تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الداعية فتحي يكن مصمم على خوض المغامرة ونزع فتائل التفجير



fakher
09-29-2004, 04:53 PM
على ضوء ما حدث من بلبلة بين ابناء التيار الإسلامي على خلفية لقاء الداعية فتحي يكن (عضو مجلس شورى الجماعة) بزعيم فرقة الأحباش "عبدالله الهرري" التقيت الشيخ فتحي وكان كعادته كريم الضيافة فلقد استقبلني في مكتبه بطرابلس من قبل ظهر أمس الثلثاء، وبعد سؤاله عن حالي وحال الوالد ، طلب مني تفسير الرد وقد قمت بذلك ومن ثم بدأنا الحديث مباشرة دون ان أعرض عليه الأسئلة وكنت اتوقع أن لا يتحمل أسئلتي لكن أحد شباب الجماعة طمأنني وقال أنك ستتفاجئ بردوده.

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد يسرنا ان نستضيف المفكر الإسلامي والداعية المعروف الدكتور فتحي يكن في هذا اللقاء على هامش اللقاء الذي عقده مع زعيم فرقة الأحباش المعروف بعبدالله الهرري.
*بداية أنت عضو في مجلس شورى الجماعة وما زلت أليس كذلك؟


- نعم

*ومن المعروف عنك أنك تأخذ بمبدأ المشورة ، والتشاور مع أصحاب الرأي في معظم ممارساتك فهل لقاؤك مع الحبشي قد حظي بهذه المشورة؟

-اللقاء يعود إلى سنوات سابقة وليس طارئاً فبعد تناولي منهجية الأحباش في اكثر من كتاب وبخاصة في "الموسوعة الحركية" و"حركات إسلامية تغيّرية من القرن الماضي" ، كنت أدعو الشيخ عبدالله الحبشي لمناظرة معلنة تتم بحضور عدد من العلماء الذين طبعاً كفرتهم الجمعية وكفرتهم الأحباش وفي مقدمة هؤلاء الشيخ القرضاوي ومفتي عام الجمهورية العربية السورية الشيخ أحمد كفتارو والدكتور محمد سعيد رمضان البوطي لأنه مؤخراً أوتي على تكفير ومفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو والشيخ فيصل مولوي وعدد كبير من هؤلاء العلماء لحسم هذه القضية التي تتراوح أحياناً حدة بين السجالات الكلامية وتصل أحياناً إلى صراعات دموية.
فكنت منذ تلك الفترة أدعوا جهاراً نهاراً وفي الفضائيات بشكل معلن وليس سرياً ويوم كنت أميناً عاماً للجماعة الإسلامية وبعد ما تولى الشيخ فيصل مولوي المسؤولية تابعت الدعوة هذه متحدياً حتى إلى إقامة هذه المناظرة وكانت تنتهي هذه الدعوات بالاعتذار في آخر لحظة بأن الأوضاع الأمنية لا تساعد أو بأن صحة الشيخ الهرري غير نافذة أو بأنه مسافر خارج لبنان، مرت الأيام ودخل على الخط بعض الأخوة الغيارى على الساحة الإسلامية وأرادوا ان يجددوا هذه الخطوة وطرحوا معي فكرة أن يعقد لقاء تحضيري تعقبه مناظرة معلنة ممكن تكون عبر الجزيرة أو غيرها وبحضور هؤلاء العلماء المكفرين وليحكم لهم أم عليهم، بعد المساعي التي بذلها أهل الغيرة ولا أشك في هذا وبجهد جهيد تقرر زيارة الشيخ الهرري لمنزلي وطبعاً عندما تكون الزيارة لمنزلي فأنا على استعداد لأرحب بذلك ، فمن موقع يحكمه قول الله تعالى معذرة إلى الله ولعلهم يرجعون فكانت هذه المبادرة والأخوة القياديون على رأسهم الشيخ فيصل كان يعرف أنه حصل لقاء أو سيحصل لقاء مع الشيخ قراقيرة وحصل هذا اللقاء طبعاً ....

