تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المنزل والارض والحمار



no saowt
06-22-2002, 06:20 PM
استيقظ في الصباح الباكر على صياح الدّيـك


رفع يديه إلى الأعلى وهو يتثاوب ، والنعاس في هذه اللحظات لملم أمتعته وانسحب من الموقع بهدوء

أتجه نحو ( صنبور ) المياه الذي هو خارج المنزل الخشبي المتواضع

أخذ يرفع قضيب الصنبور وينزله لكي يتدفق الماء .. وبذلك غسل وجهه وشعرة

ارتدا ملابس العمل .. ومن ثم أخذ كسرات من الخبز ثم ركب على حمارة أتجه نحو قطعة أرضه الصغيرة التي تقع على حدود تلك القريه الصغيرة

وصل بعد لحظات .. ثم فتح صُرة الطعام وأخرج منها الخبز اليابس وأخذ يأكل

وعندما انتهى من فطورة .. تناول فأسه لكي يزاول عملة اليومي في أرضه الصغيرة ، فلما قام

إذ حاصرة عدد كبير من الجنود الإسرائيليين ، وقد أشهروا بنادقهم بوجهه البريء !!

أخذ ينظر إليهم بدهشة واستغراب ، فهو لم يفعل شيء مطلقاً حتي تتم محاصرته بكل هذا العدد من الجنود المسلحين

أقترب منه قائد هؤلاء الجنود وهو برتبه عسكرية كبيرة مسددٍ مسدسة باتجاه رأس هذا الشاب الفلسطيني المسكين !

قال القائد العسكري للشاب الفلسطيني : أخيراً قبضنا عليك أيها المجرم الخطير .

أندهش الشاب الفلسطيني لما قاله القائد الإسرائيلي وهز رآسة وكلتا يديه

فقال القائد الإسرائيلي : لما لا تتكلم ، هل أنت مصدوم لأننا قمنا بالقبض عليك أيها المجرم الدولي .

الشاب الفلسطيني لا يزال محدقاً بوجه القائد وبقية الجنود ، والرعب يعتريه .

القائد الإسرائيلي للشاب الفلسطيني : هيا تكلم وألا ضربتك حتى الموت .

الشاب الفلسطيني لم ينطق بكلمة وضل يهمز برأسه وكلتا يديه .

القائد يقول بغضب شديد لجنوده .. هيا كتفوه جيداً واحملوه للتحقيق معه فهذا مجرم خطير جداً قد دوخ الموساد الإسرائيلي !!

وهناك في غرفة التحقيق أرادوه أن يتكلم ، ولكن لم يستطيعوا أن يخرجوا منه كلمة واحدة

ومن ثم شرعوا بتعذيبه أشد التعذيب ولم يخرجوا منه بكلمة واحدة

وقد وضعوه في حبسٍ انفرادي .. لعزله عن كل ما حوله

وبعد مرور ما يقارب الخمسة سنوات ، أكتشف جهاز الاستخبارات الإسرائيلي حقيقة هذا الشاب الفلسطيني ، الذي يقبع في معتقلا تهم منذ زمن بعيد

حيث تبين أنه شاب فلسطيني من قرية عين الحلوة

وأنه ... أخرس لا ينطق ، وأصم لا يسمع !!

وهو يتيم الأبوين ، يسكن وحده في منزلة الكائن في وسط القرية

وليس له علاقة بأي تنظيم حزبي أو أي حركة مقاومة

فاتجه الشاب بعد خروجه من المعتقل إلى منزلة الخشبي الصغير ، فوجده محطماً لم يبقى منه شيء سليم .. فأخذ يدور حول حطامه وعيناه تذرفان الدمع على تلك الذكريات التي ماتت تحت أنقاض ذلك المنزل المدمر من قبل القوات الإسرائيلية

فاتجه بعدها نحو أرضه الصغيرة ، فوجد أن القوات الإسرائيلية قد أحاطتها بسياج هي والأراضي اللتي بجانبها ، بحيث لا يستطيع أحدٍ العبور إليها !!

