تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اغتيال اسماعيل الخطيب



balhous
10-01-2004, 09:07 PM
اغتيال اسماعيل الخطيب

حلقات مسلسل الافتراء تتواصل وتتوالى

بالأمس كانت الضنيّة واليوم مجدل عنجر، وغداً فردان أو المعاملتين أو ساحة النجمة في وسط بيروت... لاأحد يعلم.

سؤال: شاب في الثلاثينات من عمره، يمارس رياضة المشي باستمرار، يتمتع بصحة جيدة، ولم يشكُ سابقاً من أي مرض، هل من الممكن أن يصيبه - كما أظهرته الصور الشعاعية ونقلاً بالنص عن تقرير لجنة الأطباء التي عاينت جثة اسماعيل الخطيب عقب وفاته- « ضيق في التنفس وتورّم في القدمين من جراء قصور في القلب ووجود تضخم في الكبد سبّب أزمة قلبية حادة أدت إلى الوفاة»؟

بالله عليكم، هل هذه أمراض يصاب بها شاب ثلاثيني لم يكن يعاني من أي مرض!!، ثم ومع أنني لا أفهم بالطب، هل القصور في القلب يؤدي إلى تورّم القدمين، أم أن «الفلقة» ليلاً نهاراً أدت إلى هذا التورّم؟ لا تعليق!

ليست المرة الأولى التي يقوم وزير الداخلية العتيد بممارسة «زغرديّته»الموروثة على أبناء الشعب اللبناني، فقد اعتاد امتهان كرامات الناس والاعتداء عليهم دون حسيب أو مساءلة، طبعاً فهو الصهر المدلل للدولة اللبنانية.

لا بل إنه فاخر ذات يوم أمام وسائل الإعلام -عندما احتج بعض الفرقاء المسيحيين على التوقيفات التي حصلت بحقهم- أنه قام باعتقال المئات من أبناء طرابلس والشمال (المسلمين) وتعذيبهم دون من يقول له «به».

فالشمال وكر للأصوليين، و«الضنيّة» مركز مفترض لأسامة بن لادن، و«عكار العتيقة» مخبأ لأبي مصعب الزرقاوي، وطرابلس عاصمة الإرهاب والأصولية.. أما «مجدل عنجر» في البقاع الغربي فمنها تتم إدارة الشبكة الدولية لتنظيم القاعدة، وبدأت التسميات تطلق من أهل الحكم والقضاء، والتفاصيل تتوالى ضاربين عرض الحائط القاعدة القانونية التي تقول: «المتهم بريء حتى تثبت إدانته»، حاجبين الأدلة الملموسة، متحدثين عن أدلة متخيلة، رغم أن الوزير العتيد وفي حالات مشابهة كان يفاخر بعرض الأدلة الجرمية أمام عدسات وسائل الإعلام، لكن هذه المرة كانت السرية هي المسيطرة. لكن كل هذه المعلومات لم تجعل «فلاشات» كاميرات المصورين تلمع في وجه الوزير العتيد، فأطلق قنبلته: «إسماعيل الخطيب هو زعيم القاعدة في لبنان»، وبدأت أضواء الفلاشات تلمع في وجه الوزير وهو يتخذ «بوزات» مناسبة للصور، وقد نام يومها قرير العين، فصوره ستحتل واجهة صحف الغد...

نعم فهو الوزير «القبضاي» الذي نصّب نفسه مربياً للشعب اللبناني، فسائقو الدراجات النارية بنظره صاروا «زعراناً» وستتم تربيتهم بجريمة قيادة الدراجة النارية...

هذه ليست المرة الأولى التي تمس بها كرامات الشعب اللبناني وعلى وجه الخصوص المسلمين منهم، فما زالت محاكمات أحداث الضنيّة تجري حتى الآن، وكل فترة يتم تمديد المحاكمات لسبب أو لآخر، ومعظم المعتقلين لن يتجاوز الحكم عليكهم الشهور، وها هم يقبعون في الزنازين منذ ما يقارب الخمس سنوات.

وفاة أو مقتل (لافرق) إسماعيل الخطيب إنها حلقة في سلسلة امتهان كرامات الناس، فهذا الشهيد (وهو كذلك لأنه مات مظلوماً) لم تسنح له فرصة الدفاع عن نفسه ليدحض التهم الكاذبة الموجهة إليه.

إسماعيل الخطيب مات ومازال وزير الداخلية العتيد يتلقى التهاني لنجاحه بالقبض عليه، مهزلة!