن مفاتح الخلد فى يديه .. فشرب ملح البحر الذى فَرَقه القدير لرسوله ()فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ)(الشعراء:63)....) فعبر عليه السلام مع أمة الحق لترسو الحقيقة على ضفاف التاريخ خالدة ...

وعندما حرق (هولاكو) عواصم وأباد شعوبا جاءت (عين جالوت) لتصيب قلب الشر وتخلعه من صفحات الزمان ممجدة (قطز) الذى أنقذها من وحوش متدثرة بملامح البشر .

واليوم يدور التاريخ ليبنى "بوش الابن" من هجمات سبتمبر المزعومة منصة القفز نحو حلم السيطرة ويعلن "سوف أعلنها حربا صليبية" ولما راعه انفلات لسانه راح يطلق على أمانيه صفة "العدالة المطلقة" ثم عدّل وبدل مستعيرا اسم إحدى الحملات الصليبية القديمة ليكون عنوانا لصليبيته الجديدة على الإسلام "حملة النسر النبيل" ..

* أين كانوا ؟؟

لم يعرف العالم "إرهابا" إلا على يد المسلمين .. هكذا يزعمون .. ونحن نقول :

فأين كانت قوى التحالف عندما حارب الإرهاب الصهيونى شعب فلسطين ؟

ولماذا صمتت الدنيا على الإرهاب الهندوسى فى كشمير ؟

وأين ذهبت أصوات العدالة عندما بدأ الإرهاب الروسى حصد أرواح الشيشان ؟

وكيف لم يسمع ضمير الغرب صرخات ضحايا الإرهاب التنصيرى فى الفلبين وأندونيسيا ؟

وأين كانت المنظمات المعنية وجون جارانج يتلقى ملايين الدولارات ليحصد أرواح العزل فى جنوب السودان ؟

وكيف يصمت العالم إزاء الجرائم التى ارتكبت فى حق شعب العراق على يد قوات الاحتلال؟

إنها حرب على الإسلام .. ولذا لم يكن غريبا على صحيفة من كبريات الصحف الأمريكية أن تقول "إن أنصار بوش يأملون أن تكون حربه فاتحة لنشر المسيحية فى بغداد"!

حرب تستهدف اقتلاع "الإرهاب" (!!) الذى يدعيه (بوش الابن) .. ويصبح كل العالم مستهدفًا طالما أن فيه قلوبا تنبض بالإيمان ، ويكون رمز الإرهاب كل مجاهد يدافع عن حرماته ومقدساته ومقاوم من أجل تحرير أرضه واستنقاذ بلاده ..

حرب (صليبية) جديدة على "الإرهاب" (!!) الذى يقاوم ببسالة العدو الصهيونى المحتل على أرض فلسطين ، إن الإرهاب عندهم هو ما وصفه الصهيونى "بن جوريون" فى قوله "نحن لا نخشى الاشتراكيات ولا القوميات ولا الملكيات فى العالم وإنما نخشى الإسلام هذا المارد الذى نام طويلا وبدأ يتململ فى المنطقة .. إننى أخشى أن يظهر محمد من جديد فى المنطقة"

هذا هو الإرهاب عندهم .. دين يحض أتباعه على الجهاد كفرض عين ضد المحتل المغتصب، وصلوات تصل أصحابها بربهم وتشحذ عزمهم وتعلى هممهم وتقوى إرادتهم .. ودستور ربانى محفور فى قلوب الصغار قبل الكبار تتلوا آياته الألسنة فتخشع له الجبال وتلين له الأفئدة ..

سواعد الهمة :

ورغم ضراوة الحرب .. وتكالب الأحزاب الجدد على دين الله واستئساد الطغيان إلا أن وعد الله ثابت بنص الكتاب الخالد(لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ) (آل عمران:19)

فما ازدهرت دولة البغى فى عصر إلا أذن الله لدينه أن ترتفع راياته على يد قوم يحبهم الله ويحبونه ( أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ)(المائدة: من الآية54)

وعندما كانت للشيوعية دولة واتحاد سوفيتى يجرم دراسة القرآن وتحصد رصاصاته صدور الموحدين وتغلق قوانينه المدارس الإسلامية وتمنع بناء المساجد وتظل عقودًا طويلة تغسل الأدمغة من الإسلام وتجرف عن النفوس تعاليمه، يأتى آخر وزير لشئون الأديان فى حكومة "جورباتشوف" ليقول "لقد اكتشفنا وجود أكثر من خمسة آلاف مسجد ومدرسة تعمل سرا طيلة هذا الوقت دون علم الحكومة أو سلطات الحزب".