*بالنسبة للقاءك مع الشيخ قراقيرة علمنا من مصادر في الجماعة أنه سبق والتقيت به ولكن دون رغبة الجماعة ووجه لك انذار بعدم لقاء أي من هذه الفرقة إلا بمشاورة الأخوة في الجماعة.

- هذا غير صحيح ، لأن تحركاتي غير مرتبطة بقرارات ، كل شخص عنده أوضاع معينة وله سابقة في العمل ، لا أنتظر قرارا محلياً حتى أتحرك ، كل يوم عندي تصريح وكل يوم عندي موقف وخطبة جمعة وكل يوم أبادر إلى زيارات داخلية وخارجية ، فهذا بالفعل غير صحيح ، هذا مردود على أصحابه كائنا من كانوا ، التنسيق أحياناً يجري عبر القيادة المركزية التي يمثلها الشيخ فيصل مولوي.

*أنت قلت أن المبادرة جاءت من قبل أخوة طيبين غيورين على الساحة الإسلامية ... فهل ممكن أن نعرف بعض من هؤلاء الأخوة؟

- حتى هذه اللحظة من المصلحة أن لا تذكر أسماء لأن هناك كثير من العقبات الآن توضع في وجههم واتهموا من قبل جمعية المشاريع بأنهم يهدفون إلى كذا ، لا أعتقد أن هناك مصلحة في ذلك وهم يتابعون، حتى اليوم لهم لقاء مع الشيخ فيصل مولوي.

*هناك شكوك تدور حول دور الدكتور صفوح يكن في هذا اللقاء، وصراحة هناك من يقول أن حصول الدكتور صفوح يكن على هذا الرقم الكبير في الانتخابات البلدية مؤخراً ، تواجده في احتفال الأحباش الذي أقاموه احتفاءً بنصرهم في بعض المراكز الاختيارية والبلدية، كل هذا دليل على سعي الدكتور صفوح يكن وبتعاون من قبلكم على دخول الانتخابات النيابية وهو بحاجة إلى تأييد من هذه الجماعة ، هل هذا صحيح؟

-أنا أعتقد أن هذا من قبيل التنطع فيما يتنطع به الكثيرون حيث يربطون أموراً بعضها ببعض فيصبح مخلوق عجيب بالفعل، أنا لأول مرة أسمع أن الدكتور صفوح يكن أنه حضر احتفالا للأحباش.

*نعم هو حضر فعلاً هذا الاحتفال.

-المهم لأول مرة أسمع في هذا ، يرد هذا إلى موقف الجماعة التي أسستها أنا ولا أزال عضوا في مجلس شوراها إن سمح لنفسه الدكتور صفوح أن يحضر لقاء فقد سمحت لنفسها الجماعة أن تتحالف مع الأحباش في الانتخابات البلدية.

*يومها قالت الجماعة أن الدكتور صفوح ليس من أبناءها، بل كان كذلك.

-إذا لماذا يحاسبونه طالما أنه خارج إطار الجماعة له الحق في أن يفعل ما يريد، بل على العكس فبعد ظهور نتائج الانتخابات البلدية اعتبر أن الجماعة فازت بالرقم الأول في طرابلس واعتبر الدكتور صفوح أنه ممثل للجماعة، هذا الخلط أعتقد أنه يهز المصداقية، نحن ما تعودنا على هذه الغوغائية في التحليل والخطاب السياسي، أنا أفهم أن هناك خطاب واحد وليس هناك خطابات.

