المتأمل
07-12-2004, 03:12 PM
..........
وفاة خالي محمد بالأمس رحمه الله تعالى أعادت للعائلة جو الموت ورائحته الغريبة المميزة .. لم يكن غريباً على العائلة أن تفقد أحداً منها ، فكل العائلات تمر بمثل هذا الظرف الحزين فترة بعد أخرى ، لكن هذه الوفاة أخذتني في رحلة تأمل حول الموت وماهيته ، ولما يخاف الناس منه والبعض منهم يتشائم عند ذكره ..؟؟
موتة الخال رحمه الله كانت هادئة بسيطة ومفاجأة لدرجة أن أهله وأولاده في البيت لم يلحظوا ولم يسمعوا شيئاً حتى توفي وانتقل إلى الرفيق الأعلى .. حتى َوجهه الحبيب الطيب كان يبتسم - حسب شهادة من كشف عن وجهه - في القبر .. وتساءلت :
- لم لا يبتسم وهو بإذن الله قد إرتاح من هموم الدنيا وعلاتها ومشاكلها التي لا تنتهي ..؟؟
- ولم لا يبتسم وهو صاحب خير وفضل على كثير من الناس الفقراء قبل الأغنياء ولا يمر شهر إلاّ وقد أخرج فيه من ماله لله والمحتاجين ..؟؟
- ولم لا يبتسم وهو رحمه الله تعالى لا نعرف عنه أذيّة ولا ضغينة على أحد أو لأحد ، فقد كان نعم الإنسان لجيرانه وأقرباءه ومعارفه .. بل وحتى الموظفين الذين كانوا يعملون عنده ..؟؟
أما الموت بحد ذاته رغم مايحيطه الناس بهالة كبيرة من الخوف والهلع ليس إلاّ حالة من الإنفصال الطويل بين الجسد والروح .. فأرواحنا تنفصل يومياً في موتتنا الصغرى عن أجسادنا لتذهب للسماء فترى ماتراه من رؤى صالحة أو من الشيطان ثم تعود حين يقظتنا من النوم .. أمّا بعض الناس المقدر لهم الموت ذاك اليوم فلا تعود .. وتبقى هناك في السماء حتى يحين أجل العودة مرة أخرى للجسد بعد البعث .
وهذه الفترة - مدة الإنفصال - التي نراها طويلة بمقاييسنا الدنيوية ليست إلا سويعات كأنها مابين صلاة الظهر والعصر عند عالم الروح و الأثير ...!!
عندما نبكي من الموت فإننا نبكي على أجسادنا التي تتركها الروح هاربة من عللها حتى تنطلق براحتها ِلُترفرف في جنات النعيم بإذن الله ... هذه الأجساد البالية الضعيفة التي أنهكتها الأمراض والمشاكل الدنيوية .. فهي كالثوب عندما تأكله السنون والأزمان لابد من إستبداله بآخر جديد .. فهل نبكي حين نستبدل ثوباً قديماً بآخر جديد ..؟؟
الأغرب من هذا هو بكائنا وخوفنا من الموت حتى لا نترك هذه الدنيا التي نحيا فيها بتعب ونكد ومرض ورؤية ُكل بغيض ..!!
لم نبكي ونتخوف من الموت القادم لا محالة ..؟؟
المسلم المؤمن لا يخاف لقاء ربه .. بل يُحب هذا اللقاء ويتمناه كما يُحب المولى عزوجل لقاءه .. لكنها النظرة القاصرة التي تجعلنا نتمسك بدنيا لم ُيخلق الإنسان فيها إلاّ ليكابد ويتعب ويمرض .. وليجاهد شياطين الإنس والجن ليلاً ونهاراً ..
الذي يتطيّر من الموت ويتشاءم منه لا يظن بالله الرحمن الرحيم ظناً حسناً .. الذي يقول لنا بصريح العبارة : أنا عند ظن عبدي بي ..!!
دعونا لا نتخوف من الموت ولا نتشاءم منه وننظر له نظرة الحقيقة التي خلقه الله عليها .. فهو ( عملية مثل الولادة ) لابد منها للإنتقال من مرحلة دنيا الشقاء والتعب والأمراض إلى مرحلة الخلود في النعيم وجناتها والحرية من كُل مايكبل أرواحنا المتعطشة للإنطلاق من قيودها ..
ودعونا نتفهم الموت ورائحته الغريبة علينا ونتعايش معها على أنها عملية تبديل ثوب جديد بالقديم الذي مللناه واستهلكته السنين والأيام ..
