تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مهاتير محمد: صقر المالاو



no saowt
09-20-2004, 05:36 PM
مهاتير محمد ذلك الحاكم الذي ما زال يتربع على القمة منذ خروجه من السلطة بإرادته وربما يظل على القمة إلى الأبد بسبب ما وصلت إليه بلاده في عهده من ذرى لم تصل إليها دولة إسلامية أخرى بكد وعمل أبنائها حتى اقترب نصيب الفرد الماليزي من الدخل القومي إلى 10 آلاف دولار سنويا واقترن ذلك بالتمسك بتعاليم الإسلام الحنيفة السمحة مما ميزها بين الأمم المتقدمة اقتصاديا، فقد تجاوز مهاتير التقسيمات العرقية والطائفية في المنطقة بين الأجناس الإسلامية والهندية والبوذية والمسيحية والكونفوشسية وإن بدا هذا النموذج مضاداً للنموذج الغربي في التنمية والتقدم.

لقد حقق د. مهاتير السلام الداخلي في ماليزيا ليس من خلال سياسات توزيعية تأخذ من الصينيين الأغنياء لتعطي الملاويين الفقراء وإنما من خلال سياسات إنتاجية وتنموية لا تهدد الأغنياء بل تعطيهم الفرصة والوعد بغنى أكبر وتعطى الفرصة للفقير بارتفاع مستوى معيشته، ونجح في عقد صفقة تاريخية بين أرجاء النخبة الماليزية تقوم على دعم سياسات تنمية الرأسمالية الماليزية الصينية وغيرها وفي المقابل أعطى فرصة متميزة للطائفة المالاوية في مجالات الصحة والتعليم خاصة البعثات إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وتنمية المناطق الريفية بالغة التخلف وذات الأغلبية المسلمة.

كل ذلك ممزوج بتعاليم الدين الاسلامي، فهو رجل لا يرى في الإسلام مجرد ممارسة مجموعة من الشعائر الدينية، لقد تعلم الكثير من عبدالرحمن الداخل (صقر قريش) الذي تشبه تجربته المهاتيرية تجربة الصقر في توحيد الأعراق في الأندلس.


هل ممكن أن تعود الخلافة الإسلامية؟
أؤمن بالخلافة الإسلامية وأهميتها ولكني لا أرى أي علامة في الأفق تشير إلى عودتها الآن.

لقد بدأت ماليزيا التعامل بالدينار الإسلامي الذي طرحتموه في أغسطس/ آب عام 2003 وفقا للدينار الذي ضرب في عهد الخليفة عمر بن الخطاب والذي يزن 25.4 جرام ونقاوته تصل إلى 7.97% من الذهب وتوقع الاقتصاديون الاسلاميون وقتها أن يؤدي هذا الإصدار الجديد للدينار إلى تشجيع زيادة المدخرات الوطنية ودفع النمو الاستثماري في ماليزيا، فماذا حدث للدينار؟
لم ننجح بعد في استخدام هذا الدينار، ومازال الناس في ماليزيا يقبلون على الدولار الأمريكي وهدفنا البعيد أن يتطور استخدام هذا الدينار.

أرى تشابها كبيرا بين رؤيتكم التي وضعتموها لتوحيد ماليزيا وبين الدولة التي أقامها عبدالرحمن الداخل “صقر قريش” في الأندلس فهل تأثرتم به؟ وهل تؤمن بأن التاريخ يعيد نفسه؟
نعم لقد قرأت الكثير عن عبدالرحمن الداخل وتعلمت منه كثيرا وأؤمن بأن التاريخ يعيد نفسه لأننا نتعلم من دروسه الكثير وإذا قمنا بدراسة التاريخ فسنعلم أن هناك أشياء خاطئة فعلناها نحن المسلمين وكان يجب أن نتعلم منها حتى لا نقع في الأخطاء نفسها مثل التفرق والانقسام الذي حدث في نهاية دولة الأندلس فعجل بنهايتها ولكن الحكومات والشعوب لا تدرس التاريخ وتستمر في ارتكاب الأخطاء نفسها وتصل إلى النتائج ذاتها ولكننا في ماليزيا ندرس التاريخ ونقرؤه جيدا ونتعلم من تاريخ كل الجنسيات والديانات المختلفة كما تعلمنا التسامح والتعايش بين كل الأعراق من ديننا الإسلامي الحنيف.