*أنت قلت أن اللقاء جرى للتحضير لمناظرة ولكن في بياناتك التي أصدرتها بعد اللقاء مباشرة لم تشر لتحضير لمناظرة بل أشرت إلى وحدة الصف ووحدة الكلمة وإيجاد مرجعية شرعية ، هل تتوقع أن يقبل أبناء الحركة الإسلامية من الجماعة أو السلفين أو غيرهم بإيجاد مرجعية تكون من ضمنها فرقة الأحباش؟

-أنا أشرت حتى في تصريحي وهذا غير صحيح أنه لم ينشر ، مجرد أن يذكر أن من أهداف هذا اللقاء أننا نسعى إلى وحدة الصف الإسلامي معنى هذا أنه ستليه خطوات وهذه خطوة على الطريق ، ما أشير في البيان إلى أي اتفاق ، لم يكن بياناً مشتركاً هو تصريح كباقي التصاريح.

*البيان ركز على مسألة التطرف الإرهاب في إشارة إلى ما يحصل في العراق.

-مشروع المرجعية الإسلامية الذي بدأ في مؤتمر عقد في بريطانيا كان لإعادة الساحة الإسلامية إلى عقالها الأول إلى توازنها لأن العبثية التي تجري الآن على الساحة الإسلامية عبثية بلا حدود ، هناك توالد لحركات وفئات وما أشبه ذلك بمسميات إسلامية لها أول وليس لها آخر وكلها تتكلم باسم الإسلام وأحياناً تؤخذ الرهائن وأحيانا يفاوض مع أصحابها على دفع مبلغ من المال، لأن من يأخذ الرهائن ليس جماعة واحدة ونحن طرحنا هذا مع الوفود التي تأتي ومنها هيئة العلماء في العراق والإفتاء والإرشاد ، هنالك فئات لا علاقة لها بالإسلام أشبه بمافيات تسخر الإسلام من أجل مصالح معينة والحصول على المال.

*بالعودة إلى موضوعنا ، أنت قلت في البيان الذي صدر بعيد اللقاء أن اللقاء كان هدفه إيجاد مرجعية وأن وحدة الصف حتمت هذا اللقاء، لم تشر لا من قريب ولا من بعيد إلى التحضير لمناظرة ، ممكن لو أشرت إلى التحضير لمناظرة قد تكون ردة فعل الشارع الإسلامي أخف من التي شهدناها، لماذا لم تشر لهذه المناظرة ؟؟
حتى بيان الأحباش لم يشر إلى هذه المناظرة وكان بياناً نال من فكر سيد قطب الذي تعتبره أنت من مرجعيات الإخوان المسلمين وغالب الحركات الإسلامية تعتبره من مرجعياتها.


-مجرد الإشارة إلى ضرورة إقامة مرجعية معنى هذا أن أمامنا مراحل من العمل للوصول إلى ذلك ومراحل العمل تحتاج إلى حوارات ، ليس مع الأحباش فحسب هناك أطراف متعددة قد تكون في منتهى التعنت وتكفر سيد قطب وليسوا من الأحباش ، هناك فئات من الأخوة السلفيين يكفرون سيد قطب ، لماذا نضع اللائمة في هذا الاتجاه ، قضية المرجعية ليست مفروشة بالرياحين ، هي خطوة على طريق طويل نحتاج فيها لحوارات متعددة ، ونحن لا نجد مصلحة بأن نستثني أحداً من القوى الإسلامية فالتي تستثني نفسها فهي بالفعل قد خرجت من رفقة الإسلام والمسلمين ، نحن علينا أن ندعو الجميع وبالحوار وهناك قواسم شرعية مشتركة فإما أن يرضخ لهذه القواسم ويكون هؤلاء بالصف وإما أن يكونوا قد حكموا على أنفسهم باستبعاد أنفسهم من هذا الصف.