فهل رأيتم أحداً عاقل يبكي على ثوبه القديم الهالك والممزق عندما يرميه في مقبرته ( سلة المهملات ) ليلبس ثوباً جديداً ناصعاً ..؟؟
وفاة خالي محمد بالأمس رحمه الله تعالى أعادت للعائلة جو الموت ورائحته الغريبة المميزة .. لم يكن غريباً على العائلة أن تفقد أحداً منها ، فكل العائلات تمر بمثل هذا الظرف الحزين فترة بعد أخرى ، لكن هذه الوفاة أخذتني في رحلة تأمل حول الموت وماهيته ، ولما يخاف الناس منه والبعض منهم يتشائم عند ذكره ..؟؟
موتة الخال رحمه الله كانت هادئة بسيطة ومفاجأة لدرجة أن أهله وأولاده في البيت لم يلحظوا ولم يسمعوا شيئاً حتى توفي وانتقل إلى الرفيق الأعلى .. حتى َوجهه الحبيب الطيب كان يبتسم - حسب شهادة من كشف عن وجهه - في القبر .. وتساءلت :
- لم لا يبتسم وهو بإذن الله قد إرتاح من هموم الدنيا وعلاتها ومشاكلها التي لا تنتهي ..؟؟
- ولم لا يبتسم وهو صاحب خير وفضل على كثير من الناس الفقراء قبل الأغنياء ولا يمر شهر إلاّ وقد أخرج فيه من ماله لله والمحتاجين ..؟؟
- ولم لا يبتسم وهو رحمه الله تعالى لا نعرف عنه أذيّة ولا ضغينة على أحد أو لأحد ، فقد كان نعم الإنسان لجيرانه وأقرباءه ومعارفه .. بل وحتى الموظفين الذين كانوا يعملون عنده ..؟؟
أما الموت بحد ذاته رغم مايحيطه الناس بهالة كبيرة من الخوف والهلع ليس إلاّ حالة من الإنفصال الطويل بين الجسد والروح .. فأرواحنا تنفصل يومياً في موتتنا الصغرى عن أجسادنا لتذهب للسماء فترى ماتراه من رؤى صالحة أو من الشيطان ثم تعود حين يقظتنا من النوم .. أمّا بعض الناس المقدر لهم الموت ذاك اليوم فلا تعود .. وتبقى هناك في السماء حتى يحين أجل العودة مرة أخرى للجسد بعد البعث .
وهذه الفترة - مدة الإنفصال - التي نراها طويلة بمقاييسنا الدنيوية ليست إلا سويعات كأنها مابين صلاة الظهر والعصر عند عالم الروح و الأثير ...!!
عندما نبكي من الموت فإننا نبكي على أجسادنا التي تتركها الروح هاربة من عللها حتى تنطلق براحتها ِلُترفرف في جنات النعيم بإذن الله ... هذه الأجساد البالية الضعيفة التي أنهكتها الأمراض والمشاكل الدنيوية .. فهي كالثوب عندما تأكله السنون والأزمان لابد من إستبداله بآخر جديد .. فهل نبكي حين نستبدل ثوباً قديماً بآخر جديد ..؟؟
الأغرب من هذا هو بكائنا وخوفنا من الموت حتى لا نترك هذه الدنيا التي نحيا فيها بتعب ونكد ومرض ورؤية ُكل بغيض ..!!
لم نبكي ونتخوف من الموت القادم لا محالة ..؟؟
المسلم المؤمن لا يخاف لقاء ربه .. بل يُحب هذا اللقاء ويتمناه كما يُحب المولى عزوجل لقاءه .. لكنها النظرة القاصرة التي تجعلنا نتمسك بدنيا لم ُيخلق الإنسان فيها إلاّ ليكابد ويتعب ويمرض .. وليجاهد شياطين الإنس والجن ليلاً ونهاراً ..
الذي يتطيّر من الموت ويتشاءم منه لا يظن بالله الرحمن الرحيم ظناً حسناً .. الذي يقول لنا بصريح العبارة : أنا عند ظن عبدي بي ..!!
دعونا لا نتخوف من الموت ولا نتشاءم منه وننظر له نظرة الحقيقة التي خلقه الله عليها .. فهو ( عملية مثل الولادة ) لابد منها للإنتقال من مرحلة دنيا الشقاء والتعب والأمراض إلى مرحلة الخلود في النعيم وجناتها والحرية من كُل مايكبل أرواحنا المتعطشة للإنطلاق من قيودها ..
ودعونا نتفهم الموت ورائحته الغريبة علينا ونتعايش معها على أنها عملية تبديل ثوب جديد بالقديم الذي مللناه واستهلكته السنين والأيام ..
فهل رأيتم أحداً عاقل يبكي على ثوبه القديم الهالك والممزق عندما يرميه في مقبرته ( سلة المهملات ) ليلبس ثوباً جديداً ناصعاً ..؟؟