تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الإنترنت فضاء جديد للشباب



بشرى
10-17-2002, 09:55 AM
جاء الإنترنت إلى العالم العربي في وقته تمامًا.. فلولاه كيف كان يمكن للشباب العربي والمسلم أن يتحمل الأوضاع المحيطة التي تدعوه إلى الاكتئاب والعزلة عن العالم؟!
أكبر مميزات الشبكة العالمية أنها شابة، وجمهورها هم الشباب، وقد لعبت هذه الشبكة في كثير من الأحيان دور الطبيب الذي واجه بشكل فعال أمراضًا استوطنت منذ سنين مجتمع الشباب العربي، وعلى رأسها الاكتئاب والقهر وفقدان الانتماء.
وقد يقول قائل - ولديه كل الحق- إن الإنترنت جلبت معها في المقابل قائمة من الأمراض والأخطار المحدقة، فمع بدء دخول الخدمة إلى مصر -على سبيل المثال- رصد مركز معلومات مجلس الوزراء أن المواقع الفاضحة تشكل 70% من الاستخدام النهاري للشبكة، وتشكل 90% من الاستخدام الليلي، والإنترنت هي أيضا التي أبعدت الشباب عن مزاولة الرياضة، وأفقدتهم مهارات التواصل مع الناس، وربطتهم بصورة أكبر فأكبر بلغة غير لغتهم، وميعت ثقافتهم الأصلية.
هذه المظاهر السلبية إذن حق لا خلاف عليه -وإن اختلفنا في درجة الخطر-، ولكنني اخترت هنا أن أتحدث عن النصف الممتلئ من الكوب، فماذا قدمت الإنترنت للشباب العربي؟

نهر من الحرية !
لقد حفرت الإنترنت -بصورة أساسية- نهرا متدفقا من الحرية لشباب كان يشعر أنه يعيش في صحراء .. رمالها هي القهر والرؤية الواحدة وكبت الآراء، وفي سنوات عديدة من عمر الشبكة الذي لا يتعدى عقدا، أصبح الشباب العربي أكثر قدرة على التعبير عن نفسه، وأكثر جرأة في الحق، وأكثر رفضا لأنصاف الحلول، وللرؤى المفروضة من أعلى، ويوما بعد يوم استطاع هؤلاء الشباب أن يشكلوا تيارا مرهوب الجناب في أكثر بلادنا انغلاقا وكبتا للحريات، وتسللت الحرية من الإنترنت إلى الصحافة، ثم إلى التلفزيونات لتصبح هي التيار العام الذي يدعو إليه المجتمع كله، ويحرص المسؤولون على ركوب موجته.
وكما كانت الإنترنت علاجًا لمرض الكبت، كانت كذلك علاجا لمرض السلبية، فشباب الشبكة الدولية أسرع تجاوبا مع الأحداث العالمية، وأسرع بحثا عن الحلول والمواقف العملية لمواجهة مشكلاته، وكلنا يعرف كيف استخدم الشباب البريد الإلكتروني لتكوين رأي عربي عام استطاع أن يغير مسار الأمور في كثير من الأوقات الساخنة، فعندما بدأت حملة أمريكا الموجهة ضد العرب والمسلمين المتقنعة بقناع مكافحة الإرهاب، استطاع شباب الإنترنت أن يُكوّنوا رأيا عاما عربيا يدعو إلى مقاطعة المنتجات الأمريكية، وانتشرت قوائم السلع المقاطعة من بريد إلى بريد، ومنها إلى المساجد والشوارع والمدارس ثم التلفزيونات، لتهتز شركات واستثمارات كبرى في المنطقة ارتبطت لسنوات بالاقتصاد الأمريكي، وهو أمر وضعته أمريكا في حساباتها.
ومع بداية الانتفاضة الثانية في أغسطس من عام 2000 لعبت مواقع الإنترنت التي يديرها شباب عرب دورا في تأجيجها بالدعاية لها، وفي تطويرها من انتفاضة حجارة إلى انتفاضة مسلحة، فقد انتشرت في تلك الآونة مواقع عربية تشرح كيفية عمل وسائل المقاومة بداية من النبلة أو المقلاع ، وحتى القنبلة والحزام الناسف، ونشطت مواقع أخرى للدعاية لما اعتبرته أشكالا أخرى من الجهاد أسمته "الجهاد الإلكتروني"، تشرح وتخطط وتنظم عمليات السطو والغزو للمواقع الإسرائيلية على الإنترنت، وهي جهود لفتت انتباه إسرائيل حسب اعتراف صحافتها.