-------------------------
يتبع

fakher
09-29-2004, 05:02 PM
*شيخ فتحي .. توحيد الصف أرى أنه يجب أن يكون ضمن أولويات ، فعلى ساحة الجماعة الإسلامية نفسها وبعد الانتخابات البلدية كان هناك تصدع في صفها بسبب الأحباش أنفسهم، أصبح هناك تصدع ضمن صف الجماعة الإسلامية، أصبح هناك توتر في العلاقات ما بين الجماعة الإسلامية والتوحيد ما بين الجماعة والسلفيين ما بين الجماعة الإسلامية وجمعية الإصلاح كل ذلك على خلفية الانتخابات البلدية وما جرى من تحالفات ، أليس من الأولى أن نبدأ بتصحيح الصف الذي نعتبره واحد وينبع من فكر واحد ، كل هذه الجمعيات والحركات مصدرها فكر الإمام الشهيد حسن البنا والشهيد سيد قطب، أليس من المفروض أن نوحد هذه الصفوف ونلطف الأجواء قبل أن نبدأ مع الآخر.

-أعتقد أن الأحباش كانوا في نهاية من وصلنا إليهم ، لم نبدأ بهم إنما انتهينا بهم ، هذا اللقاء الوحيد واليتيم مع الأحباش جاء متأخراً، لكن اللقاءات التي قبلها ويعرف أصحاب الحركات والاتجاهات أنه بدء بالساحة بحسب الأولية، لا شك أن الأولوية تقتضي أن نبدأ بالأقربون أولى بالمعروف الذي فيما بينهم قواسم مشتركة كثيرة وهذا حدث وعلى فترات طويلة من الزمن كانت تقوم مشروعات وحدوية بالساحة الإسلامية باسم الهيئات الإسلامية وبأسماء متعددة، إذا الأحباش لم يبدأ بهم إنما انتهي بالأحباش ولم يبدأ بهم. الشيء الآخر فيما يتعلق بقضية وحدة الصف ، اليوم في ظل الزمن الذي نعيش وما يجري على الساحة الإسلامية وما تنقله وسائل الإعلام وما تتأثر به أطراف الساحة الإسلامية شاءت أم أبت ، في ظل ذلك لا نستطيع أن نقول أننا سنبدأ بهذه الحركة وعندما ننتهي ننتقل إلى غيرها، لا نستطيع فعل هذا لأن الأجواء ملوثة هناك تلوث في البيئة الإسلامية عامة ، فلا بد أن ندعو إلى شبه مؤتمر عام على الأقل يكون بداية ، فلا أعتقد أن هناك حركة إسلامية سلمت من الاختراقات المخابراتية الأمنية والتصدع الداخلي في صفوفها وأفكارها ، هناك تصدع في الساحة الإسلامية وفي مدارس الساحة الإسلامية، تصدع للصفوف وتصدع للقلوب نخشى أن تصل إلى صراعات دموية ، وهناك تصدع فكري فهناك مدارس نبتت في هذه الساحة.
قد يكون سبقه الزمن أن يبدى بين حركتين أو ثلاث حركات، الآن نجد عندنا عشرات الحركات، ضمن إطار المدرسة الواحدة هناك تيارات متعددة، اتصل بي سلفيون وأثنوا على هذا اللقاء (لقاء يكن بالحبشي) وقالوا هذه ينبغي أن تكون قبل اليوم على الأقل أن تخرج هؤلاء (الأحباش) من عزلتهم ونعرفهم ماذا يريدون ونعرف أفكارهم.
الأولوية الأساسية أن يلتقي هؤلاء الذين يحبون أن يقيموا مرجعية ليضعوا قواسم مشتركة لحركة ولعمل إسلامي عالمي ولا شك ان هناك أفكار موجودة ومهيأة لتطرح وبخاصة الأفكار التي طرحها الشيخ يوسف القرضاوي في مؤتمر اتحاد العلماء المسلمين في لندن والتي تصلح بالفعل لأن تكون منهجا وسطا، ونحن كأعضاء في هذا الاتحاد مطالبون أن نستقطب كلها وندعوها إلى الحوار وإقامة الحجة، فإما أن يستجيب هؤلاء فيكونون من المسلمين وإما أن ينعزلوا فيكون لكل حادث حديث.