كيف جمعت في فترة حكمك بين القومية والإسلام والرأسمالية وفكرة المستبد العادل؟
إنني أؤمن بالديمقراطية ولكنها ليست مثالية في كل شيء كما أنها ليست دينا أو عقيدة حتى نتمسك بها وقد وجدت أنها ليست الوسيلة التي ستنقذنا في ماليزيا وبحثنا عن وسائل أخرى لإنقاذنا ولكني أرى إذا كان استخدام الديمقراطية الغربية يؤدي إلى ظهور حكومات ناجحة وصالحة ترعى شعوبها جيدا، عندئذ يجب استخدامها أما إذا أدت إلى عدم الاستقرار فيجب التخلي عنها وقد تخلى عنها الأمريكيون الذين يتشدقون بالديمقراطية عندما تعرضوا لهجوم وأخذوا يتصرفون بشكل ديكتاتوري مستبد، وأنا جمعت في ماليزيا بين الاسلام والقومية والرأسمالية وغيرها، ولدينا إنتخابات حرة نزيهة في ماليزيا وقد خسرت أنا أكثر من مرة في هذه الانتخابات من قبل، وتؤدي الديمقراطية إلى فساد أحيانا لأنها تعطي السلطة وتضع القدرة على اختيار القائد في أيدي أشخاص يتخذون قرارات خاطئة وهذه هي المشكلة بالنسبة للديمقراطية الغربية، وتغلبنا على هذه المشكلة بأن غرسنا ونغرس في نفوس أبنائنا منذ البداية الطريق الصحيح ونعلمهم صحيح الأشياء من الأخطاء التي يرتكبونها ومن القيم الجميلة لديننا الحنيف وعدم الغش والتدليس وأن الفساد يدمر الوطن والمجتمع وبعد أن امتلكنا هذه الثقافة وكونا أغلبية صالحة مضينا في طريق الديمقراطية ولكن على طريقتنا.

لقد اهتمت حكومتكم بنشر الدين الاسلامي والدعوة لمختلف أركانه من تشجيع على الذكر وحفظ القرآن وإقامة المساجد وإحياء ليالي رمضان وتكوين مؤسسة الادخار لتيسير أداء فريضة الحج لأكبر عدد من أبناء ماليزيا ولكن لماذا لم تهتم حكومتكم بتطبيق فريضة الزكاة خاصة مع ارتفاع مستويات الدخل الفردية؟ وما هي وجهة نظركم؟
لدينا مذاهب وأعراق وديانات أخرى في ماليزيا ولا نريد فرض الإسلام عليهم ولكن الأغنياء في دولتنا يؤدون الزكاة والصدقة ولكن دون فرض قانون عليهم حتى لا تحدث بلبلة بين الأعراق والديانات المختلفة.

هل يوجد شيعة بينكم في ماليزيا؟
نعم ولكن قليلون جدا ويوجد الشيعة بين الذين هاجروا من الهند إلى ماليزيا ولكننا لا نواجه أي مشكلة من تعدد المذاهب.

لقد توقع البعض ألا تستمر ماليزيا في لعب الدور الذي كانت تلعبه في عهدك لأن الظروف الإقليمية والدولية تغيرت ولأن اللوبي الصهيوني يحاول عرقلة هذا الدور فما هي وجهة نظركم؟
سوف تستمر ماليزيا في دورها الاقليمي والآسيوي لأنها سياسات مرسومة لا تتغير بتغير الأفراد ولكن أسلوب ممارسة الأدوار هو الذي يتغير، ففي عهدي كان الناس يعتبرونني متشدداً جدا والآن يعتبرون حكومة عبدالله بدوي مسالمة ولكني أرى أنها ستصمد في وجه التحديات ولكن بأسلوبها.