أرض جديدة للإسلام !
وكما كانت الإنترنت بوابة لدخول عالم الرذيلة، حيث الصور الفاضحة، وتسهيل العلاقات المنحرفة داخل العالم العربي وخارجه، فلماذا لا نذكر أيضا أن الإنترنت إحدى الوسائل الشبابية للدعوة إلى الله؟
لقد استطاع الشباب بالفعل أن يتحسس طريقه داخل الشبكة الدولية ليرسم كثير منهم لنفسه منهجا لكسب أرض جديدة للإسلام، وهي أرض لم تكن في يوم من الأيام قريبة من الدعاة التقليديين إلى الله، ومن واقع مشاهداتي فقد رأيت شبابا كثيرا ازدادت ثقافتهم الدينية نتيجة إدمانهم لمواقع الدردشة، وكما حكى لي أحدهم فإن انتماءه إلى دينه وهويته العربية زاد كثيرا نتيجة حواراته المتواصلة مع الغربيين من غير المسلمين، فعندما تبدأ الحديث مع غربي تجد نفسك مضطرا دائما إلى تقديم دينك، وإلى الدفاع عنه، وللقيام بذلك لا بد من زيادة الثقافة والرجوع إلى مصادر الإسلام وشروحه، وهناك قد يصادف القلب تلك اللحظة التي ينشرح فيها للإسلام ليصبح الشاب داعية حقيقيا له إسهاماته بين جمهور الإنترنت.
وإذا كنا نتحدث عن الدعوة إلى الله عبر الإنترنت، فلا بد أن نشير إلى أن أسلوبها لم يعد تقليديا، كما أن وسيلتها ليست تقليدية، هل رأيت من يدعو إلى الله بنشر "نكت إسلامية"؟ أو بمواد مصورة تدعو إلى التأمل في عجائب الكون، أو تدفع إلى الغيرة على الدين المحارب في أنحاء الأرض، هذا فضلا عن غرف الحوار الصوتي لكثير من الدعاة الممنوعين من الخطابة، أو المهاجرين، أو الرسائل الدعوية الدورية باللغات المختلفة عبر البريد.
والإنترنت ساهمت بدور كبير في مكافحة البطالة التي يعاني منها الشباب، ففي السنوات الأخيرة ظهرت كثير من المشاريع التي تدر مالا ولا تحتاج إلى رؤوس أموال أكثر من جهاز كمبيوتر واشتراك في الإنترنت، وهي فرص عمل ليس مؤهلا لها إلا الشباب وحدهم، ولا ينازعهم فيها كبار السن.
والإنترنت ساهمت بصورة كبيرة في التعارف بين الشباب العربي، وهي معرفة تترك أثرها المباشر في خبراته العملية ومعلوماته الثقافية وانتماءاته ، وإذا كانت نوادي هواة المراسلة عبر الصحف لعبت قديما دورا حميدا في تدعيم الصلات وتبادل الخبرات بين الشباب، إلا أن هذا الدور ظل محدودا بمحدودية انتشار الصحف والقيود المفروضة على توزيعها خارج حدود الدولة.

تخمة ثقافية !
وإذا كنا نتهم الشباب اليوم بأنه قليل الثقافة، فإن مشكلته الحقيقية هي معاناته من التخمة الثقافية؛ فالمعروض من المعلومات والثقافة المجانية أمام عينيه أوسع كثيرا من قدرة أي إنسان على الاستيعاب، وهو يقطف من هذه الثقافة شذرة من هنا وشذرة من هناك، ودور الكبار هنا يكون في توجيهه لتكوين ثقافة تراكمية تدعم قدرته على مواجهة الحياة، وفي مساعدة هؤلاء الشباب على أن تكون لديهم قدرات الفرز للتمييز بين الغث والثمين، والصادق والمخادع في فضاء الإنترنت.
إن الإنترنت ليس شرا كله، وشبابنا استطاع إلى حد كبير أن يجعل منها عالما مليئا بالخير، فلماذا لا نشد على يديه لنملأ هذا الفراغ ؟!

منقول عن الشبكة الإسلامية

نائل سيد أحمد
09-19-2007, 01:03 PM
موضوع جدير بالإهتمام والرعاية من قبل مهتمين ومخلصين ..الخ ، موضوع بحاجة لدراسة موسعة وخطط مبرمجة وتوحيد صفوف نشطة من قبل مجموعة من الشباب الواعي والمهتم .