*أحد الأشخاص المسؤولين في الجماعة الإسلامية بعث لنا برسالة عرف فيها كان يكون الحوار مع الأحباش وعرف الأحباش فقال : منحرفون في العقيدة – شاذون في الفقه – عملاء في السياسة، من هنا يبدأ الحوار معهم.

-ما أحد كتب عن الأحباش ، لم يكتب أحد عن الأحباش إلا العبد الفقير و عبدالرحمن دمشقية فلا أحد يزايد عليّ في الكلام عن الأحباش ، هناك مصنفات تناولت أفكار الأحباش. قضية العمالة قد لا تكون في السياسة فقط ، فقبل أن تصل إلى السياسة والذي يدفعها هي العمالات الأخرى ، فعندما احمل أفكاراً غير أفكار المسلمين فهذه العمالة الفكرية والمنهجية هي التي تدفع إلى العمالات الأخرى ، لا قيمة للعمالة السياسية مقابل العمالة العقائدية والفكرية والثقافية. في الآونة الأخيرة الأخ عبدالرحمن دمشقية وضع موقعاً على الانترنيت تناول ذلك وهنالك عشرات الأشرطة بصوت الشيخ الحبشي وهنالك بحوث عقدت للرد على أطروحات الأحباش من خلال الدليل الشرعي فلو يعود هؤلاء الأخوة قبل أن يحكموا مع أو ضد هذه القضايا.

*في مقابلتك مع الأمان مؤخراً قلت أنك تفاجأت ببيان الأحباش بحق الشيخ فيصل مولوي ، ونحن كذلك تفاجأنا بلغة هذا البيان ، بيان الأحباش عادة يتخلل كلمة كافر - فاسق – زنديق – مجسم - شاذ أما هذا البيان فلم يتخلل هذه الكلمات وقلنا انه ربما لقاء الشيخ فتحي مع الهرري قد أثمر بهذه اللغة الرقيقة في البيان فما رأيك بهذا التفسير؟

-إذا كان اللقاء قد كشف الكثير من السوءات فيكون اللقاء مفيد جداً ونحتاج المزيد من هذه اللقاءات، لكن هذه البيانات تعودنا عليها وليست جديدة ، وهذا الذي كتب ، كتب قبل اليوم بكذا سنة أعيد طباعته وحبك بلغة جديدة ، وأنا استغربت ما كتب الشيخ فيصل عن الأحباش قليل جداً حتى السؤال الذي طرح عليه من كندا حول الأحباش رد عليه بكثير من الموضوعية والأخلاقية والحكمة لا تقتضي هذا الفجور الذي حصل ، خمس أسطر وينهي رده بأننا نعتبرهم مسلمين ويجوز الصلاة وراءهم.
وجه الاستغراب هو أن كتبي مازالت موجودة وما عدت عن أي كتاب ولا أصدرت كتابا آخر غيرت فيه رأيي وقلت لهم هذا ، فأول أمس كان هناك اتصال من بيت عبدالله الحبشي على بيتي (مناقشة على التلفون) قلت لهم انا أستغرب أن تتناولوا الشيخ فيصل لكلمات وما تناولتموني إلا بالثناء في بيان الزيارة مع أن لي كتابين بينت وفندت منهجيتكم، ولكن يبدو أن هذا الاتصال أثمر وهم الآن يعدون لبيان جديد من خمس صفحات وهو أشرس من البيان الذي تناولوا فيه الشيخ فيصل.

