تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : طفح الكيل



علي سليم
10-20-2002, 11:09 AM
الحمد الله رب العالمين و الصلاة و السلام على امام المرسلين و على آله و صحبه اجمعين و اما بعد:

الي اخي الفاضل ( نحسبك كذلك )
جنّبك الله تعالى الشّبهة و عصمك من الحيرة و زيّن في عينيك الانصاف و غفر ذنبك...
فقد انتهى اليك ميلك...
عبت رسالتي ( النساء و الذهب ) و غيرها كثير...
ثم قصدت الى رسالتي ( تصريح و تصحيح ) بالتّصغير لقدرها و الاعتراض على لفظها و التحقير لمعانيها...
ثم طعنت في الغرض الذي اليه نزعنا و التحكيم الذي عليه اتفقنا و الغاية التي اليها قصدنا ( احياء السنن و نشرها و اماتة البدع و دفنها )

و لو شئت ان نعارضك لعارضناك في القول بما هو اقبح أثرا" و اصدق قيلا" و اعدل شاهدا"...و ليس كل من ترك المعارضة فقد صفح كما انه ليس كل من عارض فقد انتصر...
فهلاّ امسكت -يرحمك الله- عن عيبها و الطّعن عليها...
فهلاّ اعتدلت-يرحمك الله- في نهجك و عدّلت قولك و غيّرت حكمك...
و سنأتي في هذه الرسالة عن موضوع ذلّ فيه لسانك-قوّمه الله- و خالفت فيه اسلافك...

اناشدك بالله تعالى ان تقرأ رسالتي هذه بعين الانصاف و تظلّ معها الى آخر المطاف_________________لعلّ رأيك بعد ذلك ان يتحوّل و قولك ان يتبدل....
و الله الهادي الموفق.
سمعتك مرارا" و تكرارا" تخلط بين الكفر المعين و الكفر المطلق و بين
الكفر الاعتقادي و الكفر العملي و بين النفاق الاكبر و النفاق الاصغر..
-فأمّا الاولى فكانت على المنبر فتطرقت الى ذكر النفاق و صفات المنافقين و وعيد الله ...
فقلت: قال رسول عليه السلام:
آية المنافق ثلاث اذا حدث كذب و اذا وعد اخلف و اذا ائتمن خان.
ثم اردفت قائلا": و قال تعالى:
(ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار)

-و امّا الثانية فكانت ايضا" على المنبر و ذكرت الموضوع نفسه

-وامّا الثالثة فكانت بعد نشر تلك الرسالة -حماها الله-(تصريح و تصحيح) و وجّهت اليّ اصابع الاتهام و نسبتني الى تفسيق المخالفي لتلك الرسالة و انا بريء كبراءة الذّئب من دم ابن يعقوب عليه السلام

و ناقل الكفر ليس بكافر...
و تفسيق المطلق ليس كتفسيق المعين و هذا كثير في السنّة النبوية منها قوله عليه السلام كما في الصحيح:
( لعن الله الخمر و شاربها...)الحديث
و ثبت في الصحيح ايضا" ان رجلا" كان يشرب الخمر و كان النبي عليه السلام كلما ما اتى به اليه جلده الحدّ فأتي به اليه مرة فلعنه رجل و قال:
ما اكثر ما يؤتى به الى النبي عليه السلام
فقال النبي:لا تلعنه فانه يحب الله و رسوله.

فنهى صلى الله عليه و سلم لعن هذا المعين المدمن الذي يشرب الخمر و شهد له بانه يحب الله و رسوله مع لعنه السابق عموما" فعلم الفرق بين العام المطلق و الخاص المعين


وقال سيخ الاسلام _ قدس الله روحه_
((الكفر العام كالوعيد العام يجب القول باطلاقه وعمومه وأما الحكم على المعين أنه كافر أو مشهود له بالنار فهذا يقف على ثبوت شروطه وانتفاء موانعه....))

((فحقيقة الأمر في ذلك : أن القول قد يكون كفرا" فيطلق القول بتكفير صاحبه ويقال:
من قال كذا فهو كافر لكن الشخص المعين الذي قاله لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها.
وهذا كما في نصوص الوعيد فان الله سبحانه وتعالى يقول:
( ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما" انما يأكلون في بطونهم نارا" وسيصلون سعيرا")

فهذا ونحوه من نصوص الوعيد حق لكن الشخص المعين لا يشهد عليه بالوعيد فلا يشهد لمعين من أهل القبلة بالنار لجواز أن يلحقه الوعيد لفوات شرط أو ثبوت مانع , فقد لا يكون التحريم بلغه وقد يتوب من فعل المحرم وقد تكون له حسنات عظيمة تمحو عقوبة ذلك المحرم وقد يبتلى بمصائب تكفر عنه وقد يشفع فيه شفيع مطاع..

وهكذا الأقوال التي يكفر قائلها قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق وقد تكون عنده ولم تثبت عنده أو لم يتمكن من فهمها وقد يكون عرضت له شبهات يعذره الله بها فمن كان من المؤمنين مجتهدا" في طلب الحق وأخطأ فان الله يغفر له خطأه كائنا" من كان..))

وقال في موضع آخر:
(( كنت أقول للجهمية من الحلولية والنفاة الذي نفوا ان الله فوق العرش لما وقعت محنتهم : أنا لو وافقتكم كنت كافرا" لأني أعلم أن قولكم كفر وأنتم عندي لا تكفرون لأنكم جهّال...))