أم ورقة
08-19-2004, 05:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إن سير العظماء من الرجال لمن أعظم ما يبعث الهمّة و يقدح ذنبها و يبكي أوارها، ذلك أن حياة أولئك تتمثل أمام المستمع و توحي إليه بالاقتداء بهم و السير على منوالهم، و كثير ما دفع الناس إلى العمل الجليل حكاية قرأوها عن رجل عظيم أو حادثة رويت عنه.
و حديثنا أيها الإخوة الكرام، حديثنا في هذه الليلة، سيتناول بعون الله تعالى جوانب من سيرة الامام القدوة العلامة بقيّة السلف و شيخ الاسلام في زمانه و مفتي المسلمين ........
ذلك البحر الخِضَمّ و الطود الأشمّ الذي بعًُد صيته و تناهى فضله و كمُلَ سؤددُه،
ذلك الإمام الذي قلّ أن يوجد له نظير، و الذي قلّ أن تندّ عنه خصلة من خصال الخير، فلقد جمع الله له من حميد الخلال و كريم الخصال ما لم يجمع لغيره إلا في القليل النادر على مرّ الأزمان.
ماذا يقول الواصفون له، و صفاته جلّت عن الحصر؟
عِلمٌ في حلم ٍ، و حَزمٌ في عزم ٍ ، و تواضعٌ في شَمَم ٍ ،
و غيرةٌ على الحقّ لا تُكفكِفُها رغبة في مدح ٍ أو حَذرٌ من ذمّ،
و وضاءة أخلاق ٍ في متانة دين ٍ و براعة بيان ٍ في صدق يقين ٍ ، و عزّة نفس ٍ في سخاوةِ طبع ٍ.
فهذا الرجل قد جمع الله له من الخصال و الصفات العظيمة التي هي جديرةٌ بالتأمّل و جديرةٌ بالوقوف عندها.
و لنا أيّها الإخوة في الله أن نتساءل ، ما سرّ هذه العظمة و ما سرّ تلك المحبّة، التي تملّكت القلوب و تخللت مسلك الروح من الناس، و الجواب أن ذلك لمحض فضل الله عزّ و جلّ ، حيث وهب الإمام مواهب فطريّة، مواهب فطرية عظيمة، و جبله على شجايا و خصال عديدة. و تلك المواهب و الشجايا و الخصال غذّيت بلبان العلم و الإيمان، و مزجت بإكسير الإخلاص و التقوى فآتت أكلها ضعفين.
و يرجع ذلك أيضاً إلى جدّ الإمام و تشميره و اقتدائه بسلفه الصالح، و من اقتدى بأولئك (..) صار للمتقين إماماً ، فاقتدى به من معه و من بعده.
و سرٌ بديع يتمثّل بقول الله { إنّ الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّا} ، و قول النبي صلى الله عليه و سلم: " إذا أحبّ الله عبداً أوحى إلى جبريل أنّي أحبّ فلاناً فأحبّه، فيحبّه جبريل فينادي جبريل بأهل السماءأن الله يحبّ فلاناً فأحبّوه فيحبّه أهل السماء ثمّ يطرح له القبول في الأرض." و إذا أحبّ الله يوماً عبده ألقى عليه محبّة في الناس.
و سرّ آخر، ألا و هو بذل الإمام نفسه ووقته وماله و علمه في سبيل نشر الخير و نفع الناس مبتغياً بذلك و جه الله.
و بعدُ أيّها الإخوة، فلقد كان لنا في حياة الإمام عظاتٌ، و لنا أيضاً في موته عظات. و إن أعظم موعظة نأخذها أن ندرك أن ليس للإنسان إلا ما سعى، و أنّه لا ينفع الإنسان إلا ما قدّمه من أعمال صالحات و مآثر خيّرات و أن نستحضر أن العلم و الإيمان يرفعان صاحبهما عند الله و عند خلقه درجات.
و إن كنّا محبّين للإمام معجبين بسيرته، فلتلهج ألسنتنا بالدعاء له و لنتخذ من سيرته مدراساً نسير عليه و هو لم يصل إلى ما وصل إليه إلا باقتدائه بمن سبقه من سلفه الصالح و على رأسهم رسول الله صلى الله عليه و سلم.
لقد مات الرسم و بقي الاسم، و اتفق الودود و الخنود على الفضل و العلم.
لقد بكى الامام الكبير والصغير، و الغنيّ و الفقير، و المأمور و الأمير، و الرجال و النساء، و الموافق و المخالف.