*هل تعتقد أنهم حاولوا استغلال الشرخ الحاصل بينك وبين الجماعة في هذا الموضوع؟

- قد يكون أنهم جربوا ، يظنون أن الناس كلهم سواء لا يميزون بين معدن ومعدن، ممكن أن تكون قد سولت لهم أنفسهم أن مواقفي من بعض الأمور ستدفعني لأكون إلى جانبهم (الأحباش) في مواجهة الجماعة ، فأنا أحرص على الجماعة من أمينها العام ومن مؤسسيها جميعاً، لا أحد يزايد عليّ في قضية الجماعة، إذا كانت هناك انتقادات فهي انتقادات لأشخاص وليس انتقاداً لخط الجماعة الذي هو خط الإخوان المسلمين والذي أفنيت عمري في الكلام عنه ، أنا أرسل أحيناً تصحيحات وتصويبات لقيادة الحركة المركزية إن حادت عن طريق البنا، بعض الاعتراضات لا تمس الخط عندنا نهائياً ، فأنا أفرق ما بين الجماعة كنهج ومدرسة وتيار ومنظومة أفكار وبين عناصر معينة قد يعجبني تصرفهم وقد لا يعجبني كل يؤخذ منه ويرد عليه. كالتاريخ الإسلامي فتجد إشراقات وإبداعات لخلفاء وقد تجد ما ينكس الرأس في خلفاء آخرين وهذا ليس عيباً على الإسلام أنما عيب على أشخاص هؤلاء.

*الشيخ سعيد رحمه الله سنة 96 أصدر فتوى شكلت حصاراً على فرقة الأحباش وهي أن لا نبيعهم أن لا نشتري منهم أن لا نزوجهم أن لا نخالطهم ولكن في الآونة الأخيرة نرى أن هناك بعض أركان التوحيد يقومون بزيارات متبادلة بين التوحيد والأحباش نرى أن هناك لقاءات بين السلفيين والأحباش ولقاءات ليست لمناظرة ونرى مشاركات منهم في بعض القرارات السياسية التي تؤخذ من الحركات الإسلامية . دعنا نقول بشكل أوضح هل هناك ضغط من قبل أجهزة معينة لاستيعاب هذه الفرقة؟

-إذا عدنا إلى ما سمي بالحصار فأنا لم أرى هذا الحصار قائماً بفتوى ولأول مرة أسمع بهذه الفتوى وهي لم تشكل حصاراً بدليل أن الأحباش في تلك الفترة نمو بشكل غير طبيعي، قد يكون الحصار الآن جاء بعد خروجهم في مواجهة بعض القوى الأخرى بالسواطير والسكاكين ، هم فرضوا الحصار على أنفسهم بسبب هذه التصرفات وقد كانوا يدعون الاعتدال فإذا هم أشرس من عليها وإذا هم مدرسة تعلم التطرف أكثر من الزرقاوي وبن لادن وسيد قطب نفسه وهذا ما شاهده الناس واللبناني لا ينسى حملة السواطير ولا يمكن أن ينسى هذا المشهد.
لكن قبل ذلك كان النمو غير طبيعي بالعكس الحركة الإسلامية حوصرت في حينها ولم يحاصر الأحباش وأنا لا أقول بالحصار أنما أقول بالحوار لأن الهروب من المرض يقوي المرض ولا يضعفه نحن علينا أن نواجه الظاهرة المرضية أن نبين أبعاد مخاطرها لا أن نهرب منها ونطلب من الناس أن يبتعدوا عنها ، فأنا لست بفتوى الحصار إنما مع الفتوى بالحوار وإقامة الحجة "تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم" هذا مع النصارى فكيف مع أطراف متعددة قد تختفي تحت مسميات ويمكن أن تتحرك بفعل هذه القوى وغيرها، وأنا لو كنت مع الحصار لما قبلت هذه الزيارة ، أنا مع الحوار وناديت وتحديت في قضية المناظرات وهم اليوم سيدعون في نشرتهم أنهم مستعدون للمناظرة ونحن على استعداد للمناظرة بوجود العلماء الذين ذكرنا أسماءهم ومنهم الدكتور عبدالمحسن التركي ويضاف إليهم علماء أجلاء يمثلون الساحة الإسلامية السنية ككل، قضية الملاطفات والملاينات علينا أن نسأل أصحابها إن كانوا يزورونهم أو يلاطفونهم بفعل قناعة بأن يشدوهم إلى الساحة الإسلامية ن يغيروا أفكارهم أم بفعل ضغط خارجي من قوى معينة.

