تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نصنع ثمارا طيبة في شهر شعبان؟



من لبنان
09-24-2004, 08:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما يغفل الناس عن شهر شعبان وعن المنافع الموجودة فيه مع ان الخير يتشعب فيه. ولذلك كان الرسول r يكثر فيه من الدعاء والطاعات.
ولشهر شعبان مكانة كبيرة في حياة المسلمين لكنهم يغفلون عنها هي ايضا.
اذا حدث فيه انشقاق القمر الآية التي طلبها اهل مكة من الرسولr لتأكيد رسالته.
كما حدث فيه شيء اهم مازال يؤثر في حياة المسلمين الى الآن وهو تغيير القبلة من اتجاه بيت المقدس الى اتجاه الكعبة وفي هذا معان كثيرة منها ان شعورا بالتوحيد والتضامن والقوة يجب ان يكون قويا وبارزا في هذا الشهر واقوى من اي وقت آخر لاجتماعنا، نحن المسلمين كلنا، على قبلة واحدة نستقبلها في صلاتنا وتوجهاتنا كلها.
ولكن مع كل هذه المعاني الموجودة في هذا شهر يبقى انه الاقرب الى شهر البركة والخير والرحمة شهر رمضان الذي تصفد فيه الشياطين، فيكون الشيطان فيه انشط ما يكون ويجند طاقاته كلها لتضليل الانسان وادخاله في الغفلة قبل ان يبتعد عنه.
فهو يعد العدة قبل رحيله كما يعد المؤمن عدته لشهر رمضان ولكن كل بحسب نيته..
وقد شبهت الاشهر الثلاثة: رجب وشعبان ورمضان بالشجرة التي تورق في رجب وتثمر في شعبان وتجنى في رمضان.
يعني شهر شعبان شهر صناعة الثمر، فلنحاول ان تكون هذه الثمار طيبة كي نجنيها في الشهر الطيب، شهر رمضان.
ولكن كيف نجعل ثمارنا طيبة في هذا الشهر؟
بالتنبه الى وسائل الشيطان وهو يحاول ان يدخلنا في الغفلة قبل ان يصفّد في رمضان.
واعداد القلب اعداد كاملا لاستقبال رمضان بقلب صاف واخلاص لله تعالى في تجريد العبادة له وحده تبارك وتعالى.
يعني بما ان الشيطان شيطان، ويريد الشر دائما للانسان، فهو يخطط لأعماله الشريرة مسبقا ويأخذ احتياطاته قبل الاوان بكثير. فهو يبدأ بالهائه بالاشياء التي تدخله في غفلة، ، قبل دخول رمضان، وما اكثرها في ايامنا هذه ، من برامج تلفزيونية- وليس بالضرورة ماجنة او فيها منكرات بل مجرد برامج تافهة مضيعة للوقت- مسابقات واحتفالات ومأكولات وحتى الدرس والامتحانات. هذا للناس العاديين الذين يقولون ساعة لك وساعة لربك..
أمّا الانسان الاكثر التزاما فهو يمكن ان يدخل في غفلة من نوع آخر وهو الاهتمام بتنظيم اللقاءات الاجتماعية والافطارات وغيرها من الامور الدينية على حساب وقت عبادته، على حساب صلاة التراويح مثلا، وهنا لا اقول الا يفعل ذلك بل ان ينتبه الى عدم الغرق فيها على حساب الاشياء الاخرى التي فيها الحسنات الكثيرة والأجر الآكبر.
لذلك كان شهر شعبان تحضيرا نفسيا لرمضان بالابتعاد التدريجي عن كل ما من شأنه ان يدخلنا في غفلة عن بركة رمضان وما يحمله من كنوز.