تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اغتيال القيادي في المقاومة غالب عوالي



no saowt
07-20-2004, 03:26 AM
خطفت جريمة اغتيال أحد قادة "المقاومة الاسلامية" في الضاحية الجنوبية غالب عوالي، بتفجير سيارته "بالريموت كونترول"، الأضواء من الاستحقاق الرئاسي اللبناني، بالرغم من حدة المواجهات التي طفت على السطح، نظراً الى خطورة ما اعتبر خللاً أمنياً يستهدف المقاومة، واستقرار الجبهة الداخلية، في وقت تنشغل فيه معظم الأجهزة بالمتابعات السياسية·

وكشف الأمين العام لـ "حزب الله" السيّد حسن نصر الله، خلال تشييع الشهيد عوالي، عن معلومات، يمكن أن تشكّل طرف الخيط في التحقيقات الجارية لكشف ملابسات الحادث ومرتكبيه، وخصوصاً أنه حصل في قلب الضاحية الجنوبية، معقل المقاومة الاسلامية، وفي حي سكني وتجاري معروف·

وفي تقدير مصادر أمنية متابعة، أن الطريقة التي اتبعت في الحادث كشفت بأن عوالي كان مراقباً بدقة على صعيد تحركاته، وأن الجناة رصدوا هذه التحركات من خلال عملاء لهم، حيث تم دسّ العبوة الناسفة خلف اللوحة الخلفية لسيارته، وتم تفجيرها بواسطة "ريموت كونترول"، بما يشير الى أن عوالي كان تحت رصد الجناة، ولم يلجأوا الى تفخيخ السيارة، لعلمهم بالإجراءات الأمنية الحذرة التي يتبعها قادة المقاومة·

وأكد مصدر قضائي مطلع أن الأجهزة الأمنية اعتقلت عدداً من الأشخاص المشتبه بهم، وباشرت التحقيقات معهم·

وكان نصر الله قد حمّل، خلال تشييع عوالي في مسجد سيّد الشهداء في حي الرويس، اسرائيل المسؤولية الكاملة عن حادث الاغتيال، "إما بأيدي إسرائيليين تسللوا الى لبنان بجوازات سفر أوروبية أو أميركية أو أجنبية، وإما بأيدي عملاء لبنانيين محليين"·

وكشف بأن عوالي شهيد فلسطين لأنه نذر حياته في السنوات الأخيرة لمساندة أخوانه في فلسطين، وهو كالشهيد علي حسين صالح الذي اغتيل أيضاً العام الماضي، بالطريقة نفسها، والذي يبدو أنه كان يتولى المسؤوليات نفسها·

لكن اللافت في مواقف نصر الله إعلانه بأن لبنان يملأه العملاء من الحدود الى الحدود ببركة التسامح والتساهل، بل التغطية السياسية للكثير من هؤلاء العملاء· محذراً بأنه سيأتي يوم يسمّي فيها الأشياء بأسمائها، "وسأضطر الى تسمية أسماء كبار في لبنان يتصلون يومياً بالمحكمة العسكرية من أجل إطلاق عملاء"، لكنه قال أنه "لن أفعل ذلك اليوم، لكن يبدو أنني سأفعل ذلك قريباً"·

وقال إن هناك "كباراً في لبنان يغطون العملاء الذين يقدّمون معلومات تفصيلية عن البيوت والسيارات والأماكن والمراكز والتحركات وكل التفاصيل تصل الى الاسرائيليين"·

ولفت الى أن الشهيد عوالي كان على ما يبدو متابعاً بدقة، وهم كانوا يعلمون أنه كان يقوم بإجراءات حول سيارته قبل أن يركب فيها، لذلك أعدوا للاغتيال مع أخذ كل هذه الملاحظات في الاعتبار·

وتساءل: هل المطلوب أن نشيّع كل يوم شهيداً حتى يتحرك القضاء والدولة والسلطة في لبنان؟ وقال بانفعال ظاهر أنه لن ينتظر ذلك أبداً، مؤكداً أن حماية المقاومة لا تكون بإصدار بيانات وإعلان مواقف سياسية تتعاطف مع المقاومة، بل في قطع أيدي العملاء في لبنان، وأن يعلّق القتلة على أعواد المشانق، وأن يترك بعض السياسيين والرموز، حتى الدينية، تغطية العملاء في المحاكم العسكرية·

وكانت وكالة "فرانس برس" نسبت الى مجموعة "جند الشام" مسؤوليتها عن الحادث، وأوردت بياناً باسم هذه المجموعة يعلن "إعدام أحد رموز الخيانة الشيعي غالب عوالي"، مشيرة الى "انطلاق حملة مباركة للحد من الزحف الرافضي الشيعي الجاهلي في الساحة السنّية"·

لكن الزعيم المفترض لهذه المجموعة التي أعلن إنشاؤها منذ بضع أسابيع، واتخذت من مخيم عين الحلوة مركزاً لها، نفى أن يكون تنظيمه متورطاً في الانفجار·

وقال ابو يوسف شرقية في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "لا علاقة لنا بهذه العملية التي يستفيد منها الموساد الاسرائيلي"، مشيراً الى عدم صحة بيان التبني الذي أكد أنه "ملفق"·

وصدر على الاثر بيان باسم المجموعة ينفي مسؤوليتها عن الاعتداء ويؤكد أنها اتصلت بـ "حزب الله"" لإدانة تلك الجريمة·

واستبعد مسؤول حركة فتح في لبنان سلطان أبو العينين احتمال تورط "جند الشام" في الاعتداء الذي قال انه "يحمل بصمات اسرائيل"·

كذلك نفى نصر الله، في كلمته، كل ما تداولته وسائل الإعلام على هذا الصعيد، مؤكداً أنه كذب وافتراء وخداع ودجل·

وجزم بأن من قام بالاتصال بالوكالة الفرنسية "عميل اسرائيلي"·

وقال: "إنهم (الصهاينة) يقتلوننا ثم يتصلون ببعض وكالات الصحافة العالمية من أجل إعطاء صدقية للاتصال، ليقولوا إن هناك سنة أصوليين هم الذين قتلوا المقاوم الشيعي غالب عوالي·يقتلوننا ويسفكون دمنا بسيوفهم، ثم يأتون بإعلامهم وألسنتهم ليوقعوا الفتنة بين الأخوة، بين الشيعة والسنة· أنا أقول لهم في لبنان: لسنا بلهاء وبسطاء ومغفلين، ولا يمكن أن تنطلي علينا هذه الألاعيب وهذا الخداع· الجهة التي تتحمّل المسؤولية هي العدو الاسرائيلي، والأيدي الاسرائيلية وأيدي العملاء في الداخل التي سنقطعها نحن إن شاء الله"·

وفي إشارة لافتة عقب حادث الاغتيال، أعلن الجيش الاسرائيلي حالة التأهب في المنطقة الشمالية، من دون أن يتم تعزيز القوات على الحدود، لكن مصادر عسكرية اسرائيلية قالت لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إنها مستعدة لمواجهة أي طارئ·

ولاحظت الصحيفة أن كل ذلك تم على الرغم من أن اسرائيل تقول أن لا علاقة لها بالحادث·