*ألم تتعرض الجماعة لهذا الضغط؟

-لا بالعكس ، هذه بعض الأسرار التي لم تذاع ، نحن كنا نطرح هذه الظاهرة على السوريين عندما كان الأحباش في عز صولجانهم ، لهذا السبب قبل مقتل نزار الحلبي نائب الرئيس السوري (عبدالحليم خدام) عقد اجتماعا في مكتبه وبطلب منا فحضر اللقاء نزار الحلبي وعدنان الطرابلسي النائب السابق ونحن أوفدنا عددا من إخواننا يحملون كل هذه الدراسات وبيانات التكفير في حق العلماء ، وقلنا لهم أن هذه ألغام تفجير على الساحة اللبنانية والسورية حتى وهؤلاء يتحركون بفعل من ؟ بقوة من؟ وبغطاء من ؟ هل يمكن أن توافقوا على أن تكونوا غطاء لهؤلاء؟ عقد اللقاء وهؤلاء بالفعل تراجعوا وقالوا أن هذه الأمور حصلت في فترة معينة من الزمن ولن تتكرر وإذا بها تتكرر.
نحن لا يمكن أن نقبل بهذه الضغوط ، فهذه الضغوط أصحابها غير مقتنعين بها، قد نجد فريقا من صغار رجالات الأمن هنا وهناك يستعينون بهم لكن السياسة اللبنانية والسورية لا يمكن أن تراهن على هؤلاء فتخسر الساحة السنية كلها.

*في مقابلتك الصحفية بعيد اللقاء قلت أنك أردت من هذا اللقاء سحب فتائل تفجير الساحة الإسلامية ، إذا كان طريقة سحب هذه الفتائل قد تؤدي إلى تفجير الساحة السنية نفسها وخاصة ما شهدناه في الأيام القليلة الماضية فهل أنت مستعد لخسارة الساحة الإسلامية وأبنائها مقابل تقارب في وجهات النظر مع الأحباش أو دعوتهم لمناظرة؟

-هذا لا يجب أن يخطر ببال ولكن الذي يريد أن ينزع فتائل التفجير وينزع الألغام بلا شك أنه مغامر ويمكن أن يتعرض إلى لغم ينفجر به ولكن هذا لا يثنينيه على المحاولة.

*أنت مصم على المناظرة ومصمم على حوارهم؟

-لا شك في ذلك وأتحداهم في المناظرة ، كيف أتراجع وكيف يمكن أن ننتهي من هذه الإشكالية ؟ بتركها ؟؟ مرض قائم بذاته ،لا يمكن إلا أن تدعوهم إلى مناظرة علمية معتد بها من علماء عدول ثقاة فقهاء هذا العصر لتبيان هذا النهج ولإقامة الحجة، إما أن يقيم الشيخ عبدالله الحجة على الآخرين أو تقام عليه الحجة.

*البعض يقول أنهم ليسوا أهلا للمناظرة ، أنت عندما تناظر يجب أن تناظر ندا لك أو تناظر خصما يحمل فكرا أو عقيدة مقابلة لعقيدتك وفكرك أما هم فلا يحملون إلا البدعة يحولونها إلى سنة والسنة يحولونها إلى بدعة وتكفير هذا وتفسيق ذاك وزندقة ذلك، البعض يرى أن دعوتك لهم للمناظرة تعطي الأحباش حجما أكبر من حجمهم الحقيقي وتجعلهم ندا للساحة الإسلامية ككل.