يُتبع .. بإذن الله
إن سير العظماء من الرجال لمن أعظم ما يبعث الهمّة و يقدح ذنبها و يبكي أوارها، ذلك أن حياة أولئك تتمثل أمام المستمع و توحي إليه بالاقتداء بهم و السير على منوالهم، و كثير ما دفع الناس إلى العمل الجليل حكاية قرأوها عن رجل عظيم أو حادثة رويت عنه.
و حديثنا أيها الإخوة الكرام، حديثنا في هذه الليلة، سيتناول بعون الله تعالى جوانب من سيرة الامام القدوة العلامة بقيّة السلف و شيخ الاسلام في زمانه و مفتي المسلمين ........
ذلك البحر الخِضَمّ و الطود الأشمّ الذي بعًُد صيته و تناهى فضله و كمُلَ سؤددُه،
ذلك الإمام الذي قلّ أن يوجد له نظير، و الذي قلّ أن تندّ عنه خصلة من خصال الخير، فلقد جمع الله له من حميد الخلال و كريم الخصال ما لم يجمع لغيره إلا في القليل النادر على مرّ الأزمان.
ماذا يقول الواصفون له، و صفاته جلّت عن الحصر؟
عِلمٌ في حلم ٍ، و حَزمٌ في عزم ٍ ، و تواضعٌ في شَمَم ٍ ،
و غيرةٌ على الحقّ لا تُكفكِفُها رغبة في مدح ٍ أو حَذرٌ من ذمّ،
و وضاءة أخلاق ٍ في متانة دين ٍ و براعة بيان ٍ في صدق يقين ٍ ، و عزّة نفس ٍ في سخاوةِ طبع ٍ.
فهذا الرجل قد جمع الله له من الخصال و الصفات العظيمة التي هي جديرةٌ بالتأمّل و جديرةٌ بالوقوف عندها.
و لنا أيّها الإخوة في الله أن نتساءل ، ما سرّ هذه العظمة و ما سرّ تلك المحبّة، التي تملّكت القلوب و تخللت مسلك الروح من الناس، و الجواب أن ذلك لمحض فضل الله عزّ و جلّ ، حيث وهب الإمام مواهب فطريّة، مواهب فطرية عظيمة، و جبله على شجايا و خصال عديدة. و تلك المواهب و الشجايا و الخصال غذّيت بلبان العلم و الإيمان، و مزجت بإكسير الإخلاص و التقوى فآتت أكلها ضعفين.
و يرجع ذلك أيضاً إلى جدّ الإمام و تشميره و اقتدائه بسلفه الصالح، و من اقتدى بأولئك (..) صار للمتقين إماماً ، فاقتدى به من معه و من بعده.
و سرٌ بديع يتمثّل بقول الله { إنّ الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّا} ، و قول النبي صلى الله عليه و سلم: " إذا أحبّ الله عبداً أوحى إلى جبريل أنّي أحبّ فلاناً فأحبّه، فيحبّه جبريل فينادي جبريل بأهل السماءأن الله يحبّ فلاناً فأحبّوه فيحبّه أهل السماء ثمّ يطرح له القبول في الأرض." و إذا أحبّ الله يوماً عبده ألقى عليه محبّة في الناس.
و سرّ آخر، ألا و هو بذل الإمام نفسه ووقته وماله و علمه في سبيل نشر الخير و نفع الناس مبتغياً بذلك و جه الله.
و بعدُ أيّها الإخوة، فلقد كان لنا في حياة الإمام عظاتٌ، و لنا أيضاً في موته عظات. و إن أعظم موعظة نأخذها أن ندرك أن ليس للإنسان إلا ما سعى، و أنّه لا ينفع الإنسان إلا ما قدّمه من أعمال صالحات و مآثر خيّرات و أن نستحضر أن العلم و الإيمان يرفعان صاحبهما عند الله و عند خلقه درجات.
و إن كنّا محبّين للإمام معجبين بسيرته، فلتلهج ألسنتنا بالدعاء له و لنتخذ من سيرته مدراساً نسير عليه و هو لم يصل إلى ما وصل إليه إلا باقتدائه بمن سبقه من سلفه الصالح و على رأسهم رسول الله صلى الله عليه و سلم.
لقد مات الرسم و بقي الاسم، و اتفق الودود و الخنود على الفضل و العلم.
لقد بكى الامام الكبير والصغير، و الغنيّ و الفقير، و المأمور و الأمير، و الرجال و النساء، و الموافق و المخالف.
يُتبع .. بإذن الله