ولقد فضحت قمة "أفيون" التركية للمنظمات التنصيرية التى عقدت فى 27 أكتوبر الماضى خيبة سعى المنصرين مؤكدة أن كل الجهود التنصيرية فى العراق قد فشلت تماما كما حدث فى أفغانستان التى تدفقت عليها عشرات الهيئات التنصيرية، هذا إضافة إلى الورطة التى أوجدت المنظمات التنصيرية نفسها فيها مع توالى أنباء تحول الجنود الأمريكان إلى الإسلام وهم الذين كانت تفتخر الكنائس بأنهم كانوا يصلون من أجل بوش" !(يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)(الصف:8) ولئن كانوا يظنون أن العالم قد تعبدت دروبه ليسيروا فيها وليأكلوا أوطاننا لقمة سائغة فإن سواعد الهمة سوف ترد كيدهم إلى نحورهم قبل أن يبتلعوا مقدرات أمتنا ..

سواعد ترى حواصل الطير الخضر تنتظر الصاعدين لترفرف بهم حول عرش الرحمن مؤمنة أن الموت فى سبيل الله أسمى أمانى المسلم، ليس كرها للدنيا ولا عزوفا عنها وإنما حبا فى حياة عزيزة وأملا فى أوطان حرة وسعيا لرحابة الدارين (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (آل عمران:169)

إنها سواعد المقاومة التى تحسن صناعة الموت فتوهب لها الحياة بعيدًا عن دنس الأمريكان أو صلف الإنجليز أو خسة الصهاينة الذين يسرقون الحياة والأمل والحرية .

فيا أيها المقاومون :

لقد كشفتم سوأة عدوكم بثباتكم وتأييد الله لكم، وأرقتم مضاجع بوش الابن وأذنابه من خلال ضرباتكم .

وحركتم سواكن الأنظمة العربية والإسلامية فواصلوا فى كل ميدان فى فلسطين وأفغانستان والعراق والشيشان وكشمير ( فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ)(المائدة: من الآية52)

ولقد جيشتم خلفكم أمتكم .. ووحدّتم بهمتكم شعوبا مشتتة فازدادت تمسكاً بالإسلام الذى تموتون دونه .. فاثبتوا على الحق الذى أنتم عليه عسى الله أن يحيى بعزكم أمة الجسد الواحد "إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى"

واحذروا من يريدون تشويه وجه مقاومتكم المشروعة من أعمال لا يقرها الشرع ( وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى )(المائدة: من الآية8 فغايتكم نبيلة . وعليكم أن تسلكوا إليها الوسائل المشروعة، واحذروا عملاء الاحتلال وأصحاب الأفكار الشاذة المنحرفة الذين يودون حرف المقاومة عن وجهتها السليمة .. وليكن لكم فى المقاومة الإسلامية فى فلسطين مثل وقدوة ، فقد حددت عدوها وساحة قتالها وثبتت على ذلك رغم كل الظروف .

وإليكم يا شباب الأمة فى كل البقاع :

هذا عام دراسى جديد .. أظل أمتكم الجريحة .. فاعلموا أن ميدان جهادكم عظيم .. وما تحصيل علومكم بأقل عند عدوكم من إعداد "صاروخ قسام أو فخ مقاومة" فأحيوا فى النفوس عزيمة التعلم والإقبال على العلم واجعلوه لله ولعزة المؤمنين ولرفعة شأن الأوطان "إنما الأعمال بالنيات" واعلموا أن لطالب العلم أجر المجاهد، واستشعروا خطورة الحملة الغربية على عقولكم ووجدانكم وهى التى جندوا لها من شياطين الإنس جنودا يبثون سم الأفكار ويروجون لمجون الفعال باسم الفنون .. (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النور:19) وما الحرب على غرائزكم بأقل من حربهم على مقدساتكم . فاحذروا أن تفتنوا وألجموا كما يقول إمامنا الشهيد حسن البنا – نزوات العواطف بنظرات العقول .. وكونوا أدوات بناء فى وجوه معاول الهدم ..

تحركوا فى كل الميادين رافعين الإسلام شعار حياة .. ومنهج تواصل .. يراه الناس فيكم خلقا قويما .. وصحبة صالحة .. ووعيا بالأخطار .. وحرصا على الأوقات وعزا فى غير استعلاء .. وقوة فى غير تجبر .. وجمالا فى غير خيلاء .. وساعتها يعرف الناس حقيقة ما تحيون لأجله فيسيرون على دربكم و "لأن يهدى الله بك رجلأ واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس"

عراقية ابية
10-02-2004, 11:08 AM
اللهم كن لنا ولا تكن علينا

لا حول و لا قوة الا بالله