-هم يشكلون لغما وفتيل تفجير ليس على الساحة اللبنانية فحسب ، هم يشكلون ظاهرة مرضية ومواقع تفجير في كل مكان فعندما تطرح مشروعا لسحب هذه الفتائل فأنت الرابح في ذلك ، فإن تركت هؤلاء ممكن أن تعبث بهم أجهزة مخابرات ومؤسسات عالمية دولية فمن الذي سيدفع الثمن ؟ الساحة الإسلامية طبعاً.
موضوع الخلاف على القبلة في أميركا الشمالية مشاكل وصراعات دموية وقعت من أجلها، نحن نتفرج على ما يجري ظنا منا أنها ستنتهي، ولكن الحقيقة أن الموضوع يتفاقم فلا بد له من خطوة جريئة والمسلمون لا يعدمون خطوات جريئة فإن كنت أرى نفسي أنني أحمل الفكر السليم فعليّ أن أتقدم لأوضح هذا الفكر ولأضرب الفكر السقيم، فالمناظرة هي التي تكشف هذه البدع وتكشف الانحراف وليس الهروب منها ، هم يشكلون في عزلتهم وبعدهم خطرا كبيرا على الساحة لأنك لا تدري كيف يفكرون وبماذا يخططون.

*أنت مستعد لهذه المغامرة؟

-حياتي كلها مغامرات ولا يمكن أن يتغير هذا طالما أنه في سبيل الله

*جريدة اللواء ذكرت منذ أيام أن الشيخ فتحي استطاع أن يسلط الأضواء عليه من جديد واعتبروا اللقاء لقاء إعلاميا أكثر ما يكون دعوياً، ما رأيك بهذا القول؟

-أنا لا أحتاج إلى مزيد من الأضواء وليس عندي فيما بقي من عمر (72 سنة) ليس عندي من نهم الأضواء الذي عند الآخرين إلا أضواء الله ونور الله وأن يقبضنا إليه وهو عنا راض فهو نور السماوات والأرض ، فإن كان هؤلاء يفهمون أن الأضواء تعني مشاريع الانتخابات النيابية فأنا في منأى عن ذلك وأعلنت ذلك والجماعة تعرف أني غير مرشح للانتخابات القادمة ولست مرشحاً لمنصب الأمانة العامة في الجماعة أو لأي مواقع قيادية، حسبي أن أسدد وأنصح بقوة بعيداً عن أي غرض من الأغراض التي يتصارع الناس عليها، رب العزة والجلال هو الذي يعلم ما في النفوس وهو علام الغيوب.

*في نهاية هذا اللقاء لا يسعنا إلا أن نشكر المفكر الإسلامي والداعية المعروف الدكتور فتحي يكن على رحابة صدره وتقبله لأسئلتنا ، نترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

-جزاكم الله كل خير.

fakher
10-01-2004, 06:32 PM
لتحميل المقابلة : http://www.saowt.com/audio/yakan28-9-2004.rm

للاستماع : http://www.saowt.com/audio/yakan28-9-2004.ram

وداد
10-06-2004, 07:07 AM
اريد ان اعرف رأيك وراي الاخوة بما قام به الشيخ فتحي يكن وهل تراه في مصلحة الحركة الاسلامية ؟؟

fakher
10-09-2004, 07:43 AM
رأيي أنه لا يوجد مصلحة أبداً بإدخال هذا الداء إلى جسمنا ... يكفينا ما فينا من بلاوي ... هؤلاء أي الأحباش بالفعل هم محسوبون على المسلمين السنة ولكنهم لم ينالوا اعترافاً أنهم من أبناء الحركة الإسلامية أو من صفوف الصحوة التي نشهدها في العالم الإسلامي ... لذلك أرى أن أي خطوة لدمجهم في الصحوة سيكون ضررها أكبر بكثير من نفعها ... ويكفي أننا سنربي بعد ذلك عملاء من الطراز الأول.

هؤلاء لا يجب أن يستخدم معهم غير الضرب بالنعال ... ولا يفهمون إلا بهذه اللغة وهذا المنطق ... وطرابلس أكبر شاهد ودليل على ذلك واغتيال نزار الحلبي هو دليل أيضاً على أنهم لا يفهمون إلا لغة الضرب.