لماذا ترفضون العمليات الاستشهادية؟
إنها ليست استشهاداً بل انتحار، ويقول إن التفجيرات الانتحارية لا تسهم في تحرير فلسطين ولن تحقق أي تقدم بهذه الطريقة ولا تعود علينا بنتائج إيجابية بل يقتل مقابل هذه العمليات المئات من الأسر الفلسطينية وتهدم بيوتهم، فيجب البحث عن طريقة أخرى لاسترداد الحقوق الضائعة للشعب الفلسطيني وتكلل كفاحه بالنجاح.

لقبك البعض برجل آسيا في العالم والبعض الآخر برجل 2003 فهل تعجبك هذه الألقاب؟
لا تعجبني، لأني أعتقد أني مثل أي قائد آخر ولكن أتيحت لي فرصة جيدة حصلت من خلالها على دعم ومساندة من شعبي واستطعت القيام بأشياء وخطوات عدة للإصلاح ووفقني الله وهيأ لي الأسباب لذلك نجحت.

في خطابكم أمام مؤتمر القمة الإسلامية العام الماضي قلتم إن الخيول أيام الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم تعد تصلح لقتال الأعداء وإنما نحتاج إلى صواريخ وقذائف لحرب الصهاينة فهل نحن المسلمين لا نمتلك تلك الأسلحة؟
إننا لا نملك تلك الأسلحة لأننا لا نطبق تعاليم الإسلام بشكل صحيح فالقرآن دعانا إلى الإعداد للقوة ولا بد لنا من امتلاك الأسلحة التي تساعدنا على إرهاب أعدائنا والدفاع عن أنفسنا ضد أي اعتداء ولكن عن طريق انتاجها وليس شراءها كما يتم ونحن حتى الآن لا نصنع السلاح وبالتالي فلن نستطيع الدفاع عن أنفسنا بسبب اعتمادنا على الغير وأرى أن ذلك مخالف لتعاليم الإسلام وطالب المسلمين بالجد والاجتهاد والعمل والتعلم وامتلاك المعرفة حتى يمكننا الوقوف في وجه من يريد فرض إرادته علينا.

كما طالبتم في خطابكم بأن تتخذ الدول الإسلامية في العالم موقفا موحدا ليس تجاه كل القضايا ولكن على الأقل تجاه قضية فلسطين، فما هو الموقف الذي تريدونه؟
إن ملياراً و300 مليون مسلم إذا وقفوا وقفة واحدة كإخوة كما ينادينا الإسلام دائما فلن يستطيع أحد اختراقنا ونحن جميعا أغنياء ولدينا البترول والمال وإذا استخدمنا كل هذه الامكانات سنتمكن من مساندة الشعب الفسطيني، ولقد أخفقت الحكومات العربية في جولات عدة مع “إسرائيل” لأن الأمريكيين يساندون اليهود والحكومات العربية لا تريد الحرب ثانية ولكن علينا أن نخطط بطريقة أخرى غير الحرب التقليدية وعلينا أن نفكر في استخدام سلاح البترول والحرب من خلال منظمة الأمم المتحدة وعدم شراء البضائع ولا نستهين بتأثير تلك الأدوات بل علينا أن نستهين بالعمليات المتفرقة التي تقتل حفنة قليلة من الصهاينة في الأرض المحتلة وليسوا كلهم جنوداً بل منهم المدنيون ولن ننجح من دون الوحدة والتخطيط.

هل تعطون المرأة في ماليزيا حقوقها كما شرع الله لها؟
لا يمكن تهميش دور نصف المجتمع، إن المرأة وصلت في ماليزيا إلى منصب القضاء حيث حكمت قاضية امرأة بإدانة أنور إبراهيم النائب السابق لي، كما تقاتل المرأة في صفوف الجيش الماليزي كما كانت تحارب المرأة أيام الرسول (عليه الصلاة والسلام).