فقرر هذا الشاب المسكين الذهاب للأمن الفلسطيني .. والشكوى إليهم ، ظاناً بأن هذا سوف يرجع إليه ما قد سُلب

وقبل الوصول إليهم ، استوقفته نقطة تفتيش إسرائيلية ، واقعة بمدخل المدينة اللتي فيها يقع مكتب الأمن الفلسطيني ، وبعد أن فتشوه ، تركوه يمضي لحال سبيله

فلما دخل على مسؤول مكتب الأمن الفلسطيني ، رفع يديه بالسلام وجلس وهو حزين الملامح

فتناول من على طاولة المسؤول ( ثلاثة ورقات وقلم )

فرسم على الورقة الأولى ... منزلاً خشبياً صغيراً

ورسم على الورقة الثانية ... قطعة أرضٍ صغيرة

ورسم على الورقة الثالثة ... رسمة حمار

فوضع الرسومات ثلاثتها أمام المسؤول ، وهو يسأل بيديه :

أين ذهبت هذه الأشياء جميعها ؟

فبتسم ذلك المسؤول بعد أن عرف المقصد ، فـأجاب بالإشارة .. وأخذ يمسح يديه ببعضهما أي ليس بيدي شيء !!

فغضب هذا الشاب .. وخرج من المكتب ، وعند بوابة المبني وجد حارساً فلسطينياً ممسكاً ببندقية ، فحدق بها الشاب جيداً ، ثم أنقض عليها كالنسر وختطفها من يد الجندي الفلسطيني ثم أنطلق كالسهم

وعندي اقترابه من نفس نقطة التفتيش الإسرائيلية اللتي أوقفته عند دخول
المدينة ، خبأ الشاب البندقية وراء ظهره فلما أقترب منهم أخرج البندقية وسددها بتجاه أحد الظباط المسؤولين عند النقطة فأرداه قتيلاً ... وسرعان ماانهالت عليه الطلقات النارية تمزقة حتى سقط على الأرض

مات الشاب الفلسطيني وهو واضعاً أحد يديه داخل قميصه ، فظن الجنود الإسرائيليين أنه كان يريد إخراج سلاحٍ آخر !

فلما أقترب أحدهم منه أمسك بيد الشاب الفلسطيني المقتول فأخرجها من داخل قميصه ، فوجده قبضها على تلك الرسومات الثلاثة

المنزل

والأرض

والحمار
*********

وقد صدق الرائع احمد مطر ... فأبدع وقال :

أمس اتصلت بالأمل
قلت له: هل ممكن
أن يخرج العطر لنا
من الفسيخ والبصل؟
قال: أجل.
قلت: وهل يمكن أن
تُشعل نار بالبلل؟
قال: بلى.
قلت: وهل من حنظل
يمكن تقطير العسل؟
قال: نعم.
قلت: وهل
يمكن وضع الأرض
في جيب زحل؟
قال: نعم.. بلى.. أجل.
فكل شيء محتمل
قلت: إذن عربنا
سيشعرون بالخجل.
قال: تعال ابصق على وجهي
إذا هذا حصل!

محمد
06-23-2002, 09:06 AM
هذا حال غالب الشعب الفلسطيني،
نسأل الله أن يفرج عنهم.
شكرا لك يا نور على هذه القصة وأتمنى أن تعطيني رابط لأشعار أحمد مطر فأنا من متتبعيها ولكني لم أحظى بها على النت.

شيركوه
07-10-2007, 08:40 PM
يرفع بدال القرف الذي انتشر في الصوت الحر في الاونة الاخيرة
السلام عليكم

من هناك
07-11-2007, 01:30 AM
هكذا كان المنتدى من خمس سنوات ولكنه لما كبر اضاع جزءً من عقله الجماعي كما يحصل مع غالب الشباب العرب، كلما كبروا كلما انهبلوا :(

صهيب
07-11-2007, 06:18 AM
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويل للعرب من شر اقترب قطع كحمم الليل المظلم.يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل.

شيركوه
07-12-2007, 06:08 PM
حسبنا الله ونعم الوكيل ...

نعم كان منتدى يهمه اخوانه وهمومهم
اليوم اصبح بفضل سطلنة بعض المسلمين
منتدى للبروباغاندا
يعني كانو غوبلز افندي مشرف عليهم ولا حول ولا قوة الا بالله
السلام عليكم